يقوم التعامل مع ازدواج الشخصية على ثلاثة محاور رئيسية لاسيما إن كان المريض أحد أقربائك وبالتالي فأنت مضطر إلى التعامل معه معظم الوقت وفي كافة حالاته النفسية وتقلباته المزاجية، تلك المحاور الثلاثة هي الدعم فأول ما يحتاجه أي مريض نفسي هو أن يجد الدعم الكامل ممن حوله حتى يساعده ذلك في رفع معنوياته وتقبل المرض، المحور الثاني هو العناية بالمريض من الناحية الجسدية والعاطفية فحتى وإن كان المرض النفسي بعيد كل البعد عن الإصابات الجسدي فمجرد وجود اضطراب غير عادي في الجسم قد يدفع صاحبه إلى إيذاء نفسه عن قصد أو دون قصد. المحور الثالث والأخير هو أن تتعلم جيداً عن حقيقة هذا المرض وكيفية التعامل معه حتى تتقبل أنت بدورك هذا المريض كواحد في محيطك الاجتماعي.
طريقة التعامل مع ازدواج الشخصية
الربط بين تصرفات المريض وطبيعة المرض
كن على دراية بأن المرض النفسي وبالتحديد مرض ازدواج الشخصية يتحكم في قطاع كبير من تصرفات المريض وردود أفعاله غن لم يكن في معظمها، فأكثر أعراض مرض ازدواج الشخصية شيوعاً بين مرضاه هو التبادل المتكرر بين الشعور بالاكتئاب الحاد من ناحية الذي يدفع المريض للعزلة الدائمة وتجنب الاجتماعيات بشتى أنواعها وربما قد يدفعه للتفكير في الانتحار وبين الهوس من ناحية أخرى أو السعادة المفرطة التي تسبب دخول المريض في حالة هستيريا ضحك بدون سبب أو داعي مما يدفع الجميع للتعجب من مصدر تلك التصرفات؛ ولذلك يجب أن تتفهم جيداً أن التعامل مع ازدواج الشخصية يعني التعامل مع تصرفات قد تبدو لك غريبة ومتناقضة لكن يتوجب عليك تقبلها وعدم إشعار المريض أنه يقوم بأفعال تضايق من حوله بل على العكس يجب أن توفر كل الدعم النفسي كاملاً الذي يحتاجه لتخطي تلك المراحل المتأزمة من حياته، وكلما تحسنت حالة المريض المعنوية كلما قلت شدة المرض وربما اختفت تماماً.
ساعد المريض على تلقي علاجه كاملاً
بعض الأمراض النفسية يكون علاجها بجلسات مطولة على نحو متكرر ومعدل ثابت يخضع فيها المريض النفسي للجلوس مع طبيبه الخاص والتحدث معه باستفاضة وبحرية كاملة وسرية تامة، وبعض الأمراض النفسية الأخرى يكمن علاجها في تلقي أدوية طبية تقوم على إرجاع الجهاز العصبي للمريض لحالته المستقرة ولتوازنه الطبيعي وفي حالة ازدواج الشخصية يكون أفضل علاج للمريض هو تلقي تلك الأدوية الطبية والتي قد تمنعه من ممارسة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي كما كان معتاد في السابق؛ وبالتالي قد يصاب المريض بالضيق من جراء تلك الأدوية مما يدفعه إلى الإعراض عنها بل وقد يصل الأمر إلى أن يخفي ذلك عن عائلته فلا يخبرهم أنه لم يعد يأخذ تلك الأدوية بعد الآن؛ لذلك يجب على كل من يتوجب عليه التعامل مع ازدواج الشخصية بحكم الاحتكاك المستمر بالمريض سواء ضمن إطار العائلة أو الأصدقاء أو حتى الطبيب الخاص أن يتساهل مع المريض ولا يشعره بأن الدواء فرض عليه وعقاب له بل على العكس يصور له هذا الدواء على أنه الطريق لحياة مستقرة أخرى خالية من الاضطرابات النفسية ولذلك فإن عليه أن يواظب عليها مهما كلفه الأمر هذا إن أراد أن يتجنب حدوث نوبات ازدواج الشخصية مرة أخرى والتي عانى منها وسببت له مشاكل عديدة ترتبت عليها.
التركيز مع حالات هستيريا المريض أكثر من الاكتئاب
قد يبدو لك للوهلة الأولى أن التعامل مع ازدواج الشخصية يعتبر أهم عند دخول المريض في نوبات الاكتئاب إذ أنك تلاحظ انعزاله وانطوائه بشكل مخزي مما يثير بداخلك غريزة المساعدة والوقوف بجواره بكل ما أوتيت من قوة على عكس نوبات الهستيريا التي تجد فيها المريض تغمره السعادة والضحك المستمر بسبب أو بدون السبب فتشعر أنه بخير وبأحسن حال ولا يحتاج للمساعدة على الإطلاق، لكن على العكس فإن نوبات الهستيريا أكثر ضرراً على مريض ازدواج الشخصية من نوبات الاكتئاب وذلك لأن المريض عندما يشعر بالسعادة قد يطمئن أكثر ويشعر أنه قد شفي ولو قليلاً وبالتالي يعرض عن استكمال علاجه حتى تأتيه نوبة الاكتئاب مرة أخرى فيعاود استكمال العلاج مجبراً؛ ولذلك عندما تجد المريض قد أصيب بنوبات الهستيريا حاول أن تبقى بجواره طيلة الوقت وأن تتأكد من التزامه بمواعيد الدواء والجرعات المطالب بها.
تجنب عوامل الخطر
سواء في حالات الهستيريا أو خلال نوبات الاكتئاب فإن مريض ازدواج الشخصية قد يؤذي نفسه بشدة بطريقة أو بأخرى إما بمحاولة الانتحار أو بتعاطي مخدرات مثلاً أو بالاعتداء الجسدي أو اللفظي على نفسه وعلى من حوله وكلها عوامل إن علم المريض بأنه قام بها بالفعل فإن معنوياته تتحطم ويشعر بأن علاجه يسير في طريق مسدود؛ لذلك حاول إبعاد المريض عن كل ما قد يدفعه للأذى كالأفراد الذي يكرههم أو الأدوات الحادة والأسلحة وكل ما يمكن استعماله بشكل سلبي، أيضاً بعد انقضاء النوبة حاول ألا تقص على المريض ما فعله لأن ذلك قد يصيبه بالحزن والضيق الشديدين على ما يتسبب به من أذى لمن حوله وهو ما يؤثر بالسلب على العلاج.
تجنب العوامل المحفزة
العوامل المحفزة هي كل ما يدفع المريض إلى الدخول في نوبات الازدواج متمثلة في الاكتئاب أو في الهستيريا وهي مجموعة أشياء لن تتمكن من معرفتها إلا بملاحظة كل المؤثرات المتواجدة حول المريض وكيف تؤثر عليه بالسلب أو بالإيجاب، وكلما لاحظت مؤثراً سلبياً حاول إبعاده عنه طيلة الوقت وذلك من مبادئ التعامل مع ازدواج الشخصية الأساسية.
اعتني بنفسك جيداً
قد يؤثر التعامل مع ازدواج الشخصية بالسلب عليك وعلى من حول المريض حيث يشعرون بالضغط والتوتر الدائمين وشيئاً فشيئاً يدركون مدى ثقل العبء الملقى على كاهلهم وربما يصلون إلى لحظة يقتنعون فيها بأنه لا قبل لهم بتحمل مثل ذلك العبء؛ لذلك حاول دائماً التخفيف من حدة الأجواء ومن التوتر الموجود وذلك بالبحث عن كل ما يريح أعصابك ويهدئ من روعك كالاستماع إلى موسيقى هادئة مثلاً أو التنزه أو الجلوس مع رفقائك المفضلين، وكن على دراية تامة بأن التعامل مع ازدواج الشخصية سيتطلب منك قدراً كبيراً من التحمل والصبر والجلد. فكن مستعداً.
تفهم طبيعة المرض
من أهم أسس التعامل مع ازدواج الشخصية هو أن تتفهم طبيعة المرض جيداً، فمرض ازدواج الشخصية هو مرض جيني في الأساس أي ينتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء وبالتالي حاول أن تتجنب لوم وعتاب المريض بشكل مستمر وكأن الخطأ خطؤه بل على العكس كل ما يتواجد من عيوب في الشخصية كالضغط أو التوتر المستمر كلها عوامل لا تسبب حدوث ازدواج الشخصية بمفردها بل هي مجرد عوامل مساعدة تؤدي لظهور الأعراض بشكل أوضح يلاحظه الجميع، فإن لم يكن الأساس (الاستعداد الجيني) موجود لدى المريض لن تؤدي كل تلك العوامل السابقة إلى الإصابة بازدواج الشخصية مهما كانت شدتها.
أضف تعليق