تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » التصلب المتعدد : ما هو مرض التصلب المتعدد وكيف تحمي نفسك منها؟

التصلب المتعدد : ما هو مرض التصلب المتعدد وكيف تحمي نفسك منها؟

هل سمعت من قبل عن مرض التصلب المتعدد ؟ في الحقيقة هذا المرض من الأمراض العصبية المناعية الخطيرة جدًا، نتعرف على معلومات مهمة عن هذا المرض هنا.

التصلب المتعدد

بدون تعقيدات طبية فإن مرض التصلب المتعدد يعنى تلف الغشاء المحيط بأعصاب الجسم؛ حيث يقوم جهاز المناعة بإتلاف هذا الغشاء الذي من المفترض عليه حماية الأعصاب وتكوينها الداخلي والحفاظ على سهولة مرور النبضات العصبية من خلالها، فينتج هذا التآكل أو التلف الذي يؤثر سلباً على عملية الاتصال بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم مسبباً حدوث إنهاك عام في جميع أجهزة وعضلات الجسم وإذا استمر المرض في التطور يؤدي إلى إصابة الأعصاب ذاتها والتي من المعروف عنها أن الأعصاب ضررها غير قابل للإصلاح.

وتتنوع أعراض مرض التصلب المتعدد على حسب الأعصاب المصابة وكميتها وشدة إصابتها؛ ففي الحالات المتأخرة يفقد المريض القدرة على المشي والكلام، ومن أسباب صعوبة المرض وتأخره هو صعوبة تشخيصه في مراحله الأولى لأن الأعراض تقوم بالظهور ثم الاختفاء حيث أن الأعراض قد تختفي لعدة أشهر وتبدأ بالظهور مرة أخرى. ويصيب مرض التصلب المتعدد النساء بنسبة أكثر نتيجة لكونه مرض مناعي قد يظهر في أي عمر ولكن نسبته الأكثرية ما بين العشرين والأربعين عاماً.

كل ما يخص مرض التصلب المتعدد

أعراض مرض التصلب المتعدد

تتعدد أعراض مرض التصلب المتعدد تبعاً للفترة التي أخذها المرض في الانتشار والميعاد الذي تم اكتشافه فيه ولكن بشكل عام تتنوع أعراضه مثل ما يلي:

  • الرعشة وقلة التناسق في الحركة بين أعضاء الجسم أو فقدان توازن الجسم أثناء المشي وقد يصحبه قلة الإحساس في الأطراف أي الإصابة بما يشبه التخدير فيها وعادة ما يظهر هذا الضعف في جهة واحدة من الجسم أو الأكثر شيوعاً في الجزء السفلي منه.
  • بالنسبة للنظر يتسبب مرض التصلب المتعدد في فقدان جزئي أو كلي في كل واحدة من العينين بمعنى أنه لا يصيب العينين معاً بالضرورة، وعند التهاب العصب البصري يؤدي ذلك إلى ألم عند تحريك العين في اتجاهات معينة وقد يعاني المريض في البداية من رؤية ضبابية أو ربما يشتكي من رؤية مزدوجة. وقد يشعر المريض بما يشبه ضربة كهربائية عند تحريك الرأس حركات معينة ويصاحبها إرهاق ودوخة مستمرة.
  • بشكل عام فتلك الأعراض تظهر إحداها أو بعضها لدى المريض في المراحل الأولى ثم تختفي بشكل كلي أو جزئي وتعود للظهور ثانية.

ماذا يعنى المرض المناعي؟

يعنى المرض المناعي مهاجمة مناعة الجسم للجسم نفسه؛ فالمناعة هي قدرة الجسم على محاربة الأجسام الغريبة التي تدخله كالبكتيريا والفيروسات لتحمي الجسم منها ومن آثارها السلبية ولكن في الأمراض المناعية يقوم الجهاز المناعي بمحاربة أنسجة الجسم السليمة كما يحدث في مرض التصلب المتعدد فيهاجم طبقة الميلانين التي تغلف الألياف العصبية على طول العمود الفقري والدماغ وتساعد على سرعة مرور النبضات الكهربية من خلال الأعصاب فهي تعمل كالطلاء العازل في السلك الكهربي وبالتالي عند تلفها تنقل النبضة العصبية بصورة أبطأ أو قد لا تصل إطلاقاً.

ولذلك لا يعرف العلماء حتى الآن السبب المؤكد لإصابة الشخص بالتصلب المتعدد ولماذا يحدث لإنسان دون آخر ولكن المعترف به أن العوامل الوراثية والتلوث في البيئة يساهمان بنسبة كبيرة في ذلك. من العوامل التي قد تشكل عاملاً مساعداً في نسبة الإصابة بالمرض: العمر الذي يتراوح بين العشرين والأربعين وكذلك الجنس حيث أن نسبة إصابة النساء بالمرض تصل إلى ضعف نسبة الرجال، ومن العوامل الوراثية المؤدية للإصابة بالمرض هي التاريخ العائلي الذي أثبت إصابة أحد الآباء والأجداد بنفس المرض، ولكن في الوقت ذاته العوامل الوراثية منفردة لا تؤدي إلى الإصابة بالمرض حيث أنه قد وجد أن التوائم المتماثلة ليس بالضرورة عند إصابة أحدهم بالمرض أن يصاب الآخر. العامل الثالث هو التلوث البيئي أو أكثر دقة التلوث الفيروسي ومنها فيروس ايشتاين بار.

مضاعفات مرض التصلب المتعدد

عند تطور الحالة المرضية للتصلب المتعدد وتأخر العلاج يؤدي ذلك إلى ظهور بعض المضاعفات المرضية الخطيرة كالشلل في الساقين بنسبة أكبر وتيبس العضلات والتشنجات بل قد يتطور الأمر إلى كونه عاملاً في ظهور مرض الصرع، وقد تكون المضاعفات عقلية فيكثر النسيان ويقل تركيز الفرد بشكل كبير بل يتطور إلى حدوث خلل في هرمونات المخ مما قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب. يمتد الأمر أحياناً إلى الضعف الجنسي نتيجة تلف الأعصاب وتنتج مشاكل في المثانة والتبول أثناء تطور المرض.

كيف يتم تشخيص مرض التصلب المتعدد؟

الفحوصات التي يتم استخدامها لتشخيص مرض التصلب المتعدد تكون عادة لاستبعاد الأمراض الأخرى متشابهة الأعراض فيقوم الطبيب بعمل الفحوصات التالية: فحص خلايا الدم الذي يساعد الطبيب على استبعاد أمراض معدية أو أي التهابات تؤدي لأعراض متشابهة فيلاحظ ارتفاع نسبة خلايا الدم البيضاء لمواجهة تلك العدوى، هناك فحص آخر يسمى البزل القطني ويتم هذا عن طرق سحب عينة من سائل النخاع الشوكي الموجود في قناة النخاع حيث يتم سحبها بواسطة إبرة توضع بين الفقرات لسحب السائل ومن خلال فحص السائل معملياً يمكننا الاستدلال على وجود خلل مثل ارتفاع كرات الدم البيضاء وبروتينات معينة وتساعد كذلك على استبعاد وجود أمراض فيروسية تسبب أعراضاً متشابهة.

التصوير بالرنين المغناطيسي يعتبر من أدق الوسائل التي تيسر اكتشاف وتشخيص مرض التصلب المتعدد؛ فمن خلال عمل فحص شامل للجسم وتشكيل صورة مفصلة للأعضاء الداخلية له يتم الكشف عن أضرار في العمود الفقري أو في المخ مما ينبئ بفقدان لطبقة الميلانين إلا أنها تبقى محل شك حيث أن هناك أمراض أخرى تسبب تآكل طبقة الميلانين مثل الذئبة ومرض لايم مما يستدعي إجراء فحوصات أخرى لاستبعاد تلك الأمراض.

هناك بعض الاختبارات والفحوصات الأخرى التي يتم فيها قياس الإشارات الكهربية التي يرسلها الدماغ عند استثارته بمنبهات مختلفة كالبصرية أو المنبهات الكهربية ومن خلالها يتم تحديد كفاءة توصيل النبضات العصبية على طول الجهاز العصبي.

ما هو علاج مرض التصلب المتعدد؟

العلاج الدوائي

مرض التصلب المتعدد بالرغم من عدم وجود دواء خاص شاف له بشكل كامل إلا أن علاجه ينقسم إلى قسمين أساسيين الأول هو محاولة مقاومة مناعة الجسم التي تقوم بإتلاف أنسجة الجسم المختلفة وذلك عن طريق أدوية تقلل المناعة، والثاني هو محاولة تقليل وعلاج الأعراض التي يعاني منها المريض وتأخير المضاعفات المرضية المترتبة على مرض التصلب المتعدد. ومن تلك الأدوية الكورتيكوستيرويد وهو يعتبر العلاج الأكثر انتشاراً وفاعلية لمرض التصلب المتعدد حيث أنه يقلص نسبة الالتهابات عند حدوث النوبات المختلفة، كذلك دواء الإنترفيرون وهو مضاد فيروسي في الأساس يساعد على علاج العدوى الفيروسية.

العلاج بالتدليك

العلاج الطبيعي يمثل دوراً مهماً في معالجة مرض التصلب المتعدد حيث يتم تدريب المريض على تمارين لشد وتقوية العضلات ويتم أيضاً تدريبه على كيفية استخدام آلات تسهل حياته اليومية.

وعند ظهور أعراض شديدة للمرض وعدم إظهار استجابة مناسبة لمقاومات المناعة قد يلجأ إلى استخدام تقنيات تنقية البلازما، وما زالت الأبحاث قائمة على قدم وساق لتقديم علاج نهائي لهذا المرض ومن يدري فلم يخلق الله داء إلا وخلق له دواء وكم عرفنا من أمراض في الماضي لم نكن نعرف لها علاجاً واكتشفه العلماء بعد ذلك وأنقذوا به حياة الملايين من الأفراد.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

18 − 6 =