يعرف السرطان في كثير من أوساط العامة بلقب المرض الخبيث وذلك لأن الإنسان لا يشعر بأعراض للمرض إلا بعد وصوله إلى مرحلة متقدمة باستثناء بعض الحالات القليلة التي ينجح الأطباء في التشخيص المبكر للسرطان إما بالتوقع أو عن طريق المصادفة، لكن بوجه عام إهمال العديد من الأشخاص في التوجه إلى الطبيب للكشف عن الأعراض التي يشعرون بها يعد السبب الأول في تأخير تشخيص السرطان لدى معظم الحالات؛ لذا كان لزاماً أن يعي الجميع من الوسط الطبي وخارجه كيفية التشخيص المبكر للسرطان للوقاية من دوامات العلاج المكثف في مراحله الأخيرة.
استكشف هذه المقالة
التشخيص المبكر للسرطان
كما هو موضح في مقدمة المقال فإن السبب الأول في تأخير اكتشاف السرطان وتشخيصه هو إهمال المريض في التوجه للمستشفى أو للطبيب للمشورة خاصة إن كانت الأعراض التي يشعر بها ضئيلة وطفيفة لا ترقى لدرجة الخطورة التي تدق ناقوس الخطر والذي بدوره يدفع المريض إلى سرعة التوجه لطبيب مختص، ولكن بشكل عام فإن التشخيص المبكر للسرطان لا يمكن أن يتم بمجرد سماع الأعراض من المريض أو حتى الكشف الطبي المباشر بل إن تشخيص مثل هذا المرض يعتمد في المقام الأول والأخير على الفحوصات المرئية والتي تتضمن أنواع الأشعة المختلفة وهي التي تشخص وجود كتلة ما غريبة عن الجسم في غير موضعها. أما إن كانت تلك الكتلة سرطانية أم مجرد ورم حميد أم من أشباه الأورام فلا يتم إلا بعد استئصال الكتلة أو أخذ عينة منها وإرسالها للمعمل كي يتم فحصها تحت الميكروسكوب، والأمر ذاته ينطبق على تحديد درجة الورم السرطاني هل هي متقدمة أم متأخرة.
ومع تزايد معدلات الإصابة بالسرطان حول العالم فمن الضروري والفطري كذلك أن يشعر أي شخص بالقلق بمجرد الإصابة بأعراض جسدية حتى وإن كانت طفيفة؛ فعلى سبيل المثال يبدأ سرطان الجلد بمجرد حبوب أو بثور أو حتى تزايد في حجم حبوب كانت موجودة من قبل قد يظن البعض فيها أنها مجرد ضرب من ضروب الحساسية، كذلك سرطان القولون (صاحب المعدل الأعلى في اليابان) يبدأ بمجرد شعور بالإمساك أو بآلام عند قضاء الحاجة وتتوالى فيما بعد بقية الأعراض بالتدريج، كذلك يعتبر من أهم علامات التشخيص المبكر للسرطان هو فقدان الوزن بشكل ملحوظ وارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مستمر؛ لذا إن لاحظت وجود أية أعراض غير مفسر سببها فلا تتردد في طلب الاستشارة الطبية من طبيب مختص كي يتم تدارك الأمر.
كيفية اكتشاف مرض السرطان مبكرا
بعمل إحصائيات في مختلف الدول التي تشهد معدلات عالية من التشخيص المبكر للسرطان بمختلف أنواعه وجد أن القاسم المشترك بين كافة تلك الدول هو الخدمة الصحية عالية المستوى والتي تهتم بعمل فحوصات طبية وقائية للمجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان وخاصة أنواع السرطانات التي تنتشر في تلك الدول؛ على سبيل المثال ينتشر سرطان القناة الهضمية وبالأخص سرطان القولون في اليابان وهو ما تحاول حكومتها جاهدة مقاومته عبر إجراء فحوصات وقائية بشكل دوري لكافة المواطنين كي يتم اكتشاف المصابين في مراحل مبكرة وقبل تطور الورم وانتشاره، لذلك دائماً ما ينصح بعمل فحوصات وقائية متنوعة على الجسم بشكل دوري للتأكد من سلامته.
كيف يتم اكتشاف السرطان
كما وضحنا من قبل فإن اكتشاف السرطان سواء في مراحله المبكرة أو المتقدمة يعتمد في الأساس على الفحوصات المرئية بما في ذلك كافة أنواع الأشعة بداية من الأشعة العادية والأشعة التلفزيونية وأشعة الرنين المغناطيسي وأخيراً الأشعة المقطعية، وكل تلك الأنواع من الفحوصات قادرة فقط على تحديد وجود كتلة أو ورم في مكان معين في الجسم لكنها ليست قادرة على اكتشاف ما إن كانت تلك الكتلة عبارة عن ورم حميد أم ورم سرطاني خبيث وهو ما يتم تحديد عبر فحص عينة من تلك الكتلة تحت الميكروسكوب للتأكد من صفاتها.
أعراض مرض السرطان بشكل عام
بشكل عام وبخلاف الأعراض التي تظهر على مريض السرطان والتي تختلف تبعاً لمكان تكون الورم فإن للسرطان مجموعة أعراض ثابتة لا تتغير والتي تشمل نقص وزن الجسم بشكل ملحوظ للمريض نفسه دون أن حتى استخدام الميزان لملاحظة ذلك وفي نفس الوقت إصابته بارتفاع في درجة الحرارة عدة مرات بدون تفسير طبيعي لذلك، وتلك الأعراض غالباً ما يستدل من خلالها الأطباء عند الفحص الطبي إلى شبهة وجود سرطان مما يدفعهم لطلب استكمال الفحوصات اللازمة والتي ستقطع الشك باليقين فيما يخص هذا الأمر.
الكشف عن السرطان بتحليل الدم
بالرغم من أن تحليل الدم يعتبر من التحاليل الطبية الأساسية التي يجريها معظم المرضى بشكل منتظم إما لتشخيص حالتهم أو مراقبة مدى التحسن الحادث إلا أن هذا التحليل العادي لا يمكن أن يقوم بدور التشخيص المبكر للسرطان إلا في حالات نادرة كسرطان الدم مثلاً حيث تلاحظ من خلال التحليل وجود زيادة غير طبيعية في تعداد كرات الدم البيضاء وهو ما يعتبر جرس إنذار يجبر عيون الأطباء إلى التوجه على الفور لعمل فحوصات خاصة بنخاع العظام لبيان ما إن كانت زيادة كرات الدم البيضاء بالفعل نتيجة لوجود ورم سرطاني بالنخاع أم لا؛ وعلى ذلك فإن تحليل الدم يعتبر كخطوة أولية لتشخيص الإصابة بسرطان الدم.
كم مدة اكتشاف مرض السرطان؟
من المنظور الطبي فإن مجرد ظهور الورم حتى ولو كان بحجم ضئيل لكن يكفي لظهوره واضحاً من خلال الفحوصات المرئية كفيل بتمكن الأطباء من التشخيص المبكر للسرطان، ولكن من الناحية العلمية ومن المنظور الواقعي فإن المرضى لا يلجئون بالطبع للاستشارة الطبية إلا بعد ظهور الأعراض عليهم بشكل واضح وهو ما يعني وصول الورم إلى حجم معين كافي للتأثير على الأنسجة المحيطة به؛ وعلى ذلك فينصح كل من يقع تحت دائرة خطر الإصابة بالسرطان بالتناوب على الكشف الدوري الوقائي للتأكد من صحتهم وذلك بشكل دوري. ويقصد بمن هم في دائرة الخطر السيدات كبار السن فيما يخص سرطان الثدي مثلاً ومن معروف إصابة الكثير من أفراد أسرتهم بالسرطان فيما يعني توارثه جينياً في العائلة والمدخنون بشراهة بالنسبة لسرطان الرئة ومدمنو المشروبات الكحولية فيما يتعلق بسرطان الكبد.
هل تحليل الدم العادي يكشف السرطان؟
كما هو موضح سلفاً فإن تحليل الدم العادي مسئول عن تحديد أنواع معينة فقط من السرطانات وبشكل مبدئي أي أنه يلزم للتأكد من الإصابة بالسرطان مجموعة أساسية من التحاليل والفحوصات فيما يخص سرطان الدم وكذلك سرطان العقد اللمفاوية أما بقية الأنواع من الأورام فلا يمكن تشخيصها من خلال تحليل الدم العادي.
هل تحليل الدم يكشف سرطان القولون؟
طبياً هنالك مواد تعرف باسم محددات الأورام tumor markers وهي مواد لا تكون متواجدة في الدم في الأحوال العادية أو تكون متواجدة ولكن بنسب ضئيلة، وعند الإصابة بالسرطان ترتفع نسب تلك المواد بشكل واضح في الدم وبالتالي يمكن استغلال ذلك في التشخيص المبكر للسرطان عموما ولسرطان القولون خصوصاُ الذي تعرف محددات الأورام الخاصة به باسم CEA.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق