تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف اكتشف أنني مصابة بـ التسمم الدرقي وما هو خطره؟

كيف اكتشف أنني مصابة بـ التسمم الدرقي وما هو خطره؟

في هذا الموضوع نتعرف على مفهوم التسمم الدرقي وأعراضه، طرق تشخيصه وعلاجه وآثاره؛ للمساهمة في معرفة كيفية تلافي حدة هذا المرض والقضاء عليه بشكل نهائي، وكيفية اكتشاف أنكِ مصابة بالتسمم الدرقي وما هو خطره؟ وأعراض المرض على المواليد.

التسمم الدرقي

للغدة الدرقية مكانًا ودورًا مميزين بجسم الإنسان يؤثر عليه عند حدوث أي خلل بها؛ فهي تتخذ بالجسم شكل الحرف H؛ حيث تتكون من فصين يقعان على جانبي القصبة الهوائية، ويصل بينهما النسيج الدرقي في صورة حبل رفيع، تقوم الغدة الدرقية بإنتاج هرمون الدرقين بتأثير من الهرمون المحفز للدرق المنتَج من قبل الغدة النخامية. وهرمون الدرقين يحتوي بشكل أساسي على عنصر اليود، وهو المسئول عن حدوث التفاعلات الكيميائية بالجسم؛ حيث تزداد سرعة أداء الجسم كلما زاد معدل إفرازه، ولكن عند الإفراط في إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات يحدث للإنسان حينئذٍ التسمم الدرقي والذي هو موضوع مقال اليوم.

ما هو التسمم الدرقي ؟

يحدث التسمم الدرقي بسبب زيادة إفرازات الغدة الدرقية وفرط نشاطها، ويُطلق عليه أيضًا “التورم الدرقي السمي” أو “مرض غريفز”، وتتحكم الغدة النخامية بما تفرزه من هرمون محفز للغدة الدرقية، وبالتالي عندما يحدث خلل في سيطرة الغدة النخامية تبدأ الغدة الدرقية بزيادة نشاطها والعمل على إفراز هرمون الدرقين بكميات كبيرة، ويزيد تركيز هرمون الثيروكسين الحر (FT4) أو اليود ثيرونين الثلاثي (T3) أو الاثنان معًا مما يؤدي لتسريع التفاعلات الكيميائية بالجسم، والتي تؤثر على العمليات البدنية والعقلية فيه.

تسمم الدرقية

تفوق نسبة انتشار التسمم الدرقي لدى النساء تلك الموجودة لدى الرجال، ومن عوامل إصابة الإنسان بالتسمم الدرقي: زيادة نشاط الغدة الدرقية، وجود التهاب حاد بالغدة الدرقية، فرط تناول الأدوية التي تؤثر على نشاط الغدة الدرقية، وجود تاريخ أسري لحالات الإصابة بالتسمم الدرقي، وإصابة الجسم بأحد أو بعض الأمراض المناعية.

أعراض التسمم الدرقي

من الأعراض والعلامات الشائعة لحالات التسمم الدرقي:

  • التوتر، الأرق، اضطراب خفقان القلب، قلة التركيز، وزيادة العصبية والحركة.
  • فقدان الوزن مع وجود الإفراط في تناول الطعام.
  • عدم تحمل الجسم لحرارة الجو المرتفعة.
  • ضيق في التنفس وظهور ورم أو تضخم بالرقبة.
  • التهاب أو تهيج بالعين.
  • نشاط الحركة المعوية والإصابة بالإسهال.
  • ظهور آلام بالعضلات، وضعف وتعب بالجزء العلوي من الفخذين والذراعين.
  • ترقق طبقات الجلد.
  • صعوبة في التنفس.
  • ارتعاش خفيف باليد.
  • اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء.
  • حدوث ورم بالساقين وضيق في التنفس للمرأة الحامل.
  • تعب وتعرق مستمر.

أعراض المرض على المواليد

تظهر أعراض المرض على المواليد خلال الأسبوعين الأول والثاني من الولادة، وقد ثبت أن نسبة 1% بالأطفال الذين لديهم أمهات يُعانون من مرض زيادة النشاط بالغدة الدرقية سيصابون بنفس المرض بعد الولادة؛ وذلك لأن الجسم المضاد الذي ينشط مستقبلات الهرمون الخاص بتحفيز الغدة الدرقية من خلال المشيمة الأم للجنين يحفز إفرازات الغدة الدرقية لديه، وينبغي قياس مدى وجود تلك الأجسام المُضادة في جسم الأم في الأشهر الأخيرة من حملها؛ لأن ارتفاعها عن معدل إفرازها الطبيعي أكثر من خمس مرات له علاقة وثيقة بفرط نشاط الغدة الدرقية. ومن الأعراض الدالة على فرط النشاط بالغدة الدرقية لدى الجنين ما يلي:

تضخم بالغدة الدرقية والذي يُلاحظ بالسونار وضعف النمو وتشوه عظام الجنين من علامات زيادة النشاط بغدة الجنين، والتي يمكن علاجها عن طريق تناول الأم أدوية لعلاجه. بالإضافة إلى ارتفاع معدلات خفقان قلب الجنين بما يزيد عن 160 ضربة بالدقيقة. وبعد ولادة المولود يمكن عمل اختبار دم له؛ وذلك لمعرفة ما إذا كان الطفل مصابًا بزيادة نشاط الغدة الدرقية أم لا.

ومن المؤشرات التي قد تنوه لإصابة المولود بالمرض: صغر الوزن، وجود تشوه بالجمجمة؛ حيث يكون الرأس صغير والوجه مثلث وحجم الطحال والكبد كبير. وإذا أهمل المريض البحث عن العلاج المناسب لأعراض التسمم الدرقي الظاهرة فإنه بعد مرور فترة يزداد تورم الرقبة، فيحدث ضغط على القصبة الهوائية والبلعوم والأعصاب المرتبطة بالحبال الصوتية، وحينها يستطيع المريض الشعور بوجود ضغط في رقبته والقيام بالبلع بصعوبة، وقد يبلغ الأمر في النهاية حدوث جحوظ في العينين.

طرق تشخيص مرض التسمم الدرقي

لكي يستطيع الطبيب تشخيص إصابة الفرد بالتسمم الدرقي يلجأ لإجراء العديد من الفحوصات الطبية مثل: عمل تحاليل طبية للغدة الدرقية؛ لمعرفة نسبة إفراز هرمون الثيروكسين بالدم، وفي حالة إصابة المريض بهذا النوع من التسمم الدرقي تكشف نتائج التحاليل عن وجود نسبة مرتفعة من هرمونات الغدة الدرقية (T3, T4)، ونسبة منخفضة من تركيزات الهرمونات المحفزة للغدد الدرقية (TSH). ومن طرق التشخيص أيضًا تصوير الغدة الدرقية باستخدام الموجات فوق الصوتية؛ حيث يتم عمل إشاعات على الرقبة.

طرق علاج مرض التسمم الدرقي

بعدما يتأكد الطبيب من إصابة الفرد بالتسمم الدرقي يعمد إلى اتخاذ الخطوات العلاجية استنادًا إلى سبب الإصابة بالتسمم، ومن أولى هذه الخطوات:

وصف الأدوية

وذلك للتقليل من أعراض التسمم الدرقي، وكذلك أدوية خاصة بدحض إفراز الهرمونات الدرقية، ويستمر كورس العلاج هذا لمدة عام؛ للتأكد من فعالية العلاج بشكل كامل، ويستطيع المريض ملاحظة علامات التحسن خلال أول شهرين منه.

استخدام طرق العلاج باستخدام اليود المشع

قد وجد الخبراء الطبيين أن العلاج الإشعاعي غير آمن لاستخدامه أثناء فترة الحمل؛ ففيه خطر كبير على الجنين، ولذلك أحيانًا قد يلجأ الأطباء لإجراء العمليات الجراحية إذا لم يفلح استخدام الأدوية في إنجاز الغرض العلاجي، وإن كان الإجراء الجراحي يحتمل حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة، فينبغي استشارة الطبيب خطوة بخطوة؛ فهو أفضل من يقدم طريقة العلاج المثالية وذلك بحكم متابعته للحالة ومدى إصابتها.

استئصال جزء من الغدة الدرقية أو كلها عن طريق إجراء عملية جراحية

وذلك إذا بلغت من النشاط ذروته، وزادت إفرازاته، وتبلغ نسبة الشفاء من هذا المرض نسبة كبيرة تصل إلى تسعين بالمائة من حالات المرضى المصابين بهذا المرض.

الآثار المترتبة على مرض التسمم الدرقي

وهناك خطورة من مرض التسمم الدرقي على بعض الحالات والفئات العمرية إذا لم يتم علاجه، ومنها:

كبار السن

حيث أنهم أكثر فئة عمرية متأثرة بهذا المرض خاصةً إذا كانوا يعانون من أمراض أخرى مثل: أمراض القلب، ضغط الدم وأمراض أخرى، فقد ينتهي الأمر بالوفاة بسبب هذا المرض.

المرأة الحامل

في حالة المرأة الحامل قد يؤدي نشاط الغدة الدرقية إلى الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو ولادة مولود ناقص الوزن، حدوث مضاعفات الحمل من فشل بالقلب، أو تسمم الحمل الذي قد يسبب فقدان الجنين. تستطيع المرأة المصابة بهذا المرض قبل الحمل أن تنظم مستوى الهرمونات وذلك قبل حدوث الإخصاب من الأساس؛ حفاظًا على سلامتها وسلامة الجنين.

المواليد

إذا كانت الأم مصابة بالتسمم الدرقي قد يؤدي ذلك إلى إصابة الطفل المولود بتضخم في الطحال والكبد، وقصور في وظائف القلب، وغيرها من الأعراض المذكورة سابقًا.

لقد تناولنا أحد الأمراض التي ينبغي الانتباه لخطورتها ومعالجة أعراضها منذ البداية؛ حتى لا تحدث أي تطورات غير مرغوب بها وخاصةً بالنسبة لكبار السن والنساء الحوامل والمواليد؛ فقد يؤدي إهمال العلاج وانعدام الاهتمام إلى الوفاة وحدوث مشاكل صحية للأجنة بعد ولادتهم.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

ياسمين أنور

حاصلة على ليسانس لغة عربية جامعة الإسكندرية، شغوفة بالقراءة والاطلاع وأحب عملي ككاتبة جدًا وما يدفعني للأمام هو تشجيكم لي.

أضف تعليق

عشرة − سبعة =