التخطيط التنافسي كلمة مهمة جدًا في حياتنا اليومية، ولكن البعض لا يعيرها انتباهه لأنه لا يعتبر أنه في منافسة من الأساس. ولكن الحقيقة هي أننا نتنافس يومياً مع غيرنا في كل شيء تقريباً. ولكن هذا التنافس يظهر جلياً في العمل مع الذين يعملون نفس عملنا ويكونوا مؤهلين للترقية، ولذلك نجد أن هذا الأمر طبيعي. ومما لا شك فيه أن وجود ترقية هو حافز لأي شخص أن يعمل بجد. التخطيط التنافسي ليس فقط في العمل بل في الرياضة، في الموسيقى، في أي عمل تعاوني بين أكثر من شخص، حتى لو كانوا يحبون بعضهم البعض. ولكن في الأخير التنافس شيء صحي ويجعل الجميع يطور من نفسه ليصل إلى مكانة ومرحلة جيدة جدًا في أي كان ما سيفعل.
ولذلك يجب علينا جميعًا أن نعرف ما هي الخطوات الصحيحة للتخطيط التنافسي. فالتنافس العشوائي لن يجعلك في المقدمة أبدًا بل التخطيط، ودراسة الأوضاع والأشخاص والمشاكل، هو الذي يجعلك تفهم كيفية المجريات والأمور. حتى فكرة المجهود نفسها، فالتخطيط التنافسي يجعلك لا تبذل مجهود في الفراغ بل كل مجهود تفعله يكون موجه ويكون له قيمة كبيرة. ولذلك الأمر مهم جدًا للتطوير الذاتي لك.
كيف تكتسب مهارات التخطيط التنافسي بنفسك؟
تحليل نفسك
مهم جداً لك أن تحلل نفسك في التخطيط التنافسي، وهذا لسبب بسيط لأنك تريد أن تفهم ما هي قدراتك، وعلى أي أساس ستتنافس ومن ستنافس. فليس من الممكن أن تكون شخص موهوب في الرسم وتنافس في عزف الموسيقى. تحليل نفسك يجعلك تفهم نفسك، وتفهم إمكانياتك، ومن ثم تبدأ في فهم نقاط ضعفك ونقاط قوتك. وهذا هو لب الموضوع، حيث أنك عندما تعرف وتكشف نفسك ستفهم كيفية التعامل مع إمكانياتك. ستفهم احتياجك، وستبدأ التخطيط السليم. فلو كان احتياجك يعتمد على الماديات إذاً لابد أن تتصرف في مال لازم لإتمام التخطيط التنافسي. إذا كنت تحتاج تدريب فستتدرب، إذا كنت تحتاج مدرب، فتبحث عن شخص يعطيك الخبرة والنصيحة، وهكذا. تحليل نفسك سيجعلك على بداية التخطيط التنافسي السليم للفوز عن استحقاق بما تريد أن تفوز به. ومن تحليل نفسك أريد أن أخذك إلى المرحلة التالية.
تحليل المنافسين
هذا الأمر أساسي في التخطيط التنافسي، ببساطة لأن أي منافسة بها منافسين. وعندما تنافس أشخاص فيجب عليك أن تفهم من تواجه. أن تفهم نقاط قوتهم التي يتفوقون فيها عليك، ونقاط ضعفهم التي تستطيع أنت أن تستغلها. ونقاط الاتزان لديهم التي لن تستطيع استغلالها ولكن تستطيع تجنبها. كلها تفاصيل بسيطة ولكنها مهمة جداً في التخطيط التنافسي. فلن تفوز ولن تتفوق أبداً وأنت لا تعلم ماذا يمتلك منافسيك. وعلى هذا الأساس يجب عليك أن تبحث عن المنافسين واحد تلو الأخر، وتفهم كل شيء عنهم. ولو كنت رياضي أو موسيقي أو فنان أو موظف، يجب عليك أن تعلم أنه في أي مجال المنافس لن يرحمك، وسيستغل هو نقاط ضعفك، وسيدرسك كما تدرسه أنت. ولكن الفارق الوحيد هو في كيفية التوصل لأقصى حد من المعلومات، وتطوير من الذات حتى تفهم كيف تتعامل مع المنافسين من حولك. أيضًا معرفة المنافسين يجعلك تفهم ما هو الوقت المناسب للمنافسة. فمثلا لا يمكن أن تكون مبتدأ في شيء وتذهب إلى منافسة محترفين، ببساطة لأنك لا تمتلك إمكانيات المحترفين.
حلول وحلول بديلة
هذا ينقلنا إل المرحلة التالية في التخطيط التنافسي، وهو إيجاد الحلول والبحث عن الحلول البديلة. عندما تكون هناك منافسة، لابد أن تكون هناك مشاكل، لابد أن تكون هناك صعوبات وتحديات. ولذلك عليك بعدما حللت نفسك وحللت المنافسين أن تبحث عن حلول. وليس البحث عن حلول هو عن طريق أن تضع أي حل يأتي في ذهنك. بل الحل أيضًا يكون مبني على التخطيط التنافسي، بحيث أن تضع في ذهنك نقاط الضعف ونقاط القوة لك وللمنافسين ومن ثم تضع خيال وتوقعات لمجريات الأمور. وترى الحلول في عقلك هل هي فعالة أم ليست منطقية. تضع خطة وتنقدها بنفسك، تكون أنت المنافس والمتنافس في نفس الوقت. حتى تخرج في الأخير بخطة للفوز محكمة. ولكن هذه ليست النهاية، فالتخطيط التنافسي السليم لابد أن يكون فيه خطة بديلة دائمًا. تحسبًا لأي ظرف طارئ أو شيء أنت لم تتخذه في الحسبان. والخطة البدلية يجب أن تكون خطة أكثر عمومية وشمولية وتتماشى مع الظروف العشوائية لأي تنافس.
التدرب على الحلول
لن تفوز في أي منافسة وأنت لم تتدرب على الحلول الذي أوجدتها لهذه المنافسة. ولذلك في أي تخطيط تنافسي يجب عليك دائماً أن تضع خانة دائمة للتدريب، أي كان ما ستدرب عليه. لو كنت رياضي فيجب عليك أن تفعل التمارين الرياضية المناسبة بشكل منتظم. لو كنت موسيقي يجب أن تتدرب على اللحن جيدًا حتى تتقنه. فكرة التدريب تجعلك دائمًا متمكن فيما تفعله. وهذا يفيد جدًا، بل إن سر المحترفين دائماً هو أنهم يأخذون حياتهم وعملهم في سكة المنافسة الذين يريدون الفوز بها، فتصير حياتهم عبارة عن أوقات تدريب مختلفة. أيضًا يجب عليك في كل وقت تتدرب فيه تحضيراً لمنافسة ما، أن تستحضر روح هذه المنافسة في عقلك حتى تحفز نفسك. وتفيد أيضاً في أمر أخر، هو ألا تخاف من المواجهة والمنافسة في وقتها. ومن هنا تنقلنا التدريبات إلى النقطة المهمة والملهمة جدًا في التخطيط التنافسي.
الثقة في النفس
التدريب يقودك إلى هذه النقطة المهمة دوماً، فأنت في أي منافسة تحتاج إلى شخصية الفائز، وشخصية الفائز لا تتحقق إلا بالثقة في النفس. وأنا لا أقول لك أن تتهاون مع منافسيك من فرط الثقة بالنفس. ولكني أقول لك أن التدريب على حل المشكلات التي تعاني منها، والتدريب على استغلال نقاط ضعف المنافسين، والتدريب على غلبة نقاط القوة لديهم، هو أمر يجعلك تكسب الثقة في النفس فلن تخاف من أنك مثلاً ستهزم. ولو حدث، فأنت ستكون داخلياً مرتاح لأنك ستشعر أنك فعلت ما عليك فعله. ولكن ما حدث قد حدث وأنت تخطيته وستتعلم منه حتى تفوز في المنافسة التالية. وهذه هي قيمة الثقة في النفس أنك دائماً ستكون جاهز للمنافسة وغير خائف أو متردد، بل دائماً تتدرب على الفوز فيما تريد. وهذا ما سيجعلك على القمة عاجلاً أم أجلاً.
الارتجال والإبداع وقت المنافسة
هناك أمراً أخيراً نريد أن ننهي به موضوع التخطيط التنافسي، وهو ألا تجعل الأمر فقط عبارة عن مسألة رياضية. بل يجب عليك أن تدع مجال للارتجال وأن تدع مجال للإبداع، للموهبة أن تعمل بتلقائية مطلقة. ولذلك إن كنت مدرب فريق رياضي فما عليك سوى أن تقول المعلومات والإرشادات والأوامر وتترك اللاعبين يفعلونها بشكل تلقائي. ولذلك أنت نفسك يجب أن يكون لديك هذا المفهوم في حياتك، وهو أنك من الممكن أن تتعرض في المنافسة لشيء غير محسوب حسابه. فلا تنزعج، بل بكل بساطة ثق في نفسك وتعامل بارتجال وسترى أنك تقدر على تخطي العاقبة ببساطة جداً ودون تعقيد. الموهبة مع التخطيط التنافسي سر النجاح في أي شيء.
أضف تعليق