الحب هو من أسمي و أنقى المشاعر التي عرفتها الإنسانية، فكونك واقع في الحب يعني أنك قد وجدت من يكملك ويتحمل كل ذلاتك ويتغاضي عن عيوبك بل ويعشقها ! لكن في بعض الأحيان ورغم قوة العلاقة بينك وبين نصفك الأخر تهب رياح المشاكل فتعكر صفو تلك المشاعر ونقائها، فتتوتر الأجواء بينكما ويبدأ كل طرف في إلقاء اللوم على الأخر محملاً إياه كافة المسئولية لما حدث، مما يزيد الإحتقان والتوتر بينكما وقد ينتهي الأمر بالإنفصال ! لكن كيف تتجنب كل هذا وتحتوي المشاكل قبل أن تتفاقم وتقدم الاعتذار للحبيب وتصالحه إن كنت أنت المخطئ ؟!
الاعتذار للحبيب ومصالحته
أعترف بخطأك
أكثر ما يدمر أى علاقة ويؤدي إلي تفاقم المشاكل هو عدم تحمل المسئولية ومحاولة إلقاء اللوم على الطرف الأخر أو حتى على الظروف المحيطة، فقط إعترف بخطأك وأعتذر من شريكك بلطف وبطريقة مباشرة، أخبره أنك مدرك لما فعلت وأنك لم تكن تقصد هذا، لا تلقي اللوم عليه كأن تقول مثلاً أن ما حدث كان نتيجة عصبيته أو حساسيته الزائدة، هذا يشعره بالإهانه بل يزيد غضبه منك أكثر، راعي مشاعره وتفهم غضبه لما حدث ولا تتهمه بالمبالغة في رد فعله .
دع الأمور تهدأ
حاول تنظيم وقت الاعتذار للحبيب ، فلا تكرر إعتذارك اكثر من مرة في نفس الوقت أو تلاحقه في كل مكان لتعبر له عن أسفك أو تصر عليه أن يسامحك بمجرد إعتذارك فهذا لن يحدث بل قد يزيد الأمر سوء وتزداد الأمور تعقيداً، أترك له فرصة ليري الأمور ويحللها من وجهة نظره ويحدد المشكلة بوضوح وإن كان سيستطيع مسامحتك ونسيان الأمر أم لا .
ضع نفسك في مكانه
حاول ان ترى الأمور من وجهة نظره وأسأل نفسك إن كان هو من المخطئ هل كنت ستستطيع مسامحته بهذه السرعة والسهولة على ما بدر منه ؟! إحرص أن تكون إجابتك بمنتهي الصدق والأمانة ودون تحيز، إسأل نفسك أيضاً ماذا كنت ستريد منه أن يفعل حتى تسامحه وعلى هذا أساس حدد ما ستفعل وكيف ستعتذر منه .
عبر له عن مشاعرك في خطاب
قد تكون كتابة الخطابات أصبحت موضة قديمة في ظل تقدم التكنولوجي الرهيب الذي نعيش فيه في حالة الاقدام على الاعتذار للحبيب ، لكن هذه الوسيلة مازالت تحتفظ بسحرها مهما تقدمت التكنولوجيا، أكتب له خطاباً تعبر له فيه عن مدي حبك وندمك عما بدر منك، هذه فرصتك لتخبره كل ما تريد دون أن يقاطعك أو يتركك ويمضي في طريقه أو حتى تدخلا في نقاش حاد قد يعقد الأمور أكثر لذلك إغتنمها وأخبره بكل ما تريد مهما كان، حاول إستمالته وذكره ببعض المواقف الطريفة أو اللحظات الرومانسية التي قضيتموها سوياً، أيقظ ذاكرته ليدرك أن ما حدث مجرد مشكلة طارئة لا تستحق أن تضيع أمامها كل ذكرياتكما الجميلة .
تحدث معه بهدوء
بعد أن تركت له فرصة ليهدأ ويزن الأمور بطريقته الخاصة، قد يكون من الجيد أن تحظيا بنقاش هادئ، أترك له الفرصة ليعبر عن مشاعره تجاهك وينفث عن غضبه مهما كان، إستمع له بهدوء وحاول إحتوائه ثم إسئله عما يريد، دعه يتولي زمام الأمور ولا تجعله يشعر أنه مجبر على أى شيء مهما كان .
أكسب ثقته مرة أخري
الإعتذار وحده لا يكفي أبداً لذلك يجب ان تبذل جهدك حتى يثق بك مرة أخرى، لا تكرر خطأك أبداً، أره أنك تغييرت بالفعل وأنك نادم على ما فعلته وعده أنك لن تكرر ما حدث مره أخري، فالأفعال دائماً أبلغ من الأقوال .
أره أنك نفس الشخص الذي وقع في حبه منذ البداية
أبذل جهدك لتذكره أنك نفس الشخص الذي أحبه ووثق به منذ البداية وأن ما حدث ليس سوى حدث عارض لم تقصده، ذكره بكل شيء أحبه فيك وحاول إستمالة مشاعره مرة أخري .
لاحقة في كل مكان وأعتذر منه
بعد أن أعتذرت منه وأعطيته فرصة ليهدأ لا تتوقع منه أن يأتي إليك ليخبرك أنه قد سامحك، بل عليك بذل المزيد من الجهد لطلب عفوه ! لاحقه في كل مكان وإعتذر منه بطريقة لطيفة، أرسل له الزهور في مكان عمله، أو دعوة لحفلة موسيقية لفنانه المفضل مرفقة بإعتذار بسيط أو حتى رسالة على هاتفه، كل هذا سيعيد له كرامته التى جُرحت حين أخطأت في حقه، لكن لا تلاحقه في كل دقيقة وكل ثانية فهذا قد يعقد الأمور بدل حلها ! فقط تكفي رسالة فاليوم لتخبره أنك مازلت تتذكر ومازلت تنتظره .
في النهاية قد يكون عليك تقبل الواقع مهما كان مؤلماً، فقط يكون خطأك أكبر من الاعتذار للحبيب وأكبر من أن ينساه مهما بلغت درجة حبه لك، لذلك يجب عليك أن تعرف متى تستسلم وتمضي في طريقك لتكمل حياتك وتعطيه فرصة ليكمل حياته هو أيضاَ، فأحياناً الحب وحده لا يكفي دون تفاهم وقدرة على التسامح .