الاعتذار عن الآراء فن، يجب عليك إتقانه، والاعتذار عمومًا خلق نبيل وكريم يزداد الناس به احترامًا لك، وتزداد أنت احترامًا لنفسك، وعلى عكس ما تظن أن الاعتذار ضعف، بل هو قوة شخصية فهو يحتاج إلى ترويض للنفس والتخلي عن الكبر والمكابرة والاعتراف بالخطأ، ومن المعلوم لدينا أنه ليس العيب أن يكون الإنسان على خطأ، بل أن يتمادى فيه، لذلك يجب دومًا عند تبين الإنسان أنه على خطأ أن يبادر بالاعتذار لأن عدم الاعتذار سلبية وضعف شخصية وضآلة فكرية كبيرة، ولذلك إليك أشياء يلزمك معرفتها عند الاعتذار عن الآراء الخاطئة التي صدرت منك.
نصائح من أجل الاعتذار عن الآراء
الصراحة
القاعدة الأولى في فن الاعتذار الآراء أن يكون الإنسان صريحًا مع نفسه لكي يكون صريحًا مع الآخرين، لذلك عند إقدامك على الاعتذار يجب أن تصدر عنك صريحة بلفظ الاعتذار “أنا آسف” أو “أنا أعتذر”. يجب إظهار الاعتراف بالخطأ ومن ثمَّ الاعتذار عنه صريحًا بدون كناية أو تبرير، كن شجاعًا واعترف بالخطأ واعتذر عنه، هذه شجاعة وعكس ذلك يعد جبنًا.
اختيار التوقيت المناسب
قليلاً ما نعتذر قبل الوقت المناسب ولكن الخوف هو أن تعتذر بعد فوات الأوان وبعد أن يفقد الاعتذار قيمته، دائمًا يكون الاعتذار عن الآراء الخاطئة وأنت في موقف قوة، تعتذر عن آرائك الخاطئة لأنك تريد أن تنحاز للحق، لا أن يكون اعتذارك تحصيل حاصل، لذلك لا تؤخر أبدًا اعتذارك ولتكن كلمة حق بغض النظر عن العواقب.
تحديد الخطأ الذي تود الاعتذار عنه
يبدأ الاعتذار عن الآراء دومًا بتحديد الخطأ، حيث يجب أن تكون الصيغة تفيد هذا المعنى: “لقد كنت مخطئًا في كذا وكذا، ثم تبين لي خطأي لذلك أنا أعتذر”، ويجب تحاشي المبررات لأنها تقدم اعتذارًا منقوصًا وغير مرضيًا لأحد وبذلك لا تكن قد اجتزت شيئًا فلا قدمت اعتذارًا ولا اعترفت بخطأ، كذلك يجب تحمل المسئولية كاملة دون إلقاء المسئولية على كاهل شخص آخر ولا مشاركتها مع أحد غيرك، يجب تحمل عبء المسئولية وحدك، فهذه هي الشجاعة المرجوة.
تحديد الأشخاص الذي تود الاعتذار إليهم
بالطبع الاعتذار عن الآراء لا تكون ملتزمًا به أمام أحد، لأنك لم تقم بإهانة شخصٍ بعينه أو التجريح في شخصه، لكنك بالطبع قد جادلت أشخاصًا بعينهم واتهمتهم – ولو بشكلٍ باطني- بالخطأ، لأنه معنى اعتناق رأي معين والدفاع عنه ومهاجمة أرباب وجهات النظر المغايرة لهذا الرأي يعد اتهامًا بالخطأ لهؤلاء. لذلك يجب أن يكون هؤلاء هم أول من تبادر بالاعتذار إليهم وتصحيح الخطأ بمنتهى الصراحة والصدق، والرغبة الحقيقية في الرجوع للحق وعدم المكابرة والتمادي في الخطأ.
التعلم من الأخطاء
غاية الاعتذار ليس الاعتراف بالخطأ فحسب بل التعلم من الخطأ، فالإنسان بطبعه خطّاء، ولا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، ويجب أن يخطأ الإنسان حتى يتعلم من خطأه ومن أكثر ما يكسب الإنسان معرفة في الحياة وتراكم التجارب والخبرات هو أن يخطئ فيتعلم من أخطائه، لذلك قيمة الاعتذار هي الاعتراف بالخطأ ثم بعد ذلك محاولة عدم تكراره.. لذلك كن دائمًا يقظًا لكي لا تقع في الخطأ مرة أخرى وكن دائمًا متذكرًا أنه لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين.
خاتمة
وأخيرًا، يجب أن يتعلم الناس فضيلة الاعتذار وأن ننشئ عليها أبناءنا منذ الصغر وتعليمهم أنها لا تنم عن الجُبن وضعف الشخصية والمذلة، بل تدل على شجاعة الإنسان المعتذر وقوة شخصيته واعتزازه بنفسه.
أضف تعليق