تسعة
الرئيسية » دين » هل تتناسب الإعلانات في رمضان مع الشهر الفضيل روحيًا؟

هل تتناسب الإعلانات في رمضان مع الشهر الفضيل روحيًا؟

الإعلانات في رمضان أصبحت ظاهرة متفشية إلى درجة كبيرة فلم يصبح رمضان هو شهر العبادات والروحانيات ولا لم الشمل الأسري بل أصبح شاشة عرض كبيرة لعرض أكبر قدر ممكن من الإعلانات، ونناقش هذه الظاهرة في السطور التالية.

الإعلانات في رمضان

من يلاحظ الإعلانات في رمضان سيجد أن الشهر الفضيل قد تحول إلى ساحة إعلانية كبيرة وأصبح الموسم الرسمي للإعلانات على مدار العام حيث يتم عرض الإعلانات فيه بشكل مكثف خصوصًا مع ازدياد الأعمال الفنية والبرامج الترفيهية وزيادة نسب المشاهدة عن العام بأكمله بسبب ضخ العدد الأكبر من الأعمال الفنية في هذا الشهر الفضيل، فهل هذه الظاهرة مناسبة للشهر الفضيل؟

كيف بدأت الإعلانات في رمضان ؟

لم تكن الإعلانات تذاع بكثرة في السابق، بالطبع كان هناك إعلانات منذ اليوم الأول للبث التلفزيوني وإذاعة المسلسلات ولكنها كانت شحيحة إلى حد كبير، ولم تكن تذاع بين المشاهد ولم يكن ما يوجد ما يسمى بالفواصل على الإطلاق حيث كانت الحكومات تسيطر على البث الأرضي والوحيد المتاح للمواطنين غير أن مع انطلاق الأقمار الصناعية وانتشار القنوات الفضائية والرغبة في زيادة الربح الهدف الوحيد لإنشاء القنوات الفضائية وأن هذا الربح لا يأتي سوى من الإعلانات أصبحت الأعمال الفنية عبارة عن فواصل قصيرة تتخلل عرض فقرات طويلة ومملة من الإعلانات.

إعلانات الشقق الفاخرة

الإعلانات في رمضان إعلانات الشقق الفاخرة

لا ريب أن الإعلانات في رمضان تتركز على عدة اتجاهات، الاتجاه الأبرز فيها هو اتجاه إعلانات الشقق الفاخرة حيث تصبح القطاعات العقارية الجديدة هذه المسيطرة بشكل كامل على معظم المساحة الإعلانية في الشهر الفضيل تجعلنا نفكر ونتساءل من يستطيع شراء هذه الشقق الفاخرة؟ ولماذا تنشط مثل هذه الإعلانات في الشهر الفضيل وهل تتناسب معه لأن رمضان يدعو إلى التقشف والحد من الاستهلاك من أجل تعويد النفس على الزهد، فكيف وهذه الملايين يتم التحدث عنها كأنها قروش قليلة؟

مشاهد لا تليق

هناك فئة كبيرة من المحافظين يعقبون على الإعلانات في رمضان بأنها لا تليق بالشهر الكريم وبالأجواء الروحانية والإيمانية فيه والحقيقة أن هذه النغمة بدأت في الخفوت مؤخرا بسبب عدم القدرة على السيطرة وأن المسلسلات نفسها تكتظ بالمشاهد غير اللائقة.

إعلانات التبرعات

على النقيض من شركات التسويق العقاري التي تحتل معظم حصة الإعلانات في رمضان تأتي إعلانات التبرعات وتمويل الجمعيات الخيرية لتشارك بجزء كبير أيضًا حيث تنشط مثل هذه الإعلانات في رمضان بشكل خاص وربما يستغلون أيضًا الحالة الإيمانية عند الناس في رمضان وإقبالهم على دفع زكاة الفطر لجمع التبرعات لمثل هذه المشروعات الخيرية والتبرعات للمستشفيات وغيرها.

إعلانات شركات الاتصالات والمياه الغازية

على الجانب الآخر أصبح الناس ينتظرون شركات الإعلانات في رمضان لأنها تأتي متميزة رغم ذلك وشديدة الروعة لأنها تسعى إلى جذب المشاهد قدر الإمكان وإبهاره لأن هذا هو السوق الحقيقي ومن أبرزها شركات الاتصالات مثل أورانج وزين وفودافون واتصالات وشركات المياه الغازية مثل بيبسي وكوكاكولا.

هل أصبح رمضان هو شهر الإعلانات؟

الإعلانات في رمضان هل أصبح رمضان هو شهر الإعلانات؟

الحقيقة أن رمضان سيظل بالفعل شهر الإعلانات لفترة كبيرة قادمة طالما بقيت الفضائيات وبقيت الأعمال الفنية حيث لا أعمال فنية بدون إعلانات ولا إعلانات بدون أعمال فنية وقد رأينا سحب بعض المسلسلات الرمضانية هذا العام بسبب عدم قدرتها على جذب المعلنين إليها مما استدعى عدم مشاركتها في السباق الرمضاني، بالتالي نستطيع أن نقول أن رمضان أصبح شهر الإعلانات.

الإعلانات في رمضان ظاهرة قديمة وازدادت حدة مع ظهور الأقمار الصناعية والدش والستالايت، ولا ريب أنها أصبحت مؤخرا من الأشياء التي ينتظرها الناس ربما أكثر من الأعمال الفنية لأنها أحيانا تأتي أكثر جودة منها.

محمد رشوان

أضف تعليق

1 × واحد =