الكسل البصري أو الإعاقة البصرية تحدث لأسباب مختلفة على حسب الجزء الذي تضرر من العين، وعلى أساسها يتم تصنيفه، وبالتالي تحديد العلاج المناسب أو الإجراء الطبي الذي يحل المشكلة ولو مؤقتاً، من لحظة دخول شعاع الضوء على جسم العين من الخارج وصولاً إلى الدماغ بالداخل مروراً بأجزاء العين المختلفة من قرنية وعدسة، كلها أجزاء يمكن أن تصيبها حالة مرضية أو ضرر يمكن علاجه أو وضع حلول مؤقته للمشكلة، يعتمد العلاج بالأساس على تحديد الإعاقة بدقة على حسب نوعها، ومن ثم معرفة أسباب الإصابة، لوضع حل مناسب للضرر الناتج، فلا ريب أن البصر نعمة كبرى يجب أن نحافظ عليها، ولا نهمل في العين حال ظهور أي خلل أو مشكلة في الرؤية، ونعرف معاً كل ما يخص الإعاقات البصرية وأنواعها وأسباب حدوثها وأيضاً طرق الوقاية منها وختاماً نستعرض معاً حلولها الطبية الحديثة بطرق مبسطة وواضحة.
استكشف هذه المقالة
تعريف الإعاقة البصرية
يمكن تعريف الإعاقة البصرية بشكل مبسط أنها مشكلة تؤثر على قدرة الفرد على استخدام بصره بشكل سليم بنسبة مائة في المائة، وهي مصنفة لأنواع مختلفة من الإعاقات، سواء إعاقة كلية، وهي فقدان المرء لقدرته على الرؤية بالكامل، سواء بشكل مرحلي وصولاً لحالة انعدام الرؤية، أو بشكل مفاجئ نتيجة حدوث ضرر في عصب العين أو أي جزء من العين أو الدماغ، أو بسبب التعرض لحادث أو عوامل خارجية، وهناك الإعاقة الجزئية، وهي قدرة الفرد على الرؤية لكن بشكل مشوش أو رؤية ضبابية، وترجع أسباب الإعاقات البصرية لأسباب مختلفة من المشاكل الصحية أو العادات الخاطئة، التي تؤدي في النهاية لإلحاق الضرر بالعصب البصري أو بجزء من أجزاء العين، وقد تم تحديد تصنيف “بارجا” الموضوع عام 1976 كأكثر التصنيفات استخداماً، وتم تقسيم مشاكل الرؤية إلى ثلاثة أنواع، المكفوفون وهم من فقدوا تماماً القدرة على الرؤية، وضعيف البصر وهو من يعاني من ضعف شديد في عملية الإبصار، والنوع الثالث هو محدود النظر.
تصنيف الإعاقات البصرية
كما ذكرنا في تعريف الإعاقة البصرية ، فإن الإعاقات مقسمة إلى ثلاث فئات، ووفقاً للتصنيف القانوني فإن الكفيف هو من لا تزيد حدة بصره عن 20/200 قدم في إحدى العينين حتى مع استخدامه للنظارات الطبية، وأيضا يصنف كفيف من يعاني من ضيق شديد في مجال الرؤية، أو مدى الإبصار بما لا يزيد عن 20، وهناك نسبة ضئيلة من المكفوفين من يعانون من انعدام تام للقدرة على الإبصار، أما التعريف الخاص بالتعليم فإن يصنف أيضا مكفوف من لا يستطيع القراءة أو الكتابة إلا باستخدام عدسات مكبرة أو كتب ووسائل ذات أحرف وأرقام كبيرة جدا، كما تعتبر منظمة الصحة العالمية الكفيف من تقل حدة بصره عن 30/60.
أما ضعيف البصر، أو محدود البصر فهو شخص فقد جزئيا قدرته على الإبصار ويتم تصنيف الشخص محدود البصر حينما يسجل قراءة تتراوح بين 20/6 و60/6 مترا، ويكونوا قادرون على الإبصار بالاستعانة بوسائل طبية، أو عن طريق عمليات تصحيح البصر، أو بعلاج سبب قصور النظر بالأساس بتحديد جذور الخلل الذي أدى إلى الضعف.
أسباب إعاقة البصر
تعددت أسباب الإعاقة البصرية وتم الاتفاق على تصنيفها لثلاث بنود رئيسية وهم أسباب من قبل الولادة، وأسباب أثناء الولادة، وأسباب ما بعد الولادة، ونوضحهم في النقاط التالية:
أسباب ما قبل الولادة
تشمل الأسباب الوراثية ومشاكل أثناء الحمل في تكوين العصب البصري، أو خلل في نمو الشبكية وأجزاء العين المختلفة، وقد تكون عوامل بيئية خاصة بمحيط الأم تسببت في إصابتها بالتهابات أو مشاكل أدت إلى قصور تكوين عملية الإبصار لدى الجنين.
أسباب أثناء الولادة
هناك ما يسمى بالعوامل الولادية أو Congenital ومن أهمها نقص الأكسجين أثناء الولادة بسبب تعثر الولادة أو ضيق عنق الرحم، ومنها أيضا الولادة المبكرة.
أسباب ما بعد الولادة
وهي عوامل مكتسبة ولها أنواع مختلفة منها مشاكل في الأكسجين في مرحلة الرضاعة، والأمراض المختلفة التي تصيب العين وأشهرها الرمد والماء الأبيض والأزرق، وحساسيات العين، والتراخوما، أو بسبب ضرر بالعصب البصري وخلايا المخ، ومنها الإصابات والحوادث التي قد تتسبب في ضرر لجزء من العين.
أعراض الإعاقة البصرية
المشكلة في اكتشاف الإعاقة البصرية تكون غالبا عند الأطفال وليس الكبار، لذلك يجب ملاحظة ظهور أعراض معينة، حتى يتم حل المشكلة مبكراً قبل أن تتفاقم، ومن تلك الأعراض:
- ضيق إحدى العينين أو سقوط وارتخاء الجفون، أو غلق العين بشكل متكرر كلاهما أو أحدهما.
- حركة لا إرادية في فتح وغلق العينين مع شعور بالإرهاق والتعب فيهما دائماً.
- الشعور بالحكة والحاجة إلى دعك العينين بشكل مستمر.
- تقريب الألعاب أو الأوراق زيادة عن الطبيعي من العين، أو الاقتراب من شاشة الحاسوب أو التلفاز.
- الحذر الشديد أثناء العب أو العرقلة المتكررة أثناء المشي أو الجري.
- صعوبة وضبابية عند رؤية الأشياء البعيدة من مسافة 6 متر.
- التركيز بالعينين مع تقطيب الحواجب أو تضييق العينين لرؤية شيء ما أو متابعة فيلم.
- احمرار والتهابات أو تورم بالعيني، كثرة الدمع أو إفرازات دون تحكم، ظهور حول في العين.
أنواع الإعاقة البصرية
كما ذكرنا في تصنيف أنواع الإعاقة البصرية ، فإن محدود أو ضعيف النظر له أسباب مختلفة وبالتالي أنواع متعددة نذكر منها أشهر أنواع الإصابة بمشكلة الإعاقة في البصر بشكل عام وهم:
- قصر النظر: وهي المشكلة الأشهر بين البشر بمختلف أعمارهم، وتكون المشكلة أن عمق العين من مقدمة العدسة وحتى الخلف يكون كبير، وتسبب صعوبة لدى الفرد لرؤية الأشياء البعيدة عنه، وتختلف درجة قصر النظر ويتم قياسها بأجهزة حديثة وتعالج بالنظارات أو العدسات الطبية، وبعمليات التصحيح في أغلب الحالات.
- طول النظر: مشهورة تلك الحالة بين الأكبر سناً، وهي عكس حالة قصر النظر، وتعالج أيضاً بنفس الطرق السابقة في أغلب الحالات.
- المياه الزرقاء أو الجلاكوما: وهي زيادة في إفراز سائل في العين نفسها، يترسب على العصب البصري مؤدي ارتفاع ضغط العين، والإهمال فيها قد يؤدي لفقدان البصر تماما، وتعالج بعملية إزالة للماء.
- الماء الأبيض: هي حالة أقل خطراً من المياه الزرقاء، لكن إهمالها قد يؤدي أيضا لفقدان البصر، تحدث غالبا بسبب ضعف البصر أو مرض السكري.
- الرمد: حالة مرضية تتنوع بين رمد ربيعي ورمد صديدي وغيرها، وينتقل عن طريق الحشرات غالباً أو التلوث الهوائي، تسبب حكة شديدة وهياج في العين ويجب علاجها حتى لا تسبب في مضاعفات.
الوقاية من الإعاقة البصرية
الوقاية خير من العلاج ليست مجرد حكمة نرددها، بل هو واقع نحياه، وخاصة مع حاسة الإبصار فإنه دائما الوقاية خير من العلاج، ويوجد ثلاث مستويات للوقاية من الإعاقات البصرية، ونذكرها في الآتي:
المستوى الأول
ويتركز على منع حدوث ضرر بالمقام الأول بالعينين، ويعتمد بشكل أساسي على عزل عوامل الخطر سواء البيئية عن طريق التطعيم ضد الأمراض، والملاحظة والكشف الدائم على سلامة نظر الطفل، بالإضافة للمتابعة حتى أثناء الحمل.
المستوى الثاني
ونبدأ به حال اكتشاف وجود ضعف بالفعل في العين لأي سبب، ويعتمد بالأساس على اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة في عجالة، وتجنب إرهاق العين بالعادات الخاطئة مثل الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة حاسوب أو تلفاز، بالإضافة للحفاظ على العينين من الإرهاق والأمراض بأنواعها.
المستوى الثالث
ويكون هذا المستوى في حالة الإعاقة البصرية المتطورة والشديدة للحيلولة دون تطورها حد ضياع البصر بالكامل، وتكون بإجراءات طبية خاصة وإرشادات تابعة للخدمات التوعوية للأسرة وفرص تأهيل ودمج الفرد للتعامل مع محدودية نظره.
في حالة فقدان الطفل لحاسة البصر أو حدوث الإعاقة البصرية لأي سبب فإن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق أسرته، وفي حالة كون الطفل رضيع أو صغير في السن، فإن يجب العمل على تدريب باقي حواسه، ودعمه نفسياً والمتابعة معه في مراكز خاصة للحيلولة دون تسبب إعاقته في عجزه عن متابعة حياته بشكل طبيعي، وهناك العديد من الحالات المرضية التي يمكن علاجها سواء بتدخلات جراحية مختلفة، أو بوسائل طبية مساعدة، لكن حتى في حالة الإعاقة الكاملة فإن الدعم الأسري والحصول على الدعم الخاص يساعد الفرد على التغلب على الخلل البصري أو العجز ومتابعة حياته بشكل طبيعي اعتمادا على حواسه الأخرى أو بوسائل مساعدة حديثه تسهل له حياته، ولكن يبقى أهم شيء هو الكشف المبكر عن وجود خلل في البصر للأطفال منذ الولادة، وعدم الإهمال في الشكوى من أي أعراض خاصة بالعينين في الكبر، وأتباع التعليمات الطبية والوقاية التي ذكرناها تسهل عملية الحفاظ على سلامة العينين.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق