تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » الإصابة بطلق ناري : كيف تُسعف شخصًا أُصيبَ بطلقٍ ناري؟

الإصابة بطلق ناري : كيف تُسعف شخصًا أُصيبَ بطلقٍ ناري؟

لا تُستبعد فكرة أن تُصادف شخصًا أصيب بطلقٍ ناري، فهذه الحوادث تحصل على الدوام، في السطور المقبلة نساعدك على معرفة أفضل إجراءات علاج الإصابة بطلق ناري .

الإصابة بطلق ناري

الإصابة بطلقٍ ناري حادثٌ واردٌ في عدة مواقف ومناسبات. وقد يتعرض المرء لمثل هذه الإصابة إذا كان يعمل ضمن رجال الأمن في حالة الاشتباك مع مجموعة من المجرمين المسلحين، أو قد يُصَاب أحد الأشخاص الواقفين في مرمى تبادل إطلاق النار إذا تصادف وجوده، ومن الممكن أيضًا أن تحدث الإصابة بطلق ناري بالخطأ نتيجةً لبعض العادات الخاطئة التي تُمَارَس في بعض القرى وهي إطلاق النار في الأفراح وليالي الزفاف أو غيرها من الاحتفالات. ومن أجل إنقاذ الشخص المصاب يجب الإسراع في إسعافه والاتصال فورًا برجال الإسعاف أو نقله مباشرةً إلى إحدى المستشفيات من أجل مداواة الجرح سريعًا قبل أن يتلوث الجرح وتتطور الإصابة. وفي السطور التالية نستعرض أهم إجراءات الإسعافات الأولية التي يجب اتخاذها مع المصاب.

دليل التعامل مع الإصابة بطلق ناري

الإصابة بطلق ناري وإعداد الإسعافات الأولية

يجب في البداية نقل المصاب إلى مكانٍ آمن من أجل الوقاية من عدم تعدد الجروح، فضلاً عن سهولة إسعافه دون التعرُّض لمزيد من الخطر. وذلك إذا تعذر نقله إلى إحدى المستشفيات أو تأخر حضور سيارة الإسعاف. بعد ذلك يتم تمديد جسم المصاب في وضع مستوي أو بحسب ما تقتضي إصابته من أجل الإبقاء على استقرار حالته. بعد ذلك يتم التأكد من مدى وعي المريض وقياس درجة استجابته، وفي حالة فقدان الوعي يجب فحص حالة تنفسه وذلك من خلال مراقبة حركة صدره أو وضع اليد أمام فتحتي الأنف أو الفم من أجل استشعار أي هواء للزفير.

البحث عن موضع الإصابة

بعد تقدير حالة المصاب والاطمئنان نسبيًا على استقرار حالته يجب البحث سريعًا عن موضع الرصاصة ومخرجها من أجل تقييم خطورة الإصابة، لإن التعامل مع الإصابة بطلق ناري يختلف وفقًا لمكن العضو المصاب من حيث أنه إصابة مميتة تتطلب التعامل الفوري أو إصابة في أحد الأطراف يمكن التعامل معها بروية. ويجب أيضًا معرفة ما إذا كان هناك نزيف داخلي في الأماكن المجاورة لموضع الإصابة وذلك من خلال تحسسها حيث أن موضع التجمع الدموي الناتج عن النزيف الداخلي يكون بضًا وطريًا في أماكن الأنسجة البطنية، بينما يكون صلبًا ومتحجرًا في العضلات.

التعامل مع إصابات الرأس والعنق

من المعروف أن الإصابة بطلق ناري في هذين العضوين تعتبر من الإصابات الخطيرة للغاية لأنها غالبًا ما تكون مميتة، ومن ثَمَّ يجب التعامل معها بحذر شديد. ويُوصَى بشدة بعدم إيقاف النزيف وكتمه إذا كان يسيل من المخ مباشرة؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى تجمع كتل دموية في الجمجمة والضغط على المخ ما يؤدي إلى الوفاة فورًا. بعد ذلك يوضَع المصاب على كتفه من ناحية الجرح ووضع طبقة رقيقة من الشاش على الجرح دون الضغط عليه بحيث يتم امتصاص الدم دون منع تسربه، وبالطبع ينبغي مراقبة حركة التنفس في أثناء ذلك، ولكن لا بد من استدعاء خدمة الإسعاف فورًا أو نقل المصاب سريعًا إلى مركز للرعاية الطبية لأن هذه الإجراءات لن تُجدِ طويلاً في مثل هذه الإصابات الخطيرة.

التعامل مع إصابات الصدر

تُعَد الإصابة بطلق ناري في الصدر من الإصابات المتفاوتة من حيث الخطورة وذلك نظرًا لتعدد الأعضاء التي قد تُصَاب، حيث يمكن إصابة القلب أو إحدى الرئتين، أو المرور بين الضلوع أو القصبة الهوائية. ولا بد أن يعمل المسعف على وقف النزيف من ناحية والحفاظ على تنفس المصاب من ناحية أخرى. ويتم التعامل مع إصابة الصدر من خلال إيقاف النزيف دون الضغط على الجرح حتى يظل المصاب قادرًا على التنفس وصيانة مجرى التنفس قدر الإمكان، وفي الوقت ذاته لا بد من عدم الضغط الكلي على موضع الجرح بقوة أو المنع التام لخروج الدم حتى لا تمتلئ الرئة المصابة بالدم ما يؤدي إلى اختناق المريض. وإذا كان مخرج الرصاصة في الظهر لا بد من تضميد الجرح بالشاش والحفاظ عليه من النزيف. وحتى حضور الإسعاف لا بد من أن ينام المصاب على الجانب المصاب وجعل الجانب السليم في الأعلى لضمان انتظام التنفس.

التعامل مع إصابات الأطراف

تتميز الإصابة بطلق ناري في الأطراف بأنها آمنة إلى حدٍ ما نظرًا لبعدها عن الأعضاء الحيوية في الجسم ولكن لا بد من التعامل معها بجدية أيضًا لمنع تلوث الجرح والتسبب في تسممه، وربما يتطلب الأمر التدخل السريع إذا كانت الإصابة في أحد الشرايين الرئيسية ما يؤدي إلى النزيف الغزير. وعند التعامل مع الجرح لا بد من رفع العضو المصاب إلى مستوى القلب لاستمرار ضخ الدم فيه، بعد ذلك يحاول المسعف الضغط على الجرح للسيطرة على النزيف ومنعه قدر الإمكان فضلاً عن البحث عن مدخل ومخرج الرصاصة، ولكن لا يوصَى بإخراج الرصاصة أو التدخل الجراحي إلا من جانب رجال الإسعاف من أجل استخدام المواد المطهرة والأدوات المعقمة حتى لا يتلوث الجرح، وكل ما يستطيع المسعف الأولي فعله هو تنظيف الجرح من الخارج من الأتربة العالقة فيه.

تقنية التنفس الصناعي

يجب على المسعف الأولي أن يجيد تقنية التنفس الصناعي لأنها مفيدة للغاية في حالة الإصابة بطلق ناري ويتم اللجوء إليها في حال ما إذا عجز المصاب عن التنفس نتيجة تسرب الهواء من المجاري الهوائية، ويمكن تنفيذ التنفس الصناعي عن طريق اتباع الخطوات التالية:

  • يجب تمديد المصاب في وضع مستوٍ مع جعل القدمين في مستوى أعلى قليلاً.
  • تُرفَع الذقن إلى الأعلى لتيسير نفاذ الهواء مباشرة عبر المسالك الهوائية ووصوله سريعًا إلى الرئتين.
  • ينبغي التأكد من حالة التنفس ما إذا كانت ضعيفة أو منقطعة تمامًا وذلك من خلال مراقبة حركة الصدر أو الإحساس بزفرات التنفس من الفم والأنف.
  • يأخذ المسعف نفسًا عميقًا من فمه ثم يلصق فمه بفم المصاب وينفخ بقوة لمدة ثانيتين مع سد فتحتي أنف المصاب بأصابع إحدى اليدين لضمان وصول كل الهواء إلى الرئة، وتكرر هذه العملية عدة مرات.
  • يتم اللجوء إلى الإنعاش القلبي اليدوي من خلال وضع راحة إحدى اليدين فوق منتصف الصدر ثم توضع الراحة الأخرى فوقها مع الضغط برفق ثلاثين مرة.
  • يتم تكرار العمليتين السابقتين حتى وصول رجال الإسعاف المحترفين أو إلى أن يستعيد المصاب قدرته على التنفس بشكل طبيعي.

تعليمات عامة

لا بد من مراعاة بعض التعليمات العامة بشأن الإصابة بطلق ناري وهي:

  • لا يجب تحريك المصاب من موضعه إذا كان هناك اشتباه حول إصابة النخاع الشوكي حتى لا يتسبب ذلك في الإصابة بشلل، وإن كان لا مفر من تحريك المصاب فلا بد من جعل الرأس والعنق والجذع والقدمين في مستوى أفقي واحد في أثناء نقله.
  • عند الاستعانة بضمادات جديدة ينبغي أن توضَع فوق الضمادات القديمة ولا يتم التخلص من القديمة كي لا ينكشف الجرح في أثناء عملية استبدال الضمادات.
  • يجب أن يكون منع النزيف هو الأمر الأهم ثم يأتي لاحقًا التنظيف والتطهير حيث يمكن علاج أي عدوى أو التهابات لاحقًا.
  • يجب ألا يختلط دم المسعف بدم المصاب ويجب أخذ الحيطة لهذا الأمر جيدًا منعًا لأي عدوى.
  • تتم اللجوء إلى التغذية الوريدية في حالة عدم القدرة على تناول الغذاء عن طريق الفم وذلك من أجل تعويض ما فقده المصاب من دم.
  • يتم جلب المواد الطبية الضرورية من أقرب صيدلية أو عيادة طبيب أسنان.

وفي النهاية لا بد من التذكير أن الإصابة بطلق ناري من الأمور الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان لذلك لا بد من الإلمام بجميع المعلومات حول التدخل العلاجي السليم من أجل إنقاذ حياة المصاب.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.

أضف تعليق

أربعة + 12 =