تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » أصدقاء » الأصدقاء الأثرياء : هذه هي الأسباب التي لا تجعلك تصادق الأثرياء

الأصدقاء الأثرياء : هذه هي الأسباب التي لا تجعلك تصادق الأثرياء

إن كنت مثل عامة الناس من الأشخاص الذين لا يعيشون في مستوى ثراء فاحش فهذا المقال يناسبك لأنك ستعرف لماذا لا يصلح الأصدقاء الأثرياء للرفقة.

الأصدقاء الأثرياء

ربما تدفعنا الظروف أحيانًا إلى معرفة الأصدقاء الأثرياء لكن يجب علينا أن لا نسعى نحن لذلك، لعدة أسباب سنقوم بسردها في السطور التالي، ولكن كل هذه الأسباب لمصلحتك أنت، يجب في البداية أن تعرف أنه طالما لا يوجد من ينفق عليك أو يعطيك نقوده فأنت ليس مدين لأحد بشيء وبالتالي لا أحد أفضل منك في شيء، لأن هناك في بعض الأحيان تعالي من بعض الناس بنقودهم الوفيرة، لكن طالما أن هذه النقود الوفيرة لا تطالك منها شيء فأنت غير مضطر على الإطلاق لأن تنافق هؤلاء، والآن إليك أبرز الأسباب التي لا تجعلك تتعرف على الأصدقاء الأثرياء:

لماذا ليس عليك مصادقة الأصدقاء الأثرياء ؟

ستشعر دومًا أنك أقل منهم

من سلبيات معرفة الأصدقاء الأثرياء أنك ستشعر دومًا أنك أقل منهم، وحرصك الدائم على أن تبدو كما لو كنت في مستواهم هذا أكبر دافع لهذا الشعور، شعور أنك أقل من أي شخص شعور شديد الحقارة في الواقع لأنك سيجعلك دائمًا غير مستريح في حياتك ولن تجد أن هناك شيء يستطيع أن يملأ عينك، لأنه مهما بلغت عظمة هذا الشيء فبالطبع لن تبلغ مستوى أصدقاءك الأثرياء، وبالتالي ستصبح منحنيًا لأنك للأسف صادقت من لا يكافئونك مطلقا في المستوى المادي.

لن ترضى عن حياتك

من نتائج شعور أنك أقل من أحدهم بسبب مستواك المادي أنك لن ترضى عن حياتك وأن نظرتك السابقة الراضية لحياتك ومحاولتك تحسين مستواك بالنسبة لحياتك لن يكون مجديًا لأنه مهما بلغ هذا التحسين فقد ينقلك في شقة أوسع ببضعة أمتار أو تشتري لك قميصًا جديدًا أو تجعلك تأكل اللحم 6 مرات في الشهر بدلاً من 4 مرات، بينما أنت الآن تحتاج لآلاف العملات النقدية كي تنفق منها ببذخ مثل الأصدقاء الأثرياء الذين تعرفت عليهم، والذين جعلوا حياتك بشعة وواقعك بالغ القتامة وجعلك ترفضه شكلاً وموضوعًا وتسأل نفسك لمَ لم تولد غنيًا مثل أصدقاءك الجدد، وتتوه في تساؤلات لن تسمن ولا تغني من جوع.

لن يتفهمون معنى أنك تمر بضائقة مادية

الأصدقاء الأثرياء بالطبع لا يفهمون معنى أنك تمر بضائقة مادية فكل الأشياء بالنسبة لهم بالغة البساطة، وكل احتياجاتهم الأساسية وغير الأساسية سهلة المنال ومتاحة دون أي عوائق، بالتالي من خلال منظورهم الضيق للأمور وحياتهم الرغدة يظنون أن كل الأشخاص مثلهم ولا يستوعبون معنى أن هناك شخص ليس لديه نقود كافية لسد احتياجاته الأساسية فضلاً عن رفاهياته، بالتالي لن يتفهمون معنى أنك تمر بضائقة مادية، أليس لديك بطاقة ائتمانية؟ تستطيع الآن وضع البطاقة في ماكينة الصرف الآلي وسحب النقود التي تريدها، أما أنك ليس لديك نقود على الإطلاق فهذا ما لا يمكن فهمه نهائيًا.

سيأكلون في مطاعم غالية

هل تتجنب الأكل في المطاعم وتفضل أكل المنزل لأنه أرخص وبنفس الجودة وأفضل؟ بالطبع هذا حالنا جميعًا، ولكن الأصدقاء الأثرياء لا يحبون أكل المنزل عامة ويهوون دائمًا اكتشاف مطاعم جديدة وأكلات جديدة، يهوون أن يذهبون إلى أفضل مكان يشوي السمك وأفضل مطعم يطهو اللحم ولا يهمهم النقود بالطبع المهم أن يجربوا جميع أنواع الأكلات بجنسياتها المختلفة، بالنسبة لهم الطعام انتقل من مجرد عملية حيوية لتغذية الجسم إلى رفاهية وتجربة مرفهة وأنت يا مسكين لا تستطيع مجاراتهم ولا تستطيع التملص منهم في كل مرة، تستطيع أن تتهرب مرة أو مرتين لكن ماذا ستفعل في المرة الثالثة والمرة العاشرة؟

سيجلسون في مقاهي باهظة

هل تعرف المكان الذي يقدم ليك فيه كوب الشاي بسعر تضربه في 10 أضعافه أو 20 ضعف في المقهى الشعبي العادي الذي تجلس فيه بانتظام؟ هذا هو المكان المخصص للأصدقاء الأثرياء والذي ربما ستذهب له معهم مرة أو مرتين وتنفق ما تدفعه في المقهى الشعبي في شهر كامل، وتتساءل ما الذي يجعلك تدفع كل هذه النقود الباهظة من أجل مصادقة الأثرياء، سيقولون أن هذه النقود التي تدفعها من أجل أن يظل المكان نظيفًا خاليًا من الفقراء أمثالك، وأنك تدفع كي تحافظ على مستوى المكان من الطبقات الأدنى، وليس قيمة الخدمة الفعلية بالطبع، الأمر محسوب بالمليمتر وهم ليسو بلهاء كي يدفعوا كل هذه النقود الباهظة في زجاجة مياه غازية تباع ب20 ضعف من سعرها الأصلي، ولكن تجنبًا للاحتكاك بالطبقات التي تدنوهم.

سيرتدون ملابس ذات علامات تجارية عالمية

أنت معك طقمين فقط لا غير وهم لديهم علامات تجارية عالمية، أنت ترتدي ملابس من المصنع الوطني للغزل والنسيج وهم ربما يتسوقون من متاجر باريس، بأي منطق لا زلت تصادق هؤلاء؟ وهم يرتدون كل ما هو جديد وغريب وحديث وأحدث صيحة في الأزياء بينما أنت ترتدي ما تظنه مناسب وأحدث ما اشتريته والذي قد يكون منذ سنة كاملة، بينما هم ما يرتدونه هذا الصيف لا يرتدونه الصيف القادم أبدًا بل يتابعون صيحات الموضة، الأمر سيصبح سخيفًا بعد فترة.

ستضطر للكذب وتزييف واقعك

سيسألونك عن أشياء بعينها وستضطر في البداية لتجميل الوضع ثم ستجد نظرات الامتعاض تعلو وجوه الأصدقاء الأثرياء فتضطر للكذب وادعاء ما ليس عندك حول وظيفة والدك وأملاك عائلتك والمنطقة التي تسكنون فيها وغيرها وغيرها، كيف ستعيش بشخصيتين إذن وكيف ستتصالح مع واقعك عندما تعود إليه فتجده مظلمًا كئيبًا متعارضًا تمامًا مع الصورة الجميلة التي رسمتها لأصدقائك الأثرياء؟ الأمر شديد الحزن في الواقع، لأنك لست مضطرًا لهذا على الإطلاق، أنت فقط مجرد شخص ذو قيمة وكرامة ولن تقبل أن تكذب كي يتقبلك أحد.

ستكره كونك بلا سيارة فارهة

لا تعلم أن كل السيارات الخاصة حولك هذه هي استثناء بينما الطبيعي والعادي أن يركب الناس المواصلات العامة وسيارات الأجرة لكنك بالطبع بسبب مجتمعك الجديد لا تنظر للأمر هكذا بل ستتساءل لماذا لا تملك سيارة فارهة مثلهم وستبدأ التذمر حول المواصلات العامة وكل رحلة بها ستنقلب عذاب أبدي خصوصًا لو قارنتها بإحدى نزهات سيارة أحد الأصدقاء الأثرياء، الأمر مقبض في الواقع، لأنك تعرف جيدًا أن الأمور لا تسير على هذا النحو وأنك لابد وستعايش بعض المعاناة في حياتك ولكنك بالطبع لا تريد المعاناة، تريد الحياة الحلوة السهلة الرغدة لأصدقائك الأثرياء، وأي حياة غيرها هي مرفوضة جملة وتفصيلاً.

لن ترضى عن عملك

ما قيمة العمل طالما لا يدخل عليك النقود التي تجعلك في مستوى الأصدقاء الأثرياء؟ ثم لماذا تعمل أصلا بينما الأثرياء لا يعملون ومع ذلك ينفقون في سهرة واحدة قيمة راتبك بأكمله الذي تكافح طول الشهر لجمعه؟ لماذا تستيقظ صباحًا بينما الأصدقاء الأثرياء يسهرون حتى الصباح وينامون طوال النهار ويكرسون حياتهم للهو والمتعة والترفيه؟ العمل أصبح شيء ممل ومرهق وعديم الجدوى وعديم الفاعلية، ربما ستذهب حالا وتقدم استقالتك ولكن إلى أين وما هي الخطوة بعد ذلك؟ الحقيقة أنه لا توجد خطوات، أنت من وضعت نفسك من البداية في هذا المأزق، يجب أن تتحمل المسئولية وتنفض عن رأسك هذه الأفكار.

جامعتك الحكومية عبارة عن مزرعة دواجن

هل درست في جامعة حكومية مجانية محترمة؟ حسنًا الأصدقاء الأثرياء الذين تجلس معهم يرون أن جامعتك الحكومية مجرد مزرعة دواجن، وأن الناس يذهبون فيها للدراسة فحسب ويتكدسون في قاعات التدريس الجامعي لكي يتلقون المعلومة، بعكس الجامعات الخاصة التي تخرجوا منها، لأنها ليست للدراسة، الدراسة تحتل هامش صغير منها، بينما جامعاتهم بها أماكن للتسوق والتنزه والأكل والرحلات وممارسة الرياضة، حسنًا نحن لم ندرس في جامعات هذه حقيقة، وستشعر بأنك بالغ الضآلة بجوار هؤلاء، الأصدقاء الأثرياء يجعلونك تشعر بأسوأ شعور تجاه نفسك.

ستحاط بكمية مفردات أجنبية لا حصر لها

يبدو أن اللغة العربية لا مكان لها عند الأصدقاء الأثرياء، فتستغرب عندما تجدهم يلفظون كل شيء بالإنجليزية ويجرون مع بعضهم محادثات كاملة باللغة الإنجليزية، وربما هناك شيء له لفظة عربية بالغة البساطة وربما أكثر دقة وأكثر دلالة على معناها، إلا أنهم يعمدون إلى استبدالها باللفظة الإنجليزية الصعبة لا تدري هل هذا لاستعراض مدارسهم الأجنبية التي درسوا فيها أم تأصيلاً لرغبتهم في الخروج من مجتمعاتهم العربية ولغتها وقيمها ومستواها المعيشي والطبقي والسلوكي، وعمومًا ستجد نفسك شيئًا فشيئًا تحتقر اللغة العربية ولا يثير استغرابك أن تجد أحدهم يقول بسخرية تقترب من الفخر “اعذرني فأنا لا أجيد اللغة العربية”، وكأننا نتحدث إلى مواطن يوغسلافي.

سؤال غريب: أين ستقضي هذا الصيف؟

أين يفترض بي أن أقضي هذا الصيف؟ ربما لا نعرف معنى الاصطياف أو الذهاب إلى مدينة ساحلية منذ سنوات عديدة، وهناك أشخاص لا يعرفوا معنى الاصطياف أو أخذ أجازة صيفية مطلقًا بالتالي سؤال كهذا سيواجه اندهاش شديد من مغزاه، ما الذي سيجعلني أقضي الصيف في مكان؟ لدي منزلي.. ربما الاندهاش أخف وطأة من إجابة أخرى، فلو كنت ستجيب بأنك ستقضي الصيف في مدينة ساحلية داخلية رخيصة، فإن هذا سيثير بالغ دهشتهم، لأنهم معتادون على باريس وهاواي وجزر المالديف، أما السياحة الداخلية هي، أشبه بالتنزه في المقابر.. حتى وإن كانت المدن الداخلية أكثر جمالاً من كل مدن العالم الأخرى، ولكن تأصيلاً على طبقتهم، ومسلكها المعيشي لابد أن يسافروا إلى آخر العالم بالطبع وينفقوا الآلاف ومئات الآلاف أيضًا.

سينكسر قلبك لا محالة

أخيرًا، ستحب فتاة من شلة الأصدقاء الأثرياء هؤلاء، لابد أن هناك فتاة ستجذبك بألقها وأناقتها وجمالها الذي أنفقت عليه الكثير، لكن بالطبع، أنت فقير يا عزيزي.. وعلاقتك بأصدقائك الأثرياء لا تتعدى سوى الجلوس معهم، أما الترقي لمستواهم عن طريق الزواج من فتاة منهم، فأول سؤال سيتم سؤاله لك: هل ستوفر لها المستوى المادي الذي تعيش فيه حاليًا؟ الأمر الآن أن الحب لم يعد له قيمة، ستحبها وتخاف عليها وتراعيها وتبذل أقصى جهدك لإسعادها؟ كل هذا ليس له قيمة بالنسبة لهم، وبالتالي ستبتعد وستكره واقعك وستكره وضعك المادي الذي منعك من أن تكون الشخص الجدير بفتاتك، ربما ستتصوف وربما ستكتئب، ولكن النتائج لن تكون في صالحك على الإطلاق، ربما ستكون هذه نهاية علاقتك بالأصدقاء الأثرياء وسترجع بقلب مكسور.

خاتمة

في حديثنا هنا لا نقول أن الأثرياء أشخاص سيئون ولكن نقول أن الفروق الطبقية قد تخلق تنافر شديد في الثقافات وانزعاج عند الاحتكاك ومن سيخسرون أكثر هم الطبقات الأدنى لذلك لا تخسر نفسك بأن تحاول أن تصعد لأحد ولا نمنعك من مصادقة أي شخص من أي فئة وأي طبقة ولكن التزم بمفردات طبقتك ومستواك المعيشي وحالتك المادية، ومن يريدك سيصاحبك في أي مكان وتحت أي وضع.

محمد رشوان

أضف تعليق

عشرين − 7 =