لا شك ان استغلال وقت الفراغ امر في غاية الاهمية وخاصة انه يشتكي الكثير من الناس من مرور الوقت بسرعة فائقة، خاصة من يعمل بوظيفة ساعات الدوام فيها طويلة، فما يلحق ان يعود الى البيت عائدا من دوامه، الا و ساعات الليل قد بدات تحل بظلامها، فلا يجد متسعا من الوقت لعمل اي شيء، او ممارسة اي هواية، بل لا يجد وقتا لرؤية اهله و اقاربه جيدا، بل ياكل طعامه و ينام، و تعاني الكثير من الزوجات من هذا الروتين القاتل، اذ لا يوجد هناك اي متسع من الوقت لقضاء وقتا ممتعا مع الزوج بصحبة الاولاد، او الخروج معه الا في وقت العطل، و الزوج يريد هذا اليوم ليرتاح به، و ينهي بعضا مما عليه من امور .
و بالرغم من ان الكثير من الناس لا يوجد لديهم وقت فراغ، الا ان هناك الكثير من يشتكي من وقت الفراغ الطويل لديهم، اذ يعانون من عدم معرفة استغلال وقت الفراغ ، فيصبح مرور الساعة عندهم بطيء جدا، و كان عقرب الساعة لا يمشي، و تصبح الايام مملة الى درجة قد توصلهم الى الشعور بالاكتئاب، فيجلس الواحد منهم يتافف من وضعه، و يختلق المشاكل مع غيره، و يتدخل فيما يعنيه، و فيما لا يعنيه، و نلاحظ هذا الامر جليا عندما ينهي الموظف خدمته و يتقاعد، اذ انه لم يتعود على الجلوس دون عمل، فقد اعتاد على الذهاب الى الوظيفة كل يوم، و قضاء ساعات هناك، بالاضافة الى التسلية مع الاصدقاء الذين يراهم بشكل يومي تقريبا، و فجاءة جلس في بيته دون اي عمل، فيبدا بملىء وقت الفراغ الطويل بالتدخل في امور الصغير و الكبير، ويبدا افراد العائلة بالشكوى من رب الاسرة، و تبدا الزوجة ايضا باخراجه من المطبخ، لتدخله بامور الطبخ و المطبخ، و لا باس من خروجه من البيت كله، تخفيفا من تدخلاته في جميع شؤون المنزل، فيذهب الزوج الى المقهى او الى الحديقة، فيجلس مدة من الزمن، ومن ثم يعود، و تعاد نفس الكرة من التدخلات مما يؤدي الى المشاكل و المشاحنات بينه و بين افراد العائلة .
ووقت الفراغ ليس مقتصرا على كبار السن، او من تقاعد من عمله، بل نجده عند مختلف الفئات من الناس، و بجميع الاعمار، فها هم طلاب المدارس يشتكون من وقت الفراغ في العطلة الصيفية، و كذلك طلاب الجامعات، و مما لاشك فيه ان عدم استغلال وقت الفراغ الطويل بامور ايجابية، سوف ينقلب الموضوع كلة سلبيا، لانه قد يدفع الكثير من الناس، خاصة فئة الشباب الى اللهو و العبث، او الى مرافقة الصحبة السيئة، فكما يقال من لا يجد عملا، يعمل اي شيء، و من هذا المنطلق يجب استغلال وقت الفراغ بامور تعود بالفائدة على الانسان بان يخلق لنفسه برنامجا ليملأ وقت فراغه في امور نافعة، حتى لا ينقلب وقت الفراغ الى نقمة بدلا من ان يكون نعمه .
اضرار و مساوىء وقت الفراغ :-
الجميع يعرف ان لوقت الفراغ اضرارا و مساوىء، نذكر لكم بعضا منها :-
- وقت الفراغ اذا استمر لفترة طويلة نسبيا، يؤدي الى الكثير من الامراض النفسية، و الاضطرابات و الاصابة بالاكتئاب .
- يؤدي وقت الفراغ الى التفكير بامور سلبية، فكما قال المثل الانجليزي، ان الشيطان بفتح ابوابا من ابوابه للعاطلين عن العمل، خاصة الشباب، فيلجا الشاب احيانا الى عمل اشياء سلبية للقضاء على وقت الفراغ، كالتسكع بالشوارع او الوقوف امام مدرسة البنات و معاكستهن، او مرافقة اصدقاء السوء مما يؤدي الى الانحراف .
- وقت الفراغ يكسب صاحبه بعضا من العادات السيئة كالتدخين او شرب السجائر او شرب الكحول، بحجة انه يريد ان ينسى ما يعاني منه في وقت الفراغ .
- يؤدي وقت الفراغ الى المشاحنات و الاضطرابات بين افراد العائلة، او بين الجيران، و ذلك بسبب عدم وجود عمل جدي و مهم يملا هذا الوقت .
استغلال وقت الفراغ :
كيف تقضي على وقت فراغك باشياء مفيدة لك ولعائلتك ولمجتمعك ؟ :-
فان كنت تملك اسئلة كالتالي : ” كيف استغل وقت الفراغ ؟” او ” كيف اقضي وقت الفراغ ؟” او “ماذا افعل في وقت الفراغ ؟” اليك لائحة تجيب على اسئلتك كي تتخلص من وقت الفراغ بامور نافعة وننصحك بما يلي :-
- يمكنك البحث و التامل بينك وبين نفسك، وسؤالها عن الهوايات التي تحبها و تحب ان تمارسها، فاذا كانت هوايتك تحتاج الى بعض الادوات، فابدا بشرائها و استعد لممارستها، لان الهواية تملا الوقت بشيء مفيد، و تساعدنا على ان يمر الوقت ممتعا دون ان نشعر به، و على الانسان الذي تقدم بالعمر عدم الخجل من ممارسة هوايته، و التعذر بانه قد كبر سنا، فهذه ليست بحجة، فالهواية تريح الاعصاب و تجعل الانسان هادئا و تعدل مزاجه .
- استغلال وقت الفراغ بممارسة الرياضة بشكل يومي، وذلك لكي يشعر الانسان بالالتزام يوميا بما يقوم به، يستطيع من يملك وقت فراغ طويل، ان يستغله في ممارسة الرياضة، و الحصول على جسم رشيق و ذو لياقة عاليه، فهي فرصة لمن اراد تخفيف وزنه، فاذا كانت الميزانية جيده، فلا مانع من التسجيل بنادي رياضي حتى يصبح الامر جديا، و لا مجال لترك ممارسة الرياضة، هنا يشغل الانسان وقته بالتمارين الرياضية، و تكون هناك فرصة للتعرف على اناس جدد، يبني معهم بعض الصداقات، و يستمتع معهم، خاصة اذا وجد هناك شيئا مشتركا بينه و بينهم، و بذلك يكون قد اصطاد عصفورين بحجر واحد .
- إستثمار الوقت بحضور بعض الندوات او الدروس الدينية في المساجد او المراكز الثقافية، فهذا الامر يكسب الانسان معلومات اكثر، ويوسع مداركه ويوعيه على كثير من الامور التي كان يجهلها .
- الاشتراك بالاعمال التطوعية، فهذا الامر يشعر الانسان بسعادة لا تضاهيها سعادة، لانه يقدم الخير لمجتمعه و للناس، فعندما يشترك بحملة لتنظيف الشوارع و دهن الارصفة، فقد ساعد في تقديم المساعدة لمجتمعه، وحافظ على نظافة بلده، اما حين يشترك في تقديم المساعدات للفقراء، فقد ادخل البهجة و السرور على قلوب هؤلاء الناس، و يشعر بسعادة بالغة، و باهميته و باهمية ما فعله .
- قراءة الكتب هي من الامور ذات فائدة قصوى عند استغلال وقت الفراغ بواستطتها ، وخير كتاب يقرا هو القران الكريم، وتدبر معانيه، فمن الممكن وضع برنامج يوميا يقرا في الانسان كل يوم جزءا من القران الكريم، ويمكن ايضا قراءة الكتب او القصص المسلية او المجلات وحتى الجرائد، ولا مانع من حل الكلمات المتقاطعة، لانها حلها مفيد لابعاد شبح الخرف عنا، ويساعد في تنشيط وتحريك الذاكرة، والقراءة تزيد من معلوماتنا وتثقفنا اكثر واكثر .
- اذا كنت لا تعرف الكثير من مهارات الحاسوب، يمكنك تعلمها بالاستعانة باحد الاصدقاء، او الاشتراك بمركز مختص بذلك .
- اما اذا كنت تعرف مهارات الحاسوب، فيمكنك تصفح النت يوميا .
- القيام بالرحلات مع بعض الاصدقاء، او القيام بزيارات الاهل والاقارب .
- القيام بتفقد المنزل وتصليح ما يلزم، فهذا امر مفيد لانه يساعد على القضاء على وقت الفراغ ، وتصليح اي شيء يحتاج الى ذلك .
–
أضف تعليق