مما لا شك به أننا نحتاج إلى تناول الأملاح والسكريات فبدونهما لا يكون لطعامنا مذاق، ولكننا في كثير من الأحيان نفرط في استخدامهما أو نستخدم عنصر منهما بصورة أكبر من الأخر مما يعرضنا لمشاكل وأمراض صحية لا حصر لها وبخاصة الأملاح فزيادة الأملاح في البول ينتج عنها ارتفاع حمض اليوريك أسيد وهو من الأحماض الهامة في الجسم والتي تدخل في تركيب أنواع مختلفة من الأحماض النووية، ولكن وجوده بمعدل أكبر من الطبيعي قد يؤدي للإصابة بالنقرس وأمراض الكلى، ومن خلال هذه السطور نتحدث تفصيليا عن كافة الأسباب التي تزيد من حمض اليوريك في الجسم والأعراض التي تدل على ذلك، وأهم طرق العلاج الطبيعية والدوائية.
استكشف هذه المقالة
ارتفاع حمض اليوريك في البول
ذكرنا سابقا أن حمض اليوريك ينتج عن مادة البورينات التي تتحول بعد ذلك إلى حمض البوليك، وتبقى في الدم حتى تقوم الكليتين بسحب الكمية الزائدة منه وطردها خارج الجسم مع البول إلا أن زيادة هذا الحمض عن معدلاته الطبيعية التي تتراوح بين 350 إلى 400 ميكرومول لكل لتر قد يظهر أثره عن طريق ترسيب الكليتين لكمية كبيرة منه، وبالتالي عند إجراء تحليل البول تظهر نسبة أملاح زائدة أو صديد وهو ما يدل على ارتفاع الحمض.
أسباب ارتفاع حمض اليوريك في البول
هناك أسباب متفرقة قد تؤدي إلى ارتفاع حمض اليوريك في البول عن معدلاته الطبيعية وهى ليست كلها متعلقة بالغذاء فقد تكون ناتجة عن أسباب وراثية أو وجود خلل في إنتاج هرمون الأنسولين في الجسم أو نتيجة للارتفاع الشديد في ضغط الدم أو استعمال المسكنات والأدوية المدرة بالبول لفترة طويلة بالإضافة إلى أن معظم أدوية علاج السرطان تحتوي على حمض اليوريك، وأحيانا تتسبب بعض اضطرابات وظائف الكلي في ترسيب كمية كبيرة من الحمض، وأما بالنسبة للأسباب المتعلقة بالغذاء فأهمها الإفراط في تناول البروتينات بكافة أنواعها كاللحوم والدواجن والأسماك والبقوليات وزيادة ملح الطعام في الغذاء، والإكثار من تناول الليمون، والمانجو، والبرتقال، وغيرها من الأطعمة الحمضية بالإضافة للإصابة بالجفاف الناتج عن قلة السوائل في الجسم والإدمان على شرب الكحوليات والعقاقير المخدرة.
أعراض ارتفاع حمض اليوريك في البول
هناك بعض الأعراض الظاهرية التي تدل على وجود كمية مرتفعة من حمض اليوريك في البول، ويعد من أهمها الإصابة بحرقة شديدة أثناء التبول بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع درجة حرارة الجسم، ووجود آلام شديدة بالمفاصل تنذر بالإصابة بمرض النقرس وهو مرض مرتبط بزيادة حمض اليوريك في الجسم، كما يظهر أثر زيادة الحمض على الكلى من خلال تكوين الحصوات واضطراب وظائف الكلى.
ارتفاع حمض اليوريك في الدم
في بعض الحالات المرضية يظهر تركيز حمض اليوريك بنسبة كبيرة في الدم عندما لا تتمكن الكليتين من امتصاصه بصورة جيدة، وبالتالي لا يتم طرد الكمية الزائدة منه خارج الجسم، ويظهر ذلك بشكل واضح عند إجراء الفحص الدموي، ويعد ارتفاع حمض اليوريك في الدم أخطر بكثير من ارتفاعه في البول لأن وجود حمض اليوريك في الدم قد يدل على وجود مشكلة في تكوين الدم ذاته أو وجود انسداد أو خلل في وظائف الكلى، وبالطبع تظهر نفس الأعراض كالإصابة بالنقرس وارتفاع الضغط بالإضافة إلى أعراض أخرى حيث أن زيادة حمض اليوريك في الدم يؤثر بالسلب على عمليات التمثيل الغذائي بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
اليوريك أسيد والضغط
ارتفاع ضغط الدم من الأعراض التي تدل على الإصابة بأمراض كثيرة وقد يدل أيضا على وجود نسبة مرتفعة من حمض اليوريك في الجسم فهناك الكثير من الأطعمة والمشروبات التي تعمل على رفع ضغط الدم وفي نفس الوقت تزيد من حمض اليوريك في الجسم، ولهذا يجب تصحيح العادات الغذائية أولا بالتقليل من ملح الطعام، والتوابل، واللحوم، والأسماك، والبروتينات بشكل عام وأيضا المشروبات المنبهة، وفي حالة زيادة الوزن يجب إتباع حمية غذائية للتخلص من الوزن الزائد مع التركيز على العصائر الطبيعية والخضروات والفاكهة وإذا استمرت المشكلة يفضل زيارة الطبيب فقد يكون هناك سبب أخر متعلق بارتفاع ضغط الدم.
تحليل حمض اليوريك
يتم التأكد من ارتفاع حمض اليوريك في الجسم عن طريق أخذ عينة من الدم أو بول المريض، ويفضل إجراء التحليلين معا حتى يستطيع الطبيب تشخيص المشكلة بصورة أفضل أيضا من الممكن إجراء تحليل وظائف كلى، وفحص نسبة الكولسترول إذا كانت هناك احتمالات لدى الطبيب أو المريض بأن ارتفاع الحمض ناتج عن وجود مشكلة في كلا منهما.
ويمكن كذلك استخدام تصوير الأشعة السينية أو المقطعية أو الموجات فوق الصوتية على المفاصل ففي حالة ظهور النقرس على المفاصل يتأكد الطبيب بذلك من أن المريض يعاني من زيادة في حمض اليوريك.
الأطعمة التي تزيد حمض اليوريك
كما أسلفنا سابقا أن الطعام الذي نتناوله قد يكون سببا في ارتفاع حمض اليوريك فبعض الأطعمة تحتوي على هذا الحمض مثل اللحوم بجميع أنواعها وبخاصة اللحم البقري، ولحم الخرفان، والعجول، والكبدة فكل هذه الأنواع غنية بالبروتينات وحمض اليوريك معا، ولا ننسى الدواجن وبخاصة لحم البط، وأخطر أنواع اللحوم التي يجب الامتناع عنها تماما هي الأنواع المصنعة والمعلبة والتي يضاف لها نسبة عالية من الأملاح، وبعض أنواع من الأسماك، وبخاصة الفسيخ، والسردين والسلمون، والماكريل أيضا لا يجب تناول الخضروات بكثرة فبعضا منها يحتوي على نسبة عالية من الحمض مثل السبانخ، والقنبيط، والأطعمة، والمكملات الغذائية المحتوية على فيتامين سي لأن حمض الأسكوربيك يساهم في زيادة امتصاص حمض اليوريك بصورة أكبر.
نقص حمض اليوريك
من النادر أن تحدث الإصابة بنقص حمض اليوريك في الدم حيث تعتبر معظم الحالات الشائعة ناتجة عن ارتفاعه، ولذلك يعتبر الأطباء أن نقص حمض اليوريك في الجسم أشد خطورة لأنه ينذر بدخول بعض المواد السامة للجسم بسبب تناول العقاقير مثل مدرات البول أو الإفراط في تناول الأدوية الخاصة بعلاج النقرس، ولكنه أيضا قد يحدث نتيجة لبعض الأنظمة الغذائية الخاطئة، وبخاصة إتباع الرجيم الكيميائي، ومن الأسباب الأخرى المرتبطة بنقص اليوريك حدوث تغيرات في وظائف الكلى كالإصابة بالتهاب الكلى أو الفشل الكلوي الحاد، وفرط نشاط الغدة الدرقية.
الخاتمة
إذا كنت واحدا من الملايين الذين يعانون من ارتفاع حمض اليوريك فلا داعي للذعر فبإمكانك السيطرة عليه عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الحبوب الكاملة كالشوفان والشعير، والإكثار من تناول منتجات الألبان وشرب الماء والعصائر مع التركيز على العنب والتين، والتوت، والكرفس، والخس، والجرجير والامتناع عن تناول أية أدوية مدرة بالبول أو مشروبات كحولية، ويمكن تناول أقراص “الوبيورينول” للحد من ارتفاع الحمض، وتجنب الإصابة بالنقرس، ويجب وقف استعمال الدواء عند عودة الحمض لمعدلاته الطبيعية حيث أن الإكثار من تناول الوبيورينول قد يضر بالكلى.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق