جميعنا نمتلك هذا الشيء السري الدفين داخلنا والذي من الممكن أن يقول البعض كيف لك أن تمتلك هذه الإمكانية الفلانية ويتعجب البعض الأخر من امتلاكك لها وهذه الإمكانيات الفريدة من الممكن أن نطلق عليها اسم الموهبة وهو الاسم الدارج للأشياء المميزة التي يفعلها بعض المميزين، ونلصق التميز هنا بالمواهب لأن الذين يمتلكون المواهب يكونون مختلفين في أداء أشياء عادية بطريقة غير عادية، مثلاً هناك الكثير من العازفين على مر التاريخ ولكنك عندما تذكر “بيتهوفين، يانِ، باخ” فالجميع يجتمع أن ألحان هؤلاء خالدة في حين أن الموسيقي من قدم الأزل ولكن واحد مثل بيتهوفين لحد يومنا هذا مقطوعاته مشهورة وليس فقط مشهورة بل تدرس من جودتها، هذه هي الموهبة أن تفعل الأشياء العادية بطرق غير عادية تجعل من الشيء العادي هذا، شيء يعيش إلى الأبد، ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن الجميع لديهم موهبة ولكن الذي يميز موهبة عن موهبة أخرى هو مقدار احتراف الموهبة هذه عن الأخرى لذلك في هذا المقال سنوضح لك ما هي الخطوات العملية والفعالة في احتراف موهبتك لتجعل من نفسك شيء عظيم.
دليلك إلى احتراف الموهبة برغم معارضة من حولك
قبل احتراف الموهبة كيف تكتشفها؟
اكتشاف الموهبة هو من ضمن أصعب المهمات في حياة الأشخاص إذ يعتبر الكثير من الناس أنهم لا يملكون أي مواهب ولكن الحقيقية أن أي إنسان يمتلك موهبة معينة من الممكن أن يكون هذه الموهبة واضحة مثل الغناء مثلاً، فالشخص ذو الصوت الجميل الغنائي لن يواجه معضلة في اكتشاف موهبته ولكن بالحري في مجتمعنا العربي هناك أنواع كثيرة من المواهب مدفونه وأصحابها أنفسهم لا يعلمون أنهم يمتلكونها لمجرد أنهم لم يجربونها من الأساس، فطريقة سير الحياة في مجتمعنا عملية جداً ولا تشجع على اكتشاف المواهب ولكن هذا ليس عذر عزيزي القارئ بل يجب أن يكون هذا دافع أكثر لك ليجعلك تعمل أكثر على اكتشاف موهبتك وحتي تصل إلى موهبتك فليس أمامك إلا حل من الاثنين، الأول وهو أن تلاحظ ما الشيء المحبب جداً لنفسك وتستطيع عمله بسهولة، مثلاً أنت تحب أن تلعب نوع معين من الرياضة وتجد متعة رهيبة في هذا لدرجة أنك من الممكن أن تلعب هذا النوع من الرياضة لمدة ساعات ولا تشعر بعدد هذه الساعات قس على ذلك باقي الأشياء ليس فقط الرياضة هناك أشخاص يعشقون القراءة فلما لا تكون موهبتهم هي الكتابة لأنه القراءة هي إلهام الكتابة ومنبعها وهكذا، ركز على الذي تعشقه وليس مجرد تستمتع به فالموهبة أساسها هو الشغف بما تفعل وليس مجرد شيء تفعله لتتسلى، سأكرر لك هذه النقطة مرة أخرى لأهميتها عزيزي القارئ.
الشغف بالموهبة هو أقصر الطرق لاحتراف الموهبة، فلا يجب أن ترضى بأنصاف الحلول وتقول إنك تحب فعل هذا الشيء ببساطة، إن كنت لا تعشق هذا الشيء فهو ليس مناسب لك، لسبب بسيط وهو لأنك ستمل منه عاجلاً أم أجلاً لذلك لا تتسرع في اختيار موهبتك التي ستبدأ في بذل مجهود لتنميتها، أما الشغف فهو سيحميك من الملل وسيدفعك دوماً لمحبة الشيء الذي تفعله.
أما الحل الثاني لاكتشاف موهبتك إن كان ليس لديك شغف واضح بأي شيء أو نشاط متاح حولك فهو تجريب الأنشطة ومحاولة تمييز ما الذي تعلمته بسرعة وما الذي أحببته أكثر من غيره وغالباً هذا هو الذي ستتميز فيه فيما بعد وهو موهبتك ومن بعدها ابدأ المرحلة الهامة في تنمية واحتراف الموهبة التي اكتشفتها.
كيفية احتراف الموهبة
أولاً أي موهبة تمتلكها فهي تحتاج إلى تنمية حتى تستطيع أن تجعل منها شيء استثنائي وأولى خطوات التنمية هي التدريب والمداومة بشكل دوري على أي نشاط أنت موهوب فيه، بمعنى أوضح إن كنت موهوب في لعب كرة القدم مثلاً فهناك ألاف لاعبين في كرة القدم الموهوبين غيرك ولكن الذي سيجعلك تتفوق على الجميع هو التدريب وتنمية مهاراتك الرياضية التي ستجعلك أميز الموهوبين وأحرفهم في مجال كرة القدم، وقس على ذلك جميع تدريبات المواهب المختلفة إذا كنت تجيد العزف فيجب أن تدرب جيداً على الخدع الموسيقية التي لم تتكرر من قبل فسيجعل منك ذلك مميز فمثلاً يوجد عازف عود عراقي مشهور يدعي “نصير شمة” احترف تكنيكاً جديداً في عزف العود وهو العزف بكف يد واحدة وعزف نوتات مشهورة جداً بأشهر ألة موسيقية شرقية تحتاج إلى يدين اثنين ومن هنا فهو صار الأفضل في العالم بمداومة التدريب على المهارة الشخصية.
ثانياً حفز نفسك كثيراً ولا تبخل على نفسك ولا تنتظر تحفيز الأخرين فقط اعتمد على نفسك ولا تقحم نفسك في وسط سلبي يدفعك لسرعة اليأس والفشل بل دائماً جاور الفائزين والمنتصرين ولا تتنازل عن أحلامك بسهولة فالموهبة التي تمتلكها لن يزداد ضيائها إلا في وسط مناسب يسمح لك بالحلم وتحقيق الحلم، راقب القدامى الذين تميزوا في نفس موهبتك وحفز نفسك أنك تريد أن تصل لمستوى أفضل منهم وليس مثلهم فقط بل اجعل من طموحك عالي جداً وغير محدود، فهذه حقيقة كونية أنك كما ترى نفسك ستجد نفسك هكذا إن رأيت نفسك ناجحاً فستنجح وإن رأيت نفسك فاشلاً فعقلك الباطن سيجعلك دائماً يائس وقليل الحيلة في المحاولات، لذلك حفز نفسك دائماً لتصل لمرحلة احتراف الموهبة التي تنشدها في خيالك.
ثالثاً ضع أهداف متدرجة لتحققها بصورة واقعية، وأدعوك عزيزي القارئ أن تكون حكيماً في هذا الموضوع وذكي حتى لا تقسوا على نفسك وفي نفس الوقت تكتسب الثقة بالنفس اللازمة لتصل لاحتراف الموهبة التي تتميز أنت فيها، مثلاً لا يجوز وأنت من بعد اكتشاف موهبتك بصورة جديدة حتى وإن كنت تتميز فيها جداً أن تقدم لمسابقات عالمية للمحترفين، ببساطة ستفشل في هذا ومن الممكن أن يؤثر ذلك عليك سلبياً ويهز ثقتك في نفسك ولكن بالحري لكل مرحلة تدريبية واحترافية لموهبتك ضع هدف يلائم إمكانياتك، يعني إن كنت تمتلك موهبة في رياضة معينة فتقدم في البداية لمسابقات محلية تكون المنافسة فيها بسيطة وفرصة صالحة لك لتكتسب قدراً من الثقة في النفس عندما تفوز في المنافسة.
قيود المجتمع
أحياناً عزيزي القارئ لن تجد دعم ممن هم حولك فلا تدع ذلك يؤثر عليك سلبياً فالمجتمع ليس هو أخر العالم وغالباً في بدايتك ستجد صعوبة جداً في احتراف الموهبة، لأن الجميع لا يرون الذي تراه أنت لنفسك الجميع سيقول لك كفاك لعباً واذهب ابحث عن عمل يجلب لك المال حتى تستطيع العيش، وستجد أيضاً الظروف الحياتية توحي لك بذلك حقاً وأن الحياة ليست هي الشغف بالموهبة التي تعشقها ولكن الحقيقة أن هذه الموهبة من الممكن أن تكون هي مصدر رزقك وتميزك باقي عمرك وأنت لا تعلم ذلك فقط تحتاج إلى المثابرة وإعادة المحاولات وقبول الفشل ثم إعادة المحاولة ثم سيأتي عاجلاً أم أجلاً نجاحك فيما تحب الذي ستجد فيه أول من كانوا يقفون ضدك لأجل تحقيقه هم أنفسهم الذين يتعجبون كيف حققته.
أخيراً عزيزي القارئ احتراف الموهبة طريق طويل من التعب والجهد المضني الغير ممتع أحياناً ولكن في سبيل رؤيتك لموهبتك واعتزازك بها اسلك هذا الطريق وصدقني ستصل إلى صفوة العظماء لأن العظماء فقط هم من يتحملون الأشياء الصعبة في سبيل ما يعشقون.
أضف تعليق