حصر البول أو احتباس البول هو عدم قدرة المريض على التبول طبيعيا على الرغم من امتلاء المثانة، مما ينتج عنه الشعور بالحرقان والانزعاج أثناء التبول، وقد يكون السبب وراء هذه المشكلة إصابة المثانة بأحد الأمراض أو تضخم البروستاتا لدى كبار السن، كما أن بعض النساء تعاني من هذه المشكلة بعد الوضع أو بعد العمليات الجراحية، وكذلك الأطفال يحدث لديهم احتباس في البول وحرقان وألم أثناء التبول، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أسباب هذه المشكلة وطرق علاجها.
استكشف هذه المقالة
احتباس البول والحرقان
الأعراض
يعاني الشخص المصاب باحتباس البول من الشعور بحرقان في مجرى البول أثناء عملية التبول، وتكون عملية التبول لديه متقطعة بمعنى أنه يشعر بالحاجة إلى التبول على فترات قصيرة، كما قد يتغير لديه لون البول فيصبح مائلا للأحمر، بالإضافة إلى الشعور بالآلام عند التبول وفقدان السيطرة على المثانة، وقد يتطور الأمر إلى خروج البول مصحوبا بالدم مع آلام أسفل الظهر وارتفاع في درجة الحرارة.
الأسباب
هناك عدة أسباب تؤدي إلى احتباس البول مثل الأمراض التي تصيب المثانة كمرض السرطان، أو تضخم البروستاتا أو وجود التهابات فيها، وأيضا قد ينتج عن الحصوات التي تتكون في مجرى البول حدوث انسداد بمجرى البول وبالتالي يحدث حصر البول، كما أن احتباس البول هو أحد الأعراض الشائعة لمرض السكري، وهناك بعض الأدوية يكون من أعراضها الجانبية التسبب في حصر البول، كما أن عدم التبول عند الحاجة ومقاومة الرغبة في التبول لفترة طويلة يؤدي لحدوث مشكلة حصر البول، وهناك أيضا بعض العادات السيئة التي تؤدي لحصر البول مثل تناول الكحوليات وإدمان المخدرات.
طرق الوقاية
تكون الوقاية من احتباس البول عن طريق شرب الكثير من السوائل وبخاصة الماء لأنه يساعد على تنظيف مجرى البول وتطهيره، وأيضا ينصح بعدم مقاومة الرغبة الملحة في التبول لفترة طويلة بل يجب الاستجابة لها في أسرع وقت ممكن، وكما أن الابتعاد عن الكحوليات والمواد المخدرة يساعد على تجنب هذه المشكلة، بالإضافة إلى تنظيف الأعضاء البولية والتناسلية بشكل مستمر مع تجنب الصابون الرديء والمنظفات التي تسبب التحسس والتهيج.
احتباس البول عند الأطفال
الأعراض
تشمل أعراض احتباس البول لدى الأطفال القيام بالتبول بكثرة على فترات متقاربة، وأيضا تنقيط البول لا إراديا، والشعور بآلام أثناء التبول مما يؤدي إلى الخوف من التبول ورفضه بل قد يصل إلى حد البكاء الشديد وقت التبول، ونلاحظ لدى الطفل الرضيع التوقف عن الرضاعة والبكاء باستمرار، وهناك أعراض أخرى ظاهرة مثل ارتفاع درجة الحرارة والقيء والإسهال في بعض الأحيان، وتميل البشرة إلى الاصفرار ويمكن ملاحظة تغير رائحة البول إلى رائحة كريهة جدا، وفي بعض الحالات النادرة يكون البول مصحوبا بالدم.
الأسباب
هناك عدة أسباب لاحتباس البول عند الأطفال، وتشمل عدم حصول الطفل على كميات كافية من السوائل وإصابته بالجفاف، وأيضا كثرة التعرق أو الإصابة بالإسهال الشديد والقيء، وغالبا يصاب الرضع بهذه المشكلة نتيجة لعدم قدرتهم على التعبير عن حاجتهم إلى الماء، أما في الأطفال الأكبر سنا فقد يعانون من هذه المشكلة نتيجة تأجيل دخول الحمام أثناء اللعب أو مشاهدة التلفاز أو غيره، وأيضا خلال اليوم الدراسي حيث أن بعض الأطفال يتجنبون دخول المرحاض المدرسي، كما أن الطفل الذي يعتمد على والدته في دخول الحمام قد يضطر لانتظارها في حالة انشغالها أو عدم وجودها مما يسبب احتباس البول لديه.
أضرار احتباس البول عند النساء
الالتهابات البولية
عند تجمع البول في المثانة وعدم إخراجه بشكل طبيعي فإن المثانة تصبح بيئة خصبة لنمو البكتريا، وكنتيجة لذلك تصاب المرأة بالتهابات في مجرى البول والمثانة، وبالتالي يبدأ الشعور بالحرقة والألم الشديد عند التبول.
حصوات المثانة والكلى
من الأضرار الأخرى لاحتباس البول وتراكمه في المثانة تكون الحصوات في المثانة والكلى، حيث أن البول يحتوي على أملاح صلبة، وبالتالي تكون فرصة إصابة المرأة بانسداد الحالب كبيرة، وكنتيجة لذلك تبدأ المعاناة من آلام شديدة عند التبول، وليس بالضرورة أن تحتاج هذه الحصوات إلى علاج طبي أو تدخل جراحي حيث أن البعض منها يتفتت تلقائيا بمرور الوقت.
الفشل الكلوي
يحدث الفشل الكلوي بسبب احتباس البول حيث أن البول المتراكم يضغط على المثانة والكلى، وعند ارتجاعه للكلى مرة أخرى فإنه يؤدي إلى حدوث احتقان في خلايا وقنوات الكلى مما يسبب توقفها عن العمل جزئيا، وتصاب بالفشل في تصفية الدم من السموم نتيجة لتراكم البول وهذا يعرف بفشل الكلى المؤقت، وعلى الرغم من أنه مؤقت ويزول بمجرد القيام بتفريغ المثانة من البول، ولكن عند الاستمرار في تكرار المشكلة وحصر البول باستمرار قد يحدث فشل الكلى المزمن وتدميرها.
خطر الوفاة
كما ذكرنا فإن أحد المضاعفات الخطيرة لاحتباس البول هي الإصابة بالفشل الكلوي المزمن، وقد يحتاج الأمر إلى زرع كلية والذي يكون في بعض الأحيان صعبا وغير متوفرا، ويضطر المريض للانتظار فترة طويلة لإيجاد متبرع من أجل زرع كلية جديدة، وقد تطول مدة الانتظار مما يؤدي إلى الوفاة في نهاية الأمر.
علاج حصر البول بطرق طبيعية
تناول الكثير من الماء والسوائل
يساعد الماء على تطهير الجسم من السموم والتخلص من البكتريا التي تتكون في المثانة وتسبب العدوى، كما ينصح أيضا بتناول السوائل الأخرى مثل العصائر الطبيعية والشوربة ومشروبات الأعشاب، بالإضافة إلى تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الماء، حيث أنه علاوة على أهميتها في تنظيف الجسم من السموم فإنها تعمل على ترطيب الجسم.
كمادات الماء الدافيء
يمكن استخدام كمادات الماء الدافيء لتهدئة الألم الناتج عن احتباس البول ، حيث أن الماء الدافيء يساعد على تخفيف الضغط على المثانة وتقليل الشعور بالألم في هذه المنطقة، ويتم هذا عن طريق وضع الكمادات على المنطقة أسفل البطن لمدة 5 – 10 دقائق مع التكرار عدة مرات يوميا.
خل التفاح
يتميز خل التفاح بفعاليته في مكافحة العدوى التي تسبب الألم أثناء التبول بفضل خصائصه المضادة للجراثيم والفطريات، كما أن خل التفاح يتميز بغناه بالمعادن المفيدة مثل البوتاسيوم بالإضافة إلى الأنزيمات التي تساعد على معادلة نسبة الحموضة بالجسم، ولذا يمكن إعداد مشروب مكون من كوب من الماء الدافيء المضاف له ملعقة من خل التفاح وملعقة من عسل النحل وتناوله مرتان يوميا من أجل التخلص من الالتهابات وعلاج حصر البول، كما يمكن أيضا إضافة كوب أو أكثر من خل التفاح إلى مياه الاستحمام والبقاء فيها لمدة 20 – 30 دقيقة مع التكرار بشكل يومي حتى انتهاء المشكلة.
صودا الخبز
تعمل صودا الخبز على تخفيف حموضة البول بفضل خصائصها القلوية، وبالتالي فهي تقلل من الحرقة والألم أثناء التبول، كما أن صودا الخبز تتميز بفعاليتها في ضبط الرقم الهيدروجيني للجسم، وطريقة استخدامها يكون عن طريق إضافة ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى كوب من الماء وتقليبه حتى الذوبان، ثم يتم تناوله صباحا على الريق مع مراعاة الاستمرار على هذه الوصفة بشكل يومي ولمدة أسبوع.
الزبادي واللبن
ينصح بتناول 2 – 3 أكواب من اللبن أو الزبادي لأنهما يعملان على تحفيز نمو البكتريا الصحية المفيدة، وبالتالي يصبح لدى الجسم القدرة على مكافحة العدوى التي تسبب احتباس البول .
الخيار
من المعروف عنه أنه يساعد على إدرار البول ولذا فإنه يستخدم في تخفيف حصر البول، حيث أن 95% من مكونات الخيار هي عبارة عن ماء، كما أنه يقوم بترطيب الجسم ويخلصه من السموم الضارة، ويعمل بشكل فعال على تبريد حرارة الجسم بفضل خاصية التبريد الموجودة فيه، حيث نقوم بإعداد كوب من عصير الخيار مع إضافة ملعقة كبيرة من العسل وملعقة من عصير الليمون ومزجهم جميعا، ثم يتم تناول هذا المشروب مرتان يوميا.
علاج احتباس البول بالأعشاب
الزنجبيل
إن احتوائه على مضادات البكتريا والفيروسات يجعله فعالا في محاربة العدوى التي تسبب الألم أثناء التبول، وطريقة تناوله هي مزج ملعقة من مسحوق الزنجبيل مع ملعقة من العسل حتى الحصول على معجون يتم تناوله مرة واحدة يوميا، كما يمكن أيضا إضافة ملعقة من الزنجبيل إلى كوب من الماء أو اللبن الدافيء وتناوله مرة واحدة يوميا في صورة مشروب.
الكزبرة
تستخدم بذور الكزبرة في تخفيف أعراض حصر البول، فهي تتميز باحتوائها على مضادات الجراثيم التي تساعد على مكافحة الالتهابات في المسالك البولية، ويمكن تحضير مغلي الكزبرة عن طريق إضافة ملعقة واحدة من بذور الكزبرة إلى كوب من الماء وتركه ليغلي عدة دقائق، وعندما يبرد قليلا يمكن تناوله ويفضل تكرار ذلك مرتان يوميا، ويمكن أيضا تناول منقوع الكزبرة الذي يحضر عن طريق إضافة ملعقة كبيرة من الكزبرة المطحونة إلى 3 أكواب من الماء، ويترك منقوعا طوال الليل ثم يشرب بمعدل 3 أكواب يوميا.
بذور الحلبة
من أفضل العلاجات الفعالة لمشكلة احتباس البول ، فهي تعمل على ضبط الرقم الهيدروجيني ومكافحة العدوى، بالإضافة إلى أنها تخلص الجسم من السموم وتمنع تراكمها، ولتحضير مشروب من الحلبة تضاف نصف ملعقة من بذور الحلبة إلى كوب من اللبن ويتم تناوله مرتان يوميا، كما يمكن أيضا مزج ملعقة من بذور الحلبة المطحونة مع ملعقة كبيرة من العسل ومن ثم تناولها، وأخيرا فإنه يمكن أيضا نقع بذور الحلبة في الماء مساءا وتركها حتى الصباح، حيث يؤخذ كوب من مشروب الحلبة ويضاف له ملعقة صغيرة من العسل ويشرب على الريق.
البقدونس والكرفس والنعناع
جميعها أعشاب مدرة للبول ويمكن استخدامها في علاج حصر البول، وذلك عن طريق تناول أي من مغلي أوراق البقدونس أو الكرفس أو النعناع مرتان يوميا صباحا ومساءا.
الشاي
بأنواعه المتعددة وخاصة الشاي الأخضر يساعد على إدرار البول بشكل طبيعي، حيث ينصح بشرب كوبان من الشاي الأخضر صباحا ومساء للتخلص من حصر البول وأيضا لعلاج الإمساك.
الخاتمة
تحدثنا فيما سبق عن مشكلة احتباس البول وما هي أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها، وهي مشكلة تحدث لدى الجميع سواء النساء أو الرجال أو الأطفال، كما أنها مشكلة ليست بالهينة فإن لها أضرارا صحية قد تصل إلى التسبب بالفشل الكلوي ومن ثم الوفاة، ويوجد العديد من الطرق الطبيعية والأعشاب الطبيعية التي تساعد على علاج هذه المشكلة، ومن الأفضل الحرص على الوقاية منها في الأساس عن طريق شرب السوائل وخاصة الماء وعدم حبس البول لفترات طويلة، بالإضافة إلى تجنب المشروبات الكحولية وإدمان المخدرات.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق