تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » إيتيكيت الحفلات الموسيقية : كيف تتصرف بشكل حضاري فيها ؟

إيتيكيت الحفلات الموسيقية : كيف تتصرف بشكل حضاري فيها ؟

تعتبر الحفلات الموسيقية مناسبات رسمية يجب التقيد فيها بقواعد الإيتيكيت من قبل جميع الأطراف، في السطور المقبلة نتعرف بشكل مفصل على إيتيكيت الحفلات الموسيقية .

إيتيكيت الحفلات الموسيقية

إيتيكيت الحفلات الموسيقية هو أمر ضروري في أي حفلة موسيقية، فالموسيقى لغة عالمية يشترك بها جميع البشر ويمكنهم تحدثها؛ وما أجملها من لغة فهي لا تشترط عرقاً ولا جنساً، وإنما تشترط من يحبها وينصت لها. والموسيقى إرث حضاري للنوع البشري، وتتعدد أنواعها وتختلف باختلاف القارات والدول والشعوب؛ وذلك لا يمنع أبداً من انتشار نوع معين من الموسيقى خاص بشعب معين بدولة وشعب آخر مختلف تماماً عنه، فالموسيقى مختلفة ومتنوعة كالطعام يُحب الجميع تجربته وتذوقه والاختيار من أصنافه.

تعرف على إيتيكيت الحفلات الموسيقية

أنواع الحفلات الموسيقية

تُقام الحفلات الموسيقية إما بحديقة عامة أو قاعة موسيقية أو ميدان، والحفلات الميدانية المُقامة بالحدائق العامة أو الميادين أو الشوارع لا يكون لها عادة قواعد معينة؛ ففيها ينطلق الأشخاص، ويمرحون على خلفية الموسيقى، يستطيعون تناول المأكل والمشرب خلال الحفلة، يستطيعون التحدث والتفاعل مع المغنى أو الفرقة الموسيقية، وبعض المهرجانات قد يتخللها الرقصات الشعبية وما اشتهرت به تلك البلاد، إذن فموسيقى الشارع ضابطها ورابطها هو حكم الشارع والإرث الخاص بكل بلدة، وعادة ما تكون الأجهزة الصوتية المُلحقة بحفلات الميادين والشوارع كبيرة وذات نوعية جيدة ليرتفع صداها لأبعد مسافة، وتصل للمشاركين، وتُشعرهم بقوة انطلاق النغمات التي تجعلهم منسجمين خالصين لها.

والموسيقى العالمية من الصعب تحديد معاد نشأتها وظهورها، ولكن يُرجح أنها ظهرت بحقبة “نيرون” بالقرون الوسطى، وكانت إيطاليا سابقة مهد واحتضان للموسيقى الغربية، وكانت ملتقى تبادل الخبرات بالموسيقى، ثم انتشرت الحفلات الموسيقية بألمانيا وسويسرا وإنجلترا، ثم لباقي أنحاء أوربا، وكانت تُقام بكل الأماكن من حانات وميادين، إلى أن ظهرت موسيقى خاصة بالنبلاء “بباريس” عاصمة فرنسا، وكانت تُقام بالقاعات الموسيقية الفخمة ويحرص النبلاء على ارتداء أفخم الثياب، والتعامل برقى خلال تلك الحفلات. ثم ظهرت “الأوركسترا” بالقرن التاسع عشر، والتي كانت تضم عدد كبير من العازفين عددهم حوالى عشرين قد يقل أو يزيد ويستخدموا الكثير من أنواع الآلات الموسيقية سواء الآلات الوترية أو الهوائية أو الإيقاعية.

والدول العربية عرفت الحفلات الموسيقية الكبيرة المُجّمعة بالقرن العشرين، وظهرت العديد من المهرجانات الكبرى مثل مهرجان”موازين” بالمغرب أو “قرطاج” الدولي” بتونس. والوطن العربي به العديد من مراكز وقاعات الموسيقى الخاصة التي تضم كل أنواع الموسيقى المسموعة والمرئية ك” دار الأوبرا المصرية” المنشأة منذ عام 1988م والتي تضم جميع أنواع الحفلات الموسيقية الكلاسيكية.

والمهرجانات العربية كثيرة منها: مهرجان الموسيقى العربية بمصر، مهرجان جرش بالأردن، مهرجان قرطاج الدولي بتونس، مهرجان فاس للموسيقى الروحية بالمغرب، مهرجان القدس للموسيقى بفلسطين، مهرجان بعلبك الدولي بلبنان، مهرجان أبها الغنائي بالسعودية.

إيتيكيت الحفلات الموسيقية

كما ذكرنا سالفاً أن الحفلات الشعبية الموسيقية بالميادين ليس لها ضوابط، وتتخذ قواعدها من إرثها، وعادة ما تكون تلقائية وعفوية، ولكننا بهذا المقال البسيط نريد تسليط الضوء على إيتيكيت الحفلات الموسيقية الرسمية، وسنمنحك بعض النصائح لتجعلك مرتاحاً بعض الشيء وقادراً على التكيف مع أجواء تلك الحفلات، وفي نفس الوقت تستمع بها أنت ومن معك.

1- بدايةً، يجب أن تعلم أن كل قاعة أو دار للموسيقى تضع لها بعضاً من القواعد بصفة خاصة، ويجب عليك محاولة الإطلاع عليها قبل الذهاب، حتى لا تحرج بتصرف قمت به هناك، فتصفح الموقع الخاص لتلك الدار قبل الذهاب، أو اطلع على التعليمات الخاصة بتلك المناسبة واقرأها جيداً.

2- إذا كنت ستذهب إلى القاعة بسيارتك الخاصة، فاحرص على الوصول قبل المعاد المحدد بفترة زمنية كافية حتى يمكنك الحصول على مكان خاص بسيارتك لركنها، ويزداد الأمر صعوبة إذا كانت تلك القاعة من قاعات العدد الكبير، حينها يفضل اقتناء وسيلة مواصلات خاصة ذهاباً وإياباً حتى تتمكن من الاستمتاع بالحفل دون حمل همّ ركن السيارة أو الدخول متأخراً بسببها.

3- الدخول والخروج من القاعة: فور دخولك للقاعة لا يمكنك الخروج منها إلا لأمر مُلِح، وأيضاً لا تستطيع الدخول متأخراً، وإن دخلت فيجب عليك الجلوس في أقرب مقعد من مكان دخولك، وخلال فترة الراحة بين الفقرات الموسيقية يمكنك أن تذهب لمقعدك الخاص بك. الخروج من القاعة يجب أن يكون بشكل منظم، يقسم الحاضرون إلى صفوف، وتخرج مجموعات الصفوف من الباب الأقرب لها، ولا يجب أن يتخطى صف الصف الذي أمامه، بل يخرج الجميع بهدوء وبوتيرة واحدة لا بطئا ولا سرعة فيها.

4- يتوجب عليك غلق كل أنواع الأجهزة الإلكترونية من هواتف أو أجهزة تصوير، فإنه يكون غير مقبولاً سماع أصوات الهواتف أثناء الحفلة الموسيقية؛ حتى إن السعال بصوت عالٍ يكون مسبباً للإحراج.

5- لا تقم بالتصوير أثناء الحفلة نهائيا، فغالباً ما تكون الحفلة الموسيقية مسجلة ويمكنك أخذ نسخة منها، فالتصوير هو شكل من أشكال الإزعاج القوية للعازفين والمستمعين معاً.

6- التصفيق أيضا له “إيتيكيت” خاص به، والتصفيق يعتبر شكلاُ من أشكال إبداء الإعجاب بما قدمه العازفين والموسيقيين، فالتصفيق يكون ما بين المقطوعات الموسيقية، وعند دخول الفرقة الموسيقية، ثم عند دخول قائد الأوركسترا، وبنهاية الحفل، وما دون ذلك يزعجهم.

7- غالباً ما تكون الحفلات الكلاسيكية حفلات رسمية يتوجب عليك خلالها ارتداء لباساً رسمياً كاملاً أو ارتداء الزي الوطني الخاص بالحفلة، فالثياب يجب أن تكون أنيقة، رسمية أو شبه رسمية، فيرتدى الرجال بذات أنيقة، وترتدي السيدات فساتين جميلة.

8- اطلع على وقت المقطوعات الموسيقية قبل ذهابك، أو من خلال المنشور الموزع عليك الخاص بتفاصيل الحفلة، حتى تتعرف على مواعيد الراحة بين المقطوعات الموسيقية، وغالبا يكون متوسط مواعيد الحفلات الموسيقية ساعتين.

9- تحدد كل قاعة عمر الأطفال المصطحبين معك، فغالباً الأطفال الصغار يشكلون مصدراً للإزعاج بطلباتهم المُكررة والمفاجئة، وتكون هنالك قواعد استثنائية للأطفال العازفين.

10- بعض قاعات الموسيقى المحترفة، ينشؤون جلسات نقاشية ومجموعات معرفية قبل الحفل مع العازفين أنفسهم، وذلك للتعريف بالمقطوعات الموسيقية، ويطبعون كتيبات خاصة بالحفلة، فعليك اقتنائها وحضور تلك الجلسات لتزيد من استمتاعك ومعرفتك بالحفل.

أجمل قاعات الموسيقى بالعالم

إذا كنت من هواة حضور الحفلات الموسيقية، ومحبي القاعات الرسمية الفخمة التي ما إن تُعزف الموسيقى بأرجائها تشعر بعبق ذلك المكان و يلوح تاريخه في الأفق، إليك أجمل القاعات حول العالم:

1- قاعة “والت ديزني” بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، تستوعب خلاله القاعة الموسيقية 2400 شخص، ويتميز المبنى بألواح زجاجية جميلة كبيرة.

2- مركز “كوفمان” للفنون المسرحية بالولايات المتحدة الأمريكية، به قاعتان منفصلتان، واحدة للمقطوعات الموسيقية، وأخرى للباليه، وتتسع القاعة الموسيقية ل 1600 شخص.

3- “مسرح الموسيقى لأوركسترا برلين”، مبنى جميل مشيد يجمع ما بين الحداثة والعبق، قاعته الكبرى تتسع ل 2440 شخص.

4- مركز”تيدرجليف” بعاصمة أذربيجان، صممته المهندسة المعمارية العربية “زها حديد” ويتميز شكله بالهندسة المعمارية السائلة التي تعطي انطباعاً بالراحة والفخامة.

5- المركز الوطني للفنون المسرحية بالصين ويطلق عليه لقب “البيضة العملاقة” به قاعتان للموسيقى، ومسرحان.

6- “كاسا دا ميوزكا” يعرف ببيت الموسيقي البرتغالي، هو مبنىً وطنياً لموسيقى الأوركسترا البرتغالية.

والعديد من القاعات الجميلة حول العالم، ولكن اقتصرنا على عرض تلك القاعات المميزة لكم، واحرصوا على التأنق قبل الذهاب لحفلات الموسيقى سواء الرسمية منها أو الميدانية، فالموسيقى جميلة يجب أن يتهيأ لها من يقابلها.

هند عامر

درست بكلية صيدلة، أحاول التطوير من نفسى دائما؛ فمن بحث وصل ومن اجتهد بلغ.

أضف تعليق

2 × خمسة =