تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » إهمال الشريك : كيف تتعامل مع إهمال شريكك لك ؟

إهمال الشريك : كيف تتعامل مع إهمال شريكك لك ؟

العلاقات والحب تقوى بالاهتمام، وتضعف أو تندثر باللامبالاة والإهمال، لذلك كان إهمال الشريك أحد الأمور التي تستدعي التدخل السريع، وهذا ما سنراه تاليًا.

إهمال الشريك

إهمال الشريك من أكثر تلك المشكلات التي بإمكانها أن تتسبب في إحداث فجوة كبيرة في أي بيت، فالإهمال عمومًا ما إن يدخل في أي علاقة فإنه يُضعف قوة هذه العلاقة، ويصيبها بالوهن، فلا تتوقع أن تصمد طويلًا، فأي علاقة تتغذى على الحب، والاهتمام الذي يعطي الأمان والثقة إلى الطرف الآخر، كما أن الاهتمام يكون بمثابة شكرٍ دائم لهذا الشخص، على وجوده، وعلى كل ما يفعله، فعندما يُفقد الاهتمام ويشعر الطرف الآخر بالإهمال المستمر يصله إحساس بأن الشخص الآخر لا يحبه، أو ربما قام بالاستغناء عنه، أو لا يُقدر ما يقوم بفعله من أجله، أو لا يريده في حياته ربما.. لذا فإن البيوت التي تُبنى على التفاهم والحب، والاهتمام هي بيوت قوية، مهما عانت من أية مشكلاتٍ تواجهها.

نصائح لعلاج مشكلة إهمال الشريك

كيف يشعر الطرف الآخر بالإهمال؟

في البداية يرجع الشعور بالإهمال من كل طرف على حسب طبيعة تكوينه، فمثلًا الأنثى تختلف عن الرجل، فالرجل ليس بارعًا دائمًا في التعبير عن حبه واهتمامه، والذي يعبر عنه في أغلب الوقت باجتهاده في عمله، وتلبية حاجات بيته، وبهذا فإنه يصب جل اهتمامه في عمله، والذي يصبح في منظوره اهتمامًا ببيته بطريقةٍ ما، ولكنه في واقع الحال يُهمل حاجيات زوجته وأولاده للحب، والتقدير.. وعندما يحصر نفسه فقط في كونه مصدرًا للدخل فإنه يقلل بهذا دوره كأبٍ ومسئول عن رعيته وهم زوجته، وأبنائه، كما أن الزوجة تحسب إهمال الشريك على أنه تغيرًا في المشاعر، أو عدم تقدير واحترامٍ لها، ففي بداية أي علاقة تكون البنت محور اهتمام الرجل، وعندما تبدأ الحياة بأخذ منحنى جديد ويهتم الأب بتلبية حاجات أبنائه المادية من طعام وملبس وغيرها.. فإن أسلوب التعبير عن الاهتمام يتغير، ولا يظل بنفس الطريقة القديمة، ولكن هي تترجم هذا التغير على أنه تغيرًا في المشاعر بأكملها، أو فتورها، فمن الطبيعي في أي علاقة أن تهدأ ثورة المشاعر بين الزوجين فلا تظل كما كانت أول الزواج، ولكنها لا تترجم هذا الموضوع أو تتقبله، فاعتياد الرجل على المرأة يجعله يتعامل بطبيعية أكثر من ذي قبل، ولكن هي لا تستطيع ترجمة هذا الفعل على أنه بقاء للحب، ولكنه يصل إليها على أنه قلة اهتمام وعدم تقدير لما تفعله في البيت، وقد لا يهتم بها الرجل عندما لا يهتم بمشكلاتها الصغيرة، أو لا يتذكر المناسبات التي تجمعهم، أو ربما لا يحفل بما تهتم به، أو لا تسمع منه كلمة شكر أو تقدير، ولكن الرجل يشعر بالإهمال من زوجته بطريقةٍ أخرى، فمثلًا انشغالها التام بأطفالها وبالمنزل، وعدم اهتمامها بمظهرها، أو بعلاقتها معه، أو ربما اهتمامها المفرط بمظهرها وإهمالها لأطفالها، ولأمور بيتها، أو تفضيل حاجات أطفالها، وإهمال متطلباته، فالرجل يريد البيت متكاملًا لا ينقصه شيء، وإن حصل تقصيرٌ في أمرٍ من الأمور يعتبره الرجل إهمالًا.. فهو يريد كل عناصر البيت متكاملة من غير تقصير أو تفريط من الزوجة في حقه، أو حق أطفاله، ومن الطرق التي ينزعج منها الزوج أن تكون الزوجة غير متجددة في كل شيء، وهذا يعطي نفس نتيجة الإهمال، وفي النهاية من الممكن أن تشعر الزوجة بإهمال زوجها فتهمله هي الأخرى في المقابل!

أضرار إهمال الشريك

بالطبع لا يوجد إهمال لا يجني المرء من وراءه سوى المشاكل، والإهمال هو المعنى المرادف لعدم التقدير، فعندما يهمل الزوج زوجته فسوف يؤثر هذا على نفسيتها بالطبع، وعندما تتأثر نفسية الزوجة فإن البيت كله يصبح في حالة من الفوضي العارمة، قد تصب الزوجة غضبها أو ضيقها على أبنائها، فتهمل مهامها ولا تهتم بأبنائها، أو قد تتأثر بذلك صحيًا، كما أن هذا سيؤثر على تربية الأبناء، وعلى نفسيتهم كذلك، وقد تقابل الزوجة إهمال زوجها بالإهمال له في المقابل، كما أن إهمال الزوجة لزوجها يجعله لا يشعر بالراحة في بيته، ويكون دائم الخروج، أو مقابلة الأصدقاء، مما يجعله لا يهتم بأبنائه، ويلجأ إلى طلب الاهتمام الذي يريده خارج المنزل، فينهار المنزل بأكمله في الحالتين، فعندما تتحدث عن بيتٍ بأكمله، فأنت لا تتحدث فقط عن إهمال الشريك من الناحية النفسية، بل تتحدث عن متطلبات البيت بأكمله المعنوية، والمادية، فالأمر ليس بهذه السهولة، بل له أضرار كبيرة جدًا تصل إلى أصغر حجرٍ في البيت.

كيف تتعامل مع إهمال الشريك ؟

بالنسبة للطرفين يجب أن تكون البداية دائمًا المصارحة، فإن الاحتفاظ بالأمر وعدم الإفصاح به لا يحل الموضوع أبدًا، بل يزيده سوءًا، فإن المشكلات إذا لم تحل فإنها إما تتفاقم، أو تظل كما هي، وفي الحالتين ليس الأمر جيدًا، لذا فيجب أخذ خطوات عملية تبدأ بالمصارحة، فمن الممكن أن يكون الزوج منشغلًا بأمرٍ ما مهم في عمله ولا تدري به الزوجة، فتتخيل أن زوجها أصبح غير مهتمًا بها أو ببيته وأطفاله، أو أن الزوجة تحمل عبئًا كبيرًا فوق كاهلها ولا تستطيع التوفيق معه بين بيتها وزوجها، فيشعر الزوج بالإهمال، وفي هذه الحالة يجب عليه أن يشاركها فقط، أو على الأقل يقوم بتقدير ما تفعله لأجله، ويبقى إخبارها بالموضوع أمرًا مهمًا حتى تنتبه لما قصرت فيه، فإن المصارحة بين الزوجين والصدق في العلاقة أمرٌ لا بد منه لنجاح تلك العلاقة، وقد ينتهي أمر الإهمال بالمصارحة، كما أنه يجب على الشريك اختيار الوقت المناسب لفعل ذلك، فلا تأتي الزوجة لمصارحة زوجها في وقتِ عمله، أو عند مجيئه للبيت مباشرةً، ففي هذا الوقت لن تجد قبولًا منه أو تفاهمًا، وعندما تتم المصارحة بالطبع سيكون لكل طرفٍ أسبابه، وفي هذه الحالة يحب على كل طرفٍ أن يعالج أسباب الضعف في العلاقة ويتقبلها.. فقد تكون أسباب الإهمال صادرة منه أولًا فقد تعاني الزوجة من إهمال زوجها لأنها قد قصرت في مهامها، وفي هذه الحالة ما فعله ليس إلا رد فعل على إهمالها.

كما أنه يجب الابتعاد عن نصائح الأصدقاء أو نظرياتهم وتجاربهم حول علاقتك مع شريكك أو شريكتك، فبعيدًا عن صدق ما يقولون أو كذبه، فإن لكل بيتٍ ظروفه، ولكل إنسان أسلوبه، وما يمر به مختلف عما يمر به شخص آخر، كما أن الشكوى للأصدقاء قد تجعل من مشكلةٍ صغيرة مشكلةٍ كبيرة، وقد تزيد حجم الضيق في عقلك، وتنشأ مشكلة من اللاشيء، فمن الأساس يجب عدم الإفصاح عن مشكلات البيت لأحدٍ خارجه، ومن الممكن أن تقوم الزوجة بتجديد مظهرها، أو عمل وجبة جديدة غير معتادة لدى الزوج، لتشعر زوجها أنها تهتم به، فتلفت نظره إليها، فربما قد أصاب زوجها بعضًا من الملل الذي يتخلل أي علاقة، فيعود كمان كان في السابق، ومن الممكن أن يعبر الزوج لزوجته عن حبه، واشتياقه إليها فتعود للاهتمام به، وعدم إهماله مرة أخرى، أو يقوم بتنظيم نزهةٍ مع زوجته دون اصطحاب الأطفال لتجديد الحب بينهما، وكسر الروتين المعتاد لديهما، وفي النهاية أفضل طريقة للإصلاح بين الزوج وزوجته أن يعامل كل واحدٍ منهما الآخر بالطريقة التي يتمنى أن يتم معاملته بها، فيهتم به وباهتماماته، وبتلبية حاجاته، ويجب الأخذ في الاعتبار أن البيت هو مكان المودة والحب، وتفهم أوضاع الآخر، ومحاولة التخفيف عنه من أعباء الحياة ومشكلاتها، لا زيادة همومه، والحرص على الاهتمام بالمشكلات التي تواجه كل طرفٍ، ومحاولة حلها بالطريقة التي تناسبه دون ضغط.

العلاقة بين الزوجين ليست بهذا التعقيد الذي نتخيله، ولكنها ليست بهذه السهولة أيضًا، فالعلاقة بينهما هي علاقة مودة ورحمة، وتضحية في المقام الأول، فإذا نظر كل شخصٍ إلى متطلباته فقط ولم يقدر متطلبات الآخر، أو احتياجاته، فلن يستمر الأمر طويلًا، وسينهار البيت بأكمله، والاهتمام بالشخص الآخر هو أقل ما يمكن تقديمه إليه، فهو بمثابة “شكرًا على وجودك”.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

2 × واحد =