إنهاء الخلافات الزوجية قد يساعد كثيرًا في الحد من مشاكل الطلاق، حيث تعتبر الخلافات الزوجية مع الشريك أحدى الأجزاء غير السارة في العلاقة والتي نتمنى ألا تحدث. ولها تأثيرات سلبية كبيرة على الحياة والصحة النفسية والبدنية بشكل عام، فلقد وجدت دراسة أجريت في بريطانيا على الزوجين الذين زادت مدة زواجهم عن العقدين (20 عاما) ، إن الأزواج الذين لا يجادلون بعضهم البعض كثيرا يعيشون أطول. وهو ما يحتم ربط العلاقة السعيدة بالصحة الجيدة، بعيدا عن التأثيرات الأخرى التي عادة ما ينسب إليها الخلل وعلى وجه الخصوص الوضع المالي.
إذا، ماذا لو كانت هناك تقنية يمكن أن تساعد في حل النزاعات بينك وبين شريكك؟ هل تحاول ذلك؟ حتى لو كان ذلك يعني التنازل في الكثير من الحالات من جانبك شخصيا؟ وحتى لو كان ذلك يعني التخلي عن كل هذا الغضب الظاهر في اللحظة التي يكون فيها الخلاف في ذروته؟ صدق أو لا تصدق، يمكنك تعلم القيام بذلك. وعندما تفعل ذلك، ستشعر بتحسن أفضل وأكثر في علاقتك.
إن أولى الحلول التي يمكن تطبيقها من أجل إنهاء الخلافات الزوجية تعتمد عليك شخصيا وعن طريق ما يطلق عليه (نزع السلاح الأحادي) أي التخلي مؤقتًا من جانبك عن المناقشة التي أدت إلى الخلاف والاقتراب أكثر إلى شريكك بطريقة أكثر عطفا وحنانا، والفكرة هي أنه عندما يكون لدى الأزواج توتر معين بينهم، فعلى الأغلب سكون السبب هو عدم التواصل بنجاح أو مباشرة، وهكذا يبدؤون ببناء مشاعر الاستياء تجاه بعضهم البعض. هذه الاستياء في كثير من الأحيان يصل إلى نقطة تحول. تبدأ بنقاشات بسيطة، ثم تتصاعد بناء على تجاوز الإحباط المكبوت باستخدام طرق التواصل المعيبة والخاطئة والتي ينتج عنها الخلاف بشكله الكبير والواسع والقابل للانفجار.
ينطوي نزع السلاح الأحادي على تحويل تركيزك عن كلمات شريكك في تلك اللحظة والتركيز على تحييد سلوكياتك والانتباه إليها بشكل أكبر، . فالشخص الوحيد الذي يمكنه التحكم في علاقتك هو نفسك. كل ما يمكنك فعله في لحظة من التوتر أن تسعى إلى تلطيف الموقف أكثر والاقتراب من شريك حياتك أكثر. إليك خمس خطوات تساعدك في إنهاء الخلافات الزوجية .
استكشف هذه المقالة
استرخ
في الكثير من الأحيان وعندما تبدأ شرارة الخلافات، ستبدأ تشعر بالكثير من الإثارة والغليان والنشاط الذي يحثك على الرد، فعليا ما يتم هو كلاعب كرة القدم قبل دخوله الملعب حيث يقوم بالتسخين على أطراف الملعب، في حالة الخلافات الزوجية الأصل أن يتم التعامل بطريقة عكسية أي بدلا من التسخين أن تلجأ إلى التبريد أو التهدئة، فعليك أن تباشر إجراءات للتهدئة والتخلص من التوتر، ومن أفضل الوسائل هي أخذ النفس العميق وبطريق عميقة وعلى عدة مرات.
وفعليا يمكنك تعلم الحصول على هذه التقنيات وتعلم التوقف. بدلا من زيادة التوتر بينكما، بالطبع ستجد شريكك فيوضع هائج على الأغلب عندما يشتد الخلاف، وهنا الأفضل أن تقوم بالبحث عن المور التي تساعدك على الهدوء، فقد يمكنك أن تخرج من البيت أو أن تستمع إلى الموسيقى، حتى تستطيع استيعاب الموقف وبعده الانتقال إلى الخطوة التي تساعدك على احتواء الموقف والرد.
لا تتراجع لضمان إنهاء الخلافات الزوجية سريعًا
غالباً ما يعرف الأزواج ما يقولونه لبعضهم البعض عندما يشتد الخلاف، فقربهم من بعضهم البعض على مدى السنوات يجعلهم يدركون ما يطلقونه من عبارات وألفاظ، أو اتهامات. إن نفي هذه الأقوال أو القول أنها صدرت منك بناءا على تفسير من قريب أو صديق تفسير خاطئ، وقد يجعل الخلاف يشدد أكثر، كل ما عليك فعله هو الاعتراف بما قلته وتحمل المسؤولية عن ما بدر منك. إن نقل المسؤولية على الأغلب لن يفيد، فتذكر، أن هدفك النهائي هو أن تكون قريبًا من شريكك فإن كونك (على حق) أو رغبنك بالفوز في النقاش ليس دائما الوسيلة الأفضل. فقد يكون التصرف العاطفي منك أفضل من محاولة إثبات وجهة نظرك لحظة الخلاف، يمكنك أن تثبتها لاحقا ولكن عند اشتداد الخلافات لا تبحث عن هذه الجدلية والتي قد تفاقم الخلاف.
الرد بعاطفة
حاول أن تستمع إلى مشاعر شريكك بانتباه شديد، وعلى الأغلب ستكون غير عقلانية ومبالغ فيها في تلك اللحظات نتيجة التفكير غير السليم لحظة الغضب، لا تقم بالرد بذات الطريقة بل على العكس قل شيئًا دافئًا ومقبولا. مرة أخرى أؤكد أنه في تلك اللحظات لا يهم من هو على حق. ففعليا إن الخلافات بين الأزواج لها علاقة كبيرة بالسلطة. فكل شريك يريد من شريكه التخلي عن السلطة. بعد ذلك، يتم الانتقال إلى الاستثمار في العلاقة، ووقف سلوك الخصام، والتواصل بشكل أكبر، وإظهار المودة، وهذا السلوك قد لا يكون ناجحا أبدا، بل قد يفاقم الخلاف، والأفضل كما قلنا سابقا استقبال شكاوى الطرف الثاني، والرد بعاطفة حتى تهدأ المشكلة فلا يعني إلقاء ذراعيك التخلي عن قوتك أو أنك تميل إلى الطريق السهل. بل على العكس إنه في الواقع أمر يصعب القيام به ويستلزم الكثير من القوة الشخصية، لكن الأمر يستحق ذلك. وهذا يعني اتخاذ موقف أكثر ضعفاً لا يُنظر إليه على أنه تهديد على العلاقة أو أنه سيؤثر على شريكك. ضع يدك في يد شريك حياتك، وانظر إليه في العين وقل شيئًا من قلبك فردة فعل صغيرة تحمل فيها المودة هو كل ما يتطلبه الأمر لنزع فتبل المشكلة.
التعاطف يسهل إنهاء الخلافات الزوجية
يمكنك أن تضع نفسك في موقف شريكك وتتعاطف مع ما يشعر به. على سبيل المثال، إذا كان شريكك يشعر بالغيرة، لأنك بقيت في وقت متأخر مع الأصدقاء بدلاً من القيام بشيء ما معه، يمكنك أن تحاول أن تبدد هذه الشكوك وإيصال رسالة له ليشعر بالأمان معك، فمن المهم ملاحظة أن أسلوب نزع السلاح الأحادي لا يعني أنك تسلم وجهة نظرك أو تستسلم للتلاعب العاطفي أو إلقاء اللوم. هو يعني ببساطة إلى أنك تقدر من وجودك قريبًا من شريكك أكثر من الفوز بالجدال معه.
التواصل مع الشريك
أي أن تحاول أن توصل إلى شريكك كيف تشعر. والخطوة لأولى هي الاستماع إلى ما تشعر به من شريكك في الوقت الحالي. ويمكنك بعد ذلك أن تقر أو تشارك مع شريكك ما يحدث لك وكيف رأيت الموقف. يمكنك أن تخاطر بفتح مشاعرك. عندما تتواصل مع شريكك، كن متناغما مع جميع الطرق التي تعبر بها عن نفسك، سواء شفهيا أو بلغة الجسد. أظهر ما الذي يحدث لك عندما تتحدث معه؟ ما هو شعورك؟ لاحظ الإشارات غير اللفظية، لغة جسدك، نغمة الصوت، توقيت كلماتك. انتبه إلى التأثير الذي تحدثه الطرق التي تتواصل معها على شريكك. إذا كانت لغة جسدك مختلفة عن رسالتك اللفظية، فأنت ترسل رسالة مزدوجة إلى شريكك، وهو أمر مربك. سيكون من المهم معرفة ما إذا كان لديك مشاعر متناقضة ومشاركة كل من المشاعر مع شريكك مباشرة مما يسمح بالتواصل الصادق. وكلما تواصلت بهذه الطريقة مع شريكك، بصدق ومباشرة، ومع التعاطف، كلما أصبحت علاقتك أقرب وأقوى وتمكنك من إنهاء الخلافات الزوجية بسهولة.
أضف تعليق