إعداد مقعد الطفل في السيارة بشكل آمن يُعَد من الأولويات التي يجب أن يحرص عليها كلا الوالدين من أجل سلامة طفلهما وعدم تعرضه لأي خطر أثناء القيادة. ويُعتبَر الاختيار الدقيق لمقعد الطفل في السيارة أمرَا ضروريًا حيث ينبغي اختياره وإعداده وفقًا لمعايير قياسية سليمة تعتمد على بعض العوامل الخارجية؛ وذلك لأن عدم الإعداد الجيد قد يُعَرِّض الطفل للإصابة ببعض التشوهات أو الآلام في جسمه نتيجةً للوضع الخاطئ الذي يتخذه أثناء جلوسه. ونظرًا لأهمية هذا الموضوع سوف نتناول في السطور التالية كيفية إعداد مقعد الطفل في السيارة، ونسلط الضوء على بعض النصائح الواجب اتباعها لضمان سلامة الطفل، فضلاً عن ذكر بعض الأخطاء التي ينبغي للوالدين تجنبها ما يؤدي إلى تقليل نسبة المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل أثناء وجوده في السيارة.
أهم نصائح إعداد مقعد الطفل في السيارة
إعداد مقعد الطفل يبدأ من الاختيار المناسب
هناك بعض المواصفات التي يجب مراعاة توافرها عند الاختيار لضمان إعداد مقعد الطفل بشكل آمن، وعادةً ما تهدف هذه المواصفات إلى توفير وضعية مريحة وآمنة لجسم الطفل بغرض التثبيت الجيد للطفل وحمايته بشكل كبير من الصدمات المحتملة. ومن أجل ضمان الاختيار المناسب يجب وضع المعايير التالية في الاعتبار:
- اختيار الحجم المناسب: يجب اختيار المقعد وفقًا لحجم الطفل ووزنه بحيث لا يكون ضَيِّق بالنسبة له أو واسع للغاية على النحو الذي لا يكفي لاحتوائه وتثبيته. ومن ناحية أخرى ينبغي أيضًا وضع المساحة المتاحة بالسيارة في الحسبان على أساس أن المقعد سوف يُثَبَّت في الجزء الخلفي من السيارة.
- توفُّر وسائل الآمان: يجب أن يكون المقعد مزودًا بوسائل الأمان التي تضمن الحماية الكافية لجسم الطفل؛ فينبغي أن يكون هناك حزام آمان خاص ومدمج في المقعد بحيث يعمل على تثبيت منطقة الصدر والساقين لدى الطفل، فضلاً عن وجود قفل محكم للحزام حتى لا يستطيع الطفل العبث فيه وفتحه دون أن يشعر أحد الوالدين. ومن ناحية أخرى يُفَضَّل أن يكون المقعد مزودًا بأدوات تثبيت خارجية محكمة بحيث يسهل دمجه مع مقعد السيارة الأصلي.
- التصميم الموافق لمعايير السلامة القياسية: من المهم للغاية عند إعداد مقعد الطفل واختياره أن يُرَاعى تصميم المقعد حيث يجب أن يتميز بتصميم انسيابي ليوفر الراحة والآمان لجميع أجزاء جسم الطفل دون التأثير بالسلب على منطقة الظهر أو الكتفين أو الركبتين. وبالإضافة إلى ذلك ينبغي أن يكون المقعد مُبَطَّنًا بطبقة قطنية أو إسفنجية لينة لتوفير المزيد من الراحة والقدرة على استيعاب أي صدمات أو حركات عنيفة مفاجئة.
نصائح وإرشادات لإعداد مقعد آمن للطفل
هناك بعض الإرشادات التي ينبغي اتباعها عند إعداد مقعد الطفل وتركيبه واستخدامه بعد ذلك، فضلاً عن طريقة التعامل مع الطفل في أثناء جلوسه من أجل تحقيق النتائج المرجوة من هذا المقعد، ومن أجل ذلك يُرجَى مراعاة النقاط التالية:
- ينبغي تركيب مقعد الطفل بالطريقة السليمة من خلال اتباع كُتَيِّب التعليمات أو استشارة أحد المتخصصين.
يجب توجيه الطفل إلى طريقة الجلوس الصحيحة لضمان استقامة الظهر واتخاذ وضعية آمنة. - من الأفضل عدم وضع الطفل وهو نائم في المقعد لأن ذلك يجعله في وضع غير مريح ما يُعرض فقرات الظهر والعنق إلى الخطر أثناء اهتزاز السيارة.
- يجب على الوالدين التأكد من وضع الطفل قبل القيادة، فضلاً عن فحص حالة القفل والتيقن من غلقه جيدًا والتنبيه على الطفل بألا يعبث به.
- ينبغي فحص المقعد مرة واحدة أسبوعيًا على الأقل للتأكد من سلامته وأنه خالٍ من أي عيوب، وأنه لا يزال صالحًا للاستخدام الآمن.
- من الأفضل كتابة عبارة تنبيهية على الزجاج الخلفي للسيارة تفيد بأن طفلاً يجلس بالخلف لتنبيه السيارات القادمة من الخلف وحثها على تخفيف السرعة عند الاقتراب من الجزء الخلفي للسيارة.
السلوكيات الواجب تجنبها عند التعامل مع مقعد الطفل
إن إعداد مقعد الطفل في السيارة يتطلب اتخاذ الكثير من الإجراءات الوقائية لضمان الحماية الكاملة لجسم الطفل، لذلك نود أن نشير في الفقرات التالية إلى بعض السلوكيات التي يجب تجنبها عند التعامل مقعد الطفل في السيارة تجنبًا لسوء استخدام المقعد والتسبب في إحداث أي مشكلات أو متاعب يمكن الاستغناء عنها من خلال تجنب بعض السلوكيات الخاطئة، ومن أجل ذلك يرجى قراءة التحذيرات التالية بعناية:
تجنُّب العلامات التجارية غير المعروفة
عند شراء مقعد الطفل الخاص بالسيارة يجب تجنُّب العلامات التجارية الرديئة نظرًا لتواضع جودتها وسوء حالة المادة الخام المستخدمة ما يؤدي إلى تلف المقعد بعد فترة قصيرة من استخدامه، بل قد يتطور الأمر إلى إيذاء جسم الطفل لاحقًا، وبالتالي يجب على الوالدين تحرِّي الدقة بشأن انتقاء العلامة التجارية المعروفة لضمان الاستدامة والاستخدام الطويل المدى.
ترك الطفل جالسًا لمدة طويلة على المقعد
من الأمور التي يجب أن تُرَاعَى عند إعداد مقعد الطفل هو عدم ترك الطفل جالسًا لفترات طويلة على المقعد لأن ذلك قد يضر بجسمه وبشرته بسبب الاحتكاك الدائم مع هيكل المقعد وقد ينتج عن ذلك تكاثر البكتيريا ما يؤدي إلى إصابته بأمراض فطرية في في منطقة فروة الشعر أو المواضع الأخرى من الجسم الملتصقة بالمقعد مباشرة.
المبالغة في ربط حزام الأمان
من البديهي أن يتم الاستعانة بحزام الأمان عند إعداد مقعد الطفل في السيارة، ولكن يجب الانتباه إلى عدم المبالغة في ربط حزام الأمان على جسم الطفل حتى لا يضغط بقوة على جسمه ما يؤدي إلى إحداث إصابات على الجلد أو العظام نتيجة لضعف بنية جسم الطفل. ومن ثَمَّ يجب ربط الحزام بطريقة مناسبة، وفي هذا الصدد يُوصَى بترك مسافة كافية بين الحزام وجسم الطفل بحيث يكون الحزام مرخيًا إلى حدٍ ما وغير مشدود بقوة على جسم الطفل.
عدم الاهتمام بوضعية الطفل
يجب دائمًا النظر إلى وضعية الطفل على المقعد ولا بد من تعديل من وضعه إذا لم يكن مناسبًا، لأن تكرار الجلوس بطريقة خاطئة قد يسبب مشاكل صحية في منطقة الظهر. لذلك يُفَضَّل دومًا تدعيم مسند الظهر للمقعد بالدعائم الإسفنجية في منطقة أسفل الظهر والكتفين لضمان ضبط الوضعية تلقائيًا عند الجلوس ما يؤدي إلى الشعور بالراحة واتخاذ وضعية صحية ذات زاوية صحيحة.
الوسائد الهوائية
تعتبر الوسائد الهوائية وسيلة إنقاذ تُزَوَّد بها السيارة بهدف التخفيف من حدة الارتطام عند وقوع اصطدام قوي، إلا أن هذه الوسيلة تصبح خطيرة في حالة الأطفال نظرًا لقوتها وضغطها الشديد على منطقتي الوجه والعنق، وقد يؤدي ذلك إلى اختناق الطفل أو إصابة الوجه والرأس في حالة قوة اندفاعها، ومن أجل تجنُّب ذلك يجب عدم وضع مقعد الطفل في الجزء الأمامي من السيارة، بل ينبغي أن يوضَع في الجزء الخلفي مع توفير جميع سبل الأمان المتاحة في الخلف.
وهكذا يعتبر إعداد مقعد الطفل في السيارة من الأمور المهمة التي يجب ألا يُستَخَف بها وينبغي العناية بها واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية التي تضمن إعداد المقعد بصورة صحية تضمن سلامة الطفل، فضلاً عن تجنُّب السلوكيات التي تم التنويه عنها بالأعلى لعدم إساءة استخدام المقعد وتعريض الطفل للخطر.
أضف تعليق