الطعام هو ضرورة أساسية من ضروريات الحياة، وهو أيضا استجابة لغريزة الجوع الدائمة في جسم الإنسان، فعند الشعور بالجوع لا يوجد مفر من إعداد الطعام، ولذا فهو نشاط نقوم به كثيراً وسوف نظل نقوم به وسيصاحبنا مدى الحياة، ولأن الأعمال الروتينية غالبا ما تصيبنا بالملل، ولأن تكرار الشيء مرارا يفقده بريقه الأخاذ فإن إعداد الطعام بشكل يومي يصيب السيدات غالبا بالملل ويتحول مع مضي الأيام إلى نشاط يومي مرهق وغير محبب، ويتحول الطعام نفسه إلى وجبة عديم النكهة والطعم ولا يشعر الإنسان بأي رغبة داخلية في تناول المزيد منه، مما يؤدي بالضرورة إلى سيطرة تلك الحالة من الثقل النفسي والرغبة في عدم إعداد الطعام والاكتفاء بمجرد تناول الوجبات الجاهزة أو إعداد الأصناف المتكررة وللخروج من تلك الحالة المرهقة والتحول إلى حالة الاستمتاع بفن إعداد الطعام علينا القيام بالخطوات التالية:
نصائح من أجل الاستمتاع بفن إعداد الطعام
تجربة أكلات جديدة
الخوف من خوض غمار المجهول يعد سببا رئيسيا من أسباب الشعور بالملل من الأعمال اليومية في حياتنا، فكل يوم جديد هو فرصة لتجربة شيئ جديد؛ ذلك الشيء الجديد لا يعني بالضرورة أن تقوم بالسفر للنصف الآخر من الكرة الأرضية فجُل ما عليك فعله هو تغيير طريقة تفكيرك والنظر إلى حياتك بصورة متخلفة والتعامل مع الأنشطة الحياتية اليومية بطريقة أخري، تماما مثل تغيير عدسة الكاميرا لالتقاط شكل مختلف لنفس المنظر، وبالنسبة لإعداد الطعام يعد تجربة أكلات جديدة هو عنصر من عناصر إضفاء الاستمتاع على ذلك النشاط اليومي؛ وتجربة أكلات جديدة يشمل إعداد الأطعمة المختلفة للثقافات الأخري مثل إعداد المعجنات الإيطالية، والأطباق الهندية المكسيكية المختلفة التي تتسم بالصلصلة الحريفة، هذا إضافة إلى الأطباق الفرنسية والخليجية.
مشاركة الزوج في إعداد الطعام
من الأمور التي تجعل الزوجة تشعر بالملل من إعداد الطعام هو الإحساس المتجذر بداخلها بأنها تقوم بهذا العمل على سبيل الإجبار وبأن مهمتها الوحيدة في الحياة هي الاهتمام بأعمال المنزل والتي يعد إعداد الطعام من بينها؛ ولكن دخول الزوج لحلبة المطبخ وإعلانه المشاركة في ذلك النشاط اليومي ربما يجعل الزوجة تستمتع بالطبخ حيث ستشعر حينها بأن إعداد الطعام هو عمل تشاركي وأن قضاء الوقت مع زوجها في المطبخ ومشاركتهما معا في تقطيع الخضروات وإضافة التوابل والمشاجرة الصغيرة حول طريقة الإعداد هو أحب الأنشطة إلى قلبها.
تزيين الطعام بالأشكال المختلفة
يُشاع أن العين تأكل قبل الفم في الكثير من الأحيان، ولذا يعد تزيين الطعام ضرورة أساسية في سبيل الاستمتاع بإعداده، فالشكل النهائي لأي نشاط يومي وفني نقوم به يخلف لدينا إحساسا عميقا بالرضى؛ وفي حالة الطعام يترك لدينا تزيينه ذلك الشعور الرائع بالإنجاز وبأن مهمة إعداد الطعام هي مهمة فنية في المقام الأول تماما كالحياكة والتلوين وهناك العديد من الطرق المختلفة لتزيين الطعام مثل تقطيع الخضروات على شكل دوائر وخطوط متعرجة ووضعها بشكل فني بجانب اللحم المشوي أو الدجاج المبهر بالفرن، كما يعد اللون الأخضر من الألوان التي تعطي انطباعا إيجابيا وراحة نفسية ولذا يعد إحاطة الأطباق بالأعشاب الخضراء من الأمور التي تعطي طابعا فنيا قويا أيضا.
النظر إلى إعداد الطعام على أنه فن
يعد إعداد الطعام فناً بالمعني الكامل للكلمة حيث يُطلق مصطلح الفن على كل ماهو مبتكر وجديد ويُضفي لذة على أي حاسة من حواس الإنسان؛ فإذا كانت الموسيقي تُضفي شعورا رائعا ولذة لحاسة السمع، وإذا كان الرسم يترك أثرا بالغ القوة على حاسة النظر فإن الطعام مثلهم تماما يُضفي هو أيضا شعورا جميلا لحاسة التذوق، كما أنه لا توجد حلول سحرية داخل أروقة المطبخ.. عليك دوما خلط المكونات معا وانتظارها حتي تنضح ولا يوجد أبدا حل آخر، إذن يعد الطبخ مرادفاً للكتابة ومرادف للموسيقي ومرادف لكل الأشياء الجميلة في حياتنا والتي تتطلب دوما ذلك الجهاد الجميل في سبيلها للتوصل إلى محتوى ناضج، وفي النهاية وبعد الانتهاء من تحضيرها ستجد شيئا رائعا في انتظارك، وهذا أيضا ما تؤكده نظرية النَفَس التراثية والتي تقوم في عمقها علي أن لكل منا بصمته الخاصة في صنع الطعام ..وكذلك في الحياة، هل جربت يوما أن تقوم بإعداد مكونات وجبة طعام بنفس طريقة شخص أخر وجاءت النتيجة مختلفة كليا ..هذا هو السر ..نحن لا نشبه غيرنا، لا نشبه أمهاتنا، ولا نتشبه أخواتنا ..نحن فقط أنفسنا، ومن بين الأشياء الكثيرة التي تذكرنا بذلك هو إعداد الطعام، و لذا عندما تكونين موجدة في ذلك الجزء من المنزل القابع في سكون في أحد أروقته تعدين الطعام تارة تنجحين وتارة تذهب جهودك أدراج الرياح تذكري دوما أنك مميزة.
أخذ فترات راحة من أعمال المنزل
من بين الأمور التي تجعل المرأة بالذات لا تستمتع كثيرا بإعداد الطعام، هو أنها تقوم بذلك العمل يوميا دون كلل أو ملل، ولذا إذا أرادت المرأة أن تُضفي قليلا من المتعة على حياتها وعلى أنشطتها اليومية عليها الابتعاد عن تلك الأنشطة لبعض الوقت لأخذ استراحة قليلة يمكنها بعدها المواصلة بكل الحب والتفاني، فيمكن للمرأة أن تقضي عطلتها خارج المنزل وتتناول طعامها بإحدى النوادي الخارجية، أو أن تذهب إلى إحدى الحدائق العامة وتستمتع بضوء الشمس ولفحة الهواء، كل هذه الأمور وغيرها كثير يساعد على تجدد الطاقة بداخل المرأة ويجعلها تبدو أكثر سعادة وتشعر بشكل أكبر بالتألق وبأنها ليست مجرد ربة منزل لا تتعدي أنشطتها عتبة بابها.
الانضمام إلى الصديقات ذوات الاهتمام المشترك
إذا شعرتِ برغبة قوية في تحويل دفة حياتك وإضفاء الفن على أنشطتك اليومية والنظر غلى حياتك بشكل مختلف عليكِ الانضمام إلى صديقات لهن نفس الاهتمام الذي لديكِ وذلك منعا لتسرب الفتور والملل إلى حياتك، وتشجيعا لك على المضي قدما في طريقك نحو الاستمتاع بفن إعداد الطعام، وعليكم أيضا مشاركة تجاربكم معا وتشجيع بعضكم البعض على تجربة المزيد والمزيد من الأطعمة المختلفة، وربما ترغبون في إنشاء مدونة خاصة بكم حول الطعام وكيفية الاستمتاع بإعداده.
قراءة الكتب والمقالات المختلفة الخاصة بالطعام
لا يمكنكِ إتقان مهارة أو حرفة أو حتي هواية بدون معرفة القواعد الأساسية لتلك الحرفة أو المهارة أو الهواية، وبدون القراءة حول أسرار الطبخ ومعرفة المزيد عن الأطباق الإيطالية أو الأطباق الهندية أو الخليجية لن يمكنك إتقان فن إعداد الطعام؛ ولا يخص ذلك الطبخ وحده وإنما كافة الأنشطة الإنسانية، فلا يمكنكِ اتخاذ قرار بأنك ستستمتعين بإعداد الطعام من الآن فصاعدا ثم تكتفي بالأصناف اليومية التي تقومين بإعدادها؛ عليكِ بالطبع اقتحام ذلك العالم الواسع من أحد أبوبه، وأحد أهم أبوابه هو مطالعة الكتب والمقالات المتخصصة في هذا الفن وعليكِ أيضا تجربة ما قمتِ بقراءته.
في النهاية الأعمال المنزلية اليومية هي قطعا مرهقة وعلينا دوما القيام بها، وإذا ما أردنا أن نغلف ذلك الجهد اليومي بشيء من التجديد فعلينا أن نغير زاوية تفكيرنا أولا ثم علينا طلب المساعدة في المقام الثاني، وعلينا ثالثا أن نأخذ قرار ونتعهد على الوفاء به؛ ذلك القرار هو أن نتأكد في قرارة أنفسنا بأننا نستحق كل ما هو جميل ورائع في هذه الحياة وبأن تلك الأنشطة اليومية من الممكن أن تكون رائعة إذا ما قررنا نحن ذلك، وبأن إعداد الطعام هو أحد تلك الأنشطة الرائعة.
أضف تعليق