تسعة
الرئيسية » العناية الذاتية » إدمان النظافة : هوس مرضي كيف يمكن التخلص منه نهائيًا ؟

إدمان النظافة : هوس مرضي كيف يمكن التخلص منه نهائيًا ؟

النظافة ضرورية بطبيعة الحال في كل الأوقات، لكن إدمان النظافة هو أمر ضار ولا يجب أن يهتم المرء بالنظافة إلى حد الهوس بطبيعة الحال، نناقش إدمان النظافة هنا.

إدمان النظافة

إن الاهتمام بالنظافة – وليس إدمان النظافة – أمر ضروري للحفاظ على الصحة والقضاء على الجراثيم والميكروبات والفيروسات وكذلك لتحسين المظهر الجمالي والشكلي للإنسان وبيئته، والنظافة سلوك حضاري تحث عليه الأديان لما لها من منافع عديدة على صحة الإنسان وبيئته، وعلى العكس من ذلك فإن التلوث وإهمال النظافة الشخصية أو البيئية أو المنزلية من أسباب تراكم الجراثيم والميكروبات وانتشار الأمراض الخطيرة التي تفتك بصحة الإنسان والكائنات الحية، ولكن الإفراط في النظافة إلى درجة الإدمان يعتبر مرضا يصيب الكثير من الناس، وقد ذكرت بعض الإحصاءات أن إدمان النظافة أو كما يطلق عليه البعض (هوس النظافة أو وسواس النظافة) يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض أشهرها نقص المناعة الذي يصيب 20% من سكان الدول المتحضرة، بالإضافة إلى الحساسية التي تنتشر بين المراهقين والأطفال بسبب استخدام مضادات البكتريا بصورة مفرطة، ويتناول هذا المقال أهم أعراض إدمان النظافة والأسباب والدوافع التي تؤدي إلى إدمان النظافة وأيضا كيفية التخلص من إدمان النظافة .

التخلص من إدمان النظافة

أعراض إدمان النظافة

إن إدمان النظافة هو مرض لا يعترف به المصابون به ويشعرون بأن الأمر طبيعي، ولكنه يمثل وسواسا ونوعا من الإدمان يسيطر على عقل الضحية وتفكيره، ثم يغرس في ذهنه القلق والتوتر والعديد من المخاوف التي تحتاج إلى العلاج والرعاية حتى يتم التخلص منه، ومن أهم أعراض مرض إدمان النظافة ما يلي:

  • الخوف الشديد من التلوث والجراثيم والميكروبات.
  • القلق والخوف المستمر من نسيان فعل شيء ما.
  • قضاء وقت طويل في النظافة وتكرار تنظيف الأشياء والأدوات عدة مرات.
  • عدم التأكد من إجراء بعض المهام بشكل سليم مثل: غلق الباب أو قفل الغاز أو فصل الثلاجة.
  • شدة الألم والضيق من عدم وجود الأدوات في مكانها الصحيح.
  • كثرة الطقوس والعادات التي يقوم بها خوفا من حدوث شيء ضار أو سلبي.
  • الشعور بالمسئولية الزائدة تجاه أمور يمكن أن تحدث مستقبلا بسبب تجاهل بعض الطقوس والعادات.
  • وهناك أعراض جسدية مثل اضطراب المعدة والشعور بالغثيان وتسارع دقات القلب والشعور بالدوخة والدوار والتوتر المستمر وآلام العضلات.
  • ومن الأعراض النفسية القلق والذعر والشعور بالإحباط والإحساس بالتلوث والشعور بالذنب والخجل الزائد والاشمئزاز المستمر.
  • ومن الأفكار المرضية التي تظهر نتيجة إدمان النظافة أنه ملوث دائما ويحتاج إلى النظافة، وأنه مريض أو أنه السبب في مرض الآخرين، وأنه يتوقع حدوث المكروه من مرض أو سرقة أو غير ذلك.

أسباب ودوافع إدمان النظافة

لقد أفادت التقارير الصادرة عن المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية أن ما يقرب من 2% من البالغين مصابون بإدمان النظافة أو ما يسمى بهوس النظافة، وأن هذا المرض يتطور في مرحلة الطفولة ويستغرق عدة سنوات حتى يتم اكتشافه وتشخيصه، وفيما يلي أهم أسباب ظهور وانتشار هذا المرض كما أوضحها الباحثون:

1- أسباب وراثية والعدوى من إصابات الرأس: وذلك حسبما ذكرت المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، ولكنها لم تذكر تفسيرا لإصابة بعض أفراد العائلة بالمرض وعدم إصابة آخرين؛ لذلك فالأمر يحتاج لإعادة بحث ودراسة.
2- القلق الصحي: وهو نوع من القلق المرضي الذي يسيطر على عقل مريض إدمان النظافة يوهمه بأن البكتريا والجراثيم منتشرة في كل مكان؛ لذلك يجب الحذر منها وتكرار تنظيفها مرة بعد مرة.
3- وسواس الكمال: وهو رغبة جنونية تسيطر على نفس المريض بأنه لم يحقق درجة الكمال في النظافة أو غلق الباب أو غلق أنبوبة الغاز فيكرر ذلك عدة مرات في العمل أو في المنزل.
4- اضطراب الوسواس القهري: وهو مرتبط بالقلق وكثرة المخاوف غير المبررة والتي ينتج عنها اضطراب في التفكير والتصرفات مثل تكرار غسل الأيدي والأدوات أكثر من مرة، وقد يكون هذا المريض مدركا لحقيقة مرضه ولكنه يقوم بهذه التصرفات للتخفيف من القلق والتوتر الذي يشعر به.

كيف أتخلص من إدمان النظافة؟

يشير الأطباء إلى أن مريض إدمان النظافة تزداد حالته سوءا إذا طلبنا منه التوقف عن ممارساته غير الطبيعية بل يمكن تعرضه لمشكلات صحية ونفسية أكبر؛ لذلك ينصح بالحذر عند التعامل مع هذا النوع من المرضى مع وجوب فحص المشكلة جيدا لتعرف أسبابها وتاريخها الطبي، وفيما يلي أهم الطرق التي من خلالها يمكن علاج إدمان النظافة والتخلص منه وهي كالتالي:

1- عالج نفسك: إن العلاج الناجح لمثل هذا المرض هو العلاج النابع من داخل الفرد ومن قناعته بأنه يحتاج للعلاج؛ وبالتالي يجب عليه أن يغير مفاهيمه ومعتقداته عن البكتريا والجراثيم والنظافة والتلوث بالميكروبات وغير ذلك من خلال الثقافة السليمة والقراءة الصحية.
2- التجاهل: عليك أن تتجاهل الأفكار والوساوس التي تعرض لك، ولا تفعل الشيء أكثر من مرة أبدا لأي سبب من الأسباب، وتذكر دائما أن هذه الأشياء خلقها الله لتخدمنا لا لنخدمها.
3- إنه مرض: اعتبر إدمان النظافة مرضا يحتاج إلى علاج عاجل وإلا تحول إلى عدو يدمر سعادتك في هذه الحياة؛ لذلك احرص على أن تقضي عليه قبل أن يقضي عليك.
4- لا للشك: يجب عليك أن تحطم حاجز الشك الذي بينك وبين مَن تعيش معهم، واحرص على العلاقة الطيبة والثقة فيهم.
5- الانشغال بالرياضة: إن ممارسة الرياضة لوقت محدد يوميا يساعدك على نسيان مرض إدمان النظافة والتغلب على وساوسه والقلق المصاحب له.
6- إصرار وعزيمة: يجب أن تعرف أن الاستسلام لهذا المرض له آثار سلبية على حياتك الشخصية والاجتماعية على المدى القريب أو البعيد؛ لذلك يجب محاربته باستمرار والتوقف عن الطقوس والعادات اليومية من تكرار الغسيل واستمرار النظافة بشكل مفرط.
7- المجلات والأشرطة: تقترح المؤسسة الدولية للوسواس القهري ضرورة شراء أشرطة فيديو وبعض المجلات أو المقالات عن إدمان النظافة ووضعها في أماكن مختلفة من المنزل للتشجيع على قراءتها وتذكر خطر هذا الهوس.
8- الاقتناع: يجب أن تقتنع أن التوقف عن النظافة الزائدة التي تقوم بها لن يؤدي إلى المرض أو الموت، والدليل على ذلك الذين يعيشون حولك دون ممارسة هذه الطقوس والعادات المبالغ فيها.
9- الأسباب الرئيسية: حاول بقدر الإمكان أن تبحث عن الأسباب الرئيسية وراء القلق الذي يسيطر عليك والمخاوف التي تنتابك؛ لأن علاج الأسباب يقضي على المرض.
10- المساعدة الطبية: إذا عجزت عن القيام بالإجراءات السابقة أو قمت بها ولكنك فشلت في الوصول على نتيجة إيجابية؛ فهنا يتوجب عليك الذهاب إلى طبيب نفسي لتلقي العلاج ولا عجب في ذلك فإن علاج مرض إدمان النظافة يعتمد على ثلاثة جوانب رئيسية وهي: (جانب بيولوجي- جانب سلوكي- جانب نفسي) وجميع هذه الجوانب مترابطة معا فلن ينجح العلاج الذي يعتمد على أحد الجوانب دون الجوانب الأخرى.

إن إصابة الشخص بإدمان النظافة وتعرضه لهذا الوسواس والهوس قد يكون ناتجا عن عوامل بيولوجية أو خلل جيني أو خلل في وظائف المخ أو بسبب تأثره بالعادات السلوكية التي ورثها وطورها حتى أصبحت مرضا خطيرا يعجز عن التخلص منه، وقد تناول هذا المقال أعراض هذا المرض بالتفصيل وكذلك الأسباب والدوافع التي أدت إلى ظهور مرض إدمان النظافة، وختم المقال بأهم الطرق التي من خلالها نستطيع التخلص من إدمان النظافة والتغلب عليه، وتبقى الوسطية والاعتدال في كل الأمور ومنها النظافة هي الحل الأمثل دون إهمال أو إفراط حتى نحافظ على صحتنا وسعادتنا في هذا الحياة.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

9 + 8 =