تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف يمكنك اللحاق بحياتك التائهة إن كنت في أواخر العشرينيات ؟

كيف يمكنك اللحاق بحياتك التائهة إن كنت في أواخر العشرينيات ؟

هل وصلت لمرحلة أواخر العشرينيات وتشعر بالتيه والضياع وتشعر بالأسى على حياتك التي أضعتها؟ لا ريب أن العديد من الأشخاص يشاركونك نفس الشعور وعليهم أن يقرؤوا هذا المقال حتى ينهضوا للحاق بحياتهم.

أواخر العشرينيات

مرحلة أواخر العشرينيات ومرحلة العشرينيات من عمر الإنسان عمومًا، هي المرحلة الأهم في حياة الإنسان فهي المرحلة التي يجب فيها أن تقوم بضبط الأمور وتحمل التعب والمصاعب في تلك الفترة لأنك لا زلت تتخبط لكي ترسو على شاطئ في الحياة ولا زلت تكتسب الخبرة وتتحمل المتاعب في سبيل التعلم خصوصًا في الحياة العملية أو في باقي مناحي الحياة، وبمجرد ما أن توشك العشرينيات على الانتهاء تنظر لنفسك فتشعر بالإحباط لأنك قد أضعت السنوات الأهم في حياتك وأنت تظن أنك لم تكتسب شيئًا فهل هذا حقيقي؟ في السطور القادمة سنتحدث عن كيفية اللحاق بحياتك التائهة إن كنت في أواخر العشرينيات وكيف يمكنك توجيه الدفة نحو المسار الصحيح.

ما الذي قد يجعل الإنسان تائها أواخر العشرينيات ؟

قبل أن نتحدث عن كيفية توجيه الإنسان نفسه أواخر العشرينيات وإعادة حياته إلى مضمارها الصحيح سنتحدث عن الأمور التي تجعل الإنسان تائها في هذه المرحلة حتى نستطيع أن نجذر لأسباب التيه ونقتص الأمور من أعماقها:

دخوله في عدة مجالات دون التخصص في إحداها

بعد التخرج من الجامعة والتي تكون في مقتبل العشرينيات وربما من قبل التخرج يقحم الشاب نفسه في عدة مجالات وفي عدة محافل وأوساط وعلى الرغم أن هذا جيدا ولكنه ينسى في غمرة هذا أنه عليه التركيز على مضمار واحد فقط وعليه أن يفهم أن الأمور قد لا تجري على هذا النحو بالتالي من باب أولى أن يقوم بالتركيز على مجال واحد فقط مع عدم إهمال الهوايات الأخرى ولكن يرى ما هو أكثر مجال يحب أن يعمل فيه وما هو أكثر مجال يحب أن يبرع فيه أو يأخذهم بالتناوب بحيث يأخذ فترة كي يتخصص في هذا المجال فإن لم يعجبه فليذهب لغيره والآن مسألة تعلم الأشياء والتبحر فيها متاحة وسهلة ولو حتى عبر الإنترنت.

استهلاكه في علاقات عدة

يتم استهلاك الإنسان في علاقات عدة، علاقات عاطفية وأشباه علاقات وخذلان كبير واكتئاب ما بعد الانفصال أو الشعور بالالتزام أمام من يرتبط بها مع عجزه عن تحقيق ما يحلمان به مما يجعله يفقد الثقة بنفسه ويشعر بالإحباط المتواصل والمفترض على الإنسان قبل الدخول في أي علاقة يفهم جيدا أبعادها قبل التورط فيها، وخصوصًا أن زهوة العشرينيات قد تأخذه ويجد نفسه يدخل في علاقات غير جادة على الإطلاق ويأخذها على سبيل اللهو والمرح ويضع فيها شيء من عاطفته على شيء من طيشه ورعونته ويحدث الاضطراب وبالتالي عند الوصول إلى أواخر العشرينيات يجد نفسه متخبطا ولا يدري ما هو الحب وما هو الزواج وكيف يفرق بين الحب والزواج وما هي عواقب أي من الأمور.

شعوره بأنه لم يعش حياته كما كان يتصورها

منذ المرحلة الثانوية وقبل حتى الدخول في العشرينيات يرسم الشاب لنفسه الكثير من الأمور والتصورات والخيالات حول شكل حياته المستقبلية وينظم نفسه على هذا التصور وكأن الواقع سينصاع له تماما ثم يفاجأ بعد ذلك أنه يتنازل عن جزء من تصوره ثم يتنازل عنه بالتدريج حتى يجد نفسه يعيش واقعا مغايرا تماما لتصوره فلا يدري ماذا يفعل هل يعود مرة أخرى لمحاولة مقاربة تصوره بالواقع وحتى هو لا يملك الأدوات اللازمة للرجوع أم يكمل في شيء لم يختره ولم يريده أبدا بل فرض عليه فرضا ويجد نفسه في حياة لا يحبها ولا هي التي كان يتمناها ويقع في إحباط أواخر العشرينيات وتيه أواخر العشرينيات والرؤية الضبابية التي تتميز بها هذه المرحلة العمرية وتجعل حتى الإنسان نفسه لا يعرف أين يسير ولا أين سيصل.

شعوره بأنه قد أضاع السنوات الأهم في حياته

دائما يشعر الشخص في أواخر العشرينيات بأنه قد انتهى إلى غير رجعة أو أن حياته أتت إلى نهايتها وكأن دخوله الثلاثينات يعني دخوله إلى سن الشيخوخة ولكن في الحقيقة أنه إن آمن بهذا حقا أو اقتنع به فإنه سيموت حتى قبل أن يعيش لأنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالتيه أواخر العشرينيات ولكن يجب أن يكون هذا داعما له لإعادة حساباته، هل تقافز من هنا لهنا أو تخبط من هنا لهناك دون ناتج حقيقي؟ هذا ما يتوهمه، مجرد التحرك نفسه استفادة وناتج، لذلك لا يجب على الإنسان أن يحبط لمجرد أنه أضاع السنوات الأهم وكلام من هذا القبيل، في الحقيقة أنه بيدك تدارك كل هذا تماما فقط إن آمنت بقدراتك وبنفسك.

تناقص الأصدقاء من حوله

أحد أهم شعور الإنسان بالتيه والإحباط أواخر العشرينيات هو تناقص الأصدقاء من حوله من تزوج وانشغل ببيته وأسرته ومن سافر ومن رحل عن الدنيا لا قدر الله، وشعر أنه وحيد وأن الأيام الخوالي السابقة والتي كانت مليئة بالسمر والمرح قد ولت إلى غير رجعة، في الحقيقة هذه هي سنة الكون ومن عادة الناس أنهم لا يبقون في مكان واحد طوال أعمارهم بالتالي هم يتنقلون من هنا لهنا أو تسحبهم دوامة الحياة وتستهلكهم تماما بالتالي لا تنظر لمن حولك ولكن انظر لنفسك قبل أي شيء وربما صديق واحد وفي ومخلص أفضل بكثير من عشرين صديقًا ولكن وجودهم لا يفرق كثيرا من عدم وجودهم.

شعوره بالتقصير تجاه أهله وأسرته

لا ريب أن الإنسان ينتابه الكثير من الشعور بالذنب في أواخر العشرينيات وهو ينظر إلى الوقت الذي مضى منه لأنه يقصر تجاه أهله وأسرته ولا يمنحهم ما يستحقونه والحقيقة أنه من الطبيعي أن الإنسان بعد الجامعة يجد نفسه منشغلا إلى أقصى درجة سواء بتأسيس عوالم مألوفة له أو للضرب في مناحي الحياة كي يستفيد بأكبر قدر ممكن من التجارب والخبرات والمجالات العلمية والتنقل من وظيفة إلى وظيفة ومن مهنة إلى مهنة ومن مكان إلى مكان مما يجعل أسرته في نهاية أولوياته ولكن أهلك عادة لا يريدون منك سوى أن تبقى بأحسن حال ويطمئنون عليك.

كيف يمكنك اللحاق بحياتك أواخر العشرينيات ؟

بعد أن تحدثنا عن مشاعر الأشخاص أواخر العشرينيات وما هي الأسباب التي تجعلهم يشعرون بالإحباط، الآن سنتحدث عن جوهر المقال وهو كيف يمكنك اللحاق بحياتك أواخر العشرينيات وتخرج من الحالة التي أنت فيها من الإحباط والملل والشعور بأن حياتك قد وصلت إلى نهايتها وأنه لا يجب عليك أن تحاول مرة أخرى بعد كل هذه الفترة من المحاولات والتجارب والتنقلات والركض من هنا لهناك ولكن لا يجب عليك أن تفكر بهذا لأنه لا زال لديك العمر الطويل والحياة الحافلة التي يجب أن تعيشها ولا تيأس منها فإليك كيفية اللحاق بحياتك أواخر العشرينيات وكيف لا تترك نفسك لشعور اليأس يدمرك

التركيز على مجال واحد فقط والبراعة فيه

في أواخر العشرينيات عليك أن تركز في مجال واحد فقط وتحاول البراعة فيه وليس مطلوبا منك أن تظل متخبطا وتائها، حدد أكثر مجال يجتذبك وتجد نفسك تبدع فيه، من علامات المجال المناسب لك هو شعورك بأنك تنتج شيئًا أو أنك لك فائدة في المكان الذي تعمل فيه وستسبب خللا إذا غادرته، ومن علاماته أيضًا أنك تشعر أن الأجر الذي تأخذه مستحق لأنك تعمل بجد، ومن علاماته أيضًا ه والعمل الذي تذهب إليه صباحا دون أن تشعر برغبة في النوم مرة أخرى أو أن تذهب فتجد المكان محترقا مثلا.

الاهتمام بالعلاقات الجادة دون لهو العشرينيات

بعد كل ما أنفقته من مشاعرك وعواطفك على علاقات وأشباه علاقات في مقتبل مرحلة العشرينيات الآن أتى الوقت وأنت في أواخر العشرينيات كي تفكر في العلاقات العاطفية بطريقة عقلانية وتعمل على أن تكون العلاقات جادة بعيدا عن اللهو والانجراف وراء أي علاقة أو شبه علاقة وفحت وجدانك لاستخراج أي عاطفة تجاه شخص بالكاد يعجبك مظهره أو يتعامل معك بشكل جيد، لكن الآن عليك أن تفكر في حياة الاستقرار وإن كان هذا الشخص مناسب لك ولظروفك ويصلح لكي يكون شريك حياة أم لا، هذا هو طريقك للعودة للحياة العاطفية مرة أخرى.

السفر لأي مكان لم تذهب إليه من قبل

في السفر سبع فوائد وربما أكثر، ولكن أهمها هو أنك ستكتشف ذاتك من جديد، كل مكان جديد تذهب إليه وكل أشخاص تتعامل معهم يضيئون لك في ذاتك مناطق مظلمة لم تطأها من قبل بتفكيرك، السفر سيثبت لك أشياء وينفي أشياء أخرى لذلك عليك ألا تتردد في السفر لأي مكان مهما كان هذا المكان وليس شرطا أن يكون سياحيا.. بل من الأفضل ألا يكون سياحيا، لذلك لا تتردد في السفر إن كنت تشعر بالتيه أو التخبط.

التخفف من الشعور بالذنب والنظر للمستقبل

فيما يخص أهلك أو فيما يخص أي أخطاء سابقة ارتكبتها من قبل عليك وأنت في أواخر العشرينيات ألا يحتلك الشعور بالذنب لأنه لم يعد هناك من وسيلة لتغيير الماضي أو الرجوع إليه مرة أخرى لذلك عليك ألا تفكر في الماضي بل تفكر في اللحظة القادمة كيف تستفيد منها، كيف تستطيع أن تستفيد من كل ما هو قادم من خلال كل ما اكتسبته في الماضي مهما كان قليلا سواء كان خبرات أو معارف أو علاقات أو أيا كان، وأخيرا لا تبكِ على اللبن المسكوب لأنه ليس بيدك أن تعيده للإناء مرة أخرى بل ركز جيدا على ألا تسكب اللبن مرة أخرى.

عدم انتظار الفرص حتى تأتيك قم واسع بنفسك

في هذه المرحلة من الإحباط تشعر أنك ليس بك طاقة للقيام أو التحرك بنفسك ولكن الحقيقة أنه لا يجب عليك انتظار الفرص حتى تأتيك بل عليك أن تسعى بنفسك في حياتك وتصل بنفسك إلى الفرص بل وتخلقها أيضًا ولكن ليس بروح التخبط التي كانت لديك من قبل، بل في أواخر العشرينيات يجب أن تضيّق دائرة محاولاتك، يجب أن تخصص المجال الذي عليك أن تلعب فيه وعليك أن تحدد المساحة المستهدفة من هذه المحاولات حتى لا تجد نفسك تفني المزيد من حياتك في التخبط أيضًا.

لا زلت صغيرا فلا تحبط نفسك

لا تترك شعور أنك كبرت يسيطر عليك، أواخر العشرينيات يعني أنك لا زلت شابا بل في مقتبل شبابك، لذلك لا تحبط نفسك وعش حياتك ولا تنتظر المزيد من الإحباطات بل انفض عن نفسك كل هذا الغبار وانهض لأن شوق الحياة لا زال لديه القدرة أن يعانقك وتنعم بلحظات من السعادة التي هي أعظم من الدنيا بأكملها.

خاتمة

أواخر العشرينيات مرحلة خطرة وذلك بسبب الأوهام التي تحيط بك وتحبطك وتجعلك تقترب من اليأس والاكتئاب والعدمية فلا تترك نفسك لها وقم الآن كي تغير الواقع وتخلق واقعًا أفضل.

محمد رشوان

أضف تعليق

سبعة + أربعة =