لو كتبنا قائمة تحتوي على أمنيات المرأة الشرقية ما وسعنا عشرات الصفحات في الواقع، للأسف رغم تحسن أوضاع المرأة العربية إلا أنها أيضًا لا زالت محرومة من أشياء كثيرة تعد أبسط الحقوق في الحياة، ولا ريب أن أمنيات المرأة الشرقية قد تطمح إلى شيء صغير مثل قيادة دراجة في الشارع دون تحفظات، أو أن تعبر عن وجودها وأفكارها دون رادع أو ناهي عن المنكر يذكرها أنها امرأة، وربما وصل الأمر في بعض الدول العربية حدًا أصبح معه قيادة المرأة للسيارة شيئًا يحظره القانون، وليس المجتمع فحسب، إذن فعندما نتحدث عن فروق شاسعة تحكم فيها المرأة دولاً عظمى، وبين دولاً لا زالت تحرم مواطنيها من امتلاك وقيادة سيارة في شوارعها، فنحن نتكلم عن أزمنة متباعدة عن بعضها وليست أمكنة فحسب، ورغم ذلك هناك الكثير من الأشياء التي لا يحرمها القانون ولكن رغم ذلك يحرم على المرأة الشرقية مزاولتها.
تعرف على أهم أمنيات المرأة الشرقية في الوقت الحالي
السفر وحدها
من أمنيات المرأة الشرقية السفر وحدها دون مرافق، ليس هذا محظورًا في القانون في معظم الدول العربية كمصر مثلاً، ولكن هذا يلقى تحفظات كثيرة من الأهل والعائلة وأحيانًا من رجال الشرطة لدرجة أن هناك بعض الفنادق لا تقبل بإقامة فتاة وحدها فيها، لذلك هنا نتكلم عن السفر داخل مصر، أما السفر خارج مصر فهي من الأفكار المستبعدة تمامًا عن أذهان الغالبية العظمى من الفتيات الشرقيات وذلك بسبب العادات والتقاليد التي تمنع الفتاة من السفر وحدها وتحفظات الأسرة على ذلك الأمر، إلا أنه على الرغم من ذلك يجدن بعض الفتيات سبيلهن إلى السفر عن طريق منحة دراسية أو غير ذلك من أجل استكشاف العالم والاطلاع على الثقافات الأخرى، لكن للأسف الأكثرية منهن محرومات من هذا، لذلك يظل السفر إحدى أمنيات المرأة الشرقية ويكاد يكون حلمًا بعيد المنال.
السهر بالخارج حتى الصباح الباكر
هل أنت شاب عربي؟ حسنًا لابد أنك قد جربت السهر بالخارج مع أصدقائك إلى ما بعد منتصف الليل، وربما عدت إلى المنزل على مشارف الصباح دون معارضة تذكر من أهلك، أو لقيت رغم ذلك عتاب ولوم بسيط، ولكن للأسف معظم الفتيات إن أردن الخروج للتنزه أو لمقابلة الأصدقاء يكون هذا في الصباح فقط وربما حتى الساعات الأولى من المساء، ولكن من الصعب جدًا أن تظل فتاة في الشوارع لما بعد منتصف الليل، وربما هذا هو السبب الذي يجعل فيلم مثل: “ما قبل شروق الشمس” يجد رواجًا كبيرًا بين الفتيات في الوطن العربي وذلك بسبب أنه يحكي قصة شاب وفتاة يلتقيان في قطار ويتنزهان في العاصمة النمساوية لليلة واحدة حتى الشروق، وربما هذه هي إحدى أمنيات المرأة الشرقية، صعوبة الأمر تكمن في أن التأخر ليلاً للفتيات شيء يجلب السمعة السيئة من جهة لذلك تم إطلاق مصطلح “فتيات الليل” الذي لا يوجد مرادف له بهذا اللفظ في اللغات الأخرى خصوصًا الإنجليزية والذي يوجد له ما يقرب من خمسة عشر لفظًا يعبر عن معناه، لكن ليس من الطبيعي التعبير عنه بقولهم أن الفتاة التي تفعل ذلك فتاة ليلية لأنه من الطبيعي أن يتجول الناس ليلاً، ومن جهة أخرى لأن الشوارع غير آمنة للدرجة التي يصبح معها الأمر متاحًا، لذلك يظل السهر بالخارج إحدى أمنيات المرأة الشرقية .
العمل في أي وظيفة
بالطبع ليس هناك أي وظيفة ممنوعة على النساء، خصوصًا في البلاد التي تتبنى دساتير مدنية، والتي لا تفرق فيها بين رجل وامرأة عملاً بمبدأ المواطنة، ولكن للأسف العرف أحيانًا يفوق الدستور فغالبًا لن تجد سائق تاكسي إلا نادرًا، وفكرة وجود امرأة سائقة ميكروباص أو حافلة أمر يستدعي التندر والفكاهة، وجود امرأة تعمل ميكانيكي يستلزم التخفي في زي رجل، ووجود امرأة تعمل مهندس بترول من الأشياء التي تصلح لفيلم سينمائي كوميدي، في الواقع هناك فيلم بالفعل من بطولة سعاد حسني اسمه “للرجال فقط” يتحدث بحس فكاهي عن فتاتين يتخفيا في زي رجال ويعملان في موقع في الصحراء للتنقيب عن البترول، أيضًا هناك الكثير من المناصب السيادية والقيادية في الدولة لم يحدث وتتولاها نساء أبدًا، وهذا ما قد يسمونه “الحاجز الزجاجي” حيث هو شيء يمنع النساء من تولي بعض المناصب رغم تأهيلهن لذلك.
أيضًا من الأشياء التي تعد من أمنيات المرأة الشرقية العمل في أي وظيفة أسوة بالشاب في نفس سنها في المرحلة الجامعية لكي تجد مصروف يدها مثل العمل كنادلة أو غيرها، لأنها ستلقى معارضة شديدة من الأسرة التي لا ترضى أن تعمل فتاتهم المدللة في عمل يمتهن كرامتها.
لذلك يظل العمل في كل الوظائف أمرًا ممنوعًا على الكثير من النساء في الوطن العربي وهناك وظائف بعينها تعد من أمنيات المرأة الشرقية.
التعبير عن مشاعرها بحرية
بالطبع ولا شك في أن من أكثر الأشياء التي يحرم على المرأة الشرقية فعلها هي أنها لا تستطيع أن تعبر عن مشاعر الإعجاب والحب خصوصًا وعن مشاعرها عمومًا ذلك وأن ذلك سيثير النفور منها مباشرة وتتعامل المرأة بدلال وتمنع حتى يعترف لها الرجل بحبه ووقتها تستطيع هي الإفصاح عن حبها أي أنها أيضًا مقيدة بالرجل وعن تعبيره عن مشاعره وبسبب هذا التناقض الغريب واضطراب المعايير حدثت كل هذه العقد والأزمات في العلاقة بين الرجل والمرأة والتي هي بالطبع أكثر بكثير من المرأة في الغرب إن جاز لنا أن نقارن بين الاثنين.
أيضًا من الأشياء غير المقبولة في المجتمع والتي تندرج أيضًا في قائمة أمنيات المرأة الشرقية التعبير عن حبها لشخص خوفًا من اتهامها بقلة الحياء والخجل، وهذا ما يجعلها دائمًا تخاف من التعبير عن مشاعرها ويصبح لديها اضطرابات في العاطفة تمنعها من التعامل مع الأمور بنظرة موضوعية.
احتراف الفن
لا ريب أن الكثير من الفنون ممكن التصالح معها مثل العزف الموسيقي أو الرسم أو إلقاء الشعر ممكن تقبله على مضض، أما الغناء فإنه يلقى معارضة بالطبع، لكن الرقص والتمثيل هما ما يحتاجان إلى صراع غير متكافئ مع الأهل للفوز به وفي الأخير لن تتمكن من مزاولته، لذلك من أبرز أمنيات المرأة الشرقية عدم الخوض في صراعات من أجل احتراف الفن أو تحقيق حلمها الذي تحلم به.
ممارسة الرياضة
أقصى ما يمكن أن تفعله المرأة العربية هو الذهاب إلى النادي الرياضي (الجيم) لممارسة الرياضة، أما مزاولة السباحة فهو من الأشياء التي من الصعب جدًا أن تفعلها ويندرج أيضًا في قائمة الأمنيات العظيمة، ولا مبالغة في ذلك حيث أن السخرية التي تتم والهجوم الواضح على الفتيات الجميلات اللائي يشاركن في الأولمبيات ويرفعن اسم بلادهن عاليًا بسبب ما ملبسهن يصيب أي شخص بالإحباط. لذلك ممارسة الرياضة من الأشياء المستبعدة وتقع في دائرة أمنيات المرأة الشرقية.
ارتداء ما تريد
باختصار شديد وبدون الدخول في تأويلات دينية أو مجتمعية، ولكن من أمنيات المرأة الشرقية أن تختار ملابسها دون تحفظات ودون اتهام بقلة الحياء أو تقييمها أخلاقيًا بناءً على ملبسها، الإنسان به عقل يميز المحتشم من الفاضح أو الكاشف لكن رغم ذلك هناك الكثيرون من الناس يتصيدون أي شيء في لبس المرأة لانتقاده، لذلك من أمنيات المرأة الشرقية وهي أمنية مُلّحة بقوة ارتداء ما تريد دون مضايقة من أحد، سواء من معارف أو من غير المعارف.. حيث يتدخل الجميع في التعليق على ملبس المرأة وأحيانًا يتطور الأمر إلى ما هو أكبر من التعليق.
خاتمة
هذه عيّنة صغيرة لأمنيات المرأة الشرقية التي لا تستطيع تحقيقها، والقائمة تطول وتطول رغم ذلك وهذه كما أوردنا حقوق بسيطة في الحياة، وأيضًا غير متطرفة، فهناك بعض الدول من تحرم نساءها من استخراج رخصة قيادة من الأساس مما يعني انتهاك لأبسط الحقوق الإنسانية.. ولأن الموضوع شائك فإن الحديث فيه محفوف بالمخاطر أيضًا ولكن الشجاعة في فتح الموضوعات الشائكة هو من يمضي قدمًا بالشعوب ويفتح باب للتنوير وطرح الأفكار التقدمية دون خوف في مجتمعاتنا العربية المتأخرة.
أضف تعليق