أملاح الجسم هي واحدة ضمن أهم العناصر الهامة التي يعتمد عليها الإنسان حتى تتوازن وظائف جسمه ويمكنه ممارسة الحياة بصورة طبيعية، حيث تُساعد الأملاح الجسم على القيام بالوظائف الحيوية وإفراز الهرمونات بشكلٍ طبيعي بل وتُنظم ضربات القلب، ولكن عند زيادة تلك الأملاح عن مُعدلها الطبيعي في الجسم أو نقصانها فهل يُؤثر ذلك على صحة الإنسان؟ وكيف يُمكن التحكم في نسبة أملاح الجسم بصورة أفضل؟ هذا ما سنطرحه الآن بشكل أكثر تفصيلًا.
استكشف هذه المقالة
أهمية الملح في حياتنا اليومية
يُعد الملح أحد العناصر الطبيعية التي تدخل في حياتنا اليومية شئنا أم أبينا بل لا يحلو الطعام إلا به، وكان قديمًا يُعد إحدى العملات التي يتم تداولها والتعامل بها في مختلف البلدان، حيث اشتقت كلمة Salary من كلمة Salt دليل على انتشار الملح بصورة كبيرة في ذلك الوقت، ويدخل في الكثير من الصناعات الكيميائية أيضًا مثل: الصباغة والطباعة وتصنيع الكلور والصابون وغيرها الكثير من الصناعات التي لا غنى عنها في حياتنا.
أهمية الأملاح في جسم الإنسان
على الجانب الآخر نجد أن نسبة الماء في جسم الإنسان الطبيعي تصل إلى ما يقارب الـ 75% وذلك حتى تقوم جميع أجهزة الجسم بوظائفها بشكلٍ تلقائي وطبيعي، وعند نقص تلك الكمية أو زيادتها يحدث خلل في الجسم بصورة عامة، وتُعد الأملاح أحد العناصر الطبيعية التي تذوب في الماء وتتحول لأيونات موجبة وسالبة وبالتالي تمد الجسم بالكثير من العناصر التي يحتاج إليها.
حيث أن الأملاح بشكلٍ عام تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والماغنسيوم والكلوريدا وغيرها الكثير من العناصر التي يحتاج إليها الجسم بكميات كبيرة، بل وتحتوي أيضًا على قليلٍ من الحديد والنحاس والزنك والسيلينيوم والمنجنيز، ولكن هي الأخرى تفيد الجسم بصورة عامة، وتُساعد على تنظيم عمل عضلة القلب.
فنجد على سبيل المثال أن الفوسفور يُساعد في تحفيز الأعصاب ويقوي العضلات بصورة كبيرة بل ويحمي الجسم من التعرض لتجلط الدم، وهو يتواجد في منتجات الألبان والبيض والبرتقال، والصوديوم الذي يشكل النسبة الأكبر في أملاح الجسم بجانب البوتاسيوم والماغنسيوم الذي يتحكم في الضغط الأسموزي في الجسم.
فضلًا عن عنصر الكلور واليود اللذان يعملان على تنظيم هرمونات الغدة الدرقية في الجسم بجانب توازن نسب الأطعمة القاعدية والحمضية، وليس هذا فقط بل ويحتوي أيضًا على نسبة من الحديد التي تسبب زيادة في كمية الهيمجلوبين في الدم، وبالتالي تُعد أملاح الجسم أحد العناصر الهامة التي تشكل جسم الإنسان.
نقص أملاح الجسم وتأثيره على صحة الإنسان
وقد يحدث أيضًا نقص في أملاح الجسم وبالتالي يؤثر على بعض الوظائف الحيوية في الجسم، فنجد على سبيل المثال: الشعور بالعطش الشديد والجفاف في الحلق بصورة مُستمرة مع فقد السيطرة على الأعصاب وبالتالي عدم القدرة على حمل الأشياء أو صعود الدرج مع فقدان الوعي من حينٍ لآخر.
بل ويظهر على الوجه الشحوب ويشعر المريض بألم في العضلات والمفاصل مع خفض في إفراز هرمون الفازوبرسين ذلك الهرمون المسئول عن انقباض الأوعية الدموية، ومن بين التأثيرات الأخرى على الجسم هي الشعور بتنميل ووخز شديد في أطراف اليد، وعدم القدرة على تمييز الزمان والمكان.
وعند ملاحظة تلك الأعراض يُنصح التوجه على الفور للطبيب المُعالج الذي يقوم بعمل بعض الفحوصات اللازمة لقياس نسبة الأملاح في الجسم، وفي حالة تعرض أحد الأشخاص للغثيان والقيء والغياب عن الوعي، يُمكن إعطاؤه قطعة صغيرة من الجبن المالح أو قطعة من المخلل؛ حتى ترفع ضغط الدم قليلًا وتزيد نسبة الأملاح في الجسم وبالتالي يستعيد توازنه.
أسباب زيادة أملاح الجسم
هُناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة أملاح الجسم منها ما هو خارج عن إرادة الإنسان، والآخر بسبب بعض العادات اليومية الخاطئة، فنجد على سبيل المثال:
- إن الوراثة تلعب دورًا أساسيًا في إصابة الفرد بزيادة نسبة الأملاح في الجسم سواءً من قبل الوالدين أو في تاريخ العائلة، وبالتالي تنتقل الجينات الوراثية للأبناء.
- تزيد نسبة الأملاح أيضًا عند تناول بعض العقاقير الطبية أو الإصابة بمرض السكري أو حدوث إضرابات في ضغط الدم، خاصةً لمن يُعاني من ضغط الدم المرتفع فيكون أكثر عرضه لزيادة الأملاح في الجسم.
- السمنة المفرطة وقلة النشاط البدني عنصر أساسي في الإصابة بزيادة الأملاح، حيث تحتبس السوائل في الجسم ويحدث تركيز للأملاح في مختلف المناطق مما يسبب التعب والإنهاك الشديد.
- تناول أطعمة غنية بالأملاح بصورة مكثفة، مثل: الفسيخ والرنجة، وتناول اللحوم بكميات كبيرة حيث يترسب اليوريك أسيد في الجسم، بجانب تقليل شرب المياه خاصةً في فصل الصيف يُسبب زيادة مضاعفة في كمية الأملاح.
أملاح الجسم وزيادة الوزن
وكما ذكرنا سابقًا أنه من بين الأسباب الرئيسية لزيادة نسبة الأملاح في الجسم هو زيادة الوزن والعكس، حيث توجد علاقة وثيقة بين زيادة الأملاح وبين السمنة المُفرطة، فكلما زادت نسبة الأملاح يتم احتباس السوائل في الجسم، ويصعُب تصريف تلك المياه بالطرق التقليدية مما يجعلها تختزن في مختلف المناطق في الجسم، مثل: البطن والظهر والساقين وتسبب في النهاية زيادة الوزن، بل ويحدث تراكم للدهون في الجسم بالتالي يجد الشخص نفسه مُصابًا بالسمنة المفرطة بسبب ذلك الخلل في نسب الأملاح.
وهناك بعض الحالات ممن اعتادوا تناول الأطعمة بكميات كبيرة، كأن يقوم الشخص بتناول كميات كبيرة من اللحوم وبعض الفواكه مثل: المانجو التي تحتوي على نسب أملاح عالية فيحدث زيادة كبيرة في الوزن وتراكم في الأملاح خاصةً في منطقة الخصر والكعبين فتكون في هذه الحالة السمنة نتيجة وليست سبب.
أضرار زيادة أملاح الجسم
تتسبب زيادة الأملاح في الجسم في الكثير من الأضرار منها:
- ضيق في الشرايين: وبالتالي زيادة ضخ الدم في الجسم مما يعرض الشخص للجلطات والسكتات القلبية والذبحات الصدرية المفاجئة.
- الإصابة بهشاشة العظام والمفاصل: فيجعلها قابلة للكسر مع ارتفاع نسبة الصوديوم الذي يؤدي إلى اضطراب الهرمونات وتغيير في الخاصة الأسموزية للجسم.
- إصابة الفرد أيضًا بعد تناوله كميات كبيرة من الأطعمة المالحة وتركيز نسبة كبيرة من أملاح الجسم بصورة مباشرة بضعف في الجهاز المناعي وتخثر في كريات الدم الحمراء والبيضاء، بل ويكون الجسم أكثر عُرضة للإصابة بالفيروسات والأورام السرطانية وتقلص أو ضمور العضلات على المدى البعيد.
طرق علاج الأملاح الزائدة في الجسم
يُمكنك علاج مشكلة الأملاح الزائدة في الجسم من خلال بعض الطُرق الطبيعية بجانب الطُرق الطبية وتكون كما يلي:
الإكثار من تناول الماء
تُعد الماء هي العامل الأساسي للقضاء على مشكلة أملاح الجسم الزائدة، فيجب تناول كميات كافية من السوائل على مدار اليوم، مع تجنب الإفراط في تناول الأطعمة المالحة والغنية بالدهون المشبعة ومصادر النشويات والكربوهيدرات.
ممارسة الرياضة بصورة دائمة
الرياضة من الأشياء الهامة لصحة البدن حيث التخلص من السموم والأملاح من الجسم في صورة تعرق، وتجعل الجسم في حاجة ملحة لتناول الماء فيعمل على تنقية الجسم أيضًا من الأملاح.
الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن
فالغذاء الصحي المتوازن المليء بالألياف الطبيعية والمعادن والفيتامينات التي تفيد الجسم، يعمل على حدوث توازن طبيعي في نسب أملاح الجسم، ومن ثم يجب تجنب الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والكحولية أو التقليل منها قدر المُستطاع، مع تقليل نسبة الملح في الطعام قدر الإمكان والحصول على الأملاح من المصادر الطبيعية في الخضروات والفاكهة.
خلاصة القول، فإنا الملح كالسكر كلاهما سُمٌ أبيض وكلاهما هامٌ أيضًا ولا نستطيع الاستغناء عن أحدهما، وإن لم نتمكن من ترشيد استهلاكنا من تلك الوحشين المميتين فقد ألقينا بأنفسنا في التهلكة، وكما قالوا قديمًا “الوقاية خيرٌ من العلاج”، أتم الله عليكم دوام العافية.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق