كيف تبدأ مشاهدة أفلام سمير غانم أحد أقدم نجوم السينما المصرية؟

تُعتبر أفلام سمير غانم التي صدرت بالكامل خلال الثلث الأخير من القرن العشرين أكبر دليل على التطور الكبير الذي كانت تحظى به الكوميديا خلال القرن العشرين، فقد كان سمير غانم ممثل موهوب ذو شخصية كوميدية من طراز فريد، وربما هذا ما ساعده على تصدر المشهد لفترة طويلة مع إنتاج عشرات الأفلام الحاضنة لجرعة قاتلة من الكوميديا، فالجميع يعرف بلا شك أن سمير غانم لمع نجمه من خلال الظهور في فرقة ثلاثي أضواء المسرح قبل أن ينطلق هو طريقه بمفرده ويُحقق نجاحات ومكاسب غير مسبوقة، وربما يكون غانم قد تخصص في السنوات العشر الأخيرة فقط في المسلسلات والأعمال الدرامية إلا أن تاريخه لا يزال حاضرًا وبقوة من خلال الأفلام، ولابد أن السؤال الذي يستحق الطرح الآن يتعلق بكيفية مشاهدة أفلام هذا الرجل والاستمتاع بها على أفضل نحو ممكن، فكيف يُمكن ذلك يا تُرى؟ هذا هو ما سنتناوله بالسطور المقبلة.

من هو سمير غانم؟

في الخامس عشر من شهر يناير القابع في عام 1937 ولد النجم سمير غانم، وذلك في محافظة أسيوط القابعة في صعيد مصر، وقد عاش غانم طفولة هادئة مستقرة وأنهى تعليمه الثانوي ثم التحق بكلية الشرطة حتى يكون بمقدوره التحول لضابط شرطة مثل والده الذي يعشقه، وقد كان سمير غانم في البداية يُحب هذه المهنة لكن انشغل عنها ورسب في الاختبارات الخاصة بها حتى تم فصله منها، بمعنى أنه لم يتخرج أساسًا من كلية الشرطة التي دخلها على الرغم من قضائه لعامين بها، ومن كلية الشرطة، التي ما كانت لتتماشى أبدًا مع شخصية غانم الكوميدية، ذهب إلى كلية الزراعة وقضى بها أجمل سنوات حياته، ومن خلال مسرح كلية الزراعة بدأت حياة غانم الفنية الحقيقية.

التقى سمير غانم في مسرح كلية الزراعة النجم وحيد سيف ومثل معه عدة مسرحيات قبل أن يتركه سيف للعمل في وظيفة حكومية مستقرة، وفي هذا التوقيت سمع غانم عن نجمين صاعدين يُمثلان العديد من المسرحيات الهامة جدًا في جامعتي القاهرة وعين شمس، والحديث هنا عن الضيف أحمد وجورج سيدهم، حيث أنشأ غانم بهما فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي انطلقت عام 1964 من خلال المسرحية الشهيرة طبيخ الملائكة، لتبدأ منذ ذلك التاريخ العلاقة بين سمير غانم والفن في التحسن أكثر وأكثر، وهو ما يجعلنا في حاجة للتحدث عنها بتفصيل أكبر.

سمير غانم والفن

بعد أن تعرفنا على سمير غانم نفسه دعونا لا نضيع الوقت ونتعرف على علاقة هذا الرجل بالفن وبالطبع أهم أفلام سمير غانم ، فبعد أن دخل غانم مجال التمثيل من خلال المسرح وفرقة ثلاثي أضواء المسرح مع الضيف أحمد وجورج سيدهم أصبح غانم الوحيد المؤهل للبطولة المطلقة أو أخذ الطريق الفردي، فلم يعد الرجل بحاجة إلى المسرح بعد انطلاقه في السينما ومشاركته في بطولة عدد كبير متتالي من الأفلام، لكن غانم لم يبتعد كثيرًا وعاد مرة أخرى لكن أيضًا من خلال مسرحيات بطولة خاصة، وكلنا يعرف طبعًا سلسلة المسرحيات الشهيرة التي شارك فيها البطولة مع شريهان وحققت نجاحًا ساحقًا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، لكن منذ نهاية هذا القرن وبداية القرن الحادي والعشرين بدأ سمير غانم يسلك طريقًا آخر مختلف كل الاختلاف عن الأول.

طريق سمير غانم في السنوات الأخيرة هو طريق الدراما والتلفزيون، فقد شارك فيلم أو فيلمين وكذلك عدد قليل جدًا من المسرحيات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما كان النصيب الأكبر من العمل الفني متوجه ناحية الدراما، وبكل أسف لم يعد سمير غانم بسبب عدم تماشيه مع خلطة سوق العمل قادرًا على الظهور في أدوار البطولة، بل أصبح يؤدي أدوار ثانية وربما ثالثة، لكن على الرغم من ذلك يتمكن من خطف الشاشة وتصدر المشهد، فقد شارك في مسلسلات لهفة ونيللي وشريهان ويوميات زوجة والكبير وعدد آخر كثير من المسلسلات، كما لا ننسى بالطبع دوره في حياة الأطفال من خلال بعض الأعمال الموجهة لهم مثل سمير وبطوطة وبعض الفوازير والتجسيد الصوتي لبعض الشخصيات الكارتونية.

كيفية مشاهدة أفلام سمير غانم

الآن ربما نحن نعرف كل شيء يتعلق بهذا الرجل من قريب أو من بعيد، فقط بقي لدينا أن نستمتع بأهم أفلام، لكن بالطبع قبل أن نتعرف على هذه الأفلام سنكون في حاجة أولًا إلى معرفة بعض الطرق للظفر بهذه المتعة التي نتحدث عنها، وهي طرق مختلفة، لكن أهمها على سبيل المثال مشاهدة أعمال الفترة الذهبية.

مشاهدة أعمال الفترة الذهبية

أول وأهم طرق الاستمتاع بأي نجم مهما كان أن يتم أولًا مشاهدة أعمال الفترة الذهبية لهذا النجم، وفيما يتعلق بالنجم سمير غانم فقد مر الرجل بأكثر من فترة ذهبية خصوصًا بعد انحلال فريق ثلاثي أضواء المسرح، فأي نجاح يسبق الانفصال كان يُعتبر نجاحًا للفريق بأكمله، أما بعد الانفصال فقد أصبح النجاح يُنسب لسمير غانم وحده، وربما حتى الآن لا يزال فيلم الرجل الذي عطس هو الفيلم الأشهر والأهم على الإطلاق، حيث أن الفيلم لا يزال يُعرض ويحظى بنفس الجذب الجماهيري بسبب القصة التي يحتوي عليها وفي نفس الوقت جرعة الكوميديا الكبيرة بها، ويُمكن القياس على ذلك في عدد كبير من الأعمال في هذه الفترة التي شهدت التألق الكبير لسمير غانم وتُعد بلا شك فترته الذهبية.

عدم التغاضي عن أعمال الثلاثي

أيضًا من أجل الاستمتاع بأعمال النجم سمير غانم علينا أن نضع في الاعتبار كذلك عدم استبعاد أو التغاضي عن أعمال الثلاثي، والثلاثي هنا يُقصد به ثلاثي أضواء المسرح الذي كان يتشكل من سمير غانم رئيس الفرقة بالإضافة إلى جورج سيدهم والضيف أحمد، حيث كانت البداية في عام 1964 من خلال المسرحية الشهيرة طبيخ الملائكة، لكن بما أننا نتحدث عن أفلام سمير غانم على وجه التحديد فربما ما يهم مشاهدته تلك الأفلام التي شارك فيها الثلاثي دفعة واحدة، وقد ظهر ذلك في عدة أفلام حتى لو لم يكن دورهم في هذه الأفلام دور بطولة رئيسي، المهم في النهاية أنهم كانوا موجودين سويًا وكانت أفلامهم فارقة ومميزة للدرجة التي تجعلها ضمن خلطة الاستمتاع بأبرز أفلام سمير غانم بشكل عام.

البحث عن الأفلام المجهولة

في العقود الأخيرة من القرن المنصرم كان ثمة وجود لنجم الشباك والنجم الجماهيري والنجم المنفرد، والحقيقة أن سمير غانم كان من فئة النجم الأوحد الذي لم يمتلك سند جماهيري في السينمات، بل كانت أفلامه تحقق نجاحًا من خلالها عرضها التلفزيوني، خصوصًا وأن البعض كان يُصنفه أساسًا كنجم مسرحي من الطراز الأول، على العموم، في النهاية نتج عن ذلك وجود بعض الأفلام المجهولة التي لم تُعرض بشكل سينمائي في السينمات أو حتى بعد فترة في التلفزيونات، بل هي موجودة في أماكن نادرة وصعبة الحصول عليها، وحتى يُمكنك الاستمتاع بأعمال هذا النجم عليك البحث عن مثل هذه الأفلام لأنها في غاية في التميز ولا يعيبها سوى التهميش والنسيان، جرب ذلك ولن تندم.

التركيز مع طريقته في الكوميديا

يُمكننا بسهولة عندما نرى ممثل كوميدي يُضحكنا أن نصفه بالممثل الكوميدي دون عناء أو بحث، لكن مع سمير غانم بالذات فأنت لن تفعل ذلك، وإنما ستصفه مباشرةً بالممثل الكوميدي الفريد، وهذا الأمر لسبب بسيط جدًا، وهو تقديم غانم لنوعية جديدة ومختلفة من الكوميديا، فهو لا يعتمد على الضحك فقط، وإنما الضحك الذي يصحبه نوع من الأداء الجسدي والتفاعل القوي، الرجل يفعل ذلك بسهولة، وكل المتخصصين في المشاهدة يعرفون تمام المعرفة أن سمير غانم يختلف تمامًا عن بقية الممثلين المتخصصين في الكوميديا، الجميع يعرف ذلك ولا حاجة لشرحه أو توضيحه.

أهم أفلام سمير غانم

كما ذكرنا من قبل، يُعد سمير غانم من أهم وأكثر نجوم مصر تنوعًا، فقد مثل في مجموعة كبيرة من الأفلام بخلاف عدد لا حصر له من المسرحيات يجعلها أكثر من وقف على خشبة المسرح بالإضافة إلى مسلسلات الراديو والأشياء الكوميدية الخاصة التي كانت موجهة للطفل بشكل خاص، على العموم، ما يشغلنا الآن أكثر أفلام سمير غانم، وهي كثيرة طبعًا، لكن أهمها على سبيل المثال لا الحصر فيلم عريس في اليانصيب 1989.

عريس في اليانصيب 1989

الفيلم الأهم والأفضل في جميع الأفلام التي قدمها النجم سمير غانم هو فيلم عريس في اليانصيب الذي صدر في عام 1989 وكان من بطولة سمير غانم بجوار زوجته دلال عبد العزيز، وهو يتحدث ببساطة شديدة عن سالي التي تقوم بدورها دلال والتي تحب فتى في المصنع وتتآمر معه من أجل إيقاع شخص غريب لتسهيل عملية زواجهما في النهاية إلا أن الأمور تنقلب رأسًا على عقب عندما يكون ذلك الشخص الطيب هو سمير غانم الذي يتزوج سالي ويتفاعل مع قصتها وتُصبح الأحداث في منحنى آخر مُختلف ومُطعم بجزء كبير من الكوميديا الخفيفة من سمير غانم وبقية فريق التمثيل المميز.

إلى من يهمه الأمر 1985

الفيلم الثاني المميز جدًا ضمن أفلام سمير غانم فيلم إلى من يهمه الأمر والذي صدر في عام 1985 وشاركه في بطولته النجمة نورا، وهو يتحدث ببساطة شديدة عن بروفيسور يُريد إجراء تجربة علمية على شخص مقابل نصف مليون جنيه، وبالفعل يتقدم حامد، والذي يؤدي دوره في الفيلم سمير غانم، من أجل الحصول على هذه التجربة وينجح فيه، لكنه يكتشف أن جزء من هذه التجربة يقضي بمراقبته وترصد كل حركة له، وهو ما يضعه في مأزق كبير ويفسد له حياته الزوجية فيقرر إعادة الأموال إلى البروفيسور ومتابعة حياته العادية دون المال.

الرجل الذي عطس 1985

الفيلم الثالث من أفلام سمير غانم التي يُمكننا من خلاله التدليل على موهبة سمير غانم هو فيلم الرجل الذي عطس الصادر في عام 1985، وهو الذي يتحدث عن شخص يُصاب بمرض العطس الشديد ويُشخصه أحد الأطباء بكونه حالة ميؤوس منها وأنه سيموت بعد أيام قليلة، لذلك يُغير نمط حياته ويميل إلى المخاطرة بما أنه ميت في كل الأحوال، وهذا ما ينعكس على علاقته بالمحيطين به ويجعلهم يتقربون منه، لكن عندما يكتشف أن هذا الطبيب قد منحه تقرير غير صحيح عن حالته وأنه لن يموت يعود إلى حياته السابقة مما يجعل الآخرين ينفرون من حوله مجددًا.