تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث : تعرف عليها الآن

أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث : تعرف عليها الآن

المعاهدات هي اتفاقيات تكتب في الغالب لحل المشاكل العالقة بين الدول، وغالبًا ما تنهي الحروب والصراعات، نتعرف على أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث .

أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث

هل قفز إلى ذهنك ذات يوم سؤال يدور حول أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث ؟ حيث يحفل تاريخنا الحديث بالكثير من الحروب والنزاعات التي إما كانت بين دولتين أو بين عدة دول تتحالف بعضها ضد البعض الآخر كالحروب العالمية أو حتى ضرب من ضروب الصراع المسلح الذي قد يقع بين طرفين في نفس الدولة. وطالما تواجدت الحروب وكثرت كان من البديهي أن تكثر المعاهدات التي تسعى لإنهاء الصراعات المختلفة ووقف نزيف الدم والخسائر البشرية بالأخص مع تواجد مؤسسات عديدة تشكل المجتمع الدولي على رأسها هيئات منظمة الأمم المتحدة والتي تسعى دوماً لخلق حالة من السلام على كوكب الأرض؛ وهنا سوف نستعرض بعضاً من أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث بترتيبها الزمني.

تعرف على أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث

معاهدة فرساي

من أقدم بل وأشهر المعاهدات في التاريخ الحديث هي معاهدة فرساي، وتنسب تلك المعاهدة إلى مدينة باريس وبالتحديد قصر فرساي الذي كان المكان الشاهد على توقيع تلك المعاهدة، فبعد مؤتمر باريس عام 1919 -والذي كان بمثابة اجتماع للأطراف المنتصرة في الحرب العالمية الأولى- تقرر تغريم ألمانيا العديد من الخسائر باعتبارها الطرف المنهزم في الحرب وكذلك الاعتراف بها رسمياً على أنها المسبب الأول في وقوع الحرب العالمية الأولى.

قامت العديد من الدول بالتوقيع على تلك الاتفاقية في 28 يونيو 1919 واعتبرت سارية للعمل بها بداية من 10 يناير 1920 وذلك بعد انتهاء كافة المفاوضات بين الحلفاء المنتصرين والتي استمرت لمدة 6 أشهر، وشملت معاهدة فرساي العديد من الدول مثل فرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والبرازيل وبلجيكا وغيرها من الدول، وتم إيداع المعاهدة لدى الحكومة الفرنسية لتحتفظ بها.

بنود المعاهدة: نصت معاهدة فرساي على إجبار ألمانيا على تكبد الكثير من الخسائر سواء أكانت خسائر في الأرض تتمثل في التنازل عن كافة المستعمرات الألمانية وكذلك بعض المناطق الحدودية من أراضيها، وخسائر مالية فادحة حيث فرضت ضريبة على ألمانيا كتعويض لباقي الدول عن خسائر الحرب البشعة قدرت حينها ب270 بليون فرنك ذهب ثم خفضت بعد ذلك إلى 130 فقط؛ وربما كانت تلك الغرامة الباهظة هي السبب الأكبر والمساهم الرئيسي في تولد الكره العام لدى الألمان لمن حولهم والذي دفعهم بعد ذلك تحت زعامة هتلر إلى إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية، كما شملت معاهدة فرساي وضع العديد من القيود على القوة العسكرية لألمانيا كنوع من العقاب على استخدام القوة المفرطة في الحرب والتي شملت تخفيض عدد جنود الجيش الألماني إلى 100 ألف مقاتل فقط منهم ما لا يزيد عن 15 ألف جندي في القوات البحرية ومنع تواجد أي قوات ألمانية جوية وكذلك منع أي ضابط بالجيش مهما علت رتبته من أن يستمر في أداء الخدمة العسكرية لمدة أكثر من 25 عاماً فقط.

معاهدة سيفر

تعتبر معاهدة سيفر من أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث؛ ربما لأنها كانت من وجهة نظر العديد من المؤرخين المسمار الذي دق في نعش الدولة العثمانية وأدى في النهاية لتفككها وانهيارها كما كانت بداية وصول الاستعمار الأوروبي إلى دول الشرق الأوسط والعمل على تقسيمه بدلاً من ولايات عثمانية إلى دول محتلة، كانت بداية مفاوضات تلك المعاهدة في مؤتمر باريس الذي طرحت فيه أيضاً معاهدة فرساي ولكن طالت مدة مفاوضات معاهدة سيفر أكثر فوصلت إلى 15 عشر شهراً انتقلت خلالها من باريس إلى مؤتمر لندن ثم مؤتمر سان ريمو عام 1920.

خلال معاهدة سيفر عمل الحلفاء بعد انتصارهم في الحرب العالمية الأولى على تجريد الدولة العثمانية من كل الأراضي التي تبسط عليها سيطرتها وبالأخص تلك المناطق التي لا يتحدث أهلها باللغة التركية؛ فقسمت المنطقة العربية إلى مناطق منفصلة خضعت كل منطقة منها تحت إشراف إحدى دول الحلفاء كبريطانيا وفرنسا، ولم ينج من تلك المعاهدة إلا الولاية التركية بفضل مصطفى كمال أتاتورك الذي كان عضواً بالبرلمان وقتها وتزعم حركة ثورية نادت بحرمان كل الأطراف العثمانية المتسببة في المعاهدة من جنسيتهم.

معاهدة لوزان

تعتبر معاهدة لوزان من أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث التي جاءت كإحدى تبعات ونتائج معاهدة سيفر؛ حيث تزعم مصطفى كمال أتاتورك حركة المناضلة لمنع دول الحلفاء من فرض سيطرتهم على تركيا كما فعلوا مع الولايات العربية العثمانية، في عام 1923 تم التوقيع على معاهدة لوزان والتي أدت إلى وجود اعتراف دولي بالولاية التركية كدولة مستقلة بدلاً من خضوعها تحت الإشراف العثماني الذي لم يعد يسيطر سوى عليها.

رغم أن معاهدة لوزان تعتبر صمام الأمان الذي حمى دولة تركيا من الوقوع تحت الاستعمار لسنوات طويلة مثلما حدث مع الدول العربية إلا أن بعض المؤرخين يرونها انتكاسة تاريخية للأتراك حيث تخلوا على الحكم العثماني مما نهاه للأبد ووضعه في منزلة الأحداث التاريخية.

معاهدة سان فرانسيسكو

تسمى أيضاً بمعاهدة السلام مع اليابان؛ وذلك لأن طرفي المعاهدة كانا دولة اليابان وقوات التحالف بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وصل عدد الدول التي وقعت على المعاهدة إلى ما يقرب الخمسين دولة وكان ذلك في 8 سبتمبر 1951 واعتبرت المعاهدة سارية بدءاً من 28 أبريل في العام التالي.

معاهدة كامب ديفيد

ربما تكون تلك المعاهدة هي أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث لدى العرب وليس فقط المصريين؛ حيث كان من أهم النتائج المترتبة على تلك المعاهدة هو حدوث قطيعة سياسية بين الدول العربية ومصر لرفضهم تلك المعاهدة أدت إلى انتقال الجامعة العربية من القاهرة ليصبح مقرها في تونس مع شطب عضوية مصر من الجامعة لمدة عشر سنوات بداية من 1979 وحتى 1989.

فبعد قيام حرب أكتوبر 1973 وإعلان وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام بين طرفي النزاع مصر وإسرائيل صرح الرئيس المصري وقتها محمد أنور السادات في عزم نيته على السفر لتل أبيب لإتمام عملية السلام بينه وبين الإسرائيليين، تبع ذلك التصريح تنفيذه في نوفمبر 1970 حيث ألقى السادات خاطباً شهيراً أمام كافة أعضاء الكنيست الإسرائيلي؛ مما بالطبع تسبب في القطيعة بين كافة الدول العربية ومصر والتي نوقشت سلفاً.

بعد تلك الزيارة الفاصلة اجتمع ممثلا الطرفين في كامب ديفيد بوساطة أمريكية قاما خلال الاجتماع بالتوقيع على المعاهدة التي ضمنت انسحاب إسرائيل من سيناء على مراحل متعددة كانت آخرها من طابا عام 1982 مع وجود شروط وضوابط للقوة العسكرية لمصر على أرض سيناء؛ فتم تقسيم سيناء إلى 3 مناطق طولية بداية من قناة السويس وحتى الحدود مع إسرائيل ولكل منطقة شروطها الأمنية الخاصة مع احتفاظ الأمم المتحدة بسيادة دولية خاصة على الشريط الحدودي الفاصل بين سيناء وإسرائيل.

معاهدة دايتون

تعد اتفاقية دايتون من أحدث أشهر المعاهدات في التاريخ الحديث، تعود تسمية المعاهدة بذلك الاسم نسبة إلى مدينة دايتون والتي وقعت بها المعاهدة في إحدى القواعد الجوية الأمريكية. بدأت مفاوضات تلك المعاهدة في نوفمبر عام 1995 واستمرت قرابة 20 يوماً بغية وضع حد للحرب الدائرة في البوسنة والهرسك والذي استمر لمدة 3 أعوام، وبعد انتهاء المفاوضات تم توقيع الاتفاقية في ديسمبر من نفس العام والتي نصت على تقسيم البوسنة والهرسك إلى دولتين هما الفيدرالية وجمهورية الصرب.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

14 + 20 =