الكرش او سمنة البطن هو عبارة عن تراكم الدهون في منطقة البطن والخصر . يعرف جميع الاطباء والعاملين بالحقل الطبي والعلمي وحتى اغلب الناس في كل المجتمعات في كل انحاء العالم ان الانسان اذا عانى من السمنة وتراكم الدهون فسوف تتراكم هذه الدهون الزائدة في منطقة الارداف ومنطقة الافخاذ بالدرجة الاولي, ولكن هناك حالات اخرى يتراكم فيها الدهن بمنطقة البطن ” الكرش ” وهو امر اقل شيوعا اذا تم مقارنتها بتراكم الدهون في الارداف والافخاذ الا انها في مجتمعات معينة مثل المجتمع العربي والبريطاني والامريكي وكل المجتمعات صاحبة السلوك الاستهلاكي الكبير في تناول الطعام والتي يعتمد الناس فيها على تناول وجبات سريعة غنية بالدهون المشبعة والكوليسترول تكون اكثر شيوعا. وخطورة ظهور السمنة وتراكم الدهون في منطقة الكرش انها ترتبط ارتباطا واضحا مع امراض مزمنة معينة اشهرها السكري ومتزامنة عدم الاستجابة للانسولين الطبيعي الذي يفرزه البنكرياس داخل الجسم, وامراض القلب والشرايين.
كما تؤكد الدراسات والابحاث الحديثة أن التهابات وحصوات المرارة تكثر في حالة الأشخاص الذين يعانون من زيادة في حجم البطن أو يعانون من الكرش والبدانة، ولاسيما السيدات الذين يتكرر لديهم الحمل في أكثر من طفل، وعند الأشخاص الذين يرتبط لديهم وجود الكرش بزيادة نسبة هرمون الاستروجين، وهو الهرمون الجنسي الذي يساعد على زيادة معدل الكوليسترول في الدم، مما يؤدي إلى ترسب نسب كبيرة منه على السطح الداخلي للحويصلة المرارية “المرارة” ، ويتسبب ذلك في التهاب حاد بالمرارة وقد يؤدي لارتفاع في نسبة الصفراء ونتيجة ذلك تظهر في تكسير بخلايا الدم الحمراء والهيموجلوبين وبالتالي يعاني الانسان من انيميا حادة وزيادة في معدل الصفراء بالدم, وقد يؤدي ترسب الكوليسترول على جدار الحويصلة المرارية الى تكوين حصوات بالمرارة او بالقنوات المرارية.
ومن الاعراض الشائعة جدا في حالات مرضي السمنة الذين يعانون من الكرش بمنطقة البطن ان يتراكم الكوليسترول والدهون حول الغلاف المحيط بالرئتين والمبطن للحجاب الحاجز “الغشاء العضلي السميك الذي يفصل بين القفص الصدري ومنطقة البطن” وذلك يؤدي الى منع الدهون لتمدد الرئتين الذي يتزامن مع التنفس العادي وبالتالي لا تتمكن الرئتين من الحصول على القدر الكافي من الهواء والاوكسجين ويؤدي ذلك بالشخص للاحساس بضيق في النفس ويشعر بأن نفسه كاتم عليه وهي حالة شائعة نتعرض لها جميعا عندما نتناول وجبة دسمة في العشاء. واستمرار تراكم الدهون على الحجاب الحاجز قد يتسبب مع الوقت في الاصابة بقرحات المعدة والمرئ بسبب التأثر الذي سيحدث في دور الحجاب الحاجز لتنظيم مرور الطعام من اعلى لاسفل والتحكم في عدم ارتفاع الحمض القوي الذي تفرزه المعدة وبالتالي يصعد هذا الحمض لاعلى ويحرق الخلايا المبطنة للمرئ ويتسبب في تقرحات شديدة فيه مما يتسبب في عرض شهير نسميه “حموضة المعدة” او “التهابات المرئ”.
واخر الابحاث في هذا الجزء والتي نود الاشارة اليها في مقدمة موضوعنا عن الكرش او تراكم الدهون في منطقة الخصر والبطن, هي ابحاث تم اجرائها على الاف السيدات والتي اثبتت ان هناك علاقة بين وجود الكرش وتراكم الدهون في منطقة البطن والخصر بحدوث العقم لدي السيدات, وعندما اجري العلماء فحوص على عدد كبير من النساء توصلوا اخيرا الى ان الدهون عندما تبدأ في التراكم بمنطقة الكرش والبطن يتزامن معها تراكم الدهون ايضا حول المبيضين وحول قناتي فالوب والتي نعلم دورهم المهم للغاية في عملية الحمل والخصوبة. لذلك وجد الاطباء ان ظهور الكرش معناه وجود احتمالات تصل اخطرها لتراكم دهون حول المبيضين وقناتي فالوب وتؤثر على خصوبة المرأة.