يعتقد العديد من الناس أن أسباب الصداع الشديد دائمًا ما ترجع إلى “الصداع النصفي”، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح. فأسباب الصداع يحكمها معايير محددة، تبعًا لمكان الألم وشدته، وعدد مرات التعرض له، ومدة التعرض تلك. وعلى الرغم من أن بعض الأعراض المرتبطة بكل نوع قد تتداخل، إلا أن التعرف على السمات المميزة لكل نوع صداع يمكن أن تساعد المريض والطبيب على تحديد أفضل استراتيجية علاجية.
استكشف هذه المقالة
أسباب الصداع النصفي
تعتبر أسباب الصداع النصفي غامضة إلى حد ما، وقد حدد الباحثون الأسباب المحتملة له، لكن ليس لديهم تفسير نهائي. وتشمل النظريات المحتملة ما يلي:
- قد يؤدي اضطراب الجهاز العصبي المركزي إلى حدوث نوبة الصداع النصفي عند إثارتها.
- قد يسبب عدم انتظام نظام الأوعية الدموية في الدماغ أو نظام الأوعية الدموية في الجسم، الصداع النصفي.
- الاستعداد الوراثي قد يسبب الصداع النصفي.
- تشوهات للمواد الكيميائية في الدماغ والمسارات العصبية قد تسبب نوبات الصداع النصفي.
والصداع النصفي عادة ما يكون في جانب واحد من الرأس. ويوصف الألم بأنه يشبه الخفقان أو النبض، ويتفاقم مع النشاط البدني الروتيني، مثل صعود الدرج. وتكون درجة الألم عادة من معتدل إلى حاد، وغالبًا ما يكون هناك غثيان أو تقيؤ مصاحبان للصداع، ويمكن أن يكون هناك حساسية للضوء أو الصوت أو الروائح. وفي بعض الأحيان، سوف يوقظ الصداع الشخص من النوم. وقد يستمر الصداع النصفي من عدة ساعات إلى 3 أيام.
أسباب الصداع الجيبي
ترجع أسباب الصداع في حالات الجيوب الأنفية إلى تراكم الضغط داخلها، مما يسبب ألم يشبه الصداع. والجيوب الأنفية هي عبارة عن فراغات مملوءة بالهواء داخل جبهتك، عظم الوجنتين، وخلف جسر الأنف، وعندما يصابون بالتهاب – عادة بسبب رد فعل تحسسي أو عدوى – يتورمون، ويصنعون المزيد من المخاط، كما يمكن للقنوات التي تصرف المخاط أن تصاب بانسداد. ويقع الألم المصاحب للصداع الجيوب الأنفية بشكل عام حول العينين أو خلفهما، وعبر الخدود وجسر الأنف، وعلى طول الجبهة، أو على طول الأسنان العلوية. غالباً ما يوصف الألم بأنه ثابت، ويصاحبه إحساس يشبه الضغط. ويمكن أن يؤدي الميل إلى الأمام أو قلب الشخص رأسًا على عقب، أو النشاط المفاجئ، أو ممارسة التمارين إلى جعل الألم يسوء. وقد يصاحب صداع الجيوب الأنفية أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك المخاط الأنفي الملتهب، واحتقان الأنف، والأذنين المسددين، وتورم الوجه، والحمى.
أسباب الصداع التوتري (Tension Headache)
ترجع أسباب الصداع في هذه الحالة إلى التوتر، والضيق أو الإحساس بالضغط حول جبينك أو خلف الرأس والرقبة. وبعض الناس يقولون إنه يبدو وكأنه “مشبك” يحكم على الجمجمة. وغالباً ما يطلق عليه صداع الإجهاد، وهي النوع الأكثر شيوعًا للبالغين. ويوصف الألم عادة بأنه معتدل إلى خفيف، ولكنه يمكن أن يصبح شديدًا. ولا يوجد خفقان أو نبض مصاحب لألم صداع التوتر. علاوة على ذلك، لا يوجد تفاقم أو زيادة في الألم مع ممارسة الرياضة، ولا يرتبط الغثيان والقيء بصداع التوتر. على الرغم من ذلك، فإن بعض مرضى صداع التوتر يصفون أحيانًا شعورًا بحساسية للضوء أو حساسية للضوضاء. وعندما تصاب بصداع التوتر أقل من 15 يومًا في الشهر، يُطلق عليه “صداع التوتر العرضي”، أما إذا أصبت به عدد مرات أكثر من ذلك، فيطلق عليه اسم “الصداع المزمن”.
أسباب الصداع العنقودي
تتميز أسباب الصداع العنقودي بطبيعتها الموسمية، ففي كثير من الأحيان تحدث الإصابة في نفس الوقت من كل عام، مثل الربيع أو الخريف، وغالبًا ما يخطئ الناس الصداع العنقودي مع أعراض الحساسية أو إجهاد العمل. والصداع العنقودي هو نوع متميز للغاية من آلام الرأس، ويكون الألم دائمًا في جانب واحد من الرأس خلال نبوة الصداع. ومع ذلك، فإن الجانب المتأثر يمكن أن يختلف من صداع إلى صداع. فالألم في الصداع العنقودي عادة ما يشبه الطعن بالسكين أو إحداث ثقب في الرأس، وهو ما يكون شديد للغاية. وعلى الرغم من شدته، إلا أن هذا الصداع عادة ما يستمر من 10 دقائق إلى 3 ساعات ثم يختفي. ومع ذلك، يمكن للصداع أن يتكرر عدة مرات على مدار يوم أو أسبوع. والاستلقاء عادة ما يؤدي إلى تفاقم الألم، وتشمل الأعراض التي تصاحب الصداع العنقودي بشكل متكرر: امتلاء العين الموجودة على جانب الصداع بالماء، واحتقان الأنف ناحية جانب الصداع. وقد يظهر الجفن على الجانب المصاب متدليًا، ويظهر الصداع العنقودي بشكل متكرر بسبب استهلاك الكحول.
أسباب الصداع خلف الرأس
ترجع أسباب الصداع خلف الرأس إلى الألم الذي ينشأ في المفاصل وعضلات الرقبة، ويسمى ب”الصداع العنقي”. ويمكن للصداع العنقي أن ينتشر من الجزء الخلفي من الرأس، إلى منطقة حول الأذن أو فوق الجزء العلوي في الجبهة. معظم الناس المصابين بالصداع العنقي يكونون قد تعرضوا لإصابة الرقبة سابقًا، أو تعرضوا لإصابة في الرأس. كذلك معظم الأشخاص في منتصف العمر / كبار السن يصابون بالصداع العنقي نتيجة مشاكل في مفاصل العمود الفقري العلوي (المفاصل الأمامية(، ولحسن الحظ فإن هذا النوع من الصداع هو الأكثر شيوعًا من حيث الاستجابة للعلاج الطبيعي، دون اللجوء إلى الدواء.
أسباب الصداع عند الحامل
الصداع هو واحد من أكثر المضايقات شيوعًا خلال فترة الحمل، وقد يحدث الصداع في أي وقت خلال الحمل، ولكنه يميل إلى أن يكون أكثر شيوعًا خلال الثلاثة شهور الأولى. ففي خلال الثلث الأول من الحمل، يعاني جسمك من ارتفاع هرمونات وزيادة في حجم الدم، ويمكن أن يتسبب هذان التغييران في حدوث المزيد من الصداع. ويمكن أن يتفاقم الصداع أكثر مع الإجهاد، والجلوس في وضعية سيئة أو تغييرات في قوة بصرك. وقد تشمل أسباب الصداع الأخرى واحدًا أو أكثر من الأمور التالية:
- قلة النوم.
- انخفاض سكر الدم.
- الجفاف.
- التوقف عن شرب الكافيين.
- الإجهاد (بسبب العديد من التغييرات.)
وعادة ما يكون الصداع خلال الفصل الثالث من الحمل أكثر ارتباطًا بالوضعية السيئة للوقوف أو الجلوس والتوتر الناتج عن حمل وزن زائد. وقد يحدث أيضًا الصداع خلال هذه المرحلة من الحمل بسبب حالة تسمى تسمم الحمل، والتي تعني ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
كيفية التخلص من الصداع
يمكنك تقليل عدد أنواع الصداع التي تصيبك، والتخفيف من حدتها أثناء تعرضك لها، حاول أولًا العثور على أسباب الصداع وتجنبها، وتجنب الأشياء التي تزيد الألم سوءًا. واحمل الدواء معك حتى تتمكن من علاج الصداع على الفور عندما تشعر ببدء الأعراض، فهذا الأمر مهم جدًا، خاصة إذا كنت مصاب بالصداع النصفي. ولا تأخذ مسكنات للألم دون وصفة طبية أكثر من 3 مرات في الأسبوع، لأنك قد تصاب ب”الصداع المرتد”. وعادة ما يحدث هذا الصداع بعد أن تتوقف عن أخذ مسكن الألم. فيدفعك هذا لأخذ جرعة أخرى، وبعد فترة من الوقت، تجد أنك تصاب بالصداع كلما توقفت عن تناول الدواء.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: تقى علي
أضف تعليق