تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » الأعمال » كيف تفرق بين أرباب العمل : القائد والمدير والمسئول؟

كيف تفرق بين أرباب العمل : القائد والمدير والمسئول؟

أرباب العمل كما نعرف هم الذين يُمكن أن يكونوا في مناصب إدارية أو قيادية، ويطلق على هؤلاء عدة ألقاب منها القائد والمدير والمسئول، ولكنها تختلف عن بعضها.

أرباب العمل

التفريق بين أرباب العمل أمر ليس بالمحوري، بمعنى أنك لن تُعاقب مثلًا إذا أخطأت ووصفت المدير بالمسئول أو القائد، لكن في النهاية تبقى المسألة تقديرية وواجبة التعلم حتى يُمكن مواكبة الوظيفة والظفر بفرصة استمرار أكبر في العمل، والحقيقة أن تلك الألقاب والمُسميات قد لا تحتاجها في العمل فقط، فهناك الكثير من الأماكن الأخرى التي يتواجد بها أمثلة هؤلاء الثلاثة، وإذ لم تكن قادرًا على التفريق بينهم فلن يكون بإمكانك إخفاء جهلك، لأن ثلاثتهم يتشابهون كثيرًا في الصفات والمهام التي يؤدونها، ولهذا من الطبيعي من تمامًا أن تكون مُلمًا بأوصافهم وحياتهم لتعرف طريقة التفريق بينهم، وهذا بالضبط ما سنحاول فعله سويًا خلال السطور الآتية، حيث أرباب العمل وكيفية التفريق بينهم بسهولة.

من هم أرباب العمل ؟

تتفاوت أوصاف أرباب العمل كما ذكرنا بين قائد ومدير ومسئول، لكن من هم أصلًا أرباب العمل، هذا هو السؤال الذي تبدأ الإجابة عليه بالتعرف على المعنى الحقيقي لكلمة رب، فهي كلمة يُقصد بها الصاحب أو المالك، وإذا كنت في عملٍ ما وسمعت من ينعت الآخرين برب العمل فاعرف أنه شخص مالك لهذه الشركة أو المكان الذي تعمل به، وإياك أن تعتقد أن ثمة خلط أو إشراك للاسم الإلهي في ذلك، لأن المشركين حتى يُطلقون على كل ما يعبدونه رب، أم اسم الله فهو علم لا يُطلق على غيره، أي أنه وببساطة شديدة يقتصر عليه فقط، بخلاف رب التي قد تأتي في أي جملة طالما لها دلالة.

وجود أرباب العمل أمر بديهي ومنطقي إلى أبعد حد، لأن الناس إذا تُركوا بلا قائد أو مدير أو مسئول فإنهم لا يعملون بجد وإتقان، هذه طبيعتهم التي فطروا عليه، لابد أن يكون عليهم رقيب كي يعملوا ويُنتجوا، لكن ما يعنينا في كل هذا هي تلك المسميات التي يتم إطلاقها على هؤلاء الأرباب، القائد والمدير والمسئول، ما هي ماهيتها وكيف نفرق بينها؟

القائد، مواصفات خاصة وإبداع غير محدود

مما لا شك فيه أن القائد من أهم الأشخاص الذين بإمكاننا إطلاق وصف أرباب العمل عليهم، وهو يختلف تمامًا عن المدير والمسئول، فمهمة القائد الرئيسية هي الإدارة وفي نفس الوقت القيام بعمل إبداعي، هل تعرفون أن القيادة أصلًا عمل إبداعي؟ حيث يُمكن لأي شخص التدرج في وظيفته كي يُصبح مسئولًا أو مديرًا لكنه لا يُمكن أبدًا أن يأخذ نفس التدرج ليُصبح قائدًا، فالقيادة شيء أقرب إلى الموهبة، ولكي نُجذم أنها موجودة في شخص ما فإن ذلك بالطبع يحتاج إلى الكثير من المواصفات الخاصة التي ربما لا تتوافر إلا بعد عناء شديد، لكن في النهاية تبقى بذرة القيادة موجودة في الشخص ويُمكن للآخرين الانتباه لها بسهولة.

ظهور القائد كان متزامنًا مع ظهور الحاجة إلى القيادة، فالناس بطبيعتهم يحتاجون إلى من يقودهم ويتولى تلبية رغباتهم، أو بمعنى أدق يتحمل المسئوليات الخاصة بهم، وطبعًا هذا الشخص الذي يطلبونه يجب أن يكون بمواصفات خاصة، فقد ذكرنا أنه ليس من السهل أبدًا أن تُصبح قائدًا، والحقيقة أنه من أهم مواصفات القائد الثقة وتحمل الأخطاء.

الثقة وتحمل الأخطاء

أن تكون أحد أرباب العمل فهذا أمر وارد جدًا وممكن، لكن أن تكون قائد ورب عمل في نفس الوقت فهذا أمر مختلف تمامًا، فقد جرت العادة على أن القائد هو الشخص الوحيد والأكثر قدرة عمومًا على تحمل الأخطاء التي يرتكبها العاملين تحت يديها، فهو يمتلك قدرة عظيمة على التعامل مع تلك الأخطاء، ليس هذا فقط، بل إنه يمتلك ثقة كبيرة في نفسه تُسهل جدًا من تلك المهمة، ولهذا فإنه عندما يتم البحث عن قائد فإن أول من يتم البحث عنهم هم الواثقين جدًا في أنفسهم.

الإبداع والتطوير والتغيير

المشكلة الكبرى التي نجدها غالبًا في أرباب العمل هي أنهم غير مُبدعين أو مطورين في أنفسهم وعملهم، وبالتالي لا يمتلكون قدرة على التغيير، لكن القائد في الحقيقة لا يمتلك تلك الصفات، بل إن الإبداع سمة رئيسية فيه، وذلك الإبداع هو الذي يقوده إلى التطوير وبالتالي التغيير، وطبعًا كل ذلك يتم بالصفة التي ذكرناها سابقًا، وهي الثقة بالنفس.

الإقناع وكسب الأتباع

من شروط القائد الرئيسية أنه لا يُصبح قائدًا إلا عندما يمتلك القدرة على إقناع الجماهير وضمهم إلى صفوفه، وما دمنا نتحدث عن أرباب العمل فإن الجماهير الذين نقصدهم هم الموظفين، والذين يُعرف عنهم في كل زمان ومكان عدم اتباعهم لتعليمات المدير واستسهال الأمور، إلا أن القائد يأتي بقدرته الكبيرة على الإقناع ويتمكن من كسبهم وضمهم إلى صفوفه بسهولة، وهذا من شأنه في النهاية الارتقاء بالعمل.

لا يتسلسل بالسلاسل

من أهم صفات القائد التي يجب أن تتوافر في كل أرباب العمل هي أنه لا يتسلسل بالسلاسل، وهي كناية عندما خضوعه للقوانين العقيمة حتى ولو كان ذلك سيُسبب له ضرر أو أذى، في النهاية كل ما يهمه فك القيود عن موظفيه الذين ينخرطون ضمن سلسلة القوانين فلا يُبدعون في عملهم، وطبعًا هو يفعل ذلك لقدرته التي ذكرناها من قبل على تحمل المسئولية كاملة، وأيضًا لكونه لا يُحب الأشياء النمطية الجامدة، وهناك ملحوظة هامة جدًا بهذا الصدد، وهي أن القائد أثناء فعله لمثل هذه الأمور يؤثر إيجابًا على العاملين تحت يديه، حيث يبدؤون في تقليده والاحتذاء به.

الإشراك في الإدارة والنظر للمستقبل

مع أننا قد ذكرنا من قبل أن القائد شخص يتخذ كافة قرارته بنفسه لكونه في النهاية قائد ومُتحكم في كل شيء إلا أنه من ضمن الصفات أيضًا أن يتم مشاركة العاملين معه في تلك القرارات، وطبعًا ليس شرط أن يأخذ برأيهم، لكنه في النهاية يُريد ترسيخ روح المشاركة وإشعار الآخرين بأن لهم دور بارز وليسوا مجرد تماثيل، وفي هذا نظر إلى المستقبل لأن أحد هؤلاء الموظفين الذين يُشاركهم في الآراء سوف يُصبح فيما بعد قائد أو مسئول، ولهذا فهو يقوم بالإعداد للأمر جيدًا.

المدير، الشخص المؤهل للإدارة

من ضمن أرباب العمل أيضًا شخصية المدير، والمعروف أن المُدير هو من يتولى إدارة المكان من خلال الترقي أو التعيين المباشر، وعادةً، وإذا ما كان الأمر يسير بصورة طبيعية، فإن المدير هو الشخص الأكثر تأهيلًا وقابلية للعمل، حيث أنه يمتلك الخبرات والتعليم الكافي، والأهم من كل ذلك هو امتلاكه لصفة حسن التعامل مع الأمور، لكن بالطبع هذا ليس كل ما يتعلق بالمدير، فهناك الكثير من الصفات الخاصة به والتي تجعله يفرق تمامًا عن رب آخر من أرباب العمل مثل القائد أو المسئول، وعلى رأس تلك الصفات مثلًا الامتثال لأسلوب الرئيس والمرؤوس.

استخدام نظام الرئيس والمرؤوس

لأن المدير كما قلنا يتعامل مع قوانين جامدة وغير مسموح له بمساحة من الإبداع والحرية مثل القائد فإن أول الصفات التي يُلاحظها الناس به منذ الوهلة الأولى أن يُقدس جدًا أسلوب الرئيس والمرؤوس، فهو يعرف جيدًا واجباته وكذلك واجبات العاملين معه، ولا يسمح أبدًا بتعدي شخص على حقوق الآخر مهما كلف الأمر، فالمهم بالنسبة له هو الحفاظ على النظام والامتثال للقوانين، حتى ولو كان يُعارض تلك القوانين من داخله.

يحبذ نظام الرقابة

لا يثق المدير في العاملين معه مثلما هو الحال مع القائد، لذلك تجده يستخدم نظام الرقابة معهم، فلا يتركهم وحدهم دون رقيب، وبالطبع هو لا يفعل ذلك لمجرد التضييق عليهم، بل إنه بغرض التأكد من أن كل شيء يسير على ما يُرام، لأنه في النهاية سوف يُسأل عن ذلك فعليه بالطبع أن يكون واعيًا حريصًا، وألا يُعطي ثقته الكاملة للموظفين.

يعمل بالجدول الزمني

كما أن المدير يلتزم بالقوانين فإنه كذلك يُعتبر أكثر أنواع أرباب العمل التزامًا بالجداول الزمنية، فهما كان الأمر صعبًا ويحتاج لوقت طويل فطالما أنه قد حدد جدول زمني له فلا مناص من الالتزام به، فهو يُقدس شيء اسمه الجدول الزمني تمامًا كما يُقدس القوانين، إنه انصياع تام وكامل للمؤسسة التي يعمل بها.

يكره الأخطاء ويسير بمبدأ الثواب والعقاب

من صفات المدير أيضًا أن يكره تمامًا حدوث أي أخطاء ويسعى جاهدًا من أجل منعها، في الوقت الذي قلنا فيه أن القائد يتقبل تلك الأخطاء ويجعل من نفسه مسئولًا عنها بكل بساطة ثم يبدأ رحلة البحث عن حلول لها، وطبعًا نحن لا نحدد أي الطرفين على صواب لكننا نُشير فقط إلى الفوارق بينهما، وأيضًا هناك عادة لدى المدير أو قانون يسري على الكبير والصغير، وهو قانون الثواب والعقاب، فهناك الحوافز والمكافآت وهناك الخصومات والرفد كذلك.

المسئول، الشخص المُتحمل للمسئولية

النوع الثالث من أنواع أرباب العمل هو المسئول، والحقيقة أن المسئول يُعتبر الشخص الذي حُمل المسئولية مع وجود رصيد له يقول بأنه قادر فعلًا على تحمل تلك المسئولية، فهو شخص مؤهل تأهيل كامل، لكن الفرق بينه وبين المدير والقائد هو أنه يخوض المعارك الرابحة، وسواء رغب أو لم يرغب فهو في النهاية من يتحمل المسئولية كاملة، وطبعًا لهذا المسئول بعض الصفات التي تُفرقه عن المدير والقائد، منها مثلًا التنسيق الصحيح لتجنب المسئولية.

التنسيق لتجنب المسئولية

قلنا من قبل أن أحد أرباب العمل، وهو المدير، لا يُحبذ الأخطاء، وهنا، فيما يتعلق بالمسئول، فإنه لا يكتفي فقط بعدم الرغبة في حدوث أخطاء، وإنما أيضًا يفعل كل شيء من شأنه المساهمة في تحقيق هذا الهدف، وكما ذكرنا، فإنه سواء رغب أم لم يرغب فهو في النهاية يتحمل مسئولية الفشل ويحصل على أكبر مكافأة عند النجاح.

المشاركة في العمل

ربما يكون القائد من الذين يحبذون المشاركة في العمل فقط من أجل حبه لفعل ذلك الأمر ونزعته، لكن المسئول عندما يشارك في العمل فإنه يفعل ذلك خوفًا من الفشل وبالتالي تحمل المسئولية، يمكننا القول أنه يود التأكد بنفسه من أن كل شيء يسير بخير بسبب التهديد الذي يطاله لكونه المسئول الأول والأخير.

الضيق الشديد والتوتر الدائم

من الأشياء التي ستلاحظها في أرباب العمل عمومًا وفي المسئول بشكل أكثر هو أنه دائمًا، وبدافع المسئولية، يكون تحت ضغط شديد، وبالتالي مُعرض للضيق والتوتر، وربما ينقل هذه الحالة إلى العاملين معه، ولهذا ذكرنا أن للقائد أفضلية بسبب قدرته على إخراج الموظفين من هذه الحالة والسيطرة على الأمور.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة + تسعة عشر =