تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمية والنظام الغذائي » أدوية التنحيف : كيف تعمل ؟ وهل لها أضرار على الجسم ؟

أدوية التنحيف : كيف تعمل ؟ وهل لها أضرار على الجسم ؟

أدوية التنحيف تستخدم من قبل الكثيرين للحصول على النحافة بدون الحاجة للقيام بالتمرينات الرياضية أو اتباع الحمية، لكن هل أدوية التنحيف آمنة؟

أدوية التنحيف

في البداية يجب أن نفهم من أين بدء الموضوع، ولماذا أصبح الآن موضوع التنحيف و أدوية التنحيف ملح وضروري خاصة للسيدات، فيمكننا اعتبار الموضوع نسائي بالأساس، ففي الرجال مثلا الأمر مهتز ويختلف من شخص لآخر، فالسمنة التي يعاني منها الرجال في الغالب تكون سمنة مناطق معينة كالكرش مثلا والكثير منهم يعتبرها مفخرة والنساء اعتادت على الأمر وتتقبله، وليس هذا فقط وإنما يمتدحونه أحيانا وكأنه جزء من شخصية الرجل، ويهتم بعضهم بعمل التمارين الرياضية وهذا أمر محمود، ولكن في الغالب يكون الهدف هو بناء جسم جذاب بمواصفات العصر لجلب الفتيات، أما عن منظور الحياة الصحية فأراه قليلا، لذلك سأركز في المقال عن السيدات لأنهن المعنيات أكثر بالموضوع.

كل ما تريد معرفته عن أدوية التنحيف

ثقافة الجسد

في وقت من الأوقات كانت المرأة الممتلئة هي الأفضل من وجهة نظر المجتمع، وهي الأكثر أنوثة، لدرجة أن بعض القبائل البدوية كانت تقوم بعملية تسمين للفتيات في سن المراهقة ليزداد وزنهم ثلاثة أضعاف، فهو لديهم دليل على الثراء والصحة، وكانت تجبر الفتيات على الطعام، وأطعمة معينة مليئة بالسعرات الحرارية، والفتيات النحيفات كن مصدر خجل لأسرهن، الآن أصبحت ثقافة التنحيف هي الأفضل وأن المرأة أن زاد وزنها بعض كيلوغرامات يُنظر إليها على أنها مذنبة، فانتشرت أدوية التنحيف بشكل عجيب، ولكن قبل أن نتحدث عنها يجب أن نفهم أمر مهم، المجتمع هو الذي يحدد شكل الجسم المطلوب ولا يوجد أفضل وأجمل وإنما لقد خُلقنا بأجسام متنوعة الشكل وليست قوالب ثابتة، وإنما يمكننا أن نقول جسم مناسب لصاحبه وآخر غير مناسب لأسباب صحية وليست جمالية، فمن سيحدد القيم الجمالية هنا، بالتأكيد المجتمع حسبما يرى، ونحن نتبعه، فلا يمكننا أن نقول هذا الجسد جميل وآخر غير ذلك لأنني أحكم من خلال معايري الخاصة وليست معايير الآخر.

نحافة أم صحة؟

قبل أن تفكري في استخدام أدوية التنحيف فكري أولا، لماذا؟ هل لدي مشاكل صحية؟ هل أخجل من شكل جسمي؟ وأن كنت أخجل من شكل جسمي فلماذا؟ هل لآن به عيوب خلقية أم لأنه لا يشبه ممثلة مشهورة أو مطربة مفضلة للجميع؟ في الواقع أنا لا أرى أسباب خاصة بك، غالبا أسباب خارجية ليست لها علاقة بأفكارك أنتِ عن جسدك أنتِ، يجب أن نفهم شيء مهم وهو أنه يمكنني أن أفكر في أدوية التنحيف في حالة أن كنت أعاني من مشاكل صحية، لا مشاكل جمالية، رضاءك عن نفسك عنصر مهم حتى أن أرادتِ فقدان بعض الوزن، الكثيرات استخدمن أدوية التنحيف واتبعن الحميات الغذائية الشاقة وفقدن بعضاً من أوزانهن ولكن أصبن بالاكتئاب وليس هذا فحسب وإنما نظرا للحرمان الشديد وفرضك لقوانين صارمة لجسدك وتكليفه بقبول احتياجاته كما تريدينها أنتِ وليست كما يحتاجها هو فسوف يكون الاكتئاب أمر طبيعي للغاية وسيعود وزنك كما كان إن لم يكن للأسوأ، لا يهم الناس ولا يهم المجتمع وإنما أنتِ، وأنتِ فقط.

حياة صحية

يجب أن يكون الهدف ليس التنحيف أو التسمين وإنما هدفنا هو الحياة الصحية السليمة، والتي لن تحصلي عليها من خلال أدوية التنحيف بالطبع في ليست عصاه سحرية، لا تقللي من طعامك لكي تفقدي الوزن، وإنما قللي من طعامك لأنه صحيا يجب أن لا تأكلي كثيرا، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن اللذين يأكلون وجبات صغيرة كوجبات الأطفال يتمتعون بصحة أفضل وحياة أطول بلا متاعب صحية، ممارسة الرياضة يجب أن تكون أسلوب حياة وليست لفترة معينة أفقد بها بعض الون وأعود لحياتي السابقة وآكل كثيرا وأنام طويلا وهكذا، ممارسة الرياضة بشكل يومي مفيد جداً لا للوزن والرشاقة فقط وإنما تنشيط الدورة الدموية وتجديد النشاط البدني وصحة القلب والشرايين وأن كنتِ تعاني من الكسل أو الخمول أو الاكتئاب ستعمل على تخفيف ذلك، ولكن الجميع دائما مشغول بالعمل والمنزل والأطفال وغيره، ولا يجد نصف ساعة يوميا لممارسة رياضية بسيطة كالجري أو المشي حتى، ما المشكلة التي ستتكبدها أن خصصت 30 دقيقة يوميا للمشي صباحا في نادي قريب من منزلك أو حتى في الشارع أو الحي الذي تقطن فيه، ما هي الصعوبات التي تعترضك؟!

دور المجتمع

نجد في مجتمعاتنا المعاصرة وفي ظل التقدم الطبي انتشار عمليات التجميل والتنحيف بشكل كبير، والمشكلة هنا ليست لأغراض طبية أو حتى لإصلاح بعض الأمور وإنما ساد في المجتمع معايير جمالية ومواصفات محدده كشكل الشفاه وحجم الخصر وغيره، فتحول الموضوع إلى موضوع قولبة، أي صناعة قوالب جامده بمعايير جودة مرسومة، فالعينين يجب أن يكونوا متسعين، فماذا لو شكل الوجه يتماشى مع عينين ضيقين؟ حجم الخصر يجب أن يكون بالسنتيمتر، فماذا لو كان الجسد يحتاج على بعض السنتيمترات لتتناسب مع وضعه الحالي؟ ويتم استخدام أدوية التنحيف في حالات معينة أو البحث عن وسيلة أخرى، ينساق المجتمع ويلتف حول بعض الوجوه التي تم تصنيعها في غرف التجميل ويعتبرونها مواصفات فينوس آلهة الجمال للقرن الحالي، مع العلم أن هذا الجمال الصارخ مصنع وليس طبيعي، فكيف تضعه معيار؟!

أضرار أدوية التنحيف

مما سبق أعتقد أن الأمر لم يعد فقدان بعض الكيلو جرامات وإنما هي منظومة متكاملة يجب فهمها والتعامل معها، ولنأتي إلى أدوية التنحيف التي امتلأت بها الأسواق، ستجد كل منتج في بداية ظهوره أنه ليس له أضرار ويساعدك على التخلص من وزنك سريعا، ومع مرور الوقت والاستخدام تبدأ الآثار الجانبية للدواء في الظهور وهكذا، تكررت العملية كثيرا وتعددت الآثار الجانبية السيئة مهما كانت جودة المنتج، لأن ببساطة معني أن ليس له آثار جانبية الآن ليس ضمانا للسلامة، وذلك لاختلاف طبيعة الأجسام واختلاف تعاملها أو استقبالها للدواء، فرائيي الشخصي لا يوجد دواء كيميائي أمن تماما ودائما ولأي جسم. بدأت تنتشر في المجتمع أضرار الأدوية، فخرج لنا الطب البديل والأعشاب، وكانت الطبيعة في مقابل الكيمياء شعارا، ولكن هل اختلف الأمر؟ بالطبع لا لم يختلف فبعض التركيبات تعمل مع جسم وآخر لا، وبعض الأشخاص يصابون بأعراض معينة وآخرين لا، وتهافتت الناس على الأدوية الطبيعية ظنا منهم أنها الأمن، ولكن بدأت المشاكل في الظهور وثار الأطباء على هذه الأعشاب لما تسببه من أمراض للكلي والقلب والضغط وغيره، فدخلنا في طور العمليات الجراحية سريعة المفعول كشفط الدهون وبلون المعدة وغيره، ولكن كما حدث سابقا تكرر وتوفت حالات كثيرة أثناء وبعد العمليات، فما الحل إذن؟

روشتة بلا أدوية

مما سبق ألا يتضح لك أنك خُلقت بشكل معين هو مناسب لك، فلا تحاول العبث به، وإنما نلجأ إلى التغيير من أجل الأضرار الصحية، لا أدوية التنحيف تمثل لك حلا ولا الوسائل الأخرى لأنك أنت وحدك الحل، ممارسة الرياضة واعتبارها جزء أساسي من نظام حياتنا، وببساطة أنت تحتاج إلى الطعام يوميا إذاً فأنت تحتاج إلى ممارسة الرياضة يوميا، نظامك الغذائي يجب أن يكون صحيا بالأساس تأكل ما تستفيد منه وما تحتاج إليه، لا تتعامل مع معدتك كسلة القمامة تلقي بها كل ما تراه، وإنما انتقِ المفيد والضروري، نظم ساعات نومك ولا تسهر كثيرا، استيقظ مبكرا لتبدأ يومك بنشاط، كل هذه الأمور بسيطة ولن تحتاج منك إلى عناء وليس لها آثار جانبية ضاره، وسيكون وزنك مناسب وجسمك حيوي ورشيق بلا متاعب، بلا أدوية، بلا خوف، غير عاداتك الصحية تتغير حياتك، تحكم بأمورك فأنت القائد، لا تنساق وراء ما لا ينفعك، قف وفكر قليلا وستجد الأمر بسيط للغاية.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

ثلاثة × واحد =