عندما نذكر كلمة أخلاق القرود، أو كلمة أخلاق ترتبط بعدها بأي نوع من الحيوانات الأخرى بخلاف الإنسان، فنحن نعطي مصطلحًا غريبًا على أذهان القراء. لأن الأخلاق هي قيم إنسانية، بعيدة تمامًا عن الحيوان. فنحن نعرف أن الأخلاق تأتي من التربية والمجتمع والأديان، وكل ذلك لا يمتلكه الحيوان، في صورته المثالية على الأقل. لذلك هذا المقال سيتحدث عن أخلاق القرود بشكل خاص، وعن أخلاق بعض الحيوانات الأخرى كذلك. وليكن لك عزيزي القارئ الكلمة الأخيرة في تحديد ما إذا كانت الحيوانات بالفعل تمتلك بعض الأخلاق الإنسانية بالفطرة، أم لا. هل بالفعل أخلاق القرود موجودة بعد قرأت هذا المقال في رأيك؟ هذا هو السؤال.
ما هي أخلاق القرود ؟
العدالة بمفهوم القرود
البيولوجية سارة بروسنان من مركز يركيس في أتلانتا، قامت بعمل تجارب على القرود من فصيلة كبوشاوات. وهي قرود ذكية ومرحة. وكان معها مجموعة من علماء النفس ليفسروا بعض أفعال القرود، وما إذا كانت تدل على وجود أخلاق القرود بالفعل. كانت تقوم بترتيب لعبة بينها وبين القرود، هم يتبادلون معها بعض الأحجار، لتعطيهم هي قطع من الخيار اللذيذ. وكان أطراف اللعبة هم الباحثة وقردين. وكلاهما يران بعضهما البعض، وكيف أنهما يأخذان نفس المقدار من الخيار من الباحثة. إلا إن بنهاية اليوم جاءت الباحثة وغيرت تفصيلًا صغيرًا باللعبة. إذا تبادلت الأحجار مع قرد منهم وأعطه الخيار كالمعتاد، أم القرد الثاني فأعطته عنقود من العنب بدلًا من الخيار مقابل أحجاره. هذا الأمر أغضب القرد الثاني بالتأكيد، لأنهم يفضلون العنب عن الخيار. والقرد رأى أن اللعبة لم تصبح عادلة بعد الآن. وأخذ يلقي بالحجارة على العلماء أنفسهم، احتجاجًا لما يفعلوه.
مفهوم “العادلة”
كان الفلاسفة قديمًا يعتقدوا أن الأخلاق والقيم المجتمعية، حكرًا على الإنسان وحده. ولم يصل الحيوان إلى هذا التطور، وإنما هو يسير بعشوائية وغرائيزية تامة. إلا إنه في السنوات الأخيرة ظهرت العديد من الدراسات التي تثبت أن هناك أخلاق للحيوانات، خاصة أخلاق القرود. وأن لديهم مفاهيم ثابتة يمشون عليها في تعاملاتهم مع بعض، خاصة لكل الحيوانات التي تعيش في مجموعات ويجب أن يحل السلام بين الأفراد جميعًا، لفرصة البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل. من بين تلك المفاهيم هو مفهوم العادلة والتعامل بالمثل مع كل الأفراد. فالكل لديه وجبات وحقيق، وليس هناك من هو أفضل من الأخر. والحيوان ينتظر أن يتم التعامل معه كما يتم التعامل مع غيره. وهناك أسس أخلاقية أخرى لدى الحيوان، ونرى من أمثلة أخلاق القرود الأخرى: عدم الأنانية، تقديم المساعدة عند الحاجة، واحترام كبار السن. أخلاق القرود ليست منعدمة كما فكروا قديمًا، بل هي في حالة تطور تتناسب مع السلم التطوري بيننا وبين القرود وغيرهم من الحيوانات.
تجربة أخرى عن أخلاق القرود
في تجربة أخرى للعالم البيولوجي داربي بيكتور الأمريكي. علم فيها قردين من الشمبانزي لعبة جميلة. أدوات اللعبة هي غرضين بلونين مختلفين. وعلى كل قرد اختيار غرض واحد وإعطاءه للعالم. الغرض الأول سيجعل العالم يعطي لكلا القردين خمسة أصابع من الموز. أما الغرض الثاني سيجعل العالم يعطي للقرد الذي أعطاه الغرض خمسة أصابع، والقرد الثاني موزة واحدة فقط. في أغلب الأوقات كانت القرود تعطي العالم الغرض الذي سيجعله يعطي عدد من الموز متساوي لكل قرد. ولكن في أوقات قليلة كان القرد يعطي العالم الغرض الذي سيجعله هو يأخذ أكثر من زميله، وهو يعلم أنه بذلك يضحك على زميله القرد. وعندما يشاهد القرد المظلوم الغرض الذي يعطيه زميله الأناني إلى العالم، يبدأ بالصراخ والغضب على زميله، كما وقد يبصق عليه وكأنه يقول “العار عليك يا بخيل”.
وهناك أيضًا تجربة على قرود الكابوتشي، لملاحظة مفهوم الفائدة المتبادلة فيما بينهم. أي إني سأساعد جاري، في مقابل الحصول على فائدة منه لأنه هذا حقي. وهذه قيمة إنسانية تظهر بين أخلاق القرود. التجربة كانت تقديم طبقين من الطعام، واحد إلى كل قرد في قفصه. الطبق الأول ممتلئ بالتفاح، أما الثاني فالطبق فارغ. والقرود ترى أطباق بعضها وتفهم جيداً أن هناك مستفيد والأخر مظلوم. ومن أجل الوصول إلى تلك الأطباق، يجب أن تتعاون القرود مع بعض وإلا فلن يصل أحد. في المرات الأولى دائمًا كان القرد المظلوم يقدم المساعدة اللازمة للقرد المستفيد حتى يصل إلى طبق الطعام. في المقابل هو يأمل وينتظر قطع من التفاح من هذا القرد، تقديرًا لمجهوداته في تلك المساعدة. وهذا بالفعل ما كان يحصل، لأن القرد المستفيد يعطي للقرد في القفص الأخر بعض التفاح ليأكل معه. أما لو قرر القرد المستفيد أنه لن يعطي الطعام، وأصبح أناني وبخيل. سيتوقف القرد الثاني عن مساعدته في المرة التالية، لأنه أدرك أنه ظالم.
بعض السلوكيات المتشابهة الأخرى، والتي تدل على وجود أخلاق القرود
ليست العدالة ونبذ الطمع، هم وحدهم الأخلاق التي تمتلكها القرود. لأن أخلاق القرود تتشابه بشكل كبير وعجيب مع أخلاق الإنسان في المجالات الأخرى كذلك. مثل صراخ الأم من فصيلة البونوبو في أبناءها عندما يلهون بالطعام، عوضًا عن أكله باحترام وتقدير للمائدة. وتظل تلوح برأسها يمينًا ويسارًا، لتعبر عن عدم رضاها عن هذا التصرف الخاطئ. وفي تجارب أخرى على القرود من فصيلة ” مكاك ريسوسي”، قام العلماء بإلقاء لعب صغيرة، سيارات ودببة قماشية. والسماح للقرود باختيار لعبهم المفضلة. لتتجه الذكور مثل الأطفال نحو لعب السيارات، ولكن الإناث تتجه متلهفة نحو الدببة القماشية. وهذا تمامًا ما يحدث تلقائيًا أيضًا مع صغار الإنسان الذكور والإناث.
كما وجد العلماء عادة مميزة عند قرود بحديقة في إنجلترا. عندما يقوم القرد بوضع يديه على أعينه، فهذا يعني أنه لا يريد المشاركة الاجتماعية مع الباقين، ويريد الاعتزال والبقاء وحيدًا لبعض الوقت. وما من الباقيين سوى أنهم يحترمون خصوصية القرد ويبتعدون عنه، إلا أن يأتي هو بمفرده ويشترك مع الجميع فيما يفعلون. وأخيرًا وجد العلماء أن هناك دائمًا ذكر وأنثى مسيطرين على قمة الهرم الاجتماعي للقطيع. ويبدو أن القطيع كله يتفق على إنهم الأجدر بقيادة القطيع. إلا إن ذلك لا يعني الانحياز إلى المصالح الشخصية، وعلى الاثنين أن يفضلوا مصلحة القطيع بأكمله. اعتمادًا على السلوكيات والأخلاق المتعارف عليها داخل القطيع نفسه. أي إن هناك شروط للسلطة، ويتحاسبون عليها أمام القطيع بأكمله.
لماذا تحتاج القرود إلى الأخلاق؟
هذا هو السؤال التالي في هذا المقال، لأنه يدعو للتفكير في أهمية هذه الأخلاق عند الحيوان. وهل هو في حاجة لها كما يحتاج لها الإنسان؟ تأتي الإجابة بأن الأخلاق هي الأسس المجتمعية التي تنمو من خلالها الأنظمة التي تسير عليها القطعان. فلابد أن تكون هناك قواعد بين القرود لتسهل الحياة فيما بينهم داخل القطيع. لأن الحياة الاجتماعية الجماعية، تحتاج إلى نظام يعطي التوازن الاجتماعي المناسب، لفائدة كل أفراد القطيع.
جدل بين الفلاسفة والعلماء
ويبقى هناك جدل كبير بين العلماء والفلاسفة، في تحديد مسمى هذه الأفعال بأنها أخلاق من الأساس. أي من الممكن تفسير هذه الأفعال بأنها مجرد ردود فعل فطرية، ولا يجدر تسميتها بالأخلاق تشبهاً بالإنسان. ولكن ذلك يحتاج إلى دراسة معقمة في علم النفس، لمعرفة مفهوم الأخلاق نفسه. فمثلًا، في تجربة قرود فصيلة الكبوشاوات، مع الخيار أو العنب. هل حقًا احتجاج القرد نابع من إحساسه بتحطيم قيمة ومفهوم العدالة، أم إنها مجرد طريقة يقول بها أنه يريد العنب أيضًا؟ والفلاسفة يقولون بأن وصف “أخلاق القرود” يمكن أن يكون صحيح أو خاطئ، والعيب يكمن في الدراسة. لأن الإنسان لن يدخل إلى الحياة الاجتماعية بالكامل عند القرود لأنه ليس قرد. وكذلك مدى ظهور هذا السلوك الذي يفسر على إنه أخلاق.
على العكس تجد أن علماء البيولوجيا، يصرون على أن الأخلاق بمفهومها الإنسان موجودة بالفعل عند الحيوان. بل وتمتد جذور هذه الأخلاق الإنسانية في أقرب المقربين إلينا، مثل الشمبانزي القزم، مثل القدم قبل انفصالنا عن القرود.
القواعد التي تنظم حقوق الملكية
من أخلاق القرود التي تشاهدها بشكل جميل، تظهر في عملية تقسيم الطعام. فإذا وجد فرد من أفراد القطيع طعام وفير، يكون من واجبه أن يقسم الطعام بين الجميع بالتساوي. وأكرر كلمة “واجبه” وليس الأمر لازمًا عليه. إذ إنهم يمتلكون مفهوم الملكية لما وجد الطعام أولًا، لو كان هذا القرد ضعيفًا والأقل في الترتيب الهرمي الاجتماعي. كما إن القائد أو القائدة أنفسهم يقفون في صف التوزيع ليأخذوا منه هذا القرد. رغم أن القرد ضعيف وهم الأقوى ولديهم السيطرة الأعلى، إلا إنهم لا يمتلكون الحق في المطالبة بأكثر من حصة من الطعام. أو يأخذون الطعام بالقوة من القرد الضعيف، فهذا يخالف أخلاق القرود. ومن وجد الطعام هو وحده الذي يمتلك الحق بمشاركة هذا الطعام إن رغب أو لا، ولكنه في الغالب يقبل المشاركة لأنه هو الأخر يمتلك أخلاق القرود التي تتميز بعدم الأنانية. والكل يثق أنه سيوزع بالتساوي بين الجميع، لينعم الكل بالسعادة والحب والسلام.
أخلاق الحيوانات الأخرى
ليست أخلاق القرود وحدها هي الموجودة في عالم الحيوانات. بل هناك بعض الأنواع أيضًا التي تتميز بالخلاق رغم غرابة هذا السلوك. والذي أحيانًا يتناقض مع السلوكيات العامة التي يعرفها الإنسان عن هؤلاء الحيوانات. وإليك عزيزي القارئ مثال حي:
الخفاش يتبرع بالدم
وجبة من الطعام لا تعني النهاية عند الكثير من الحيوانات. أما بالنسبة إلى الخفاش فقد تعني الحياة أو الموت. الخفاش يأكل عن طريق امتصاص الدماء من الضحايا، وهو يحتاج يوميًا إلى ما يعادل نصف وزنه من الدماء. وهذا يعني أنه بعد يومين أو ثلاثة سيكون الخفاش بين عداد الموتى إن لم يستطع الحصول على الدماء. الخفافيش تخرج ليلًا لتمص الدماء من النائمين. ولكن واحد من كل عشرة خفافيش يعود أدراجه بدون الحصول على دماء تكفيه. لأن الحصول على الطعام بتلك الطريقة أمر غير مضمون أبدًا. من حسن حظ الخفاش الجائع أن قطيعه من الخفافيش يقومون بالتبرع بالدم إلى من يحتاج يوميًا. وهذه التصرفات لا ترتبط بصلة القرابة بين العائلات، ولكنها تظهر بين جميع أفراد القطيع إلى الكل.
بين مصاصين الدماء هؤلاء، لا يوجد تحيز إلى خفاش عن الأخر. والتشارك بالدماء هي عملية يومية لا تخلو منها حياة الخفاش. والكل يضمن أنه إن ساعد الباقيين في هذا اليوم، سيساعدونه هم أيضًا إن فشل في اليوم التالي في جلب طعامه بنفسه. فهي علاقة عطاء دائمة ولا يشذ عن القاعدة أي خفاش. أما التشارك بالطعام في أخلاق القرود الشمبانزي مثلاً تختلف كثيرًا. لأن الفقير يطلب حصة من الطعام من الغني، ولكن الغني يتذكر أفعال هذا الفقير معه. فإن كان هذا الفقير قد قدم الطعام يومًا ما، في الوقت الذي كان الطعام بين يديه هو، زادت فرصته للحصول على نسبة كبيرة من الطعام. وكذلك يتضمن توزيع الطعام مراعاة العلاقات العائلية فيما بينهم.
التشابه بين أخلاق الإنسان وأخلاق القرود
كما رأينا في كل الكلام السابق، فإن هناك مبادئ أخلاقية أساسية مشتركة بين الإنسان والقرد. مثل مفهوم رد الجميل الذي نراه بين الشمبانزي والكابوتشي. وهذا المفهوم يعد من أساسيات فهم السلوكيات والأخلاق لدى الإنسان والحيوان. إذ إن المجتمع وحتى الأديان، تفرط على الفرد أن يتعامل بمثل هذا المفهوم. على كل فرد أن يعامل الأخر كما يحب من هذا الأخر أن يتعامل معه. وهذا يصب في مصلحة انتشار التعاون والقبول بين أفراد المجتمع. وكذلك ينمي حس التعاطف والعطف على الأخريين، لأننا نضع أنفسنا في مكانهم ونأخذ القرار المناسب للموقف.
أظهرت بعض الدراسات الأخيرة، أن الإنسان والقرود والخفافيش ليسوا وحدهم من يساعدوا الأخريين طبقًا لهذا المبدأ. فوجدوا أن حتى الفئران تتعاطف مع من تعرفه وتشاركه الآلام. بحيث كانت الفئران تعطي ردة فعل تجاه مشاهدتها من يتألم من عائلتها أو أصدقائها، وكأنها تتعاطف معهم. أم من لا تعرف فلا تعطي أي ردة فعل أو اهتمام حتى. لأنه كله مبني على أخلاق الأخذ والعطاء، والمنح بالمقابل، وأن تعامل غيرك كما تحبه أن يتعامل معك. هذه قاعدة في أخلاق القرود والإنسان وكل الحيوانات بشكل أساسي.
بعض مشاهد أخلاق القرود الأخيرة
نختم الحديث ببعض المشاهد التالية، التي لاحظها العلماء كذلك على مجتمعات القرود في الطبيعة، بين الغابات. المشهد الأول: عناق للخاسر. عند أي معركة تحدث ما بين قردين في القطيع الواحد، سيكون هناك فائز ومنتصر، وسعيد بما حققه من غنيمة أو سيطرة. وهناك خاسر قد فقد ما يملك أو يحب. فيأتي طرف ثالث مختلف عنهما، ويكون باحتضان ومواساة الخاسر. وتفيض مشاعر الحب والعطف على الخاسر. تمامًا كما يفعل الإنسان مع قريبه الإنسان، الذي خسر شيئًا للتو.
المشهد الثاني: أخلاق القرود شيء مكتسب ويتم تعلمه من الكبار في البيئة. وهذا الأمر يتشابه جدًا مع أسس التربية لدى الإنسان، وتعامله مع أطفاله الصغار. التجربة كانت وضع صغار قردة فصيلة ” مكاك ريسوسي”، وهي فصيلة تتميز بالعدائية والعنف، واستخدام القوة لحل أغلب المشاكل. عند كبار قطيع من القردة من فصيلة ” Macaca”، والثانية تتميز بأنها عاقلة أكثر ومسالمة، ولديها أخلاق عالية وقيم أرقى. النتيجة كانت نشوء الصغار ليكونوا مسالمين مثل المربين الكبار. لأن أخلاق القرود شيء مكتسب من البيئة ويتربون عليها منذ الصغر. فكانوا هؤلاء الصغار أقل عدوانية، ومسالمين أكثر في حل المشاكل، مقارنة بمن في سنهم الذين تربوا عند القطيع الأصلي. حتى عندما عادوا إلى قطيعهم، احتفظوا بالصفات الحميدة التي اكتسبوها عند الجيران. ولم يصبحوا ثوار وهمجين مثل باقي القطيع.
في النهاية عزيزي القارئ، ستبقى أخلاق الإنسان معقدة أكثر من أخلاق القرود، والتي بدورها معقدة أكثر من أخلاق بقية الحيوانات الأخرى الأقل في السلم التطوري. ولكن هذا التشابه يدعو للتفكير، وهل نستطيع القول بالفعل أن الأخلاق لا ترتبط فقط بعوامل التربية البيئية، بل إنها ترتبط بما نتوارثه في جيناتنا التي تتشابه مع أنواع من الحيوانات مثل القرود؟ ولكن الأكيد أن الإنسان ليس الحيوان الوحيد الذي يحتكر التعامل بمفهوم الأخلاق، العادلة، حب السلام، وحب المساعدة. وفي بعض الأحيان قد يغلب الحيوان بفطرته النظيفة والبريئة، أخلاق الإنسان المزيفة، وتشوه المبادئ عند بعض البشر.
أضف تعليق