ربما لا تكون أجهزة المراقبة هي شغلك الشاغل حاليا. فإذا لم تكن أنت عميل استخباراتي يرغب الكثيرون بكشف أسرارك وبالتالي أسرار دولتك والإغارة عليها. أو صاحب شركات ضخمة سيرغب المعادين لك من زرع أجهزة المراقبة في كل شبر تخطوه ليعرفوا أسرار نجاحك. أو هناك ثأر يجري في عائلتكم منذ زمن ولم يتبق غيرك لنيل الثأر منه، ويرغب أصحاب الثأر بمعرفة تحركاتك عن طريق زرع أجهزة المراقبة –باعتبار أن هؤلاء الأشخاص متطورون بعض الشيء- فربما لن تهتم كثيرا بكشف أجهزة المراقبة في أي مكان حولك. لأنك ببساطة على ثقة بأن لا أحد يسعى خلفك أو خلف أي من أسرارك. لكن .. ما دمت فتحت هذا المقال ووصلت إلى هذا الجزء منه، فأنت ربما لديك فراغا يكفي لتقرأ في هذا الموضوع رغم أنه لا يعنيك في شيء. وصدقني، أنا أيضا أكتب فيه مع أنه لا يعنيني في شيء. فهيا بنا نملأ فراغاتنا سويا عزيزي القارئ بمعرفة بعض من طرق كشف أجهزة المراقبة هذه التي لا تعنينا في شيء. ربما ستفاجئ في آخر المقال أن الأمر يعنيك فعلا، وأنك ربما تخضع للمراقبة الآن!
طريقة العثور على أجهزة المراقبة وإبطال مفعولها بسهولة
فيم تستعمل أجهزة المراقبة ؟
دعنا في البداية عزيز القارئ نعرف بعض التعريفات عن فن المراقبة هذا وكيف يعمل. تعريف المراقبة هو أنه فعل يقوم برصد التصرفات والأفعال والأنشطة وأية تغييرات تنشأ من الطرف الذي يقع عليه فعل المراقبة. وفي غالب الوقت ما تكون المراقبة واقعة على أشخاص، وبعض الوقت تكون على منشآت ومؤسسات. استعمال أجهزة المراقبة يكون في أغلب الوقت لكشف خبايا الأشخاص والتحكم فيهم كما تفعل العصابات وأصحاب الجرائم أو حتى جرائم الابتزاز، أو ربما لحمايتهم من بعض الأخطار التي لا يكونون على علم بها كبرامج حماية الشهود. أشهر استعمالين للمراقبة أحدهما قانوني وهو عندما تستعمل الحكومة مصادرها لمحاولة حماية الأفراد والمنشآت –وحتى هذا الجانب يعترض عليه الكثيرين من أنصار حقوق الخصوصية-، والاستعمال الآخر هو غير القانوني ويكون ما يستعمل غالبا في الجرائم أو محاولة ابتزاز أحدهم أو حتى الاستفادة منه دون علمه. وهذا النوع الثاني بالطبع سنعترض عليه جميعا دون أن نكون أنصارا لحقوق خصوصية أحد.
ما هي أنواع أجهزة المراقبة ؟
يوجد العديد من أنواع أجهزة المراقبة التي تتفاوت بين مراقبة مرئية عن طريق الفيديو أو صوتية عن طريق التنصت أو معلوماتية عن طريق اختراق معلوماتك الإلكترونية. ويوجد أيضا العديد من أنواع المراقبة التي ربما لن تكون قد سمعت عنها أبدا. فإذا كنت ذات أهمية شديدة، سيبذل الكثيرون كل غال ونفيس لديهم ليكشفوا ما يريدونه منك. ولكننا سنذكر الآن بعض الأمثلة الشائعة لأجهزة المراقبة.
كاميرات المراقبة
أحد أشهر أجهزة المراقبة التي نعرفها هي كاميرات المراقبة. كاميرات المراقبة تتميز بصغر حجمها وإمكانية تثبيتها في أبسط الأماكن وأصغرها وتكون متصلة بشبكات تقوم ببث الصورة فورا إلى أصحاب الكاميرات هذه. كانت كاميرات المراقبة في بادئ الأمر باهظة الثمن وتتطلب إشرافا بشريا عليها لمعاينة اللقطات ومعرفة المهم من غير المهم منها. ولكن مع تطور العلم والتقدم التكنولوجي أصبحت هذه الكاميرات تعمل بمجسات تستشعر الحركة اخل المكان، فتقوم بتحديد اللقطات المهمة من تلقاء نفسها، وهي اللقطات التي تظهر فيها أية حركة. سيكون من المدهش لك أن تعرف أن في المملكة المتحدة لا تذهب ملكية معظم أجهزة المراقبة إلى المؤسسات الحكومية، وإنما تذهب ملكيتها إلى المؤسسات الخصوصية والأشخاص!
المراقبة اللاسلكية
هذا النوع من أجهزة المراقبة هو نوع شديد التطور ويستخدم معظم الوقت في المنشآت العسكرية. فهذا النوع قد يعتمد على طائرات صغيرة الحجم جدا يمكن التحكم بها والذهاب في أي مكان يوجهها إليه المتحكم بها. بل ويمكنها أيضا التقاط الصور أو الأصوات من مسافات بعيدة جدا. فلا يشترط أن تكون في نفس المكان الذي ترغب بالتجسس عليه لتتمكن من رصد الأصوات والحركات.
الأقمار الصناعية
هذه الأقمار الصناعية ليس الغرض الأساسي منها هو المراقبة، وإنما حقيقة أنها تمسح الكرة الأرضية بأكملها ومهمتها التقاط وإيصال الشبكات الاتصالية أو التلفزيونية من وإلى أي شبر في هذه الكرة الأرضية، يجعلها مرشح ممتاز لتدخل سباق أجهزة المراقبة من أوسع أبوابه. وكلما زاد التقدم التكنولوجي في مجال الأقمار الصناعية، ستتمكن تلك الأقمار من الدخول إلى داخل منزلك عبر أبوابك ونوافذك المفتوحة من دون حتى أن تكون داخل غلاف الكرة الأرضية! أيمكنك أن تتخيل الجنون الذي يمكن أن يصل إليه العلم في المستقبل؟!
الكمبيوتر
هذا النوع من أنواع أجهزة المراقبة والنوعين التاليين يجدر بهما إشعارك ببعض القلق –إذا لم يكن النوع السابق قد أثار قلقك بالفعل-. تطور التكنولوجيا رغم أنه يحمل لنا أفضل الخدمات الحياتية وأعظمها، إلا انه يقدم لنا أسوأ لعنات اختراق الخصوصية والتحكم في حياتنا. فمن منا الآن لا يملك حاسوبا يضع عليه كل أعماله وصوره وحياته بأكملها؟ حسنا، بإمكان فيروس حاسوبي صغير من مخترق مبتدأ أن يأخذ منك كل ما على جهازك بضغطة زر، أو حتى الاطلاع عليه دون أن تدري انت أن هناك شخصا آخر يشاركك حاسوبك!
الهواتف
هذا هو نوع مقلق آخر من أنواع أجهزة المراقبة. فربما يحتوي حاسوبك على أعمالك وصورك، لكن المكالمات التي تجريها على هاتفك من مكالمات يومية. هي أفكارك وآرائك ومشاعرك مع الأشخاص الذين تحادثهم. هي حياتك اليومية بأكملها! بالطبع ستشعر بالكثير من عدم الراحة إذا علمت أن اتصالاتك الهاتفية يتم مراقبتها. ولكن، أتذكر الأقمار الصناعية التي حدثتك عنها سابقا؟ أتذكر عندما أخبرتك أنها تستقبل الاتصالات من وإلى كل شبر في هذه الكرة الأرضية؟ حسنا، سيؤسفني إخبارك أن هذه الأقمار تجعل من السهل جدا الوصول إلى اتصالاتك الشخصية بمجرد تمكنك من الدخول عليها، أو حتى الحصول على بعض الأقارب المهمين الذين يمكنهم فعل ذلك. وإذا لم يكن لديك هؤلاء الأقارب المهمون، فبإمكانك أن تزرع جهاز تنصت صغير جدا لا يمكنك رؤيته بسهولة، وسيقوم بتسجيل اتصالاتك وإرسالها إلى المتحكم فيها!
شبكة الإنترنت
حسنا، هذا النوع هو أكثرهم رعبا على الإطلاق. الخصوصية التي يحتويها هاتفك وحاسوبك لا يقارنان بالخصوصية التي تحتويها مواقع تواصلك الاجتماعية. ربما كانت الغاية من الإنترنت هي أنها تقرب المسافات وتجعل التواصل وتبادل المعرفة أسهل. لكن، بكل ضغطة زر على أي مكان في هذه الشبكة شديدة الاتصال ببعضها، يتم تسجيل كل ما يمكن استخراجه من تلك الضغطة على شبكة المعلومات. وسيذهلك ما يمكن أن يعرفه الآخرون عنك من مجرد تصفح الإنترنت! ربما لم تكن حياتنا بتلك الخصوصية التي كنا نظن أننا نتمتع بها في النهاية!
كيف تكشف وجود أجهزة المراقبة ؟
النقطة السابقة كانت واضحة جدا في وجود أنواع من المراقبة التي تخبرنا بكل وقاحة أنها موجودة. لكن في هذه الفقرة سنتحدث عن طريقة كشف تلك الطرق التي لا نعرف بوجودها. والتي من المحتمل أن تكون أكثر خطرا من تلك التي تهدد خصوصية جيع البشر وليس خصوصيتك فقط. ولكن، قبل أن تبدأ في قراءة هذه الطرق، عليك أن تتأكد أولا إذا كان هناك من داع لتبدأ بالشك في أول المقام. فربما ينتابك الشك وتبدأ في تتبع تلك الطرق وتظن أن هناك خطرا يحدق بك، بينما في الحقيقة هي بعض الأعطاب الإلكترونية لا أكثر. فتنتهي بأنك وضعت نفسك في موقف مرهق جسديا وعصبيا على اللا شيء. كيف تعرف إذا كان يمكن أن تكون مراقبا من البداية أو لا؟
هل أنت مراقب ؟
في الغالب، خضوعك للمراقبة سيكون لأسباب جلية لكثير من الناس أو لشخص واحد فقط وهو متتبعك. أحد الأسباب التي قد تجعل منك هدفا لوضع أجهزة المراقبة حولك قد تكون أنك تملك شركة كبيرة –أو حتى صغيرة- ولديك بعض الأعداء أو المنافسين الذين لا يعطون أدنى اهتمام لشرف المهنة. أو أنك تعمل في وظيفة ذات شأن أو متصله ببعض الأعمال السرية الحكومية أو غير الحكومية. قد تكون فردا هاما في المجتمع كأن تكون عالم أو سياسي أو صحفي أو قاض أو غير هذه المهن التي يملك أصحابها ما يمكن أن يكون ذا أهمية شديدة للآخرين. أو ربما إذا كنت نشطا سياسيا، فحينها سترغب حكومتك في مراقبة تحركاتك. أو إذا تم اتهامك بعمل إرهابي –دون أن يتم ثبوت التهمة عليك-. أو حتى لديك قريب يخضع لمراقبة الحكومة في عمل إرهابي، فربما تطالك أنت الآخر أجهزة المراقبة أيضا. ويوجد دائما تلك الأسباب البسيطة كأن تكون زوجتك على شك بأنك تخونها –سيكون علك أن تحذر جدا حينها يا عزيزي- أو مجرد أن يكون جارك يكرهك ويتمنى أن يتسبب في إصابتك بمكروه. إذا لم تكن أحد هذه الأسباب تنطبق عليك، فسأنصحك بشدة أن تهدأ وتقرأ الفقرات القادمة على سبيل المرح واكتساب معلومة لا أكثر.
كيف تكشف كاميرات المراقبة؟
حيث أنها أكثر الأجهزة انتشارا، فسيكون من الجيد أن نعرف الطرق التي يمكنك بها كشف وجود كاميرا مراقبة تحوم حولك.
الطريقة الأولى
أحد طرق كشف كاميرات المراقبة هي أن تنتظر حلول المساء وتقوم بإطفاء جميع الأضواء. وبعدها تقوم بإشعال ضوء كشاف قوي على سطح مرآة. وتقوم بعدها بتحريك الكشاف على كل جزء من سطح المرآة. وكذلك كل مرائي المنزل. أي أجهزة مراقبة ستسطع وستتمكن من كشفها إذا كانت موجودة هناك.
الطريقة الثانية
طريقة أخرى تكمن في أن تنتظر حين يخرج جميع أفراد المنزل ويصبح المكان هادئا داخل وخارج المنزل، ثم بعد ذلك قم بإطفاء كل الأجهزة الكهربية الموجودة في المنزل كالثلاجات والتلفاز وغيرهم. سيعم المكان هدوء تام من أصوات الأجهزة الكهربائية، ابدأ بعدها في التحرك بهدوء وبطء واستمع جيدا لأي صوت ولو شديد الخفوت سيصدر مع تحركك. ربما تكون كاميرا مراقبة بإمكانها الدوران مع الحركة، تتبع الصوت وستتمكن من كشف هذه الكاميرا التي تنتهك خصوصيتك.
الطريقة الثالثة
في هذه الطريقة سترشدك أجهزة المراقبة بنفسها إلى مكانها دون الحاجة إلى أية إجراءات معقدة. فقط أمعن النظر في طلاء الجدران والأماكن المختلفة في منزلك وابحث عن أي اختلاف بين درجات الألوان، أو حتى مجرد نقطة صغيرة مختلفة اللون. ربما تكون هذه النقطة هي كاميرا صغيرة جدا أو جهاز تنصت.
كيف تكشف أجهزة المراقبة على هاتفك؟
أصوات غريبة
إذا كان أحدهم يحاول التنصت على اتصالاتك الهاتفية، فستكون هناك الكثير من المؤشرات التي تجعلك تبدأ بالشك وكشف هذه الاختراق الفج لخصوصيتك. سيتوجب عليك أن تنتبه إلى أية تغيرات في الصوت، ارتفاع أو انخفاض نغمة المتكلم، حدوث ذبذبات مشوشة على المكالمة أو أي صوت غير عادي ولست معتادا على سماعه أثناء محادثاتك. ربما تكون هذه العلامات مجتمعة هي دلالة على أن هناك من يتنصت على هاتفك الخلوي وأن إشاراته اللاسلكية تتقاطع مع إشارتك أنت ومن تتحدث معه.
عمر البطارية
أحد الطرق التي يمكنك كشف أجهزة المراقبة على هاتفك هي بمراقبة عمر بطاريتك. فإذا لم تكن قد قمت بأي إجراء من شأنه تقصير عمر بطاريتك أو جعلها أبطأ، ربما كان هذا مؤشرا على أن هناك من يستعمل هاتفك على وضع الميكروفون ويحاول تسجيل حتى محادثاتك الشخصية وليس مجرد اتصالاتك التليفونية. هذا أيضا سيرفع من حرارة بطارية هاتفك وسيكون دليلا لك على أن هناك من يستعمل هاتفك غيرك.
المكالمات الصامتة
هذه المكالمات هي تلك التي يتصل عليك بها رقم ما، وعندما تبدأ الحديث لا تجد أحدا ليرد عليك! تحدث هذه الأخطاء كثيرا كأخطاء إلكترونية، كأن يخطئ الكمبيوتر المسئول عن مراقبة هاتفك ويرسل إليك هذا الاتصال العشوائي. الخطر لا يكون في المكالمة نفسها، وإنما تكون دليلا على أن هناك ما يدعوك للشك بأن أحدهم يراقبك إذا كثر حدوث مثل ذلك الحادث.
كيف تكشف وجود فيروس على حاسوبك؟
راقب عمل الهاردوير
إذا لم تقم بتشغيل أية برامج أو تحاول تحميل بعض الأشياء على حاسوبك, اذهب حينها لمشاهدة الضوء الخاص بالهاردوير خاصتك. إذا كان هذا الضوء يضيء وينطفئ، فهذا معناه أن هناك شيئا لا زال يعمل في حاسوبك. ربما كان هذا الشيء الذي ليس أنت، هو فيروس يقوم بالعبث في معلوماتك.
زمن فتح حاسوبك
راقب الوقت الذي يستغرقه فتح حاسوبك، إذا كان الأمر يتطلب وقتا أكثر من المعتاد لفتحه، فربما كان السبب هو وجود فيروس يقوم بإبطاء عملية الفتح لأنه يقوم بأمور خاصة به. بل ربما يتطور الأمر بأن يقوم الفيروس بتغيير طريقة الدخول إلى حاسوبك ويتولى هو الإدارة بدلا منك ولا تتمكن من فتح حاسوبك مرة أخرى!
الاتصال بالإنترنت
في الجهاز الذي يمكنك من الدخول على شبكة الإنترنت، يوجد العديد من اللمبات الصغيرة التي تخبرك بالحالة التي يوجد فيها الإنترنت والطريقة التي تتواصل بها معه. حاول متابعة هذه الأضواء، وإذا وجدت الضوء الخاص بنقل المعلومات عبر الإنترنت مضاءا رغم أنك لا تقوم برفع أو تنزيل أية معلومات من الإنترنت، فربما يكون هذا معناه أن هناك فيروسا على جهازك يقوم برفع معلومات تخصك إلى الجهاز الذي زرعه.
كيف تحمي نفسك من أجهزة المراقبة ؟
إذا توصلت أنك شخصا يمكن أن يكون مستهدفا من قبل السلطات العليا أو أشخاصا يودون هتك أسراره، ثم تتبعت الخطوات اللازمة لكشف هذه الأجهزة في منزلك وكل مكان يمكن أن تتواجد فيه لتكتشف أن هناك فعلا من يراقبك. فسيكون هذا الجزء هاما جدا من أجل الحرص على سلامتك الخاصة وحماية نفسك من تلك الأجهزة التي تخترق حريتك وتنتهك خصوصيتك وتتركك في بحر عميق من الأسئلة والخوف والشك وعدم الأمان. لذلك، في هذه الفقرة، سنحاول إخبارك عن بعض الطرق التي يمكنك اتباعها لحماية خصوصيتك. هذه الطرق لن تكون أفضل الطرق لحماية نفسك إذا تأكدت أن هناك من زرع خلفك أجهزة لمراقبتك، لكنها ستكون نصائح مؤقتة مفيدة حتى تتمكن من طلب المساعدة المحترفة.
أجهزة رصد أجهزة المراقبة !
ربما يبدو الاسم غريبا بعض الشيء، ولكن هذا الأمر هو حقيقي. يوجد أجهزة كل مهمتها هي التقاط الذبذبات الإلكترونية شديدة الصغر المنبعثة من أجهزة المراقبة الموجودة من حولها –إن وجدت-. كل ما عليك هو اقتناء هذا الجهاز ثم المشي به في أرجاء المكان الذي تسكنه أو عربتك أو مكتبك أو أي مكان تشك بوجود أجهزة مراقبة فيه، وسيقوم هذا الجهاز بإصدار صوت عال عندما يتم التقاط ذبذبة مريبة. ولكن تأكد أولا من إغلاق جميع الأجهزة الإلكترونية خاصتك ليتبقى فقط الأجهزة الغريبة. هذا الجهاز سيمكنك من التقاط جهاز المراقبة بكل بساطة، ويمكنك حينها إرسال الجهاز إلى السلطات المختصة لتتبعه وتعرف من الذي يقوم بانتهاك خصوصيتك.
أجهزة التشويش
هذه الأجهزة مهمتها الأساسية هي إصدار ذبذبات أو ترددات تقوم بالتشويش على التذبذبات التي تصدرها أجهزة المراقبة في محاولتها للتنصت عليك. أجهزة التشويش هذه تقوم بقطع المجال على أجهزة المراقبة وإحباط عملها. لذلك، إذا كنت ستقوم بمحادثة أو صفقة شديدة الأهمية ولم تتمكن من الوصول إلى مراقبك بعد، ستساعدك هذه الأجهزة في الحفاظ على حرية حديثك أو صفقتك حتى حين.
حماية هاتفك
كما يوجد العديد من الطرق التي تمكن الآخرين من التسلل إلى هاتفك، يوجد كذلك العديد من الطرق التي تمكنك أنت من الحفاظ على خصوصية اتصالاتك. يوجد العديد من البرامج التي يمكنك تحميلها على هاتفك والتي تقوم بمنع أي جهة أخرى من التسلل إلى هاتفك أو الاستماع إلى مهاتفاتك، يوجد برامج معينة متخصصة بتوفير الحماية في خاصية إرسال الرسائل، ويوجد أيضا برامج أخرى متخصصة في الشوشرة على أي تقاطع بين أي أحد غير الشخص الذي تتحادث معه. وفي مجال حماية الخصوصية هذه تتربع شركة Apple بهاتفها iPhone على عرش الشركات الآمنة لهواتفك. بل إن هذا هو أكثر ما تتفاخر به ماركة أيفون أمام الهواتف الأخرى.
حماية حاسوبك
عندما يتعلق الأمر بحماية حاسوبك، فأنت على علم تام بما يمكنك فعله. أول شيء تفعله عند الحصول على حاسوب جديد هو أنك تقوم بإنزال البرامج الأساسية، وطبعا أحد هذه البرامج هي مضادات الفيرسة. وهي تلك البرامج التي تعمل أربعا وعشرين ساعة في محاولة لالتقاط أية فيروسات تحاول العبث بحاسوبك والقضاء عليها. هذه البرامج تتراوح كفائتها بين شديد الكفاءة والذي يتطلب منك مالا مقابل هذه الكفاءة. وبين متوسط وقليل الكفاءة. كل برنامج لديه شروطه التي يقدمها ليحميك من الفيروسات. كذلك ستود أن تحصل على فحص دوري لحاسوبك عند شخص متخصص. أجل. سيتوجب عليك أن تتعامل مع حاسوبك كما تتعامل مع أسنانك. فلست أنت وحدك الذي يمرض الآن.
الطرق التي يمكن لحاسوبك أن يلتقط فيروسا بها تكون غالبا عن طريق النت والتواصل غير المضمون مع المواقع غير الآمنة أو الرسائل الواردة في صندوقك البريدي غير الآمنة أو حتى كلمات مرورك السرية الضعيفة التي يمكن لأي مخترق مبتدئ أن يقوم بفك شفرتها. لذلك عليك أن تكون شديد الحرص عند تصفح مواقع لا تعرفها وألا تقوم بتحميل أي برنامج لست على علم بما يقدمه لك وما يطلبه منك. فكثير من البرامج تقوم باختراق كثير من خصوصيتك عند تحميلها. وعليك أيضا أن تهتم بالطريقة التي تكتب بها كلمات مرورك، فهي قد تكون فارقة جدا بين ما إذا كان حاسوبك سيصاب بفيروس أم لا.
وهناك أيضا شركة Apple بحاسوبها الذي يحمل نفس الاسم، والذي يتسم بالحماية الفائقة كتلك التي تمتلكها نظيراته من الهواتف. في نهاية هذا المقال، سأخبرك أن التطور التكنولوجي الهائل الذي وصلنا إليه –ولا زلنا نكتشف المزيد منه كل يوم- هو نعمة ونقمة في نفس الوقت. فهو نعمة في أنه جعل حياتنا أسهل وأفضل آلاف المرات مما كانت عليه في السابق، ولكنه نقمة في أنه جعل كل علاقاتنا ومعلوماتنا الشخصية وأسرارنا مكشوفة لأشخاص آخرين لا يمكننا سوى التمني أنهم يملكون ما يكفي من حسن الخلق والالتزام بالقواعد والقوانين ليتركوا هذه المعلومات وشأنها ودون أن يحاولوا تحويل حياتنا إلى جحيم دون أدنى حق لهم. فحاول دائما أن تعرف كيف تستفيد من نعم التكنولوجيا علينا ولكن دون أن تضطر إلى دفع ثمن نقمها.
أضف تعليق