تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » التعليم والاهل » كيف تعلمي طفلك آداب الضيافة وتجعليه شخصًا راقيًا؟

كيف تعلمي طفلك آداب الضيافة وتجعليه شخصًا راقيًا؟

تعليم الطفل آداب الضيافة ليست رفاهية على الإطلاق، فهي من الأمور الهامة التي يجب أن تحرص عليها كل أم، إليكِ كيفية تعليم الطفل أدب الضيافة.

آداب الضيافة

إنّ آداب الضيافة لها أصول وآداب يجب مراعاتها، لكن في الحقيقة هناك العديد من المواقف السلبية لأبنائنا لسوء تصرفاتهم، أثناء زيارة الأقارب لنا أو الأصدقاء مثلاً أو غيرهم، تضعنا في إحراجٍ بالغٍ أمام هؤلاء الضيوف، وغالباً لا نستطيع التصرف أو إصلاح تلك المواقف سوى بالاعتذار لهم عن سوء فعلهم وأنه غير مقصود، فتترك أثراً سلبيا في نفوسهم، لأن الأبناء على ما تربوا عليه، واعتادوا على ما تعلموه داخل البيت، فهم مرآتنا حسب تصرفاتنا أمامهم، فيأخذ ضيوفنا انطباعات لا تليق عنا بسببهم، مما تنعكس على طبيعة العلاقات بيننا وبينهم فيما بعد، وكثيراً ما تقوم الأمهات بالتنبيه وتحذير الأبناء، ألا يُسيئوا الأدب خلال زيارة أحدهم، لكن في الحقيقة لا يكترث الأبناء مطلقاً بالتنبيه والتحذير فقط قبل قدوم الضيوف.

لذا عليكِ سيدتي أن تعلمي طفلك منذ صغره كيف يحسن آداب الضيافة ، وذلك من خلال أن يكون جزءاً أساسياً وشريكاً لكِ في ضيافة الزائرين. ولكي تبدأِ في تعليم طفلك حسن و آداب الضيافة ، يجب عليكِ أن تستخدمي طريقة التثقيف النظرية أولاً، أي تحديثه وتوضحي له كيف يحسن الضيافة وكذلك التدريب العملي، من خلال الآتي:

  • لماذا يجب علينا إكرام ضيوفنا؟
  • ما فائدة حسن الضيافة؟
  • ما هي آداب وواجبات الضيافة؟
  • كيف نتصرف قبل وأثناء قدوم الضيوف وكيف نحسن ضيافتهم؟
  • لماذا يجب علينا إكرام ضيوفنا؟

ومن طرق التعليم الإيجابية طريقة التثقيف النظري، عن طريق محادثة الطفل أولاً، وتعريفه أن أفضل الأعمال الواجبة على الإنسان هي إكرام الضيف، ودليل وجوبها على سبيل المثال، أن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على ذلك بقوله: أن إكرام الضيف من صفات من يؤمن بالله واليوم الأخر، أي أننا يجب أن نتعلم كيف نحسن الضيافة وكيف نكرم ضيوفنا؟ لكي يفهم ويعي ذلك جيداً، بل لتضمني ألا يكون عبئاً عليكِ أثناء زيارة أحدهم إليكِ فيما بعد.

ما فائد آداب الضيافة ؟

كذلك حدثي طفلك أن من فوائد حسن الضيافة وإتقان آدابها، هو طلبٌ لمرضاة الله عزّ وجّل، كما أن استقبال الضيوف بالبشاشة والابتسامة أمرُ مطلوب ومرغوب وواجب، بل هو من موجبات طلب الأجر من الله كذلك، كتبسمك في وجه أخيك صدقة، والأولى هنا هو طلب الأجر من خلال حسن استقبال وضيافة الآخرين بوجه طلق بسّام، ينم عن الترحيب لزيارتهم، لأن الابتسامة وإظهار السعادة لقدومهم يبعث على الراحة وزيادة المحبة في قلوب الضيوف، ويظهر مدى اهتمامنا بهم وبقدومهم، مما له من الأثر الجميل على طبيعة علاقتنا بهم.

ومن فوائده أيضاً: هو استمالة وكسب قلوب هؤلاء الضيوف، وتوطيد لعلاقتنا بهم بل وإنجاحها كذلك، كما قال علي كرم الله وجهه: “البشاشة فخ المودة”، والعلاقات مع الآخرين تنجح باستمرار المودة والاحترام والحب المتبادل.

ما هي آداب وواجبات الضيافة؟

التهيؤ لاستقبال الضيوف

ومن طرق التدريب العملي على تعلم حسن وآداب الضيافة ، أن تعلميه كيف يرتب غرفته وحاجياته ويعيد ألعابه إلى مكانها قبل قدوم الزائرين، وأن يكون هذا دأبه كل ليلةٍ قبل النوم، ليكن مبدأ الترتيب والتنظيم عادة لديه، وكذلك علميه كيف يتهيأ لاستقبالهم ويهندم نفسه، بلبس أحسن الثياب لديه وأن يتعطر لهم.

إطعام الضيوف

من الآداب التي يجب أن تعلميها لطفلك ليحسن آداب الضيافة فيما بعد، أن يطعم الطعام، لأنه ركن من أركان حسن الضيافة، كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام لما زارته الملائكة وهم على صورة جماعة من البشر في بيته، فراغ إلى أهله أي أسرع إليهم وجاء بعجلٍ سمينٍ وقدمه إليهم، وهذا من حسن وكرم ضيافته، وعلى هذا علميه أن يشارككِ في إعداد المائدة، وأن يقدم للضيوف العصائر أو الحلوى وغير ذلك، ليشعر أنه مشاركٌ بالفعل من خلال هذا التدريب العملي.

كيف نتصرف أثناء الضيافة وكيف نحسن آدابها؟

عليكِ سيدتي أن تعلمي طفلك مبادئ الاحترام، لأنها من أسس آداب الضيافة ، علميه أن يدخل ويلقي السلام على الضيوف ويصافحهم، وهو يبتسم في وجوههم، وأن يجلس في حضرتهم في هدوء، وألا يقطع حديثكم إلا أن يطلب منه الكلام، وعلميه كيف يستخدم الألفاظ الدالة على احترام من هو أكبر منه سناً مثل (تفضل، بعد إذن حضرتك، لو سمحت، شكرا وغير ذلك)، وعلميه أيضاً في حال مشاركته لكم المائدة، أن من آداب الطعام:

  • ألا يصدر أصواتاً مزعجة.
  • ولا يطلب شيئاً أخر أثناء الأكل.
  • وألا ينظر في أطباق الآخرين أو إلى ما في أيديهم.
  • وألا يهم بالقيام من على المائدة قبل الضيوف، لأن هذا مؤشر سيء ورسالة لهم بأنهم يجب أن ينتهوا من
  • الطعام حتى وإن كانوا لا يزالوا جائعين.

وختاماً هذا ليس كل شيء عن حسن آداب الضيافة ، لكن الأهم أن تعلمي طفلك وتعوديه رويداً رويداً، ما يجب عليه مراعاته أثناء زيارة أحد، وأن تزرعي بداخله الثقة وتعطي له المساحة لأن يثبت لكِ، أنه يمكنك الاعتماد عليه في استقبال الضيوف والاهتمام بهم، ويجب أن يتوّج تعليمك وتدريبك له كل ذلك بالمكافأة، دليلُ شكرٍ وتقديرٍ له على تطبيقه حسن و آداب الضيافة .

اماني سعيد

كاتبة مصرية، أهوى القراءة والاطلاع وأعشق الكتابة منذ الصغر أسطر بأقلامي ما يجول في خاطري
أكتب في جميع المجالات الأدبية والفنية والعلمية والقصصية والسياسية والمرأة والطفل والموضوعات العامة

أضف تعليق

عشرين − 6 =