مارك زوكربيرغ هو الشخصية الأكثر شهرة في العالم، خاصة في وسط الشباب والمراهقين، الذين يمثلون النسبة الغالبة من مستخدمي موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي، وهو الموقع الذي أنشأ مارك زوكربيرغ النسخة المُصغرة منه أثناء دراسته الجامعية، ثم قام بتطويره حتى شملت خدماته العالم بأسره، وأصبح أشهر المواقع على شبكة الإنترنت ويُدار بواسطة واحدة من كبرى الشركات في العالم، ولعل جميعنا نعلم رحلة نشأة وتطور موقع فيس بوك، فلنتعرف الآن على رحلة صانعه مارك زوكربيرغ
مارك زوكربيرغ .. من هذا ؟
بينما يُتهم دوماً الشباب بالتهور والرعونة والانسياق، خرج علينا الشاب الجامعي مارك زوكربيرغ ليحطم تلك القاعدة، بعدما طور بمعاونة زملاء دراسته أول موقع للتواصل الاجتماعي، وتوالت نجاحاته حتى صار مثال يحتذي به الكبار قبل الشباب، فترى كيف بدأت رحلته وكيف صار موقعه الصغير شركة عالمية، عائدها الصافي يُقدر بعشرات مليارات الدولارات!
ميلاده :
شهرة واسعة على مستوى العالم، وثروة طائلة تتجاوز حد الـ 17 مليار دولار، وتدشين موقع إلكتروني هو الأشهر على شبكة الإنترنت اليوم، كل هذه الإنجازات حققها مارك زوكربيرغ في عمر صغير نسبياً، إذ إنه في 2015 –العام الحالي- بالكاد تجاوز الثلاثون عاماً؛ فـ مارك زوكربيرغ قد وُلِد في الرابع عشر من شهر مايو لعام 1984م، وكان ذلك بالولايات المتحدة الأمريكية وعلى وجه التحديد بمدينة وايت بلينس بولاية نيويورك.. والديه طبيبان يؤمنان بالديانة اليهودية، هما الدكتور إدوارد زوكربيرغ المتخصص في طب الأسنان، والطبيبة النفسية كارين زوكربيرغ، ولـ مارك زوكربيرغ شقيقان هما آريال وراندي زوكربيرغ، وشقيقة واحدة تدعى دونا زوكربيرغ.
علاقته بأسرته :
يعتبر مارك زوكربيرغ إن أسرته شكلت عامل الدعم الأول له، فهو نشأ داخل منزل أفراده مترابطون، كما إن أبويه اكتشفا موهبة طفلهما في وقت مبكر جداً، ومن ثم حرصوا على تنمية تلك المواهبة وشجعاه على مواصلة الطريق، كما حرصوا على أن يوفرا له الأدوات اللازمة لممارسة تلك الهواية، والمتمثلة في برمجة الحواسيب وتطوير البرامج الإلكترونية وألعاب الفيديو، على الرغم من إن توفير مثل هذه الأشياء كان يتكلف مبالغاً كبيرة من المال، ويقول مارك زوكربيرج إنه في طفولته كان لديه معلم خاص للكمبيوتر، فحين أدرك والده مدى شغفه بعالم الحواسيب والإلكترونيات، جلب له مدرساً خصوصياً كان يقضي معه جلسة تعليمية واحدة أسبوعياً، يمده خلالها بما يفتقر إليه من معلومات، ويُعلمه بكل جديد في عالم الكمبيوتر والبرمجة، وكان معلمه الأول هذا يصفه دوماً بالطفل النابغة أو الطفل العبقري، أما أخوته فقد كانوا يستخدمون تلك البرامج الحاسوبية المطورة من قبل شقيقهم، ويقومون بتقييمها وإعلامه بالمميزات وكذا بالعيوب التي عليها تلافيها.
اعتقاده الديني :
وُلد مارك زوكربيرغ حاملاً للديانة اليهودية، إذ إن أبويه كانا يديان بتلك الديانة، لكن في وقت لاحق وحين تم توجيه سؤالاً إليه متعلق بالتدين، أعلن مارك زوكربيرغ إنه شخص لا ديني أو مُلحد، ورفض القول بأنه ينتمي لأي ديانة سواء كانت سماوية أو غير ذلك، ولإنه من أنجح الشخصيات حول العالم، وهو أمر لا يمكن إنكاره أو التشكيك به، منح الجماعات المُلحدة أو المُنكرة -ولعياذ بالله- لوجود خالق للكون، فرصة الترويج لأفكارهم إذ أن بعضهم اتخذ منه ومن أمثاله من المشاهير رموزاً لتوجهاتهم الفكرية.
دراسته والتحاقه بجامعة هارفارد :
حظي مارك زوكربيرغ بقسط وافر من التعليم منذ صغيره، فقد وُلد لأسرة مثقفة مستنيرة، تهتم بالعلم وتُقدره، ومنذ صغر حرص والداه الطبيبان على إلحاقه بأفضل مدارس نيويورك، ولم يخيب طفلهما النابغ ظنهما، فأظهر تفوقاً ملحوظاً طوال سنوات دراسته الابتدائية، وكان دوماً محط إعجاب وإشادة مُعلميه، وبعد إتمامه لمراحل التعليم الثانوية التحق بأكاديمية إكستر والتي تخرج منها بعام 2002م، ولتفوقه الدراسي كانت أمامه فرصة عظيمة لا تتاح إلا لسعداء الحظ، وهي الالتحاق بالجامعة الأولى على مستوى العالم وهي جامعة هارفارد.
التحصيل العلمي :
شعف مارك زوكربيرغ الكبير بعالم البرمجيات، لم يمنعه من أن ينهل من مختلف ينابيع العلم، فقد أدرك مارك زوكربيرغ منذ طفولته، إنه كي يبرع في مجاله، ليس عليه أن يدرس المواد الدراسية المتعلقة به فقط، إنما يجب أن يكون شخصاً مثقفاً كثير الاطلاع، ولذا فقد أظهر تفوقاً بمختلف فروع العلم، وخاصة علوم اللسانيات واللغات الحية، وكانت حصيلة سنوات الدراسة الطويلة إنه يتحدث ويكتب بخمس لغات مختلفة، هي الإنجليزية -لغته الأم- بجانب الفرنسية والعربية واللاتينية، ومن اللغات القديمة اختار دراسة اليونانية وتمكن من إتقان نطقها وكتابتها.
زواج مارك زوكربيرغ :
أثناء دراسة مارك زوكربيرغ بجامعة هارفارد التقى ببريسيلا تشان، وفي عام 2011 تم توجيه الدعوة لحوالي 100 شخص فقط، لحضور الاحتفال المقام بمناسبة تخرج بريسيلا تشان من كلية الطب، إلا إنهم حين حضروا فوجئوا بإن حفل التخرج قد تحول لحفل زفاف، حين أعلن مارك زوكربيرغ أمام الجميع رغبته في الزواج من صديقته، والتي دامت علاقتهما قبل الزواج لمدة عشر سنوات تقريباً، وحين يتحدث مارك زوكربيرغ عن تشان صديقته سابقاً وزوجته حالياً، فإنه يقول بإن منذ أن التقى بها وهي تدعمه وتحثه على مواصلة طريقه، وإنها مازالت تفعل الشئ نفسه حتى بعد زواجهما وبعد ما حققه من نجاحات.
مارك زوكربيرغ ومجلة التايم :
رغم إن مارك زوكربيرغ هو يُضرب به المثل في النجاح، إلا إنه خلال مسيرته قصيرة المدة الزمنية المُرصعة بلآلئ الإنجازات، لم يحصد الكثير من الجوائز الرسمية، بينما أغلب ما حصل عليه كان عبارة عن شهادات تقدير وأوسمة، تلقاها خلال دراسته الجامعية والسنوات القليلة التي تلتها، أما التكريم الأبرز في رحلة مارك زوكربيرغ في عالم المشاهير والأضواء، يتمثل في اختيار مجلة التايم لصورته ووضعها على غلافها، بعدما اعتبرته الشخصية الأهم في العالم بسبب تدشينه لموقع التواصل الاجتماعي الأشهر فيس بوك، ليأتي بذلك متقدماً على منافسه الأقوى جوليان آسانج، والذي أثار ضجة كبيرة بموقعه ويكليليكس الذي نشر وثائق أمريكية مُسربة عليه.
الإنجازات العملية :
قد ينظر البعض لـ مارك زوكربيرغ على إنه مجرد شاب مترف، يدير واحدة من أكبر الشركات العالمية، وأرصدته بالبنوك تعجز الآلات الحاسبة عن جمعها، لكن الحقيقة على النقيض من ذلك تماماً، فشغف مارك زوكربيرغ بالعلم والبرمجة لم يتوقف لحظة، ووقت الفراغ الذي اتيح له بتقلده منصب المدير التنفيذي لشركة فيس بوك، استغله في ابتكار المزيد حتى صار عدد براءات الاختراع المسجلة باسمه 50 براءة اختراع.
الحياة الشخصية :
حياة هادئة وهانئة تتسم بالاستقرار والسعادة، بهذه الكلمات يمكن وصف حياة مارك زوكربيرغ الشخصية، والأمر لا يحتاج إلى تصريح منه بذلك، فحجم الأعمال التي يقوم بها والنجاحات التي يحققها تباعاً تخبرنا بذلك، فلا يمكن لأي إنسان أن يحقق ما حققه الشاب المعجزة مارك زوكربيرغ إلا إذا ينعم بحياة خاصة مستقرة وسعيدة.
مارك زوكربيرغ حالياً :
إن كنت من مستخدمي موقع Facebook للتواصل الاجتماعي، وبنسبة 99.9% أنت كذلك، فحتماً لاحظت كم التحديثات والتطويرات التي تجرى له باستمرار، وهذا الأمر يعني شيئاً واحداً، وهو أن مارك زوكربيرغ مازال يعمل بنفس الحماس، والفارق الوحيد هو إنه الآن يقود مبنى العمل المفتوح الأكبر في العالم، إذ يعمل داخل هذا المبنى وتحت إشراف مارك زوكربيرغ أكثر من عشرة آلاف موظفاً.. مارك زوكربيرغ يُقيم حالياً بولاية كاليفورنيا الأمريكية بصحبة زوجته، حيث إنها الولاية الحاضنة للمقر الجديد للشركة، والتي يملك 28% من نسبة أسهمها المطروحة بالبورصة، وكذلك يملك أكثر من 55% من القوة التصويتية لإدارتها.
أضف تعليق