حازم إمام هو اللاعب صاحب نصيب الأسد من الألقاب، هو الامبراطور والعو والثعلب الصغير وإمام الموهوبين والساحر ومهندس الكرة المصرية وغيرها.. كذلك حازم إمام هو صاحب نصيب الأسد من الجماهيرية، هو نجم الكرة الذي لم ينطفئ باعتزاله، وذلك لإنه لا يستمد بريقه فقط من موهبته بل كذلك يستمده من خلقه واحترامه وتواضعه.
حازم إمام .. من هذا ؟
حازم إمام هو حظي بحب جماهير الزمالك واحترام جماهير الأهلي، وهي معدلة بالغة الصعوبة لم يتمكن من تحقيقها إلا قلة قليلة من نجوم الكرة المصرية.. فكيف كانت مسيرته الكروية؟ وما الإنجاز الذي حققه والأثر الذي تركه؟ وما سر تلك الشعبية الطاغية التي يحظى بها؟
حازم.. الزملكاوي المولد :
اسمه بالكامل حازم محمد يحيا الحرية إمام وشهرته حازم إمام ،وُلِد بالقاهرة في العاشر من مايو لعام 1975م، وقبل أن يُولد قُدِر له أن يكون زملكاوياً حتى النخاع، فجده يحيا الحرية والشهير باسم يحيي إمام كان حارس مرمى نادي الزمالك، ووالده الثعلب الكبير حمادة إمام كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ نفس النادي، مما يعني إن نادي الزمالك هو بمثابة البيت الذي تربى ونشأ به، والدته هي الدكتورة ماجي الحلواني عميد كلية الإعلام السابقة ولحازم شقيق واحد يكبره سناً.
البداية والدراسة :
بفضل والده الكابتن حمادة إمام بدأت علاقة حازم إمام بالكرة في وقت مبكر جداً من عمره، حيث كان يتردد كثيراً على نادي الزمالك برفقة والده، وبدأ مسيرته الكروية هاوياً وحين قرر الاحتراف بدأ من نادي الصيد لسببين، أولهما إنه منذ مولده كان يرى الزمالك كيان رياضي كبير تخوف من الانضمام له، وثانيهما هو إنه فضل البدء بعيداً عن والده كي لا يُقال إنه استغل اسمه في الانضمام إلى النادي، ولكن موهبة حازم فرضت نفسها وسرعان ما جذب أنظار عدد من مدربي فرق الناشئين في مصر كان من بينهما مدربي الزمالك والمقاولون العرب. وعلى عكس المتوقع فقد فضل حازم في البداية الالتحاق بصفوف المقاولون العرب لنفس الأسباب، ولكن والده المنتمي للزمالك رفض وأخبره بإنه إن كان يرغب في احتراف كرة القدم فإن ذلك لن يتم إلا من خلال نادي الزمالك. كانت والدة حازم إمام السيدة ماجي الحلواني حريصة على ألا يهمل دراسته وألا يتأثر تفوقه بسبب ميوله الرياضية، وعليه فقد أتم حازم دراسته إلى أن تخرج من كلية التجارة.
الاحتراف المبكر :
فرضت موهبة حازم إمام نفسها وبعد ثلاث سنوات فقط من لعبه لصالح نادي الزمالك، تلقى عرضاً من أودينيزي الإيطالي بالانضمام إليه، ليكون بذلك أول لاعب مصري يحترف في الدوري الإيطالي الذي كان يُعد الأقوى عالمياً في ذلك الوقت، واستمر مع النادي بالفترة ما بين 1996م : 2001م، ثم تمت إعارته بعد ذلك إلى نادي دي جرافشاب الهولندي ثم عاد مرة أخرى إلى أودينيزي، وبعد فترة وجيزة قرر العودة إلى مصر واللعب مجدداً ضمن صفوف نادي الزمالك. رغم نجاح إمام كمحترف إلا إنه لم يحقق كل ما طمح إليه ولم ينل ما يستحقه وذلك بسبب سوء حظه، فقد تعرض لإصابات متكررة منذ بدء احترافه مما أبقاه لفترات طويلة بعيداً خارج الملاعب. لكن هذا لا يعني بالتأكيد فشله، فقد نجح حازم إمام في أوروبا بشكل ما ودليل ذلك هو إن نادي أياكس قد طلب انضمامه إليه، إلا إن أودينيزي الإيطالي رفض ذلك وتمسك ببقائه ضمن صفوفه.
عودة العو :
كان نبأ عودة حازم إمام إلى نادي الزمالك من أسعد الأنباء التي تلقاها جمهور النادي في 2001م، وعقدوا عليه آمال كبيرة، وكان أول مباراة يخضوها حازم بعد عودته في مواجهة خصمه الأول النادي الأهلي ضمن مسابقة الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، ولم تكن مشاركة حازم مؤكدة بسبب تأخر بعض إجراءات ضمه إلى صفوف النادي، وقبل المباراة ببضعة ساعات فقط حُسِم الأمر وتم استكمال الأوقات وقرر المدرب إشراك حازم بالمباراة، وفور خروجه من غرفة تغيير الملابس ورؤية الجماهير له تعالت هتافاتهم المنادية (العو أهو.. العو أهو)، في إشارة إلي أن حازم إمام هو اللاعب القادر على إرهاب خصم بقوة النادي الأهلي.
وبالفعل لم يُخيب حازم إمام آمال جماهير الزمالك وقدم مبارة أكثر من رائعة، ولأول مرة منذ فترة يظهر خط منتصف نادي الزمالك متماسكاً ومؤثراً بهذه الدرجة، وأظهر مهاراة فائقة وقدرة عالية على التحكم بالكرة والتلاعب بخط دفاع النادي الأهلي، وعلى الرغم من إنه لم يُحرز أي هدف بتلك المباراة إلى إنه كان سبباً مباشراً فوز الزمالك بنتيجة 3 – 1، وقد صنع هدفين من الثلاثة.
مسيرته بعد العودة :
واصل حازم إمام بعد تلك المباراة تألقه مع نادي الزمالك، ويمكن أن نطلق على الست سنوات التي أعقبت عودته العصر الذهبي للزمالك، فتقريباً لم يشارك في بطولة إلا وفاز بها وحمل لقبها، وكان حازم إمام من العناصر بالغة التأثير بالفريق ومن الأسباب المباشرة التي قادت إلى تحقيق تلك البطولات سواء البطولات المحلية أو البطولات الإفريقية.
حازم واللياقة البدنية :
على مدار سنوات نشاط حازم إمام الرياضي منذ أن كان ناشئاً وحتى حمله لشارة القائد لأحد أكبر الأندية المصرية وهو نادي الزمالك، حظي إمام بإشادة النقاد وتأييدهم الكامل له، وذلك بسبب موهبته الكروية الفريدة وسرعة بديهته بالملعب ومهاراته الفائقة، ولكن كان هناك انتقاد دائم أو عيب واحد أخذه عليه أغلب النقاد الرياضيين، وذلك العيب هو ضعف البنية وإهماله للجانب البدني، فرغم مهاراة حازم إلا إن ضعف بنيته كان دائماً يمثل عائقاً أمامه، خاصة عند الالتحامات القوية مع فريق الخصم.
مطالبة الجماهير برحيله :
ابتداءً من عام 2007م بدأ مستوى نادي الزمالك في التراجع ولم يعد يحقق أية نتائج مرضية بالنسبة للجماهير، ولأن حازم إمام هو اللاعب الأبرز بالفريق والذي تعقد عليه دائماً الآمال، فقد حملته الجماهير مسئولية الهزائم والتعادلات المتوالية والمستوى المتدني الذي يظهر به الفريق بالمباريات الرسمية، وفي إحدى المباريات كان الهتاف بالمدرجات (كفاية.. يا حازم)، في إشارة من الجماهير إلى ضرورة اعتزاله كونه لم يعد يملك ما يقدمه للنادي من وجهة نظرهم.
يحسب لـ حازم إمام إن رغم غضبه ورغم ما تعرض له من ظلم إذ أن الفريق كان بالفعل قد فقد الكثير من عناصره المميزة، لم يغضب ولم يُسىء لأي من جماهير النادي، ولحظة خروجه من الملعب استقبلته كاميرات المصورين مطالبين إياه بالتعليق، فلم يقل إلا إن هذه وجهة نظر الجماهير ويجب أن يتم احترامها وإنه آسف لإنه لم يحقق هو ورفاقه النتائج التي ترضيهم وتليق بتاريخ واسم نادي الزمالك.
التألق والاعتزال :
بعد هذه الواقعة عادت الجماهير مرة أخرى لمساندة حازم إمام في الملعب، فمن هاجموه كانوا حوالي 500 مشجعاً، وفي المباريات التالية احتشد حوالي 120 ألف مشجع يرتدون قمصان رقم 14 الخاص به، ويحملون لافتات تعبر عن حبهم لـ حازم إمام ويطالبونه بالاستمرار، وكان ذلك بمثابة رد الشرف لحازم والذي لم يخيب ظنهم به وفعل كل ما بوسعه لإرضاء هذه القاعدة العريضة من الجماهير، وقدم أداءً جيداً وإن لم يتحسن أداء الفريق ككل، ولكن هذا كله لم يثنه عن قرار الاعتزال الذي كان قد اتخذه بالفعل.
وفي الخامس والعشرين من مايو 2008م وهو اليوم المقرر لمباراة نهائي كأس مصر بين نادي إنبي ونادي الزمالك، فوجئ حازم إمام بلافتات (لا لاعتزال حازم) منتشرة في المدرجات، وبزملائه في الفريق يرتدون قمصان تحمل نفس العبارة ومعها صورته، ورغم تأثره الشديد بتلك اللفتات الإنسانية إلا إنه كان اتخذ قراراً نهائياً بالاعتزال، وقدم مباراة جيده فاز خلالها وحمل كأس مصر معلناً بذلك انتهاء مسيرته الكروية كلاعب.
البطولات والألقاب :
إنجاز أي رياضي بصفة عامة يتمثل في كم الألقاب التي حققها والبطولات التي فاز بها، و حازم إمام يمتلك تاريخ حافل بالإنجازات سواء مع نادي الزمالك أو مع المنتخب المصري لكرة القدم، ومن أهم البطولات التي فاز بها التالي :
أ) بطولات مع الزمالك والمنتخب المصري :
- بطولة الدوري العام المصري لكرة القدم ثلاث مرات
- بطولة كأس مصر مرتين
- بطولة كأس السوبر مرتين
- بطولة دوري أبطال إفريقيا مرتين
- كأس السوبر الإفريقي مرة واحدة
- كأس الأمير فيصل للأندية العربية مرة واحدة
- كأس السوبر المصري- السعودي مرة واحدة
- بطولة الألعاب الإفريقية الأولمبية 1995م.
- بطولة كأس الأمم الإفريقية – بوركينا فاسو 1998م.
ب) ألقاب فردية :
- أفضل لاعب ناشىء ببطولة كأس الأمم الإفريقية للناشئين 1996م
- أفضل لاعب مهاري ببطولة Pepsi للمهارات 2001م.
- تم اختياره ضمن منتخب أفضل لاعبي إفريقيا بعامي 1996م و2002م.
تأثيره وإنجازه :
حازم إمام وهادي خشبة ومحمود الخطيب وحسن شحاتة ومحمود الجوهري وأبو تريكة.. هذه قائمة الاسماء القليلة التي تخطت شعبيتها حدود انتماءات المشجعين، فالجماهير الأهلاوية والزملكاوية على السواء تعشقهم، وهذا لإنهم قبل أن يتمتعوا بالموهبة تمتعوا بالخلق الحسن والتواضع، وكانوا دائماً نابذين للتعصب ولم يسيئ أي منهم للخصم أو جمهوره في أصعب الظروف، فباعتزال حازم لم تخسر الملاعب لاعباً موهوباً فريداً من نوعه صعب التكرار، بل فقدت إنساناً خلوقاً يعتبر تجسدياً لمصطلح الروح الرياضية في أبهى صوره.
حياته الخاصة :
يحرص حازم إمام على إبقاء حياته الخاصة بعيداً عن الأضواء والكاميرات أغلب الوقت، تزوج عقب عودته من رحلته الاحترافية، وقد أقام حفل زفافه بأحد الفنادق الكبرى المطلة على النيل بالقاهرة، وقد تسبب زفاف حازم في حدوث شلل مروري بالقاهرة الكبرى، وذلك بسبب تجمهر الآلاف من جماهير الزمالك ومحبيه على الطريق حرصاً منهم على مشاركته تلك اللحظة، وهو دليل على مدى شعبية حازم ومكانته لدى الجماهير. وقد رُزِق إمام بثلاث بنات هما هانيا وتاليا ولولوا وكان ذلك سبباً في إطلاق لقب أبو البنات عليه.
حازم حالياً ومستقبلاً :
حازم إمام منذ اعتزاله لم يبتعد يوماً عن المجال الرياضي الذي يعشقه وبرع فيه، فقد كان عضواً بمجلس إدارة نادي الزمالك بعد أن تم انتخابه بأغلبيه ساحقة، كما قدم العديد من برامج التحليل الرياضي بالعديد من المحطات الفضائية، كما خاض تجربة التدريب لفترة ضمن الجهاز الفني لنادي الزمالك بمشاركة أحمد حسام ميدو، ولكن ذلك لم يستمر إلا لفترة وجيزة قدم بعدها استقالته بسبب نشوب خلافات بين الجهاز الفني ومجلس إدارة النادي.
بأحد اللقاءات التلفزيونية التي أجراها حازم إمام مؤخراً أعلن إنه لم يُسقط التدريب من حساباته، والأمر نفسه بالنسبة للعمل الإداري بالنادي، ولكن كلاهما يعتبرا خطوات مؤجلة بالنسبة له وهو الآن مستمر في عمله الإعلامي كمحلل لمباريات كرة القدم المحلية والعالمية، وجدير بالذكر إن تحليلات إمام تحظي بنسب مشاهدة مرتفعة جداً وذلك ليس فقط بسبب شعبيته، وإنما لرؤيته الثاقبة وقدرته الفائقة على تحليل أداء اللاعبين والأجهزة الفنية.
أضف تعليق