محمد رمضان اتفقنا أو اختلفنا معه، فلا جدال إنه قد صار أحد أبرز وأشهر نجوم السينما العربية، وقد تمكن خلال زمن قياسي من تحقيق شعبية كبيرة، تشهد عليها نجاحاته المتكررة في السينما والدراما التلفزيونية، ويُحسب لـ محمد رمضان إنه لم يتأثر بالنقد الشديد الذي تلقاه على بعض أعماله، وكذا يحسب له إنه لم يهمله ولم يُكابر، فكما لم يسمح لذلك النقد أن يعرقل مسيرته، إلا إنه أعلن مؤخراً عدم نيته في تجسيد شخصية البلطجي التي حصره المنتجون بها، في محاولة لاستغلال النجاح الجماهيري الذي حققه فيلم الألماني الذي يعد أولى بطولاته السينمائية.
محمد رمضان .. من هذا ؟
محمد رمضان هو أحد أنجح نحوم الشباب، وفي زمن قياسي صار ينافس أكبر الاسماء في مجالي السينما والدراما التلفزيونية.. فكيف كانت مسيرته؟ وكيف حقق ذلك النجاح، ولماذا تعرض لهجوم قاس في بعض الأحيان؟
الميلاد والموهبة :
وُلِد محمد رمضان في الثالث والعشرين من مايو لعام 1988م، ونشأ في كنف أسرة مصرية بسيطة تنتمي للطبقة المتوسطة، وقد أظهر شغفاً كبيراً بفن التمثيل منذ صغره، وقد لمس هذا فيه أحد مدرسيه فحثه على تنمية موهبته وتطويرها من خلال الانضمام إلى فريق مسرح المدرسة، وهذا ما فعله رمضان وخاض أولى تجاربه التمثيلية من خلال المسرح المدرسي، وقد أبهرت موهبته الجميع حتى إنه فاز بجائزة الموهبة المتميزة لثلاث مرات متتاليات. وقد لاقي رمضان خلال مسيرته دعماً كبيراً من أسرته، وهو ما شجعه على الانضمام إلى معهد الفنون المسرحية لإصقال موهبته.
سعيد صالح والاكتشاف :
بداية محمد رمضان الفنية كانت من خلال خشبة المسرح، فالفضل في اكتشافه يعود إلى الفنان الراحل سعيد صالح، والذي التقاه محمد رمضان أثناء تقديمه لمسرحة قاعدين ليه وطلب منه أن يختبره، وبعد أن أحرى له الاختبار أعجب بموهبته وأدائه التمثيلي وآمن به، ومن ثم قرر أن يمنحه دوراً بسيطاً بمسرحية قاعدين ليه، والتي كان يقدمها على مسارح القاهرة والإسكندرية في تلك الفترة، وكان هذا الدور هو أولى خطوات محمد رمضان على طريق المجد والشهرة، إذ جذب من خلاله أنظار المتخصصين في المجال الفني، فاستعانوا به ببعض الأدوار بأعمال التلفزيونية والسينمائية.
المسيرة الفنية :
بدأ محمد رمضان مسيرته السينمائية في السينما والتلفزيون بأدوار بسيطة وثانوية بعدد كبير من الأعمال، مثل مسلسل كاريوكا وهانم بنت باشا وأولاد الشوارع، ولكن يعتبر تقديمه لشخصية النجم الراحل أحمد زكي بمسلسل السندريلا هو دوره الأبرز، والذي تمكن من خلاله أن يجذب أنظار الجمهور إليه، وكذلك كان لرمضان العديد من المشاركات في الأعمال السينمائية، منها أفلام أحكي يا شهرزاد والخروج من القاهرة، وفي عام 2012 كان محمد رمضان على موعد مع البطولة المطلقة، حين قدم فيلم الألماني بمشاركة مجموعة من الوجوه الشابة، ورغم إن ميزانية الفيلم كانت منخفضة إلا إنه حقق نجاحاً ضخماً عند عرضه بالسينمات، وهو ما شجع المنتجين إلى التعاون معه بأعمال أخرى، وعلى عكس المعتقد فإن المنتج محمد السبكي لم يصنع نجومية رمضان، بل إنه استغل نجاح الألماني واستثمره بتقديم فيلمان شبيهان بخ، حيث تدور أحداثهما في عالم العشوائيات وهما عبده موتة وقلب الأسد.
ابن حلال :
مع أول بطولة مطلقة يخوضها محمد رمضان من خلال التلفزيون، تمرد على الأدوار التي أجاد تقديمها سينمائياً وهي شخصيات البلطجي أو الشخص المنحرف الخارج على القانون، وفي عام 2014 قدم شخصيته الأشهر على الإطلاق المسماه حبيشة من خلال مسلسل ابن حلال، والذي أثير حوله الكثير من اللغط، إذ قيل بإن أحداثه تحمل إسقاطاً على قضية مقتل ابنة المطربة ليلى غفران، وقد حقق المسلسل نسبة مشاهدة عالية خلال الماراثون الرمضاني، وكان سبباً مباشراً في ازدياد جماهيرية رمضان ومضاعفة شعبيته، فلم تعد تقتصر على الشباب والمراهقين من هواة أفلام الحركة، بل إنه استطاع من خلال ابن حلال أن يجذب إلى نفسه أنظار النساء والكبار، وقد تسبب النجاح الكبير الذي حققه مسلسل ابن حلال في نضج رمضان فنياً، حيث إنه أشعره بالمسئولية فصار يدقق في اختياراته وينتقي أعماله بعناية.
الانتقاد :
لم يتعرض محمد رمضان إلى نقد بمعنى الكلمة، بل تعرض لحملات هجوم شرسة من خلال وسائل الإعلام وكذلك على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تم بتعمد إفساد الذوق العام وتدمير النشء، وهدم القيم الحميدة في المجتمع، بل وحمله البعض مسئولية انعدام الأخلاق في الشارع المصري، وما صاحبه من انتشار للعنف وبعض الظواهر السلبية مثل التحرش الجنسي وغيره، وهذا كله لأن أفلام رمضان التي لعب بها دور البطولة، كان أغلبها يدور في الأحياء العشوائية ولم يقدم من خلالها إلا شخصيات الأشقياء الخارجين على القانون، وقال البعض بإنه يظهر البلطجي في صورة البطل الشعبي، وإن ذلك يؤثر بصورة سلبية على السلوكيات العامة للأطفال والمراهقين، ونفى محمد رمضان عن نفسه هذه الاتهامات أكثر من مرة، مؤكداً على إنه يرصد الواقع ولا يصنعه.
شهادة عمر الشريف :
كان النجم المصري العالمي عمر الشريف يُعرف عنه عمليته وافتقاره للقدرة على المجاملة والمديح الأجوف، ولهذا فإنه لم يفرط في مدح أي من الفنانين الذين تعامل معهم، ولكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لـ محمد رمضان ،الذي التقاه عند مشاركته في بطولة مسلسل حنان وحنين، وأبدى عمر الشريف إعجابه الشديد بموهبة محمد رمضان التمثيلية التي وصفها بالفريدة، وتنبأ له بمستقبل فني باهر، وقال بإنه قد يخلفه إذ إن إمكانياته تؤهله للمشاركة في أفلام السينما العالمية.
التعهد والاختبار :
بعد الهجوم الشديد الذي يتعرض له محمد رمضان واتهام وسائل الإعلام له بإفساد الذوق العام للجماهير، وإن أعماله الموصوفة بـ(سينما البلطجة) تروج لأفكار هادمة للقيم والأخلاق، خرج رمضان عن صمته وقال بإنه لم يقصد أي مما حدث، كما إنه كان في بدايته الفنية ولم تكن لديه الحرية الكاملة في اختيار ما يقدمه، ولكنه في ذات السياق تعهد بعدم تقديم هذا النمط من الأعمال الفنية مرة أخرى.
ونجح محمد رمضان في أول اختبار خاضه بعد هذه التصريحات، حيث كان فيلمه الأخير شد أجزاء بعيد كل البعد عن النمط الذي سبق له تقديمه، وتخلص أخيراً من شخصية الشقي الخارج عن القانون، وجسد خلال أحداثه شخصية عمر العطار ضابط الشرطة الذي يسعى للثأر من قتلة زوجته، أما في الاختبار الثاني وهو مسلسل الأسطورة والذي يُعرض حالياً، فيلعب رمضان به شخصية أخوين، أحدهما تاجر سلاح، والآخر طالب حقوق متفوق يحاول الانضمام للهيئات القضائية ويُرفض بسبب وضعه الاجتماعي.
حياته الخاصة :
تزوج محمد رمضان مرتين، زيجته الأولى لم تدم لفترة طويلة ورُزق منها بابنته الكبرى حنين، ثم في 2012 تزوج للمرة الثانية من السيدة نسرين عبدالفتاح، والتي رُزق منها بابنه الثاني علي.
الخطوة المرتقبة :
محمد رمضان على مشارف اتخاذ خطوة قد تكون بمثابة نقطة تحول في مسيرته الفنية، فقد أُعلِن مؤخراً إنه سيتعاون بفيلمه السينمائي القادم مع المخرج الكبير شريف عرفة في أول تعاون بينهم، كما سيشاركه بطولته النجم المصري أحمد السقا، ولكن حتى الآن لم يُعلن عن تفاصيل العمل أو اسماء باقي فريق العمل المشارك به، بينما صرح عرفة بإن العمل يحمل اسم الكنز، ومن المقرر أن يتم طرحه في دور العرض بالموسم السينمائي 2017م، ومن المتوقع أن يكون الفيلم من نوعية أفلام الحركة والإثارة، خاصة وإنه اللون السينمائي الذي تميز به السقا ورمضان خلال السنوات الماضية.
أضف تعليق