محمد صلاح هو الاسم الألمع والأبرز على الساحة الرياضية العربية في الوقت الحالي، وذلك بسبب تألقه مع الأندية العالمية في المواسم الأخيرة، فقد صار محمد صلاح في زمن قياسي معشوق جماهيرة الكرة الإيطالية، يحملون صوره ويهتفون باسمه في المدرجات، وقميص نادي روما الخاص به بيعت منه ملايين القطع خلال الموسم الجاري.. وقد ذاع صيت صلاح في العالم بعد تألقه في الدوري الإنجليزي مع نادي تشيلسي، لكن ذلك ما هو إلا حلقة بوسط سلسلة مديدة، تمثل رحلة محمد صلاح التي لا تزال -رغم كل شىء- في بدايتها، ولا زال اللاعب الشاب في جعبته الكثير ليقدمه ويزيد به الجماهير إبهاراً.
محمد صلاح .. من هذا :
محمد صلاح هو مثال حي للتمسك بالحم والسعي لتحقيقه، والإيمان بإمكانيته وإن رأه الجميع مستحيلاً، فمن الساحات الشعبية بمحافظة الغربية كانت انطلاقته نحو كبرى الأندية العالمية.. فما سيرته؟ وكيف كانت حياته قبل ارتداء قميص روما؟ وخارج حدود المستطيل الأخضر؟
الميلاد والنشأة :
اسمه بالكامل محمد صلاح غالي طه، وُلِد في قرية نجريج بمركز بيسون التابع لمحافظة الغربية المصرية، ونشأ في منزل أسرة مصرية أصيلة وبسيطة، ومنذ نعومة أظافره تجلت موهبة صلاح الكروية، ومع كل يوم كان يزداد شغفه وتعقله بتلك الرياضة، وقد أدرك الوالد صلاح غالي إن والده يمتلك موهبة فريدة، فكان خير داعم له وحثه على تنمية مهاراته، وكما إنه استغل حب صلاح الصغير للكرة في تحفيزه، فإن أخطأ يعاقبه بحرمانه من لعب كرة القدم، فيضمن بذلك إنه لن يعاود ارتكابه مرة أخرى، كما كان يحفزه بتقديم الهدايا المتعلقة برياضاته المفضلة، مثل الكرات والقمصان الرياضية الخاصة بالفرق العالمية المفضلة لديه.
الدراسة :
كان شرط والد محمد صلاح الوحيد كي يسمح له بممارسة رياضته المفضلة، هو ألا تؤثر على دراسته، ولذلك حرص صلاح على استكمالها حتى بعد انضمامه رسمياً لنادي المقاولين العرب، واتخاذه عدة خطوات على طريق احتراف كرة القدم، وقد تلقى صلاح تعليمه الابتدائي والإعدادي بمدارس قرية نجريج، ثم التحق بمدرسة بسيون الصناعية الثانوية وحصل منها على الدبلوم، ثم التحق بمعهد الدراسات التكميلية وأتم به دراسته، وخلال سنوات
النبؤة :
يذكر محمد صلاح إن أحد ابناء بلدته قد تنبأ له بالنجومية، وهو لا يزال دون التاسعة من عمره تقريباً، حيث كان صلاح قد اعتاد أن يمارس هوايته في الشارع، فيلعب كرة القدم بالطرقات والساحات الشعبية برفقة أصدقائه، وكان ذلك الرجل السبعيني محباً لرياضة كرة القدم وكان يسلي نفسه بمشاهدة مباريات هؤلاء الأطفال، وذات يوم توجه إلى محمد صلاح وربت على كتفه وأهداه كرة، قائلاً له : خذ الكرة وأذهب إلى النادي، هذا ليس مكانك لا تلعب بالشارع مجدداً.. أسعد كلام الرجل الطفل الصغير وضاعف حماسته، وأيقظ بداخله حلم احتراف رياضته المفضلة، وقرر أن يعمل بنصيحته الغالية في أقرب فرصة تتاح إليه.
مسيرته الرياضية :
لعب محمد صلاح حتى اليوم لصالح خمسة أندية، بخلاف مشاركاته الدولية مع المنتخب المصري لكرة القدم، وهم على التوالي :
- المقاولون العرب : بدأ محمد صلاح مسيرته الكروية من خلال نادي المقاولون العرب المصري، الذي كان ناشئاً به ثم تم تصعيده إلى الفريق الأول في عام 2010م، ومنذ ظهوره الأول جذب الأنظار إليه بمهارته الفائقة وسرعته العالية، وفي 2012م تلقى عرضاً بالانضمام لنادي الزمالك، لكن رئيس النادي آنذاك محمود عباس عارض الصفقة بحجة إن اللاعب صغير السن وعديم الخبرة.
- بازال : في 2012م وبعد عرقلة صفقة انتقاله للزمالك، تلقى محمد صلاح عرضاً من نادي بازال السويسري، وانتقل إليه بالفعل وبدأ مسيرته معه كلاعب بديل، ولكن خلال فترة وجيزة تمكن من إثبات جدارته بأن يكون ضمن التشكيل الأساسي للفريق، وكانت لمساته وأهدافه الحاسمة أحد أسباب فوز النادي بالدوري وتحقيق المركز الثاني ببطولة الكأس.
- تشيلسي : بعدما سطع نجم صلاح مع بازال السويسري، تلقى عدة عروض من أندية كبرى من بينها ليفربول وتشيلسي الإنجليزيان، وفضل صلاح الانتقال إلى تشيلسي في صفقة قدرت بحوالي 13 مليون يورو.
- فيرونتينا : لازم محمد صلاح مقعد الاحتياطي لفترات طويلة مع فريق تشيلسي، وهو أمر لم يكن مرضياً بالنسبة له، ولكن في وقت لاحق عاد للملاعب حين تمت إعارته إلى نادي فيرونتينا الإيطالي، وتألق معه وصار من نجومه البارزين، الأمر الذي دفع إدارة النادي إلى تجديد إعارته لموسم آخر، وأبرز مبارياته معهم كانت في مواجهة العملاق يوفينتوس، والتي فازوا فيها بهدفين أحرزهما صلاح.
- روما : مع بداية الموسم الكروي 2015-2016م أعلن محمد صلاح انتقاله لنادي روما، ويعد حالياً من نحوم الفريق وأعضائه الأساسيين.
لا أهلي.. لا زمالك :
محمد صلاح في الوقت الحالي هو لاعب كرة القدم الأشهر والأكثر شعبية في مصر، وذلك على الرغم من إنه لا ينتمي لأي من الفرق المنافسة بالدوري المصري، ولكن الشباب يحرصون على مشاهدة مبارياته ويتابعون أخباره عن كثب، ويرى بعض النقاد الرياضيون إن السر في ذلك، هو إن محمد صلاح لم يرتدي قميص أي من قطبي الكرة المصرية، وهما النادي الأهلي ونادي الزمالك، الناديين الأكثر شعبية والأكثر منافسة على البطولات الرياضية، وذلك أبقاه خارج دائرة التعصب، فحظي بالتالي بتقدير واحترام جماهير الفريقين، بينما يرى البعض الآخر إن الأمر ما كان سيختلف لو كان قد لعب لصالح أي من الناديين العريقيين، فـ محمد صلاح في النهاية واجهة مشرفة للكرة المصرية في الخارج، ومن الطبيعي أن يلتف حوله جميع المصريين على اختلاف انتماءاتهم، وأنصار هذه وجهة النظر يدللون على صحتهم بحالة محمد النني، لاعب النادي الأهلي السابق والمحترف حالياً في الأرسنال الإنجليزي.
أثره وإنجازه :
محمد صلاح ليس أول لاعب مصري أو عربي يحترف بالأندية العالمية، لكنه -بكل تأكيد- أبرزهم وأكثرهم تأثيراً وشهرة، فقد تمكن خلال فترة وجيزة أن يحجز لنفسه مكاناً ضمن التشكيل الأساسي لعدد من أشهر الأندية العالمية، كما إنه يمثل الأمل في نظر غالبية لاعبي كرة القدم الشباب في مصر والوطن العربي، فتجربته تخبرهم بإن حلم الاحتراف وتحقيق الذات ليس مستحيلاً، كما يمنح الجماهير الأمل في ظهور جيل جديد قادر على الارتقاء بمستوى كرة القدم المصرية والعربية.
حياته الشخصية :
في الثامن عشر من ديسمبر 2013م أعلن محمد صلاح زواجه من ماجي محمد، وهي فتاة مصرية تنتمي إلى مسقط رأسه، مركز بيسون التابع لمحافظة الغربية، ولكن الزفاف أقيم في العاصمة القاهرة بحضور عدد كبير من نجوم الرياضة والمجتمع، ورُزِق الزوجين بطلفة اسموها (مكة).
البطولات :
حقق محمد صلاح العديد من البطولات مع الفرق الأوروبية التي لعب ضمن فرقها، ومن ذلك:
- نادي بازال : حقق لقب بطل الدوري السويسري الممتاز والمعروف بدوري السوبر السويسري، موسم 2012م – 2013م.
- نادي تشيلسي : فاز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية للمحترفين، وحقق لقب بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، والبطولتين في موسم 2014م- 2015م.
لم يحقق محمد صلاح بطولات مع الأندية الإيطالية التي لعب لصالحها، سواء نادي فيورنتينا أو نادي روما، ولكن كلا الناديين حققا مراكز مرضية بمسابقة الدوري الإيطالي لكرة القدم، كما وصلوا إلى مراكز متقدمة بعِدة بطولات شاركوا بها، وقدموا أداءً مرضياً وإن لم يتوجوا -في النهاية- باللقب.
الجوائز الشخصية :
بجانب البطولات والألقاب التي حققها محمد صلاح مع الأندية المختلفة التي لعب لصالحها، فإنه تمكن على الرغم من صغر سنه وقلة خبرته -مقارنة بمتوسط عمر وعدد مباريات زملائه بنفس الأندية- فإنه تمكن من تحقيق عِدة إنجازات فردية تحسب له، وتؤكد إنه يمتلك موهبة كروية فريدة، وتُثبت إننا أمام أسطورة كروية لا تزال تتشكل، ومن تلك الإنجازات ما يلي :
- صُنِف كأفضل لاعب صاعد في قارة إفريقيا من قبل الكاف في 2012م.
- تم اختياره كأفضل لاعب في الدوري السويسري في 2013م.
- فاز بلقب أفضل لاعب بالسوبر السويسري في عام 2014م.
حمل محمد صلاح لقب هداف تصفيات إفريقيا المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014م، برصيد ستة أهداف، وقد تشارك اللقب مع اللاعبين المصري محمد أبو تريكة والغاني أسامواه جيان.
أضف تعليق