مايكل جاكسون ليس مغنياً ناجحاً ولا حتى أسطورة موسيقية، بل هو في نظر العديد من مؤرخي الفن شئ أكبر من كل هذا، يشببه بعضهم بتكنولوجيا الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي غزت كافة أرجاء الأرض وتقريباً لا يوجد إنسان لا يستخدمها، فيقولون إن مايكل جاكسون أيضاً كان كذلك، تمكن من غزو الأرض بأغانيه ولم يكن هناك شاباً في عقد التسعينات لا يستمع إليه.. فهو بكافة المقاييس ظاهرة غير مسبوقة وصعبة التكرار.
مايكل جاكسون .. من هذا ؟
مايكل جاكسون هو الأكبر في كل شئ بعالم الغناء، هو الأوسع انتشاراً والأعلى أجراً والأكثر شهرة، والسؤال الذي يفرض نفسه أمام كل هذا هو: كيف كانت مسيرة جاكسون؟ وكيف صنع من نفسه أسطورة؟
الميلاد والأسرة :
في التاسع والعشرين من شهر أغسطس ولد مايكل جاكسون واسمه بالكامل مايكل جوزيف جاكسون، وكان ذلك في مدينة جاري بولاية إنديانا الأمريكية. ينتمي جاكسون لعائلة مسيحية من الأمريكيين أصحاب الأصول الإفريقية. كانت أسرته من طبقة العمال والتي لم تكن متاحة لهم أي مزايا، وأعمالهم لم تكن تدر عليهم دخلاً كبيراً، ومن ثم فقد خلت طفولتهم من شتى أشكال الرافهية، ويكفي القول إن الأبوين كان لهما عشرة ابناء مايكل جاكسون هو الثامن بينهم، ورغم عدد أفراد الأسرة الكبيرة إلا إنهم كانوا يقيمون في منزل فقير مكون من غرفتين فقط.
الغناء سمة الأسرة :
لم يتميز مايكل جاكسون بموهبته الغنائية عن أفراد أسرته، بل على العكس فقد كان عشق الموسيقى هو العامل المشترك بينهم، وقد لاحظ جوزيف جاكسون الأب موهبة أولاده الموسيقية، فبدأ يبحث عن منتج أو متعهد حفلات يمكنه أن يرعاهم، وفي عام 1962م شكل أول فريق غنائي ضم ثلاثة من ابنائه هم جيرمين وجاكي وتيتو، والذين قدموا عروضهم في الحفلات الخاصة والملاهي الليلية، وحققت الفرقة نجاحاً ملحوظاً وذاع صيتها في وسط الولاية، وفي عام 1963 انضم إلى الفرقة الشقيقين مارلون و مايكل جاكسون ، وبالتالي تم تغيير اسم الفرقة إلى جاكسون فايف.
جاكسون فايف والانطلاق :
انضمام مايكل جاكسون وشقيقه مارلون إلى عروض فرقة الأخوة كان سبباً في ازدياد شعبيتها، وذلك لأن كلاهما كان يمتلك موهبة موسيقية فريدة، جذبت انتباه الجمهور وزادت من شهرة الفريق الغنائي، فصار بذلك مؤهلاً للتخلي عن العمل بالملاهي والحانات، والتوجه إلى تقديم العروض على المسارح الكبرى، وهو ما تحقق بالفعل وارتفعت إيرادات الحفلات بشكل تدريجي، وكانت هذه بوابة مايكل جاكسون وأخوته إلى عالم الاحتراف، فلم يعودوا يبحثون عن الفرص بل صاروا يبحثون عن أفضل عرض يقدم لهم من المنتجين، وفي عام 1969م عقد إنتاج أول ألبوم غنائي لهم.
مايكل جاكسون .. عضو الفرقة الرئيسي :
في منتصف التسعينات ذاع صيت فرقة جاكسون فايف بشكل عام وصيت مايكل جاكسون على وجه الخصوص، فقد كان هو عضو الفرقة الأكثر شعبية وجذباً للجمهور، إذ إن موهبته طغت على حضور رفاقه، ومن ثم كان من الطبيعي أن يصبح هو العضو الرئيسي بالفرقة رغم إنه أصغرهم سناً. وقد قادتهم موهبة جاكسون الفريدة إلى التعاقد مع شركة موتاون، بتوصية من مغنية الشركة جلادي نايتس التي شاهدت عرض الفرقة على مسرح أبولو، وفي البداية لم يهتم رئيس الشركة إلى أن جاءته توصية مماثلة من المغنية ديانا روس، وأمام هذا الحماس لمغنيتيه دفعه الفضول لمشاهدة مايكل جاكسون وفرقته، ومن ثم تعاقد مع والدهم ومدير أعمالهم على التعاون معاً في المجال الفني مقابل 2.8% من إجمالي أرباح الألبومات والأغاني الفردية.
العالمية :
خلال فترة السبعينات وحتى أوائل الثمانينات حققت فرقة جاكسون فايف نجاحات باهرة، وباتت الألبومات التي تحمل اسمهم توزع آلاف النسخ حول العالم، وبالتالي بات مايكل جاكسون وأخوته يتلقون عروضاً أفضل من كبرى الشركات العاملة بالمجال الفني، وأبرز هذه التعاقدات كان مع شركة CBS Records المعروفة حالياً باسم Sony EPIC، والتي منحت الأخوة جاكسون 20% من الأرباح بجانب حريتهم في اختيار الكلمات والألحان، وفي عام 1976م خرجت للنور باكورة تعاونهما وهي أغنية Shake your Body التي كتب كلماتها مايكل بنفسه، والتي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً وعائد إيرادات خيالي.
ميلاد الأمبراطور :
في 1978م تلقي مايكل جاكسون للمشاركة في الفيلم الغنائي The Wiz بجانب النجمة اللامعة آنذاك ديانا روس، فوافق على الفور وقدم مجموعة من الأغنيات الناجحة خلال الفيلم، تم تجميعها في ألبوم غنائي يحمل اسمه هو و ديانا روس، ورغم إن الفيلم لم يحقق النجاح المنتظر منه، إلا إنه كان نقطة تحول في مسيرة مايكل جاكسون الغنائية، إذ أن غياب الأخوة أتاح الفرصة أمام مايكل جاكسون لإبراز موهبته في الغناء والرقص، وبالفعل عرض عليه المنتج كوينسي جونز أن يسجل ألبوماً غنائياً بمفرده، ووافق جاكسون على العرض وفي عام 1979م طرح ألبوم Of The Wall، والذي حقق نجاجاً غير مسبوق في عالم الغناء، ومهد الطريق أمام جاكسون لغزو العالم بأغنياته، وتوالت أعماله الفردية منذ ذلك الحين حتى تربع على عرش موسيقى البوب وصار أمبراطوراً للغناء.
الجوائز :
أسطورة مايكل جاكسون الغنائية كان من الطبيعي والمنطقي أن تتوج بالجوائز والتكريمات، والتي حظي بالعديد منها بالفعل. ومن أهم الجوائز التي نالها خلال مسيرته الفنية ما يلي:
- في عام 1984م نال مايكل جاكسون ثماني جوائز جرامي، ليصبح بهذا المغني الأكثر حصولاً على تلك الجائزة في ذات العام.
- في العام نفسه -1984م- نال جاكسون ثماني جوائز بمهرجان جوائز الأغاني الأمريكية.
- جائزة المغني الماسي عام 2006م، باعتباره المغني الذي تحقق ألبوماته أكبر نسبة مبيعات حول العالم.
- في الثمانينات تصدرت صورته مجلة التايم كشخصية العام.
- جائزة World Music Award.
- جائزة American Music Award
- أضيف نجمة تحمل اسمه في ممشى المشاهير في هوليود.
- جائزة Bambi كأفضل مغني موسيقى البوب.
وإجمالاً فإن عدد الجوائز التي حصل عليها مايكل جاكسون خلال مسيرته الفنية تجاوزت الـ 400 جائزة.
حياته الخاصة :
في عام 1994م تصدر الصحف خبر زواج مايكل جاكسون لأول مرة من ليسا ماري بريسلي، وحمل الخبر عنوان ملك البوب يتزوج من ابنة ملك البوب، إذ أن الزوجة هي ابنة ألفيس بريسلي والذي يعد أحد أهم وأشهر المطربين في تاريخ الغناء، ولكن زواج جاكسون من ليسا لم يدم إلا لسنتين فقط، وفي ذات عام انفصالهما تزوج مايكل جاكسون مرة أخرى، وزوجته الثانية كانت ممرضة أمريكية تدعى ديبي روو، ولكن هذه الزيجة أيضاً حُكِم عليها بالفشل ولم تستمر إلا لثلاث سنوات، ورُزِق جاكسون من زوجته الثانية بطفليه باريس وبلانكيت.
التأثير والشهرة :
الإنجاز الذي حققه مايكل جاكسون لم يحققه أي ممن سبقوه، ومن الصعب جداً أن يظهر مغني بمقدوره تكرار ظاهرة جاكسون، فقد تمكن جاكسون من غزو العالم حرفياً، فالكرة الأرضية بأكملها خلال عقد التسعينات كانت تتراقص على نغمات أغنياته، والعالم أجمع كان يستمتع بموسيقاه، فقد تقبل الجميع جاكسون على اختلاف عاداتهم ومعتقداتهم وثقافتهم، وعدد كبير من مغنيين البوب الحاليين يظهر بوضوح مدى تأثرهم بأسلوب جاكسون في الرقص والغناء، ولكن أي منهم لم يتسطع أن يحقق نصف ما حققه هو.
الوفاة :
في الخامس والعشرين من يوينو لعام 2009م تصدر وسائل الإعلام المختلفة نبأ وفاة مايكل جاكسون ،وقد كان ذلك الخبر بمثابة صاعقة ضربت ملايين البشر حول العالم، وجاء الخبر متقدماً على كافة الأخبار الأخرى حتى السياسية والاقتصادية نظراً لأهميته، حتى إن محطة CNN في تقريرها السنوي، اعتبرت خبر وفاة جاكسون هو الخبر الأهم والأكثر متابعة في 2009م.. التشخيص أثبت إن وفاة جاكسون نتجت عن جرعة زائدة من عقار بروبوفول، ومن خلال التحقيقات تبين إنه قُتل على يد طبيبه الخاص كونارد موراي، والذي تمت محاكمته وإدانته بالسجن.
أهم الجوائز التي حصل مايكل عليها هي :
جائزة [ الأسطورة ] سنة 1993
و جائزة [ التاج الثلاتي ] 1993
هاتين الجائزتين صنعتا خصيصاً له أي أول مغني و آخر مغني حصل عليهما
جائزة [ التاج الثلاتي ] تعني : ملك البوب / ملك الروك / ملك السول , أو بمعنى أدق [ ملك الموسيقى ].
إلا أننا لا زلنا نحصر مايكل جاكسون في خانة واحدة و هي [ ملك البوب ]
مايكل تجاوز أغاني البوب لكتساح أغني الروك و السول محطما أرقاما قياسية لم يستطع إلفيس برسلي و لا جيمس براون نفسه حتى تخيلها .
خلاصة القول [ مايكل جاكسون ملك الموسيقى ]