الأميرة ديانا هي واحدة من النساء المنتسبات إلى الأسرة المالكة البريطانية، لكنها ليست أميرة تقليدية، فهي الأميرة التي فاقت شهرتها العالمية شهرة الملكة ذاتها، بجانب أن الأميرة ديانا ليست فقط أميرة ويلز، بل إنها أميرة قلوب الشعب البريطاني والأقرب إليه من بين ابناء الطبقة الحاكمة، ورغم وفاتها قبل ثمانية عشر عاماً كاملة، لا تزال حتى اليوم تحظى بذات الشعبية التي كانت تحظى بها خلال حياتها.
الأميرة ديانا .. من تكون :
شخصية مثل الأميرة ديانا تحظى بكل هذا الحب والاحترام، كان لابد من التوقف أمامها واستعراض سيرتها وتاريخها، أو بصيغة أخرى نجيب على سؤال: الأميرة ديانا .. من هذه؟
ميلادها ونسبها :
الأميرة ديانا هي ابنة جون سبنسر الرابعة من زوجته الأولى فرانسيس فيكونتسة، وشهد ميلادها منزل عائلة سبنسر الشهير في مقاطعة ساندرينجهام، وكان ذلك في الأول من يوليو لعام 1961م، وفي كنف هذه الأسرة العريقة نشأت الأميرة ديانا وترعرعت، فإن عائلة سبنسر هي واحدة من العائلات القليلة، التي ربطتها رابطة وثيقة بالعائلة الملكية لعدة أجيال متعاقبة، ومن الطريف إن ديانا عند ولادتها بقيت لمدة أسبوعين دون اسم، إلى أن تم الاستقرار على اسم ديانا تيمناً بديانا دوقة بيدفورد، و الأميرة ديانا لها أربعة أشقاء يكبرونها سناً هم تشارلز وجين وساره، بجانب جون والذي تُوفي قبل مولد ديانا بعام واحد.
التعليم :
تلقت الأميرة ديانا تعليمها بإحدى المدارس الداخلية للبنات، وهي مدرسة وورث هول والتي كانت تلتحقن بها بنات الطبقة الراقية، وكانت ديانا طوال فترة دراستها ذات قدرة متوسطة على التحصيل العلمي، فلم تكن معروفة بالبلادة وكذا لا يمكن القول بإنها كانت من المتفوقات، بل إنها قد رسبت مرتين خلال المراحل التعليمية المختلفة، ولكنها أظهرت تميز ملحوظ في الأنشطة الفنية وخاصة الموسيقى، فـ الأميرة ديانا قد عرفت طيلة حياتها بإنها عازفة بيانو بارعة، وبعد تلقيها التعليم الأساسي أكملت ديانا دراستها في مدرسة روجمونت السويسرية، وبجانب إتقانها للعزف الموسيقي برعت الأميرة ديانا أيضاً في رياضتي السباحة والغوص، كما تعلمت فن الباليه ومارسته لفترة.
زواجها من أمير ويلز :
أول لقاء جمع بين ديانا وزوجها الأمير تشارلز كان في فترة دراستها بسويسرا، وخلال تلك الفترة كان تربطه علاقة عاطفية بسارة شقيقة ديانا الكبرى، ولكنه في وقت لاحق تقدم لخطبة ديانا وأُعلِن ذلك في شهر فبراير لعام 1981م.. حفلي خطوبة وزفاف ديانا وتشارلز أقل ما يمكن أن يُوصفا به بأنهما أسطوريين، وقد تابعت وسائل الإعلام العالمية الحدثين باهتمام كبير، وبزواج الأميرة ديانا من الأمير تشارلز حملت لقب أميرة ويلز، وقد أسفر هذا الزواج عن نجلي ديانا الأمير هنري والأمير ويليام دوق كامبريدج.
الفارق العمري الكبير -وهو 13 عاماً- بين الزوجين جعلهما على عدم توافق، وكانت علاقتهما طيلة خمس سنوات متسمة بالتوتر والاضطراب، وكان انفصال الأميرة ديانا عن تشارلز أمر متوقع من المقربين منهما، أما آخر مسمار في نعش هذه الزيجة، كان اكتشاف ديانا لعلاقة زوجها بدوقة كورنوال كاميلا، والتي هي زوجته الحالية، وكما كان زواجهما حديث العالم كان انفصالهما أيضاً كذلك، حتى إن الزوجين ظهرا أكثر من مرة كضيوف بوسائل الإعلام المختلفة، وكان كل منهم يلقي باللوم على الآخر ويُحمله مسئولية فشل علاقتهما كزوجين، الأمر الذي أدي إلى تصعيد حِدة الخلافات بينهما.
علاقتها بدودي الفايد :
بعد انفصال الأميرة ديانا عن زوجها تشارلز أمير ويلز، جمعتها الصدفة مع دودي الفايد نجل رجل الأعمال الشهير محمد الفايد، إذ إنها تلقت دعوة من الفايد الأب لقضاء الإجازة هي وابنائها بصحبة عائلته في جنوب فرنسا، وخلال تلك الرحلة تعرفت ديانا على دودي للمرة الأولى، وبسرعة كبيرة تقاربا ونشأت بينهما صداقة وطيدة، سرعان ما تحولت إلى قصة حب لم تسلم من تطفل الإعلام، خاصة وإن طرفيها من الشخصيات العامة والبارزة في بريطانيا، فخرج الثنائي على الملأ ليحسمان الجدل المثار بإعلانهما ارتباطهما ونيتهما في الزواج.
مكانتها في القلوب :
الإنجاز الحقيقي الذي أحرزته الأميرة ديانا خلال حياتها، هو إنها حظت بمكانة في قلوب العامة لم تتبؤها أي من نساء العائلة المالكة في بريطانيا، وذلك لأن ديانا اشتهرت بتواضعها واختلاطها الدائم بالطبقات المختلفة، وهذا كله بجانب مشاركتها الدائمة في الأعمال الخيرية والتطوعية، وهذا كله أكسبها ظهيراً شعبياً ساندها على الدوام في خضم صراعها مع العائلة الملكية.
جوائز وتكريمات :
تلقت الأميرة ديانا العديد من التكريمات والجوائز، سواء بصفتها أميرة ويلز أو تقديراً لمجهوداتها في مجالات العمل التطوعي، ومن أبرز الجوائز التي حصلت عليها الآتي:
- صليب التاج الملكي من ملكة هولندا في 1982م.
- وسام الفضائل من الطبقة الأولى عام 1982م.
- نالت جائزة الإنسانية من مركز بايو مانزو وهو مركز استشاري للأمم المتحة.
- جائزة تقديرية من ولاية نيويورك تقديراً لدعمها الدائم للمنظمات الخيرية.
- حصلت كذلك الأميرة ديانا على رتب عسكرية شرفية، بالعديد من الفرق الملكية سواء داخل إنجلترا، أو من قبل دول أخرى مثل هولندا وكندا، ولكن بعد انفصالها تنازلت ديانا عن جميع هذه الرتب.
حادث وفاتها :
في أغسطس عام 1997م الأميرة ديانا ودودي الفايد لقيا مصرعهما، نتيجة إصابتهما في حادث سير في طريقهما من فندق ريتز إلى شارع أرسين هوساي بفرنسا، وتم نقل كلاهما إلى المستشفى الطوارئ، وخضعت ديانا لعملية جراحية عاجلة في محاولة لوقف النزيف الذي أصابها، لكن أثناء العملية توقف قلبها عن النبض وفشلت كل محاولات إنعاشه، وفي الصباح التالي تم إعلان نبأ وفاة الأميرة ديانا ونجل الاقتصادي الشهير دودي الفايد.
شكوك حول مقتلها :
مقتل الأميرة ديانا لايزال حتى يومنا هذا أحد أكثر الأحداث غموضاً، وهناك شك بأن حادث السيارة كان مُدبراً، فالمقربون من ديانا يؤكدون إنها في أيامها الأخيرة كانت دائمة التوجس، وأعربت لبعضهم تخوفها من أن تتعرض للاغتيال، خاصة بعدما أعلنت هي ودودي نيتهما في الزواج، أما والد الضحية الثانية محمد الفايد فقد اتهم الأمير تشارلز زوج ديانا السابق بإنه من يقف وراء الحادث، وإن مقتل نجله و الأميرة ديانا كان بفعله ومن تدبيره، ولكن في النهاية لم يتوصل أحد إلى دليل قاطع واحد يُثبت به ذلك الافتراض المزعوم، أما أوراق التحقيقات الرسمية فهي تقول بأن حادثة ديانا كان نتيجة السرعة الزائدة، وإن قائد السيارة -الذي راح هو الآخر ضحية الحادث- كان تحت تأثير الكحول.
النصب التذكارية :
ظلت الأميرة ديانا محتفظة بشعبيتها حتى بعد مفارقتها الحياة، ومكانتها في قلوب الشعب البريطاني بصفة خاصة وشعوب العالم بصفة عامة لم تتأثر، والدليل على ذلك هو كم النصب التذكارية التي أقيمت تخليداً لها، ومن بين هذه النصب وأشهرها الآتي:
- نصب ديانا ودودي الهرمي والذي تشكل من مجموعة صور للثنائي.
- في 2005م أقيم النصب الثاني وهو عبارة عن تمثال برونزي يجسد دودي وهو يرقص بصحبة ديانا.
- هذا بخلاف الأماكن التي تم إطلاق اسم الأميرة ديانا سبنسر عليها لتخليده، ومنها:
- ملعب ديانا الواقع بوسط حدائق كنسينجتون في لندن.
- نافورة الأميرة ديانا في هايد بارك لندن.
- طريق أميرة ويلز الواصل بين حدائق كنيسنجتون وهايد بارك.
أضف تعليق