زين الدين زيدان هو اسم خال البعض إنه عاد للأضواء مجدداً مع توليه منصب المدير الفني لريال مدريد مؤخراً، خاصة وإن نتائج الفريق قد تحسنت خلال فترة وجيزة من توليه المهمة، بينما الحقيقة إن اسم زين الدين زيدان لم يغب عن الأضواء أبداً، على الرغم من اعتزاله كرة القدم في عام 2006م، إلا إنه لا يزال حتى اليوم يحظى بشعبية طاغية بين ابناء الشعب الفرنسي، فهم يرونه من أفضل اللاعبين الذين ارتدوا قميص منتخبهم في التاريخ، وكذلك مشجعي ريال مدريد الإسباني لا يزالوا يذكرون لمسات زيدان الساحرة بأرض الملعب..
زين الدين زيدان .. من هذا ؟
لا جدال إن زين الدين زيدان أحد أساطير كرة القدم الخالدة، لكن السؤال هو: كيف صارف كذلك؟
الميلاد والأصل العربي :
زين الدين زيدان وكما هو واضح من اسمه فهو ذو أصول عربية وتحديداً جزائرية، على الرغم من إنه لا يحمل سوى الجنسية الفرنسية، فقد وُلِد لأبوين عربيين مسلمين يحملان الجنسية الجزائرية، هما إسماعيل زيدان ومليكة، وقد هاجر الزوجان في 1960م من موطنهم الأصلي منطقة القبائل بالجزائر إلى فرنسا، وتنقلوا هناك بين أكثر من مدينة إلى أن استقروا في شمال مرسيليا، وأنجبا خمسة أطفال أصغرهم سناً اسموه زين الدين، والذي وُلِد في الثالث والعشرين من يونيو لعام 1972م.
العشق المبكر لكرة القدم :
علاقة زين الدين زيدان بلعبة كرة القدم بدأت في وقت مبكر جداً من عمره، فحين ركل الكرة بقدمه الصغيرة للمرة الأولى كان في عمر الخامسة تقريباً، وكان ذلك في الساحة الرياضية المخصصة للحي الذي يسكن به، والمُسماه ملعب الترتان، وكان زيدان دائم التردد على تلك الساحة، وشارك في العديد من المباريات مع أطفال الحي، وبطبيعة الحال كان أصغرهم سناً لكن هذا لم يمنعه من إظهار مهاراته وموهبته الفريدة، ولهذا ذاع صيته في وسط الحي بصفته الطفل المعجزة، وحين التحق بالمدرسة كان يقضي كامل أوقات فراغه في الملعب، وقد تأثر تحصيله الدراسي بشغفه بممارسة كرة القدم، لكن على كل حال لم يتأثر بدرجة كبيرة ففي النهاية كان متوسطاً ومقبولاً.
زيدان ناشئاً :
انقضت مرحلة ممارسة اللعبة في الساحات الشعبية في عام 1988م، حين تم قبوله للانضمام إلى صفوف فريق الناشئين بنادي كان الرياضي، ليخوض زين الدين زيدان بذلك أولى مبارياته خلال بطولة رسمية، ومن خلال ذلك النادي الصغير برزت موهبته الكبيرة، فجذب انتباه محللي كرة القدم وأثار إعجاب الجماهير، واستمر في اللعب لصالح نادي كان حتى عام 1992م، حين قُدِم إليه عرضاً للانتقال إلى نادي جيروندينس دي بوردو الفرنسي، وبذلك كان زيدان قد اتخذ أولى خطواته الحقيقية في عالم كرة القدم كأحد مُحترفيها.
زيدان في دائرة الضوء :
استمر زين الدين زيدان مع نادي جيروندينس دي بوردو الفرنسي خلال الفترة ما بين 1992م وحتى 1999م، وفي أولى المواسم التي شارك بها ضمن صفوف الفريق، أثبت إنه يستحق وبجدارة أن يكون ضمن التشكيل الأساسي له، حيث تمكن من إحراز عشرة أهداف، وبالمواسم التالية انخفض معدل تهديفه لكنه بقي عضواً مؤثراً، إذ إنه قام بصناعة النسبة الأكبر من إجمالي أهداف فريقه، وكان من الأسباب الرئيسية التي قادتهم للفوز ببطولة كأس إنترتوتو عام 1995م، والوصول إلى المباراة النهائية وإحراز المركز الثاني ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي 1999م.
زيدان بالأندية الكبرى :
خلال مسيرة زين الدين زيدان مع نادي بوردو تمكن من إثبات نفسه، وخلال تلك السنوات القليلة وضع اسمه في قائمة أفضل لاعبي العالم، مما فتح أمامه الباب على مصرعيه ليلتحق بتشكيلات الفرق الكبرى بالعالم، وصارت الفرصة متاحة له ليصنع أسطورته الخاصة في عالم كرة القدم، وللحق فقد اغتنم زيدان هذه الفرصة على أكمل وجه، وصار أسطورة كروية خالدة من خلال لعبه ضمن صفوف نادي اليوفنتوس الإيطالي ثم نادي ريال مدريد الإسباني، وقد أحرز زين الدين زيدان مع الناديين العديد من البطولات، بخلاف الإنجازات العديدة التي حققها مع المنتخب الفرنسي القومي، وأهمها بالطبع الفوز بلقب بطولة كأس العالم لعام 1998م.
زوجته.. تميمة حظه :
لم يُعرف عن زين الدين زيدان إن كان له علاقات نسائية متعددة قبل أو بعد زواجه، ويُرجع البعض ذلك إلى حرص والديه على غرس القيم الشرقية والتعاليم الإسلامية في نفسه، على الرغم من نشأته وسط مجتمع أوروبي له عادات وتقاليد مغايرة، ولهذا فإن زيدان حين عثر على نصفه الآخر وتملكته مشاعر الحب اتخذ قراره بالزواج، وكان نجم الكرة الفرنسي قد التقى في عام 1992م مع فيرونيك فيرناندز، ونشأت بينهما علاقة عاطفية فاتخذا قرارهما بالزواج، ومنذ ذلك الحين صارت الزوجة تدعى فيرونيك زيدان نسبة إليه، وأنجب الزوجين ثلاثة ابناء هم لوكا وثيو وإنزو زيدان. ويصف زين الدين زيدان زوجته بإنها تميمة حظه، إذ أنه مع بداية تعارفهما تلقى عرضاً بالانتقال إلى نادي بوردو الشهير، وخلال أول مواسمه مع ناديه الجديد تمكن من إحراز عشرة أهداف فذاع صيته، وبعد أقل مرور العام الثاني لزواجهما ارتدى زيدان لأول مرة قميص المنتخب الفرنسي، كما تلقى أول عرض للاحتراف خارج فرنسا، وكان مُقدماً من نادي اليوفينتوس وهو أحد أشهر وأقوى الأندية في الدوري الإيطالي لكرة القدم.
الإنجاز الشخصي :
تمكن زين الدين زيدان من تخليد اسمه، ليس في ذاكرة تاريخ كرة القدم فحسب بل في التاريخ الفرنسي بشكل عام، فهو رغم اعتزاله لا يزال اللاعب الأكثر شعبية في فرنسا، ويُعتبره الشعب الفرنسي من أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخهم، وهي مكانة لم يبلغها أي لاعب كرة قدم آخر.
البطولات :
التاريخ في عالم كرة القدم لا يوثق إلا من خلال الألقاب والبطولات، وقد كان زين الدين زيدان عضواً مؤثراً بتشكيلات كافة الفرق التي لعب لصالحها، ومن أبرز هذه البطولات في مشوار زيدان الكروي ما يلي:
- بطولة كأس العالم 1998م مع المنتخب الفرنسي.
- بطولة الأمم الأوروبية 2000م مع المنتخب الفرنسي.
- حمل لقب الدوري الإيطالي أربع مرات مع نادي اليوفينتوس.
- كأس السوبر الإيطالي مع اليوفينتوس.
- كأس السوبر الأوروبي مع اليوفينتوس.
- حمل لقب الدوري الإسباني مرتين مع نادي ريال مدريد.
- كأس السوبر الإسباني مع ريال مدريد.
- كأس الإنتركونتيننتال مع ريال مدريد.
- كأس السوبر الأوروبي مع ريال مدريد.
إنجازات زيدان الشخصية :
بجانب البطولات الكروية التي أحرزها زين الدين زيدان مع الأندية التي لعب بها أو المنتخب الفرنسي، فقد تمكن أيضاً من الفوز بالعديد من الألقاب والجوائز الخاصة، وهو ما يُثبت إنه بحق أحد أبرز أساطير كرة القدم، ومن بين تلك الجوائز:
- فاز زيدان بجائزة أفضل لاعب بالعالم ثلاث مرات.
- فاز بجائزة أفضل لاعب أروربي بمركز وسط الملعب مرتين.
- أفضل لاعب بالعالم باستفتاء World Soccer.
- شخصية العام الكروية للموسم 2001/2002م حسب تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
- جائزة الكرة الذهبية.
- فاز بجائزة Onze كأفضل لاعب أوروبي 7 مرات (ثلاث مرات مركز أول، وثلاث مرات مركز ثاني، ومرة واحدة كمركز ثالث)
- تم اعتباره شخصية فرنسية قومية في عام 1998م.
- تم اختياره كأثي أكثر الشخصيات المؤثرة في فرنسا.
أضف تعليق