نيكولاس كيدج هو أحد أشهر نجوم السينما في العالم، قدم للسينما أكثر من 70 فيلماً منذ بداية مسيرته في 1981م وحتى اليوم، وقد لعب دور البطولة في النسبة الأكبر من هذه الأفلام، ومن خلالها قدم نيكولاس كيدج مجموعة أدوار بالغة التنوع، كذلك كان حريصاً على عدم حصر إمكانيته وموهبته في إطار محدد، فقدم أعمالاً كوميدية وأخرى تراجيدية بجانب أفلام الإثارة والرعب والخيال العلمي، وربما هذا التنوع يراه البعض أمر طبيعي، أما غير الطبيعي والخارج عن المألوف هو إن كيدج قد أبدع في كافة هذه الأنواع بنفس الدرجة، وهو ما يجعله يتخطى مرتبة الممثل إلى مرتبة الأسطورة الفنية.
نيكولاس كيدج .. من هذا :
نيكولاس كيدج هو الإرهابي كاستور تروي في face off، وهو العالم ستانلي جودسبيد في The rock، والمحتال روي ولر في Matchstick men، وتاجر السلاح يوري أورلف في Lord of war.. فماذا إن نزعنا كل هذه الأقنعة، وسألنا نيكولاس كيدج .. من هذا؟
الميلاد والوالدين :
في السابع من يناير لعام 1964م وُلد نيكولاس جيم كوبولا، أو من يعرفه العالم في يومنا هذا باسم نيكولاس كيدج ،وكان ذلك في مدينة لونج بيتش بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وأصول كيدج تجمع ما بين الإيطالية والألمانية وبولندية، والده هو السيد أوجست فلويد كوبولا صاحب الأصول الإيطالية، والذي كان يشغل منصب أستاذ الأدب، أما والدته فهي الفنانة جوي فوجيلسان والتي بدأت كراقصة استعراضية، ثم صارت مدربة للرقص، ونشأ نيكولاس كيدج في كنف تلك الأسرة المسيحية الكاثوليكية، والتي كانت يعرف عنها التزامها الديني، والتي حرصت على ترسيخ تعاليم الدين في نفوس أطفالها منذ نعومة أظافرهما، ولنيكولاس شقيقين هما مارك كوبولا وكريستوفر كوبولا.
الحلم المُبكر :
عشق نيكولاس كيدج الفن وهو لا يزال بمرحلة الطفولة المبكرة، وانجذب إلى السينما بشكل خاص، فكان حلم طفولته أن يصير جزءاً من هذا العالم الساحر الذي يشاهده على الشاشات، وإن كان غير قادر بعد على تحديد وجهته بدقة، فلم يكن قد اتخذ قراره بإن كان سيصير كاتباً للسيناريو أم منتجاً أم مخرجاً أم ممثلاً، فلم يكن قادر بعد على الفصل بين تلك المسميات بشكل صحيح، لكن كل ما كان يعنيه أن يكون أحد صُناع الفن السابع، وكان مثله الأعلى في هذه المرحلة هو عمه المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا.
التعليم والخطوة الأولى :
نيكولاس كيدج خلال سنوات دراسته جميعها عُرف بتحصيله العلمي المتوسط، فلم يكن في مصاف الأوائل والمتفوقين، وكذلك لم تكن درجاته في الاختبارات بالغة السوء، وربما كان بإمكانه تحسينها لولا اهتمامه بموهبته، وعمله على استكشاف قدراته التمثيلية عام بعد عام، وحين بلغ سن الالتحاق بالتعليم الثانوي، تقدم بأوراقه إلى مدرسة بيفرلي هيلز، والتي تشتهر باهتمامها بالأنشطة الفنية، وإن كثير من المشاهير في عالم الفن قد تخرجوا منها، وبالفعل وجد نيكولاس كيدج ضالته داخل هذه المدرسة، إذ تمكن أخيراً ولأول مرة من الوقوف على خشبة المسرح، وذلك من خلال تقديمه أحد الأدوار بالعرض المسرحي المدرسي، فتمكن من اختبار موهبته التي أدهشت الجميع، فنال استحسان مُعلميه وزملائه الذين شجعوه على الاستمرار، فالتحق بعد إتمامه للدراسة الثانوية بمعهد UCLA لتعليم الفنون المسرح والسينما.
عالم الاحتراف :
اعتادنا عند رصد تاريخ المشاهير ومشوارهم نحو النجاح، أن نصف البداية بالصعبة والشاقة وإنهم قد بذلوا الكثير من الجهد، لكن هذا كله لا يمكن قوله عن رحلة نيكولاس كيدج إلى عالم السينما، فالطريق أمامه كان ممهداً مفروشاً بالحرير، وأبواب المخرجين والمنتجين كانت مفتوحة أمامه على مصرعيها، وهذا كله بفضل عمه فرانسيس فورد كوبولا، فهو ليس مجرد مخرج جيد، بل إنه أحد أساطير الفن في هوليود، وهو من قدم الثلاثية الرائعة والخالدة الأب الروحي أو The god father، ومن ثم كان من اليسير عليه أن يصل إلى الاستوديوهات، ويحصل على أدوار صغيرة أو متناهية الصغر بالأفلام.
كيدج .. البطل الخارق المتمرد :
ما سبق ذكره عن قرابة نيكولاس كيدج بالمخرج فرانسيس كوبولا، لا يعني إن الطريق أمامه كان خالياً من كافة الصعوبات، لكنه يعني إن الصعوبة في حالة نيكولاء كانت مختلفة بعض الشئ، أو بمعنى أدق هو من وضع العراقيل في طريق نفسه.. فقد تمكن من خلال الأدوار التي حصل عليها من إثبات نفسه، وجذب أنظار المشاهدين وبات بعضهم يشير إليه بالشارع وإن كان يجهل اسمه، لكن زملاء العمل كانوا يرون غير ذلك، واستشعر نيكولاس إن بعضهم يرى إنه لم يبلغ ما بلغه إلا لوساطة عمه المخرج العملاق، ومنذ ذلك الحين صار نيكولاس ينكر صلة قرابته بفرانسيس كوبولا، ويدعي إن ذلك ما هو إلا تشابه في الاسماء. ثم قرر تغيير اسمه وبدلاً من نيكولاس كوبولا بدأ يطلب من المخرجين تسميته نيكولاس كيدج ،وقد اختار اسم “كيدج” تيمناً بشخصية البطل الخارق بقصص الكوميكس “لوك كيدج”.
الحياة الشخصية :
الجانب الشخصي من حياة نيكولاس كيدج بطبيعة الحال لم يكن بمنأى عن الأضواء، فدائماً ما تلاحقه وسائل الإعلام كما هو الحال مع كافة المشاهير، وبصفة خاصة مشاهير الفن والسينما، ولكن عُرف نيكولاس كيدج باستقامته وعدم تعدد العلاقات النسائية في حياته، ولكن على الرغم من هذا فقد بلغ عدد زيجاته ثلاثة، وهم كالآتي:
- الزوجة الأولى لنيكولاس كانت بارتيشا أركويت، والتي أعلن زواجه منها في أبريل 1995م، ودام زواجهما قرابة خمس سنوات، وأعلن خبر انفصال الثنائي في نهاية عام 2001م.
- الزوجة الثانية فهي ليزا ماري بريسلي وهي من عائلة المطرب العالمي ألفيس بريسلي، تزوج منها نيكولاس كيدج في أغسطس 2002م، وهي أفشل زيجات النجم العالمي بحسب ما وصفتها به التقارير الصحفية، فقد تم الطلاق بينهما في عام 2004م.
- الزوجة الثالثة هي أليس كيم كيدج والتي أعلن نيكولاس ارتباطه بها في يوليو 2004م، ورغم إنها لم تعد تظهر معه مؤخراً، إلا إن أي من الطرفين لم يعلن خبر الانفصال أو انتهاء العلاقة.
نيكولاس كيدج له ابنين من زيجاته الثلاثة، أولهما وسطون كوبولا كيدج المولود في ديسمبر 1990م، من زوجته الأولى بارتيشا أركويت، أما الابن الثاني وهو من الزوجة الثالثة أليس كيم كيدج، فقد وُلد في 2005م وقد سُمي كال إل، تيمناً باسم شخصية سوبر مان على كوكب كريبتون، بحسب قصة البطل الخارق، وهو ما يثبت مدى ولع نيكولاس كيدج بقصص الأبطال الخارقين.
الجوائز والترشيحات :
مسيرة نيكولاس كيدج الفنية زاخرة بالعديد من الأدوار المميزة والبارزة، نتج عنها ترشيحه وفوزه بالعديد من الجوائز السينمائية العالمية، فهناك نجمة مسجلة باسمه في ممشى المشاهير، وكذلك صُنف ضمن الـ100 ممثل الأفضل في التاريخ، وحاز على جائزة بافتا BAFTA، وجائزة سكرين أكتوز وغيرهم الكثير، ولكن تبقى الجائزتين الأبرز في مشواره هما جائزتي جولدن جولب وجائزة الأوسكار، والتي نالهما عن دوره في فيلم مغادرة لاس فيجاس أو Leaving Las Vegas.
الإنجاز الأكبر :
أثرى نيكولاس كيدج الحياة الفنية بالعديد من الأعمال الناجحة، ولكن يبقى إنجازه الأكبر في إنه يعد مثل أعلى وقدوة يحتذى بها، فهو من القلة التي كان أمامها الطريق السهل اليسير، واختار بإرادته أن يخوض الصعاب، فقط كي يثبت نفسه ويؤكد على إن كل ما بلغه من مجد وما حققه من نجاح يستحقه بجدارة، نيكولاس كيدج يوم بعد يوم أكد إنه كان محقاً حين تخلى عن وساطة عمه فرانيسي كوبولا، لإنه في الأصل لا يحتاجها وموهبته تكفيه.
أضف تعليق