مايكل شوماخر هو اللاعب الأشهر على الإطلاق في تاريخ رياضة سباقات السيارات، خاض مايكل شوماخر خلال مسيرته قرابة 300 سباقاً وحقق المركز الأول في 91 سباقاً منهم، وبشكل عام جاء في مركز متقدم في حوالي 85% من إجمالي السباقات، فاستحق عن جدارة أن يحمل لقب أسطورة السباقات وأن يحظى بتلك الشهرة التي تضاهي شهرة نجوم كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
مايكل شوماخر .. من هذا؟
مايكل شوماخر هو قائد سيارات السباق الأشهر على الإطلاق في تاريخ تلك اللعبة، فترى كيف كانت مسيرته الرياضية؟ متى بدأت؟ وكيف ولماذا انتهت؟
الميلاد والأسرة :
مايكل شوماخر واسمه بالكامل مايكل لرولف شوماخر، وُلِد في الثالث من يناير عام 1969م بمدينة هورث في ألمانيا الغربية، والداه هما الألمانيان لرولف وإليزابيث شوماخر، وقد كان والده من المهتمين بالسباقات الرياضية بصفة عامة وسباقات السيارات بوجه الخصوص، وقد تأثر أولاده به بدرجة كبيرة، وهو ما يفسر أن مايكل شوماخر وشقيقة الأصغر رالف شوماخر قد صارا من أشهر سائقي سباقات السيارات في تاريخ الفورمولا.
الدراسة :
درس مايكل شوماخر في -مسقط رأسه- مدينة هيث الألمانية، حيث تنقل بين مدارسها وقد عُرف عنه تفوقه الدراسي خلال المراحل التعليمية المختلفة، وقد برع في دراسة اللغات حتى أنه يتحدث ثلاث لغات أجنبية بطلاقة إلى جانب -لغته الأم- اللغة الألمانية، وهم اللغات الإنجليزية والإيطالية الفرنسية.
بطل منذ الطفولة :
علاقة مايكل شوماخر بعالم سباق السيارات بدأت في وقت مبكر جداً من عمره، حيث بدأ المشاركة في سباقات الكارت Peda Kart وهو في الرابعة من عمره بتوجيه من والده، والكارت أو Karting نوع من السباقات المُبسطة تستخدم بها سيارات ترتكز على أربعة عجلات صغيرة، ويُذكر أن والدا شوماخر قد اضطرا للحصول على عمل إضافي لتوفير نفقات التدريب والمشاركة في السباقات.
أظهر مايكل شوماخر شغفاً كبيراً بقيادة السيارات وبرع فيها رغم صغر سنه، مما جعله يحظى بدعم مادي من أحد رجال الأعمال المحليين، وفاز شوماخر بأول بطولة في حياته وهو في عمر السادسة وكانت بطولة صغيرة تقتصر على لاعبي أحد الأندية، وفي سن الثانية عشر على ترخيص لوكسمبورغ للمشاركة في السباقات.
الاحتراف :
احترف مايكل شوماخر سباقات السيارات من خلال مشاركاته في فورمولا وان وكانت البداية من الأردن عام 1991م، حيث كان بديلاً للسائق رقم 32 برتراند جاشوت، وفي نفس العام تمكن من تحقيق العديد من المراكز المتقدمة وأنهى الموسم برصيد أربع نقاط من أصل ستة، كما قدم عرضاً قوياً ضمن سباق الجائزة الكبرى للسيارات المقامة في إيطاليا Italian Grand Prix، حيث جاء في مركز متقدم على المتسابق نيلسون بيكيه الحاصل على لقب بطل العالم ثلاث مرات.
الانطلاق والعالمية :
قدم مايكل شوماخر أداءً مميزاً في مختلف السباقات التي شارك بها ضمن فاعليات فورمولا وان منذ انضمامه إليها، وفي آواخر التسعينيات صار شوماخر أبرز متسابقي الفورمولا، وقائد سيارات السباق الأشهر على الإطلاق حول العالم، وفي عام 2006م جاء في صدارة استفتاء الاتحاد الدولي للسيارات FIA بصفته المتسابق الأكثر شعبية بين مشجعي فورمولا واحد Formula 1.
الاعتزال الأول :
اتخذ مايكل شوماخر في عام 2006م قراراً باعتزال رياضة سباق السيارات، وهو الخبر الذي شكل صدمة قوية بالنسبة لمشجعي ومحبي هذه الرياضة، ورغم انطلاق العديد من الدعوات التي تطالبه بالعدول عن قراره إلا أنه تمسك به، معللاً ذلك بتعرضه للإجهاد نتيجة المشاركة المتواصلة في سباقات فورمولا على مدى 16 عاماً.
لم يبتعد مايكل شوماخر -رغم اعتزاله- عن سباقات السيارات التي يعشقها، حيث شغل منصب مستشار فريق فيراري، وفي عام 2009م ترددت أقاويل عن نيته في العودة إلى عالم الفورمولا من خلال فريق تورو روسو، ولم يصرح شوماخر بما يؤكد أو ينفي تلك الأقاويل.
العودة إلى مضمار السباق :
عاد مايكل شوماخر إلى عالم السباقات بالفعل في عام 2010م ولكن ليس كعضو في فريق تورو روسو كما أُشيع، بل انضم إلى فريق مرسيدس GP إلى جانب مواطنه نيكو روزبرج، وكانت عودة شوماخر بالغة القوة وأثارت الكثير من الجدل، أولاً بسبب حالة الترقب الكبيرة التي سبقتها بجانب قيمة العقد المرتفعة نسبياً مقارنة بعقود متسابقي السيارات، حيث وقع شوماخر عقداً لمدة ثلاث سنوات بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني.
أداء شوماخر داخل مضمار السباق -بعد عودته- كان مُخيباً للآمال، حيث أن النتائج التي حققها -وإن كانت مقبولة- لم ترتق إلى سقف طموحات الجماهير، وقد ارجع البعض ذلك إلى تقدم شوماخر في العمر وافتقاده بعض المهارات نتيجة ابتعاده عن السباقات لعدة سنوات.
الإصابة والاعتزال :
في آواخر عام 2013م تعرض مايكل شوماخر لإصابة خطيرة في منطقة الرأس أثناء ممارسته رياضة التزلج، تم نقل شوماخر للمستشفى في حالة حرجة، ودخل في غيبوبة استمرت لأكثر من ستة أشهر كاملة، وفي منتصف 2014م استعاد وعيه وبدأ في الحصول على جلسات العلاج وجلسات التأهيل الخاص.
الحالة الصحية لـ مايكل شوماخر بعد إفاقته من الغيبوبة لم تمكنه من العودة إلى مضمار السباق مرة أخرى، لكن رغم ذلك لا يزال اسم مايكل شوماخر حاضر بقوة في مختلف الفاعليات الرياضية وخاصة الفاعليات الخاصة برياضة سباقات السيارات، حيث أن شوماخر كان وسيظل أبرع من جلس وراء عجلة قيادة سيارات السابق.
ملك السباقات الرطبة :
أهم العوامل التي حققت أسطورة مايكل شوماخر في عالم سباقات السيارات هي قدرته الفائقة على خوض السباقات الرطبة Wet races، حيث يرى النقاد والمتخصصون أنها أصعب أنواع السباقات على الإطلاق، كما أن الفوز فيها لا يعتمد على مواصفات السيارة أو القدرات الميكانيكية بقدر ما يعتمد على مهارة السائق، حيث يكون من الصعب السيطرة على السيارة والتحكم بها على الأراضي الزلقة، واجتياز شوماخر لأغلب هذه السباقات وتحقيقه المركز الأول بها هو الدليل الأقوى على تميزه وتفرده.
الأثر والإنجاز :
أثر مايكل شوماخر لا يتمثل في عدد السباقات التي أحرز فيها مركزاً متقدماً أو عدد البطولات التي حصدها، بل يتمثل في كونه واحد من أكثر الشخصيات إلهاماً حول العالم، حيث تمكن من تحقيق شهرة طاغية على مستوى العالم، حتى أن البعض يرى أن شعبية شوماخر تفوق شعبية الرياضية التي يمارسها، ذلك يعود إلى اجتهاده وتميزه وتقدمه أداء رائع داخل مضمار السباق يستمتع بمشاهدته الجميع بما في ذلك غير المهتمون بعالم سباقات المحركات.
التكريمات :
حصد مايكل شوماخر العديد من الجوائز والبطولات على مدار مسيرته الرياضية الحافلة بالإنجازات، منها تحقيقه لقب بطل العالم أكثر من مرة وحصد المركز الثاني في سباقات فورمولا فورد الأوروبية والمركز الأول في سباق الجائزة الكبرى البلجيكي وسباق الجائزة الكبرى الصيني وغيرهم، وبشكل عام فقد حقق مايكل شوماخر 91 انتصاراً على مدار سنوات احترافه.. كذلك نال شوماخر العديد من التكريمات لتميُزه الرياضي من أهمها:
- وسام جوقة الشرف
- تم منحه الجنسية الإيطالية تقديراً لإنجازاته الرياضية
جهود شوماخر الإنسانية :
شارك مايكل شوماخر في العديد من الأعمال التطوعية والخيرية مستغلاً الشعبية الطاغية التي يحظى بها في أوروبا والعالم، حيث ساهم في جمع التبرعات لصالح العديد من الجمعيات الخيرية، علاوة على تبرعه الشخصي بعشرات الملايين من الدولارات، كما تم اختيار شوماخر من قبل منظمة اليونسكو ليكون أحد سفراء النوايا الحسنة التابعين لها.
أضف تعليق