مصطفى حسني هو أحد ألمع الاسماء المعاصرة على الساحة الإعلامية وخاصة الإعلام الديني أو الدعوي، حقق مصطفى حسني شعبية طاغية في زمن قياسي خاصة بين الشباب والمراهقين، وتعد برامجه اليوم من البرامج التلفزيونية الأكثر متابعة على الشاشات العربية، كما جاءت كتبه ضمن قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في مصر والمنطقة العربية بشكل عام، فترى كيف استطاع تحقيق هذا النجاح؟ وكيف تمكن في فترة قياسية أن يصبح أشهر الدعاة الشباب؟
مصطفى حسني .. من هذا ؟
مصطفى حسني ليس مجرد مقدم برامج أو داعية شاب بل أن التأثير الذي أحدثه يضعه في مكانة أرقى من ذلك، ويمكن اعتباره من بين الشخصيات العربية الأكثر تأثيراً، حيث أنه في نظر قطاع كبير من جيل الشباب قدوة ومثل أعلى يحتذى به.. فترى كيف كانت مسيرته الدعوية؟ وكيف تمكن من تحقيق ذلك التأثير؟
النشأة والدراسة :
اسمه بالكامل مصطفى حسني عبد السلام وُلِد في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1978م، كان ذلك في العاصمة المصرية القاهرة، نشأ مصطفى حسني في كنف أسرة مصرية مسلمة تنتمي للطبقة المتوسطة. تلقى مصطفى حسني تعليمه الأساسي بمراحله المختلفة في القاهرة، وبعد إتمامه مرحلة الدراسة الثانوية انضم إلى كلية التجارة جامعة عين شمس والتي حصل منها على درجة البكالوريوس.
يروى أن علاقة مصطفى حسني بالعلوم الدينية قد بدأت خلال فترة دراسته الجامعية، والفضل فيها يعود لأحد الأصدقاء ممن دعوه لحضور بعض حلقات العلم التي تعقد بمسجد قريب من بيته، تأثر مصطفى بتلك الدروس ويقول أنها غيرت منظوره للدين، حيث لم يعد يراه مجموعة من الأحكام والأوامر بقدر ما هو مجموعة ضوابط تنظم حياة الإنسان وترتقي بها وتقوده إلى السعادتين سعادة الدنيا وسعادة الآخرة، ومن هنا بدأ شغفه بالدين وازدادت رغبته في التعمق في دراسته.
العمل والدراسات الدينية :
بعدما تخرج مصطفى حسني من كلية التجارة عمل في مجال المبيعات والتسويق، وقد تفوق في هذا المجال مما مكنه من التنقل بين شركة وأخرى، حتى بلغ منصب مدير قسم المبيعات بإحدى الشركات، لكن كان شغفه بالدين قد بلغ ذروته فقرر دراسته إلى جانب العمل، وبالفعل انضم إلى صفوف معهد إعداد الدعاة الذي يتبع وزارة الأوقاف المصرية، وتأثر مصطفى بالعديد من مشايخه ومعمليه في المعهد، وقرر في تلك المرحلة أن يغير مجال عمله وأن يتجه إلى العمل الدعوي.
عمله الدعوي :
بعد إتمام مصطفى حسني لدراسته في معهد إعداد الدعاة قام بعقد عدة ندوات في عدد كبير من الجامعات والمعاهد المصرية، كما كان يلقي درساً أسبوعاً بأحد مساجد مصر الجديدة، ثم اتجه إلى العمل التلفزيوني فقد عدد من البرامج الدينية قصيرة المدة، لكن تلك البرامج حققت نجاحاً كبيراً وسريعاً فتضاعفت شهرته، ومهد هذا الطريق أمامه لتكرار التجربة وتقديم برامج أخرى ذات فترات زمنية أطول.
ذاع صيت مصطفى حسني بعد تقديمه لأول برنامجين في عمله التلفزيوني، ثم أصبحت برامجه من البرامج الرئيسية في شهر رمضان الكريم، والتي تحقق نسب مشاهدة مرتفعة كما تأتي في مركز متقدم على موقع يوتيوب من حيث عدد مرات المشاهدة، ومن أبرز البرامج التي تولى إعدادها وتقديمها عبر قناة اقرأ وعدد من القنوات الفضائية الأخرى ما يلي :
- برنامج على طريق الله
- برنامج عمار الأرض
- برنامج سحر الدنيا
- برنامج مدرسة الحب
- برنامج الكنز المفقود
- برنامج خدعوك فقالوا
- برنامج على باب الجنة
- برنامج إنسان جديد
- تأثيره وإنجازه :
الإنجاز الأكبر الذي حققه مصطفى حسني يتمثل في تمكنه من التواصل مع جيل الشباب وحثهم على التقرب إلى الله وإرشادهم إلى الطريق القويم، وقد تمكن من تحقيق ذلك باتباعه لأسلوب سهل وسلس في الدعوة إلى الله يعتمد على الترغيب لا الترهيب، فهو يتحدث عن الفضل والبركة والمغفرة أكثر من العذاب والعقاب والذنوب، كما أنه ربط بين التعاليم الدينية والمعاملات الإنسانية وأثبت بأن الالتزام الديني لا يتعارض مع الاستمتاع بالحياة، بل على العكس فإن السعادة لا تتحقق للإنسان إلا بتقربه من المولى عز وجل.
حياته الخاصة :
السيدة أمل سعد هي زوجة مصطفى حسني ورفيقة دربه منذ بدايته، وقد صرح الدعاية ذات يوم بأن اللقاء الأول بينه وبين زوجته كان عن طريق الصدفة البحتة، وكان ذلك أثناء عمله في مجال المبيعات، حيث كان يجري اتصالاً بإحدى العميلات يستأذنها في زيارتها كي يعرض عليها منتجاً ما، وأثناء انتظاره على الهاتف كان يتحدث إلى السكرتيرة في بعض الأمور الدينية وعن فضل الحجاب، وكانت ابنة العميلة على الجانب الآخر تستمع لما يقوله عبر الهاتف وأعجبت بأسلوبه.
توجه مصطفى إلى منزل العائلة بصفته مندوب تسويق ليعرض عليهم منتجات الشركة، وهناك التقى بابنة العميلة والتي أخبرته بإعجابها بأسلوبه في الحديث عن الدين، فأخبرها بالأماكن التي تعقد بها الدروس الدينية التي يحضرها وحثها هي الأخرى على الحضور إليها، فوافقت الأم وتوجهت الابنة إلى تلك الدروس فتكرر اللقاء بينهما، ورأى كل منهما في الآخر الشخص الذي يصلح لأن يكون شريك حياته، فتقدم مصطفى إلى أسرتها طالباً الزواج منها وتم قبول طلبه وتمت الزيجة، ورُزق الزوجان بثلاثة ابناء وقد ظهر الداعية الشاب برفقة أسرته في أكثر من مناسبة عامة.
الكتب :
نشاط مصطفى حسني الدعوي لم يقتصر فقط على تقديمه للبرامج التلفزيونية أو عمله كمعد برامج ضمن فريق قناة اقرأ، بل أنه كذلك كتب أكثر من 50 مقالة، تم نشر أغلبها من خلال موقع بوص وطل وكذلك من خلال موقعه الخاص على شبكة الإنترنت، هذا بجانب مجموعة الكتب التي قام بإصدارها والتي كان أغلبها يحمل عناوين برامجه ويناقش نفس القضايا التي طرحت من خلالها ولكن بصورة أعمق وأكثر شمولية، ومن أبرز كتبه التالي:
- كلام ربي
- قصة حب
- عيش اللحظة
- الكنز المفقود
النشاط الدعوي :
بجانب البرامج التلفزيونية والكتب التي أصدرها يقوم الداعية مصطفى حسني بالعديد من الأنشطة الدعوية الأخرى، والتي تعتمد أغلبها على التواصل المباشر مع الجماهير، ومن أمثلة ذلك:
- إلقاء الندوات في الجامعات والمعاهد المصرية
- تقديم درس شبه إسبوعي بمسجد يوسف الصحابي في مصر الجديدة
- تقديم درس شهري في ساقية الصاوي بالقاهرة
- إلقاء خطبة الجمعة في مسجد بلال في المقطم مرتين شهرين
- عقد العديد من الندوات خارج مصر سواء في أغلب الدول العربية وبعض العواصم الأوروبية
العمل الخيري :
يعرف عن مصطفى حسني اهتمامه بمجال العمل الخيري والتطوعي، وقد استغل شهرته في الترويج للعديد من الحملات الخيرية، منها حملة دعم مستشفى سرطان الأطفال وحملة شريان العطاء للحث على التبرع بالدم، هذا بجانب مشاركته كمتطوع ضمن برامج إعادة تأهيل مدمني المخدرات، وعقده لمجموعة ندوات ضمن أنشطة جمعية حياة بلا تدخين وعدد من الجمعيات الخيرية الأخرى.
في وقت لاحق أعلن مصطفى حسني عن إقامة مؤسسة عمار الأرض الخيرية التي يرأس مجلس أمناءها، وتبنت المؤسسة العديد من المشروعات الخيرية أبرزها مشروع نهر الخير، والذي يهدف إلى توصيل المياه الصالحة للشرب إلى مختلف قرى الصعيد المصري.
أضف تعليق