ميلانيا ترامب هي السيدة التي عرفها العالم ابتداءً من منتصف التسعينيات بصفتها عارضة أزياء ووجه دعائي على أغلفة المجلات، وفي 2016م عرف العالم ميلانيا ترامب مرة أخرى ولكن بصفتها السيدة الأمريكية الأولى، قرينة الرئيس الأمريكي رقم 48 دونالد ترامب، فترى كيف كانت مسيرتها بين هذا وذاك؟ وما الدور الذي لعبته في دفع زوجها نحو ذلك المنصب.
ميلانيا ترامب .. من تكون؟
ميلانيا ترامب هي المواطنة السيلوفينيانية التي سكنت البيت الأبيض الأمريكي بصفتها زوجة الرئيس الحالي للولايات المتحدة، فترى كيف كانت حياتها قبل أن تلتقيه؟ وكيف ساندته في مسيرته نحو سدة الحكم؟
الميلاد والأسرة :
يعرفها العالم اليوم باسمها القانوني الحالي ميلانيا ترامب ،بينما اسمها الأصلي هو ميلانيا فيكتور كانفس. وُلِدت ميلانيا في السادس والعشرين من أبريل لعام 1970م، وكان ذلك في مدينة نوفو ميستو الواقعة في جنوب شرق سلوفينيا وكانت في ذلك الوقت تابعة لدولة يوغوسلافيا.
نشأت ميلانا في كنف أسرة سيلوفينيانية متوسطة الحال، هي ابنة فيكتور كانفس الموظف وعضو الحزب الشيوعي السيلوفيني، وآماليجا ني العاملة بأحد مصانع ملابس الأطفال. وقد استطاع والديها بعد فترة من إقامة مشروعهما التجاري الخاص بهم، والذي كان يتمثل في حصولهم على توكيل لأحد شركات تصنيع السيارات والدرجات النارية، ولكنهم كانوا وكيلاً صغيراً إلا إن ذلك العمل الخاص رفع معدلات دخل العائلة، ومكنهم أخيراً من التخلي عن الشقة السكنية المتواضعة التي كانوا يقيمون بها وانتقلوا إلى مكان أفضل في ليوبليانا. ميلانيا ترامب لها اثنين من الأخوة هما شقيقتها الأكبر آينس كانفس، بجانب أخ آخر غير شقيق من علاقة سابقة لوالدها وهي لم تلتقه أبداً.
الدراسة :
التحقت ميلانيا ترامب في البداية بمدارس مسقط رأسها نوفو ميستو في سلوفينيا، حيث تلقت تعليمها الأول وأتقنت مبادئ القراءة والكتابة بعد الإلمام ببعض العلوم الأخرى، وقد أظهرت ميلانيا تفوقاً دراسياً ملحوظاً في مختلف سنوات الدراسة، لكنها على الرغم من ذلك لم تسع إلى الالتحاق بإحدى الكليات العلمية، وتخصصت خلال فترة دراستها الثانوية في ليوبليانا في دراسة التصميم والتصوير الفوتوغرافي، ثم بعد ذلك التحقت بصفوف جامعة ليوبليانا، لكنها لم تقض بها إلا سنة واحدة قبل أن تنقطع عن الدراسة بها وتقرر الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
جدير بالذكر أن ميلانيا ترامب كانت بارعة في دراسة اللغات وتمكنت من إتقان التحدث بخمسة لغات بجانب لغتها الأم السلوفينية وهم الإنجليزية والصربية والفرنسية والألمانية والإيطالية.
الانتقال إلى الولايات المتحدة :
كان لدى ميلانيا في فترة شبابها الكثير من الطموحات، وكانت تنظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية على أنها أرض الأحلام، وفي منتصف فترة التسعينيات قررت أن تحول ذلك الحلم إلى حقيقة، وبعد محاولات عديدة تمكنت في عام 1996م من الحصول على تأشيرة زيارة تسمح لها بدخول الأراضي الأمريكية.
لكن ميلانيا ترامب لم تكن تنتوي أن تزور الولايات المتحدة لفترة قصيرة، لهذا منذ أن دخلتها سعت للحصول على تأشيرة H-1B، أو ما تعرف في القانون الأمريكي بتأشيرة قانون الهجرة والجنسية، والتي تسمح لحامليها من الأجانب بالحصول على وظائف مؤقتة لدى أصحاب العمل من الأمريكيين، وقد تمكنت ميلانيا ترامب من الحصول على تلك التأشيرة لأول مرة في أكتوبر 1996م، ومنذ ذلك التاريخ كانت تتنقل باستمرار ما بين سلوفينيا والولايات المتحدة، حيث أن التأشيرة من هذا النوع تكون صالحة لمدة عام واحد وتجديدها يتطلب مغادرة البلاد وتقديم طلب لتجديد التأشيرة، واستمرت ميلانيا في فعل ذلك طيلة خمس سنوات إلى أن تمكنت في عام 2001م من الخصول على البطاقة الخضراء Green Card والتي تسمح لحاملها بالإقامة الكاملة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ميلانيا ترامب عارضة أزياء :
حين وصلت ميلانيا ترامب إلى الولايات المتحدة الأمريكية اضطرت للعمل بأكثر من ست مهن خلال فترة قصيرة، فقد كان هدفها من هذا فقط هو توفيرها نفقات المعيشة، وتفعيل تأشيرة العمل التي حصلت عليها بعد طول معاناة، أما عن مهنتها الأصلية والتي كانت تسعى لاحترافها بالولايات المتحدة فقد كانت العمل في عروض الأزياء.
بدأت مسيرة ميلانيا ترامب في مجال عروض الأزياء وهي لا تزال في السادسة عشر من عمرها، حين تم توظيفها من قبل بيت الأزياء السيلوفيني سانتا جيركو، وقد اكتسبت شهرة واسعة في هذا المجال في فترة قياسية، وبعد عامين فقط كانت تعمل لصالح وكالة مودلينج أجينسي الإيطالية.
قررت ميلانيا في تلك الفترة احتراف العمل كعارضة أزياء فتركت دراستها الجامعية، وعملت لصالح العديد من بيوت الأزياء في مدينتي ميلانو وباريس، وفي عام 1996م حصلت على فرصتها الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية حيث ظهرت على أغلفة العديد من المجلات من أبرزها مجلة نيويورك وويدنج ستايل الأمريكيتان، وفي ذات الوقت التقطت لها بعض الصور لصالح عدد من المجالات البلغارية والإيطالية بجانب مجلة جي كيو الإنجليزية الشهيرة.
علاقتها بدونالد ترامب :
يعود تاريخ علاقة ميلانيا ترامب بزوجها الحالي دونالد ترامب إلى عام 1998م، حيث التقت به للمرة الأولى أثناء حضورهما لفاعليات أسبوع الموضة المقام في مدينة نيويورك، وكان ترامب في تلك الفترة متزوجاً من الممثلة الأمريكية مارلا مابلز. أشارت بعض التقارير إن علاقة ميلانيا بدونالد اتسمت في بيادتها بالتوتر، كما أشارت إن ميلانيا رفضت أعطاء ترامب رقم هاتفها أو الاستجابة لطلبه بمواعدتها لكونه متزوجاً.
في وقت لاحق تقاربت ميلانيا ترامب من دونالد ترامب بعدما أعلن انفصاله عن مارلا، وظهرت معه لأول مرة بشكل رسمي خلال عام 2000م أثناء قيامه بحملاته الانتخابية لرئاسة حزب الإصلاح بالولايات المتحدة، وكان يتم تقديمها في وسائل الإعلام تلك الفترة بصفتها خطيبة المُرشح.
الزواج :
أثيرت الكثير من الأقاويل حول علاقة ميلانيا ترامب بدونالد بسبب طول فترة الخطوبة، ولكن ترامب نفى كل الشائعات وأكد أن يجمعهما توافق تام ولكنه فقط ينتظر الوقت المناسب لإتمام الزواج، وهو ما تحقق بالفعل في عام 2005 داخل الكنيسة الأسقفية، وأقيم حفل الزفاف في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأمريكية.
ميلانيا ترامب ليست المرأة الأولى في حياة زوجها، حيث سبق له الزواج مرتين وأنجب أربعة ابناء قبل أن يلتقيها، ولكن ميلانيا تمكنت من التأقلم مع هذا الوضع، ورُزق ترامب منها بابنه الأصغر بارون ويليام ترامب، وتنعم ميلانيا حالياً بحياة مستقرة برفقة الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية.
الحملة الانتخابية ودفاعها عن زوجها :
في بداية الحملة الانتخابية الرئاسية كانت مشاركة ميلانيا ترامب شرفية، اقتصرت على حضور المؤتمرات دون التوجه بأية تصريحات إلى وسائل الإعلام، ولكنها اضطرت إلى ذلك حين تم توجيه عدة اتهامات إلى دونالد ترامب بالتحرش الجنسي بالسيدات، فخرجت ميلانيا نافية ذلك الأمر وتوعدت هؤلاء المدعيات بملاحقتهن قضائياً، ومنذ ذلك الحين لم تتغيب عن أي فاعلية تخص ترشح زوجها لمنصب الرئيس.
مستقبلها في البيت الأبيض :
لعل الإنجاز الحقيقي والأكبر الذي حققته ميلانيا ترامب هو وصولها إلى البيت الأبيض بعد أن ساندت زوجها طوال فترة الدعاية الانتخابية، أما عن مستقبلها بعدما صارت السيدة الأولى في أمريكا فلا يزال مبهماً، وإن كانت قد أعربت ميلانيا من قبل إنها تتفق مع ميشيل أوباما في دفاعها عن قضايا المرأة، مما جعل هناك تكهنات بأن ميلانيا ترامب ستشارك في مجال العمل التطوعي.
أضف تعليق