سعاد حسني أو السندريلا هي النجمة التي أسرت القلوب بالأداء المتسم بالتلقائية والعفوية والحضور الطاغي الذي كانت تحظى به على الشاشة، هي النجمة السينمائية التي تتوارث الأجيال عشقها، وحتى اليوم تحظى بشعبية كبيرة والكبار والصغار يعشقون فنها ولا يملون تكرار مشاهدة أفلامها.. من الظلم أن توصف سعاد حسني بإنها مجرد ممثلة وإن قلنا إنها ظاهرة فنية من الصعب تكرارها فإن ذلك أيضاً لن يكون عادلاً كفاية!!..
سعاد حسني .. من تكون ؟
سعاد حسني هو واحدة من أشهر النجمات في تاريخ السينما العربية .. فترى كيف كانت مسيرتها الفنية؟ وكيف تحقق مجدها وتربعت على عرش السينما وصارت ملكتها المتوجة؟
الميلاد والأسرة :
تندرج سعاد حسني من عائلة فنية تعود أصولها إلى سوريا، فوالدها محمد حسني البابا الذي كان يعمل خطاطاً له أصول سورية كردية، وجدها لأبيها هو المُغني السوري حسني البابا. كان لسعاد حسني شقيقتين فقط هما كوثر وصباح، بجانب أربعة عشر من الأخوة غير الأشقاء، منهم ثمانية إخوة من جهة أبيها وستة من جهة الأم وكان ترتيبها العاشر بينهم، ومن بين أخواتها غير الأشقاء المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة، كما إن تربطها صلة قرابة بالممثل السوري أنور البابا الذي اشتهر بتقديم الشخصية النسائية أم كامل.
طفولة سعاد حسني لم تكن مثالية أو سعيدة وذلك بسبب كثرة الخلافات ما بين والديها، والتي انتهت باتخاذهما قرار الانفصال عن بعضهما وهي في عمر الخامسة تقريباً، ثم تزوجت الأم من أحد مفتشي التربية والتعليم يسمى عبد المنعم حافظ، وهو من حمل مسئولية تربية سعاد الصغيرة وشقيقتيها كوثر وصباح.
التعليم الذاتي :
بسبب ضيق الحالة المادية وخلافات الأبوين لم تحظ سعاد حسني بفرصة جيدة للتعليم، فطيلة حياتها لم تنخرط في صفوف أي تعليم نظامي، واقتصر تعليمها على تلقيها مبادئ القراءة والحساب والعلوم الأساسية في المنزل، وبعد دخلوها إلى عالم الفن واحترافها التمثيل، عملت سعاد حسني على الارتقاء بقدراتها وتطوير مهارتها، فقد كانت على اليقين من أن الموهبة وحدها لا تكفي وإن الفنان لابد أن يكون واسع الأفق.
الاكتشاف :
يرجع الكثيرين الفضل في اكتشاف موهبة سعاد حسني الفنية إلى المخرج هنري بركات، بينما الحقيقة إن أول من انتبه لقدراتها الفنية كان الشاعر المصري عبد الرحمن الخميسي، والذي رشحها لتجسيد شخصية أوفيليا في مسرحية هاملت للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، وقد أدت سعاد حسني الدور ببراعة فجذبت انتباه المخرج هنري بركات الذي قدمها في السينما للمرة الأولى من خلال فيلم حسن ونعمية الذي شاركها بطولته المطرب محرم فؤاد عام 1959م، ورغم إن كلاهما كانا وجهين جديدين آنذاك إلا إن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً على المستويين الجماهيري والنقدي، وهو ما مهد الطريق أمام سعاد لمواصلة مسيرتها الفنية التي بدأتها بطلة.
مسيرتها الفنية :
انطلقت سعاد حسني بعد فيلم حسن ونعمية في عالم السينما فقدمت مجموعة كبيرة من الأفلام التي جزء كبير منها يعد من أشهر الأفلام الكلاسيكية في تاريخ السينما المصرية، تعاونت فيهم مع كبار المخرجين وكتاب السيناريو والممثلين في ذلك الوقت، ومن أبرز الأفلام التي قامت ببطولتها التالي:
- غروب وشروق
- شفيقة ومتولي
- الكرنك
- خلي بالك من زوزو
- صغيرة على الحب
- الزوجة الثانية
- الدرجة الثالثة
بلغ رصيد سعاد حسني السينمائي 91 فيلماً كان آخرهم الراعي والنساء في عام 1991م والذي شاركها بطولته أحمد زكي ويسرا، وشهدت الفترة ما بين عام 1959 : 1970م ذروة نشاطها الفني وأغلب أعمالها السينمائية قدمت خلالها، أما رصيدها التلفزيوني فهو يتضمن مسلسل واحد فقط بعنوان هو وهي، ورغم إنه حقق نجاح ساحق عند عرضه إلا إنه لم تكرر تجربة تقديم الدراما التلفزيونية، كذلك قدمت سعاد حسني ثمانية أعمال للإذاعة المصرية.
الإنجاز والتأثير :
سعاد حسني كانت كتلة متحركة من المواهب الفنية وأهم ما يميزها إنها كانت تجيد التمثيل والغناء والاستعراض بنفس الدرجة، هذا بجانب امتلاكها لتاريخ فني زاخر بالشخصيات المعقدة والمتنوعة، وقد تمكنت سعاد حسني من تقديمهم جميعاً ببراعة ودرجة إجادة عالية، حتى إنه من المستحيل تخيل أي ممثلة أخرى بديلة لها بأي دور قدمته.
الجوائز والتكريمات :
سعاد حسني هي واحدة من أبرع نجمات السينما العربية وواحدة من قاماتها، ومن ثم كان من الطبيعي أن تنال العديد من الجوائز والتكريمات لعطائها الفني، ومن أبرز ما حققته خلال مسيرتها الفنية:
- تم تكريمها في عيد الفن 1979م من الرئيس المصري أنور السادات
- جائزة وزارة الإعلام المصرية عن دورها في مسلسل هو وهي
- جائزة أفضل ممثلة من جمعية فن السينما عن دورها في الراعي والنساء
- جائزة أفضل ممثلة من مهرجان الإسكندرية السينمائي عن الراعي والنساء
- فازت خمس مرات بجائزة أفضل ممثلة المقدمة من جمعية الفيلم المصري
- فازت خمس مرات بجائزة أفضل ممثلة المقدمة من وزارة الثقافة المصرية
- جائزة أفضل ممثلة من المهرجان القومي للأفلام الروائية عن دورها بفيلم غروب وشروق
جدير بالذكر إن في عام 2006م تم تقديم مسلسل بعنوان السندريلا يستعرض السيرة الذاتية لـ سعاد حسني ،وقد لعب دورها الممثلة منى زكي وكتب له السيناريو عاطف بشاي عن قصة ممدوح الليثي ومن إخراج سمير سيف.
حياتها الشخصية :
خاضت سعاد حسني تجربة الزواج أربعة مرات أولهم كانت من المصور والمخرج صلاح كريم والتي لم تدم علاقتها به سوى لعام واحد، ثم تزوجت من المخرج علي بدرخان ودام زواجهما حوالي 11 عاماً لينتهي بالطلاق في 1980م، ثم تزوجت بالمخرج ومدير مواقع التصوير زكي فطين عبد الوهاب، ولكن زيجتهما لم تدم سوى لبضعة أشهر قبل أن يقررا الانفصال بسبب عدم التكافؤ خاصة وإن الفارق العمري بينهما كان حوالي عشرين عاماً، ثم كانت زيجتها الأخيرة من الكاتب ماهر عواد ودام زواجهما إلى وافتها.
يتردد بقوة إن أول أزواج سعاد حسني هو المطرب المصري عبد الحليم حافظ، إلا إن عائلتها لفترة طويلة أنكرت ذلك القول بينما عدد من الصحفيين المقربين إليهما أكدوا صحته وعلى رأسهم الإعلامي المصري مفيد فوزي، والذي أكد في أكثر من حوار إنه يمتلك أدلة دامغة على زواج عبد الحليم من سعاد حسني ولكنه لم يخرجها لرفضه استغلال أسرار الأصدقاء في عمل ضجة إعلامية.
الوفاة واللغز :
في الحادي والعشرين من يونيو عام 2001م تلقى العالم العربي فاجعة وفاة سعاد حسني ،لم تكن الفاجعة متمثلة في نبأ وفاتها فحسب إنما في الطريقة التي توفيت بها، حيث لقت حتفها إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن، وأثير كثير من الجدل حول إن كانت قد انتحرت بإلقاء نفسها من شرفتها أم إن هناك شبهة جنائية في الحادث؟
اهتمت الإدارة المصرية بنبأ وفاة سعاد حسني وتابع السفير المصري لدى إنجلترا بنفسه إجراءات نقل جثمانها إلى القاهرة بتوجيهات مباشرة من رئاسة الجمهورية، وتم تشييعها في جنازة مهيبة حضرها ممثلين عن قيادات الدولة بجانب عدد كبير من الفنانيين والشخصيات العامة وجموع كبيرة من عاشقي فن السندريلا ممن حرصوا على وداعها.
أضف تعليق