باسم يوسف هو المذيع أو الفنان الساخر صاحب البرنامج التلفزيوني العربي الأكثر مشاهدة، هو أكثر مذيع وُصِف بالبطل والشجاع وكذلك هو الأكثر اتهاماً بالعمالة وتلقي التمويلات!.. أما باسم يوسف نفسه فلا يرى إلا كونه مذيعاً لبرنامج ترفيهي ساخر تم تحميله أكثر مما يحتمل، وكان هذا -في رأيه- السبب الرئيسي في نشوب الخلافات وإثارة كل هذا الجدل حول البرنامج الذي تم وقفه في آواخر عام 2012م.
باسم يوسف .. من هذا :
باسم يوسف هو الإعلامي الأكثر إثارة للجدل، وقد استمر الجدال حوله حتى بعد إيقاف برنامجه الأشهر (البرنامج؟) وإعلانه نيته في عدم العودة لتقديمه مرة أخرى.. فما السر وراء ذلك؟ وكيف تغير مسار باسم من جراح قلب إلى إعلامي ساخر؟
الميلاد والأسرة :
اسمه بالكامل باسم رأفت محمد يوسف واشتهر في مصر والعالم العربي باسمه المختصر باسم يوسف ..وُلِد باسم في الثاني عشر من شهر مارس 1974م وكان ذلك في العاصمة المصرية القاهرة. والدته هي السيدة نادية حمدي أما والده فهو المستشار رأفت يوسف، والذي تدرج في مناصب محاكم وإدارات مجلس الدولة المصري إلى أن بلغ منصب نائب رئيس مجلس الدولة، وخلال فترة عمله في محكمة القضاء الإداري قد أصدر العديد من الأحكام التي وُصِفت بالهامة أو التاريخية، منها إلغاء قرار وزير الداخلية بمنع الزيارة عن عدد من السجون مشددة الحراسة، وكذلك الحكم بمنع ترشح الأشخاص المتهربين من أداء الخدمة العسكرية في أية انتخابات. ولـ باسم يوسف شقيق واحد يكبره سناً وكان قد ظهر برفقته بأكثر من مناسبة عامة.
الدراسة :
بدأ باسم يوسف مسيرته التعليمية من خلال مدرسة سان جوزيف بالقاهرة، وبعد إتمامه لدراسته بالمرحلة الثانوية فضل الالتحاق بكلية الطب جامعة القاهرة، وتخصص في دراسة جراحات القلب والصدر وتخرج من الكلية في 1998م، ثم نال درجة الدكتوراة في ذات التخصص الطبي من جامعة القاهرة.
عمله في المجال الطبي :
عمل باسم يوسف لفترة طويلة في مجال الطب -تخصصه الدراسي- قبل أن يتجه إلى تقديم البرامج الساخرة. بدأ عمله في ذلك المجال فور تخرجه بسفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، حيث عمل بإحدى الشركات العاملة في مجال تطوير الأجهزة الطبية وتكنولوجيا زراعة القلب والرئة، استمر عمل باسم يوسف بتلك الشركة لمدة عامين ونصف العام تقريباً، ثم عاد إلى مصر ليعمل على رسالة الدكتوراة الخاصة به وبعد مناقشتها سافر مرة أخرى إلى ألمانيا، حيث تلقى هناك تدريباً على جراحات زراعة القلب والأجهزة المعاونة للقلب، وقد أظهر باسم تفوقاً وتميزاً بهذا المجال حتى إنه في عام 2005م نال رخصة مزاولة مهنة الطب في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي العام التالي مباشرة -أي 2006م- حصل على زمالة كلية الجراحيين البريطانية.
باسم يوسف شو :
بدأت علاقة باسم يوسف بالبرامج التلفزيونية وخاصة الساخرة من خلال شبكة الإنترنت، وعلى وجه التحديد في أعقاب ثورة 25 يناير المجيدة، فقد كان باسم متأثراً بدرجة كبيرة بالإعلامي الأمريكي الساخر جون ستيوارت الذي يقدم عرضاً تلفزيونياً بعنوان العرض اليومي The daily show، وقرر باسم أن يسخر من بعض المواقف السياسية والتضارب الآراء والسقطات الإعلامية التي ملأت شاشات الفضائيات العربية والمصرية أثناء الثورة، فقام بمساعدة بعض أصدقائه بتصوير عدد من المقاطع الساخرة وبثها عبر قناة خاصة على موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب، وربما لم يتوقع باسم أن تحقق مقاطعه المصورة ذلك الانتشار ولكنها في النهاية انتشرت وحققت أكثر من 18 مليون مشاهدة، بدأ بث تلك المقاطع في الثامن مارس 2011م وكانت تحمل عنوان باسم يوسف شو.
برنامج البرنامج؟
أهلاً ومرحباً بكم في برنامج البرنامج.. تلك العبارة التي اشتهر بها باسم يوسف والتي كان يفتتح بها كل حلقة من حلقات برنامجه، قيلت للمرة الأولى من خلال شاشة قناة أون تي في، والتي قررت إدارتها استثمار النجاح الذي حققه باسم يوسف عبر الإنترنت باستقطابه إليها ومنحه فرصة تقديم برنامجه الساخر عبر شاشتها، وأثار البرنامج في تلك الفترة جدلاً واسعاً إذ استمر باسم من خلاله في تقديم نقده اللاذع، فانقسمت الآراء حوله فهناك من رأوا في ذلك جرأة وهناك من رأوا إنه يتجاوز كل الخطوط الحمراء.
البرنامج على CBC :
تعاقد باسم يوسف فيما بعد مع إدارة قنوات CBC لتقديم برنامجه من خلال شاشتها، وكانت شهرة البرنامج قد تضاعفت وصار يجذب المشاهدين والمعلنين مما شجع منتجه على مضاعفة ميزانيته، فتم تخصيص مسرح راديو ليكون الاستوديو الخاص بالبرنامج، وبدأ عرض أولى حلقات الموسم الجديد في 23 نوفمبر 2012م وقد أثارت حلقته الأولى جدلاً واسعاً، بعدما قام باسم يوسف بانتقاد زملائه من الإعلاميين بنفس القناة وعلى رأسهم لميس الحديدي وخير رمضان وعماد أديب، وقد أعرب الأخير عن نيته في مقاضاته بسبب سخريته منه ومن رجل الأعمال محمد الأمين مالك القناة.
خلال فترة عمل باسم يوسف في قناة CBC كان دائم السخرية من جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت في سدة الحُكم آنذاك وهو المعزول محمد مرسي، كانت الغالبية آنذاك -نتيجة كرهها لحكم الإخوان- يرون باسم بطلاً، بينما الجماعة فكانوا يتهمونه بالخيانة والعمالة ويتوعدونه بالانتقام وحرق مسرح راديو الذي يقوم ببث برنامجه من خلاله، وقد قاموا بمحاصرته بالفعل أكثر من مرة كما قام المحامون المؤيدون للإخوان بإقامة عِدة دعاوى قضائية ضده.
باسم بعد ثورة 30 يونيو :
عاد باسم يوسف وفريقه لتقديم برنامج البرنامج مجدداً ولكن هذه المرة من خلال قناة mbc مصر، وكعادته واصل انتقاده وسخريته من الأوضاع السياسية والقائمون عليها، وتطرق في أكثر من حلقة إلى عدلي منصور الرئيس المؤقت وعبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، مما أدى إلى ازدياد الهجوم عليه من قبل مؤيديهم واعتبروا باسم يسعى من خلال برنامجه إلى هدم مؤسسات الدولة الوطنية، وتم اتهامه بالعمالة وإنه ممول من جهة خارجية تسعى. استمرت القناة في دعم البرنامج لفترة ولكن أمام حدة الهجوم المتزايد قررت إيقافه وخرج باسم يوسف في مؤتمر صحفي معلناً انتهاء رحلته مع البرنامج وتوقف مسيرته الإعلامية لأجل غير مسمى وكان ذلك في 2 يونيو 2014م.
تأثيره :
رغم كل ما أثير من جدل حول باسم يوسف وسواء كنت مؤيداً أو معارضاً لما يقدمه، فلا جدال إنه رائد البرامج السياسية الساخرة في مصر والوطن العربي، لم تكن تجربة باسم هي الأولى ولكنها بالتأكيد هي الأقوى، ودليل ذلك إنه فتح الباب أمام الكثير من البرامج من نفس النوعية، فبعد نجاح البرنامج تم تقديم العديد من البرامج المشابهة أشهرها أبلة فاهيتا وأسعد الله مساءكم الذي يقدمه أكرم حسني بشخصية سيد أبو حفيظة وغير ذلك.
حياته الخاصة :
باسم يوسف تزوج في 2010م ورُزِق بابنة واحدة تدعى نادية، زوجته هي السيدة هالة دياب وقد أثير الجدل حولها كثيراً بسبب تشابه اسمها مع اسم الكاتبة السورية هالة دياب، والتي كانت لها الكثير من الآراء المثيرة للجدل والمتعلقة بأحكام الشريعة الإسلامية، وحاول البعض استغلال ذلك في مهاجمة باسم يوسف ولكن الحقيقة إنه ليس هناك أدنى علاقة بين السيدتين سوى تشابه اسميهما.
باسم يوسف في الخارج :
حقق باسم يوسف شهرة عالمية لا بأس بها بعد نجاح تجربة البرنامج ونيله أكثر من جائزة عالمية في مجال الإعلام، وفي 2015م تم اختياره لتقديم حفل جوائز Emmy ليكون بذلك أول مذيع عربي مسلم يقف خلف منصة ذلك المهرجان العالمي. وتزامناً مع انتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة، قدم باسم يوسف برنامجاً ساخراً بالإنجليزية بعنوان كتالوج الديمقراطية يتناول من خلاله سلبيات المجتمع الأمريكي والبرنامج يُعرض على قناة فيوجن الأمريكية.
أضف تعليق