محمد الفايد هو أحد أكبر المستثمرين ورواد الأعمال في العالم، ويأتي في مركز متقدم بقائمة أكثر الشخصيات ثراءً عالمياً وعلى مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط، وكثيراً ما أثار محمد الفايد الجدل خاصة بعد وفاة نجله دودي الفايد في الحادثة الشهيرة برفقة الأميرة ديانا ، حيث تحول الفايد الأب منذ ذلك الحين إلى خصم للحكومة البريطانية والعائلة المالكة بها.
محمد الفايد .. من هذا :
محمد الفايد هو أحد أكثر الرجال ثراءً ونفوداً في العالم، فكيف كانت مسيرته؟ وكيف حقق ثروته؟
الميلاد :
محمد الفايد واسمه بالكامل محمد عبد المنعم الفايد، هو رجل أعمال مصري من مواليد محافظة الإسكندرية وعلى وجه التحديد منطقة رأس التين، والذي يعد أحد أعرق أحياء مدينة الإسكندرية وأكثرها أصالة، بينما هناك مصادر أخرى تشير إلى إنه ولد بحي باكوس ثم انتقل إلى رأس التين. على كل حال فقد وُلِد محمد الفايد في السابع والعشرين من يناير عام 1929م، وكان والده عبد العزيز فايد أحد معلمي اللغة العربية المشهود لهم بالكفاءة والالتزام، وقد كان له تأثير بالغ في تنشئة ابنه محمد وتشكيل شخصيته.
التطلعات والعمل :
كان محمد الفايد منذ صباه لديه الكثير من التطلعات والطموحات الراغب في تحقيقها، وكان أغلبها يتمحور حول تكوين الثورة واقتحام عالم المال والأعمال، وكان يعلم إن تحقيق ذلك بالغ الصعوبة ويتطلب الكثير من الجهد والعناء، خاصة وإنه نشأ في كنف أسرة بسيطة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، مما يعني إن كان عليه البدء من الصفر وارتقاء السلم درجة تلو الأخرى، ورغم ذلك لم تحبط عزيمته وقرر خوض التحدي إلى نهايته، وبدأ مسيرته العملية في وقت مبكر جداً من حياته، واشتغل بمجموعة من الأعمال البسيطة، أبرزها شغله لوظيفة عتال أي شيال في ميناء الإسكندرية، ولم يكن هدفه من تلك الوظيفة اكتساب الرزق فقط، بل إن المكسب الأكبر في نظره كان يتمثل في الخبرة التي اكتسبها منها.
الثروة :
أولى خطوات محمد الفايد على طريق الثروة تمثلت في انتقاله إلى دولة الإمارات، حيث يعد أحد مؤسسي إمارة دبي الحديثة، حيث تولى هناك مهمة إنشاء أرصفة ميناء دبي، وقد أعجب الشيخ راشد بأداء الفايد وإنجازه للمهام الموكلة إليه بدقة واحترافية، وتوطدت علاقتهما وحظي بثقة رجال الدولة بالإمارات، فأسندت إليه مشروعات أخرى كان من بينها أعمال التعدين واستخراج البترول، فتوسع النشاط التجاري للفايد وتمكن من تحقيق ثروة هائلة، كانت بمثابة حجر الأساس الذي أقيمت فوقه امبراطورية الفايد.
لندن .. المحطة الثانية :
المحطة الثانية ونقطة التحول الأبرز في مسيرة الملياردير المصري محمد الفايد ،تتمثل في انتقاله إلى العاصمة الإنجليزية لندن، واتخاذه القرار باستثمار أمواله بها، وفي فترة وجيزة سطع اسمه بها وصار واحد من أشهر وأبرز وأكبر رجال الأعمال والمستثمرين بها، خاصة بعدما تمكن من إبرام الصفقة الأبرز في مسيرته في عام 1983م، والتي بموجبها امتلك سلسلة محلات هارودز الشهيرة، والتي أحسن إدارتها حتى إن أرباحها بلغت ثلاثة أضعاف ما كانت تحققه في السابق.
في وقت لاحق امتلك محمد الفايد نادي فولهام اللندني، والذي يعد أحد أشهر أندية كرة القدم في العالم ويشارك في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكنه تخلى عنه في وقت لاحق وتنازل عنه إلى رجل الأعمال الباكستاني ، وقد تم البيع نظير مبلغ 6.25 مليون جنيه استرليني، وبجانب هذا وذاك فإن الفايد يمتلك واحدة من أكبر سلاسل الفنادق حول العالم.
الفايد بعد مقتل دودي :
لم يعرف لـ محمد الفايد نشاط سياسي واضح الرؤى والقواعد طوال سنوات نشاطه في مجال المال والأعمال، ولكن بعد حادثة الأميرة ديانا ونجله دودي الفايد تغيرت الأمور كثيراً، وربما فُرِض عليه التحدث في السياسة وما يجرى في كواليسها من موائمات ومؤامرات، وقد أشار في أكثر من مرة إلى أن حادث نجله وديانا قد تكون وراءه أصابع صهيونية، وإنها قد اقدمت على ذلك لإرداعه، لعدم رغبتهم في وجود منافسين عرب لهم في السوق الأوروبية.. كما إنه اتهم المخابرات البريطانية والفرنسية بالتواطؤ، وإخفاء الأدلة التي تدين الجاني الحقيقي، ويرفض محمد الفايد حتى يومنا هذا اعتبار حادث ديانا ودودي قدرياً، ويؤكد في كل مناسبة على إنها كانت عملية اغتيال مدبرة، وقد أطلق تصريحات في بعض الأحيان تنطوي على اتهام موجه إلى الأمير فيليب بأنه من دبر ذلك.
الحياة الشخصية :
تزوج محمد الفايد مرتين الأولى كانت من السيدة سميرة خاشقجي في 1954م، وأنجب منها ابنه الأكبر عماد الدين والشهير باسم دودي الفايد، ولكن لم يدم زواجهما إلا لعامين فقط توفيت بعدهما سميرة، وبعد عامين تزوج الفايد من الفنلندية هيني واثين وأنجب منها أربعة ابناء، هما نجليه كريم وعمر وابنتيه جاسمين وكاميليا، ولا يزال زواجها مستمر حتى الوقت الحالي.
الوصية الغريبة :
لو وضعنا قائمة بالوصايا الأغرب في التاريخ فستحتل وصية محمد الفايد موقعاً متقدماً منها، إن لم تأت في صدارة القائمة، ففي عام 2006م تناقلت وسائل الإعلام المختلفة، إن الملياردير المصري محمد الفايد أوصى بتحنيط جثمانه بعد وفاته، وتثبيته داخل الساعة العملاقة التي تعلو واجهة فرع محلات هاردوز الرئيسي بالعاصمة الإنجليزية لندن، على أن يحل الجثمان المحنط محل أحد عقربيها، وهو ما أكده فيما بعد بيل ميشيل المخرج الفني بمجموعة الفايد وأحد المقربين منه، إذ قال إن رجل الأعمال الشهير يرغب في أن يظل جزءاً من هاردوز حتى بعد وفاته.
ولكن بعد عدة سنوات ظهر محمد الفايد في عِدة لقاءات تلفزيونية، وحين وجه له سؤال يتعلق بمدى إمكانية عودته إلى مصر، أجاب بإنه لن يعود إليها إلا بعد وفاته وإنه لن يدفن إلا بها، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى وصيته السابقة المتعلقة بتحنيط جثمانه، وهو ما دفع الكثيرين إلى ترجيح إنه قد تراجع عنها، ولكن الفايد نفسه لم يؤيد ذلك القول وفي ذات الوقت لم ينفه.
الجنسية الإنجليزية :
رغم إن محمد الفايد أحد أهم وأكبر المستثمرين في إنجلترا، إلا إنه فشل في الحصول على الجنسية البريطانية، وطوال الفترة الماضية كان يعيش بها بتصاريح إقامة تجدد بصفة دورية، وحجة السلطات الإنجليزية في عدم منح الفايد للجنسية، هو تشككهم في مصدر ثروته وتخوفهم من أن يكون قد جناها من مصادر غير شرعية، ولكن بعض المصادر تقول بأن الفايد كان قد اقترب جداً من الحصول على الجنسية، ولكن الأمور تعقدت مرة أخرى بعد حادث دودي الفايد، إذ أصبح الفايد منذ ذلك الحين خصماً للحكومة البريطانية، خاصة بعدما أقام دعوى قضائية ضدها يتهمها فيها بالتواطؤ وإخفاء الأدلة.
الفايد حالياً :
ابتداءً من عام 2002م انتقل محمد الفايد بصحبة أسرته إلى سويسرا، واستقر في إمارة موناكو وذلك لما توفرة قوانينها من مزايا، جعلتها الوجهة الأمثل لكبار المستثميرين ورجال الأعمال، وأهمها القوانين المتعلقة بإلغاء ضرائب المواريث على المقيمين الأجانب، ورغم تعدد أملاك الفايد وانتشارها بين فرنسا وأنجلترا، إلا إنه قرر أن تكون إقامته الدائمة في موناكو وهو الآن يدير استثماراته منها.
أضف تعليق