رامز جلال هو ممثل مصري اشتهر بتقديمه لمجموعة من برامج المقالب خلال السنوات السابقة، وفي الفترة الأخيرة تردد اسمه بكثرة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وذلك لسببين: أولهما هو طرح فيلمه الأخير كنغر حبنا بدور العرض، وثانيهما لنقله للمستشفى إثر تلقيه ضرباً مبرحاً من نجم الأكشن العالمي ستيفن سيجال، الذي كان أحد ضحايا برنامجه الجاري إعداده رامز بيلعب بالنار، وانقسم الناس حول الخبر فمنهم من تعاطف معهم، ومنهم من رأى إنه يستحق ما أصابه، وفريق ثالث رفض التصديق وقال إنها محاولة سخفيفة للترويج للبرنامج.
رامز جلال .. من هذا :
لماذا انقسمت الآراء حول رامز جلال وما تعرض له؟، ولماذا يحظى برنامجه بهذا الاهتمام سواء من محبيه أو منتقديه؟، أو السؤال بصورة أشمل وأعم: من يكون رامز؟ وكيف حقق نجاحه سواء كممثل أو كمقدم للبرامج الترفيهية؟
الميلاد والأسرة :
رامز جلال واسمه بالكامل رامز أحمد جلال توفيق، وُلِد في العاصمة المصرية القاهرة في العشرين من أبريل 1973م، ونشأ في كنف أسرة فنية، فوالده أحمد جلال توفيق والشهير باسم جلال توفيق هو أحد أعمدة المسرح المصري، والذي عمل به لسنوات طويلة كممثل ومخرج، كما كان له مجموعة من المشاركات التمثيلية ببعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية، منها فيلم طيور الظلام والجزء الخامس من مسلسل القضاء في الإسلام وغيرهما، وكان رامز في صغره يذهب برفقته إلى المسارح، فيشاهد البروفات والتدريبات التي تسبق العروض، ويحضر جلسات التجهيز التي كانت تعقد أحياناً بمنزلهم، وهذا كله زاده تعلقاً وشغفاً بمجال الفن وفن التمثيل على وجه الخصوص، ولرامز شقيق واحد يكبره ببضعة أعوام هو الممثل ياسر جلال.
التعليم :
حين بلغ رامز جلال سن الالتحاق بالمدارس، بدأ رحلته من مدرسة قصر الطفل الابتدائية في القاهرة، ثم انتقل في المرحلة الإعدادية إلى مدرسة الأورمان، ثم أنهى مسيرته الإلزامية بمدرسة الجيزة الثانوية للبنين، وطيلة تلك السنين لم يقل شغفه بالفن ولم يخب وهج حلمه باحترافه والعمل في مجاله، وبناء عليه كان محدداً هدفه بدقة، وفور إنهائه للدراسة الثانوية تقدم بأوراقه إلى معهد الفنون المسرحية، وأجرى الاختبارات الخاصة بطلبة قسم التمثيل والإخراج وتم قبوله، وقد بدأ مسيرته الاحتفراية وهو لا يزال بمرحلة الدراسة، حيث شارك بأدوار صغيرة المساحة بعدة أعمال فنية، منها السهرة التلفزيونية الرجل الطيب ومسلسل ناس ولاد ناس، أما أول أعماله على الإطلاق فكانت مسرحية جوز ولوز بالاشتراك مع أحمد بدير وحسن حسني وسعاد نصر للمؤلف محمود أبو زيد والمخرج هاني مطاوع.
دفعته وتأخره :
ينتمي رامز جلال لإحدى الدفعات الذهبية لمعهد الفنون المسرحية، وهو مصطلح يطلق على دفعة الخرجيين التي يصبح أغلبها من نجوم الصف الأول، فقد درس بالمعهد مع أحمد السقا ومجدي كامل ومحمد سعد ومنال سلامة ومها أحمد، كما كان أحمد حلمي زميلاً له لكنه كان يدرس بقسم الديكور، ورغم إن رامز جلال قد بدأ مسيرته الفنية -كما ذكرنا- في وقت مبكر، وقبل حتى أن ينهي دراسته الأكاديمية بالمعهد، إلا إنه فور تخرجه تم تجنيده بالقوات المسلحة المصرية وكان ضمن سلاح المشاة، الأمر الذي تسبب في غيابه عن الساحة الفنية لفترة وجيزة، عاد بعدها لاستئناف نشاطه الفني مرة أخرى.
بداياته التمثيلية :
يحسب لـ رامز جلال إنه لم يعتمد على شهرة والده وعلاقاته المتعددة داخل الوسط الفني، وفضل الاعتماد على موهبته وحدها، وبدأ كأي ممثل صاعد بمجموعة من الأدوار الصغيرة، بعدد من المسلسلات والسهرات التلفزيونية، والتي كانت تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة في فترة التسعينات قبل انتشار الفضائيات، ومن خلال تلك الأدوار تمكن رامز جلال من جذب أنتباه الجمهور وأنظار المخرجين، الذين بدأوا في إسناد أدوار أكبر إليه، ورغم إن رامز اشتهر بكون أحد ممثلي الكوميديا الشباب، إلا إنه في بدايته قدم أدواراً متنوعة، منها شخصيات تاريخية مثل شخصية جريد بن عبد يغوث بمسلسل الوعد الحق، وشخصية الأمير حسين كامل بالجزء الثاني من مسلسل بوابة الحلواني، وكان عام 1996م هو عام السعد بالنسبة لـ رامز الجلال ،حيث شارك في مسلسلي حياة الجوهري وساكن قصادي الجزء الثاني، وكلاهما حقق نجاحاً كبيراً وكانا بمثابة نقطة تحول في مسيرته الفنية.
رامز والمسرح :
رغم إن بداية ظهور رامز جلال كانت من خلال خشبة المسرح، إلا إن تاريخ الفني حتى الآن لا يتضمن سوى مسرحيتين فقط، بخلاف مسرحية جوز ولوز التي كانت أول أعماله، وهما مسرحية فيما يبدو سرقوا عبده من بطولة أحمد آدم وصلاح عبدالله، ومسرحية الشبكة المسحورة المقدمة للأطفال وكانت من بطولة سحر نوح وأحمد سلامة.
مسيرته السينمائية :
المخرج مجدي الهواري هو أول من قدم رامز جلال في السينما وأبرز موهبته الكوميدية، وكان ذلك من خلال دور صغير أسنده له في فيلم 55 إسعاف عام 2001م، ثم توالت أعماله السينمائية فقدم مجموعة أدوار مساعدة بعدد كبير من الأفلام، منها ميدو مشاكل والباشا تلميذ وغاوي حب وعيال حبيبة، وكان لرامز حضور طاغ بأغلب تلك الأعمال، وهو ما مهد أمامه الطريق ليحصل على أول بطولة مطلقة له في عام 2007م من خلال فيلم أحلام الفتى الطائش.
رامز حول العالم :
بدأت علاقة رامز جلال بتقديم البرامج التلفزيونية في الموسم الرمضاني 2010م، حين اختارته شبكة تلفزيون الحياة لتقديم برنامج ترفيهي، حمل اسم رامز حول العالم، وقد حقق البرنامج نجاحاً كبيراً ونسبة مشاهدة مرتفعة، مما شجعهم على تكرار التجربة مرة أخرى في الموسم التالي مباشرة، لتبدأ بذلك سلسلة البرامج التي تحمل اسم (رامز)، ولكنه كان لا يزال بعيداً عن برامج المقالب، فقدم رامز حول العالم الجزء الثاني، ثم تلاه برنامج رامز في اليابان، وجميعهم كانوا برامج ترفيهية تعتمد على السفر حول العالم، ورصد طرائف الشعوب المختلفة وعاداتهم الغريبة.
فكرة برامج المقالب :
علاقة رامز جلال بصناعة المقالب لم تبدأ بتقديمه لسلسلة برامجه الشهيرة، بل إنه يشتهر في الوسط الفني بمشاكساته الدائمة، وولعه بعمل المقالب في زملائه من الفنانيين أثناء تصوير أعمالهم، وهو أمر تكشّف للجمهور من خلال اللقاءات التي أجريت معهم، ومن خلال مقاطع الفيديو التي تصور الكواليس، وبعد نجاح رامز كمقدم للبرامج التلفزيونية، رأت الشركة المنتجة إمكانية دمج هذا مع ذاك، وتقديم سلسلة من برامج المقالب يقدمها رامز، ونجحت هذه السلسلة وتعتبر هي الأعلى مشاهدة خلال المواسم الخمس الأخيرة، وهم على التوالي:
- رامز قلب الأسد
- رامز ثعلب الصحراء
- رامز عنخ آمون
- رامز قرش البحر
- رامز واكل الجو
الانتقادات الحادة :
تعرض رامز جلال والشركة المنتجة لبرامجه للعديد من الانتقادات الحادة، ووصل الأمر إلى مقاضاتهم بالمحاكم والمطالبة بوقف عرض البرامج، وذلك لإنها تعتمد على إيهام الضيوف بإنهم يواجهون خطراً حقيقياً قد يودي بحياتهم، بجانب إنه يعتمد في تقديمه للبرامج على السخرية من الضيوف، وهو ما اعتبره البعض تصرفاً غير أخلاقي، ولكن رغم ذلك الكم الهائل من الانتقادات والهجوم لا تزال برامج رامز تحقق نجاحاً كبيراً، وبشكل أو بآخر نجحوا في جعلها واحدة من البرامج الرئيسية على الخرائط الرمضانية.
الأول من نوعه :
في النهاية سواء كنت من محبي برامج رامز جلال أو منتقديها، فإن الحقيقة المُسلم بها هي أنه أول من قدم هذا النوع من البرامج في الوطن العربي، وهو نوع من برامج المقالب معروف في جميع أنحاء العالم، وأشهر من قدمه كان الممثل الأمريكي أشتون كوتشر، ونجاح رامز دفع العديد من الشركات المنتجة لمحاولة تقليده، فتم خلال السنوات الثلاث الأخيرة إنتاج أكثر من عشرة برامج مقالب، تعتمد على إخافة الضيف وإيهامه بأن هناك خطراً يهدده، ولكن هذا لم يؤثر على شهرة برامج رامز أو نسبة مشاهدتها.
أضف تعليق