مايكل جوردن هو أحد أبرز الاسماء في تاريخ رياضة كرة السلة، وصُنف كأفضل الرياضيين بصفة عامة في حقبة الثمانينات والتسعينات، ويعتبر مايكل جوردن قدوة ومثل أعلى لكل لاعب كرة سلة ناشئ في مختلف دول العالم، وذلك لما حققه من إنجازات غير مسبوقة في عالم كرة السلة، فهو حاصد الجوائز ومحقق الألقاب ومُحطم الأرقام القياسية.
مايكل جوردن .. من هذا ؟
يرى أغلب النقاد الرياضيين إن مايكل جوردن سيظل متربعاً على عرش كرة السلة لفترة طويلة، وذلك لأن ما حققه من إنجازات، جعل من الصعب أن يظهر من يتفوق عليه أو يحقق إنجازات مماثلة لما حققه.. فما الذي حققه جوردن؟ وكيف كانت مسيرته الرياضية؟
الميلاد والأسرة :
في السابع عشر من فبراير عام 1963م وُلِد نجم كرة السلة مايكل جوردن ،وكان ذلك في مدينة بروكلن التابعة لولاية نيويورك الأمريكية، واسمه بالكامل بالكامل مايكل جيمس ديلوريس جوردن، وقد نشأ في كنف أسرة متوسطة الحال منتمية إلى الطبقة العاملة، وقد كان لأبويه أربعة ابناء بخلافه، وكان ترتيبه الثالث بين الابناء الخمسة.
نجم قصير القامة :
منذ صغره أظهر مايكل جوردن شغفاً كبيراً بممارسة الرياضة بشكل عامة، والرياضات الكروية بصفة خاصة، فقد كان بارع في ممارسة كرة القدم الأمريكية وكرة القاعدة وكرة السلة، ولكن الثالثة بالتأكيد كانت هي المفضلة بالنسبة له، وحرص منذ إلحاقه بالمدرسة على الاشتراك بالأنشطة الرياضية، ولكن قصر قامته كان سبباً في توقفه عن ممارسة السلة لعدة أشهر، فقد كان يبلغ من الطول وهو في المرحلة الثانوية 175 سم تقريباً، ولكنه في العام التالي كان قد ازداد طوله بمقدار 10 سنتيمترات تقريباً، وحين عاد إلى الملاعب مرة أخرى عاد بكل قوته، بعد أن استغل فترة الصيف في التدريب بشكل مكثف، فتمكن من إبهار الجميع ورفع معدلات تسجيله إلى 29,2 نقطة لكل مباراة.
جوردن في عالم المحترفين :
بداية مايكل جوردن في عالم المحترفين كانت بداية قوية جداً، ربما هي الأقوى في عالم كرة السلة أو في عالم الرياضة بصفة عامة، فأولى مبارياته مع الرسمية في الدوري الأمريكي لكرة السلة مع نادي شيكاغو، استطاع أن يسجل 16 نقطة، وهو رقم مرتفع بالنسبة للاعب حديث العهد بعالم الاحتراف، الأمر الذي جذب أنظار النقاد الرياضين إليه وأثار إعجاب مشجعي هذه الرياضة، وخلال الموسم ذاته استمر مايكل جوردن في التألق، وكان مستوى أدائه يرتقي بكل مباراة يخوضها، فارتفع معدل تسجيله إلى 28,2 نقطة للمباراة، أما مهارته في سرقة الكرة فقد بلغ معدلها 2,4 وصناعته للهجمات 5,9 بكل مباراة، أما التقاط الكرة بشكل صحيح فقد ارتفع معدله ليسجل 6,5 بالمباراة، وهذه البداية القوية دفعت الجميع للاعتقاد بأن اللاعب الشاب سيكون له مستقبل مشرق، وإنه قد يصير يوماً من أساطير رياضة كرة السلة، وللحق فإن جوردن لم يخيب ظن النقاد أو آمال الجماهير.
الانطلاق :
واصل مايكل جوردن تألقه وإبهاره للجماهير في موسمه التالي، والذي حقق فيه معدلات مهارية فاقت ما حققه في الموسم الأول، حتى إنه تساوى مع أسطورة كرة السلة ويلت تشابمرلين، بتسجيله 3041 نقطة خلال موسم واحد للدوري، كما كانت إسهاماته في المباريات من الأسباب المباشرة لتحقيق الفوز، فبجانب تسجيل النقاط فهو تصدى لـ 131 رمية من الخصم، ولم يتوقف مستوى أداء مايكل جوردن عند هذا الحد، بل استمر في التنامي ومع كل مباراة يخوضها يثبت للجميع إنه أسطورة صعبة التكرار، وبلغ تألقه ذروته في موسم 1990م حين قاد فريقه إلى المباراة النهائية في بطولة المنطقة الشرقية، وحقق خلال الموسم نفسه أعلى معدلات تسجيله، حيث بلغ 69 نقطة في مباراة واحدة كان منافسه فيها فريق نادي كليفلاند كافاليرز.
مقتل والده :
تعرض والد مايكل جوردن للأغتيال في عام 1993م، وشكل الأمر صدمة شديدة القسوة بالنسبة للاعب الشهير، ففقد رغبته في ممارسة كرة السلة واعتزل حياة الأضواء، وقد أربك قرار جوردن المفاجئ الدوري الأمريكي لكرة السلة بشكل عام، واعتبر الحدث الرياضي الأبرز في هذا العام، وتدخلت قيادت عليا في الولايات المتحدة لإقناع جوردن للعودة إلى الملاعب والمشاركة مع المنتخب القومي، ولكنه ظل متمسكاً بقراره لمدة عام كامل، إلى أن أعلن عودته في آواخر عام 1994م، وصاحبت عودته ضجة إعلامية مشابهة للضجة التي صاحبت نبأ اعتزاله.
حياته الخاصة :
الزوجة الأولى في حياة مايكل جوردن هي جوانتلا جوردن، والتي استمر زواجه منها قرابة 17 عاماً تقريباً، وأنجبا ثلاثة ابناء، ولكن علاقة الزوجين لم تكن مستقرة، وكثير ما أشيعت أخبار خلافتهما ونيتهما في الانفصال على صفحات الجرائد، ولكن الطلاق لم يتحقق فعلياً إلا في عام 2006م، وقد حصلت جوانتلا على مبلغ 168 مليون دولار مقابل تسوية الطلاق، بجانب إن المحكمة قد منحتها حق حضانة الابناء الثلاثة، وتأتي تسوية الطلاق هذه في المرتبة الثانية بقائمة أغلى تسويات الطلاق في عالم المشاهير، بعد الممثل ميل جيبسون الذي سدد لزوجته السابقة مبلغ 425 مليون دولار نظير تسوية الطلاق.. في وقت لاحق أعلن مايكل جوردن عن ارتباطه بسيدة تدعى إيفيت، استمرت علاقته بها لمدة ستة أعوام قبل أن يعلنا زواجهما بشكل رسمي، وفي فبراير 2014م رزق جوردن من إيفيت بابنتينه التوأم إيزابيل وفيكتوريا، ولا زال
معدل التسجيل بالمباريات :
من الأسباب المباشرة التي ساهمت في صناعة أسطورة مايكل جوردن في عالم كرة السلة، هو معدل تهديفه أو تسجيله في مباريات هذه الرياضة، فعلى مدار خمسة عشر موسم شارك فيهم جوردن ضمن الدوري الأمريكي لكرة السلة، بلغ معدل تسجيله حوالي 30,12 نقطة بالمباراة الواحدة، مسجلاً بذلك رقماً غير مسبوق ومتفوقاً بفارق كبير نسبي على سابقه اللاعب ويلت تشامبرلينز، والذي بلغ معدل تسجيله حوالي 30,6 نقطة لكل مباراة.
ألقابه الفردية :
حقق مايكل جوردن العديد من الألقاب ونال العديد من البطولات مع الفرق التي لعب لصالحها، وكانت موهبته بارزة على الدوام وحضوره طاغي، وهو ما مكنه من تحقيق بعض الألقاب الفردية، والحصول على مجموعة من الجوائز والتكريمات الخاصة، والأمثلة على هذا عديدة، ومن بينها:
- فاز بلقب أفضل لاعب كرة سلة في الدوري الأمريكي.
- فاز بلقب هداف الدوري الأمريكي لكرة السلة في ستة مواسم.
- فاز بلقب أفضل مدافع بكرة السلة في تسعة مواسم.
- فاز بلقب أفضل سارق للكرات في أربعة مواسم، وهي إحدى المهارات المميزة في رياضة كرة السلة.
- تم تصنيفه كأغلى لاعب خمسة مرات من قبل اتحاد كرة السلة الأمريكي.
- تم اعتباره أفضل شخصية رياضية في جيله بأكثر من استفتاء.
تأثيره وإنجازه :
إنجازات مايكل جوردن المتمثلة في الألقاب والجوائز والبطولات عديدة، أما الأثر الأكبر الذي تركه من خلال مسيرته الرياضية، يتمثل في اعتبار النقاد الرياضين له العمود الفقري بالنسبة لمنتخب الولايات المتحدة لكرة السلة خلال الثمانينات والتسعينات، ويرون إن مشاركات جوردن ضمن صفوفه، كانت سبباً رئيسياً ومباشراً فيما حققه المنتخب الأمريكي من بطولات خلال تلك الفترة، وهو بالنسبة للكثيرين اللاعب الإفضل في تاريخ هذه الرياضة على الإطلاق.
بعد الاعتزال :
في عام 2003م اعتزل مايكل جوردن عالم الرياضة بشكل رسمي ونهائي، ولكنه لم يستطع الانقطاع عنها بشكل تام، فاختار المجال الرياضي لاستثمار أمواله ومدخراته، فهو أكبر مُلاك نادي تشارلوت هورنتس لكرة السلة، والذي يشارك في الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين، ويعتبر جوردن هو أغنى شخصية رياضية في التاريخ، فبحسب صحيفة لوفيجارو الفرنسية فإن ثروته تقدر بحوالي مليار دولار، وجاء في المرتبة الـ1741 بقائمة أثرياء العالم بحسب تصنيف مجلة فوربس.
أضف تعليق