تقع بحيرة لوخ في استكلندا وتعد اكبر بحيرة للمياه العذبة فيها، وقد ظهرت اسطورة وحش البحيرة في مطلع ثلاثينيات القرن العشرين على يد احد حراس البحيرة، اذ قام بنشر تفاصيل مرعبة عن شهادات لزوار البحيرة، وقد وضع بعض التفاصيل عن شكل الوحش اذ بين انه يشبه الى حد كبير الديناصورات من حيث الحجم وقد يكون احد انواع التنانين، وقد اكتسب الوحش اسم شهرة هو نيسي او نسينغ لاعتقاد السكان انها انثى لاحد المخلوقات العملاقة فيما اطلف عليه العلماء اسم نيسيتيراس رومبوبتيريكس وتعني وحش بحيرة نيس ذو الزعانف الذهبية، ولم يثبت الى اليوم اي دليل قاطع على وجود مثل هذا الحيوان وان كل ما تم نشره كان عبارة عن هلوسات و كذب متعمد للحصول على الشهرة .
ظهور وحش بحيرة لوخ نيس
ظهر اول وصف لوحش نيس في الصحف المحلية عام 1933 على يد الصحفي الكس كامبل الذي وضع تصوره لكائن شبيه بالتنين يعيش في بحيرة نيس وفيما بعد جاءت بعض المقالات من احد الزائرين للبحيرة يؤكد رؤيته للوحش وهو يصطاد كائنا من على شاطيء البحيرة ويعود به الى المياه، ونظرا للاهتمام البالغ من الصحافة والتهويل الذي رافق الروايات الغريبة عن هذا الكائن اضطرت الدولة الى الاعتراف بوجوده وتم استفار كافة وحدات الشرطة حول البحيرة لمنع الاعتداء عليه بإعتباره ثروة قومية, ومنذ اللحظة الاولى ظهرت عدة اوصاف مختلفة وتكاد تكون لعدة انواع من الكائنات فمن الكتاب من وصفه كسمكة عملاقة ومنهم من اعطاه شكل الافعي العملاقة او التنين وعلى ذلك اختلفت التسميات التي اعطيت له لكن بقي اسم ” وحش بحير لوخ نيس هو الاكثر رواجاً وديمومة في الصحافة .
كان من الممكن ان تنتهي قصة وحش البحيرة خلال عدة اشهر لكن ظهور اول صورة له جعلت الامور تأخذ منحى اخر فقد نشر رجل يدعى ” هيو غراي ” صورة لشيء غامض يشبه زعانف كائن بحري ضخم يظهر على سطح الماء وذلك عام 1933ميلادية، و قال هيو انه رأى هذة الزعانف تتحرك فوق المء وكأن الكائن كان يسبح تحت سطح الماء مباشرة، لكن الصورة لم تظهر رأس الكائن او تفاصيل اخرى عن حجمه وشكله، الى ان جاءت صورة صدمت الجميع عرفت بصورة ” الجراح ” والتي التقطها الطبيب البريطاني روبرت ويلسون ويظهر فيها رأس الوحش ورقبته الطويلة، واعتبرت هذة الصورة افضل دليل على وجود وحش البحيرة الى ان تم اثبات انها لم تكن الا خدعة تصويرية وان الوحش المزعوم لم يكن سوى جسم لم يتعدى طوله المتر الواحد وذلك في العام 1994 حيث اعترف الشخص الذي ساعد الطبيب روبرت في عمل هذة الخدعة عن طريق عمل مجسم للوحش من الخشب البلاستيكي الخفيف بحيث يطفو على سطح الماء, وقال انه فعل ذلك لينتقم من الصحافة التي سخرت من شهادة سابقة ثبت انها عن أثار اقدام مزيفة لوحش البحيرة .
مشاهدات متنوعة
الصور الجامدة لم تكن الوسيلة الوحيدة التي وثق فيها البعض مشاهداته الغريبة في بحير لوخ نيس فقد ظهرت عدة افلام قصيرة يظهر فيها جسم غريب يطفو على سطح المياه وكان ابرزها، التسجيل الذي قدمه سائح جنوب افريقي يدعى تايلور حيث رصد تحرك جسم غريب على سطح المياه في عام 1938 لكن تم اثبات انه لم يكن الا جسم جامد، كذلك الفيلم الذي نشره مهندس الطيران دينسدايل ويظهر فيه جسم ينتج امواج غريبة لا تشبه الامواج الصادرة عن القوارب وذلك في عام 1960 وهذا الفلم شكل تحديا حقيقيا امام المشككين بوجود الوحش اذ اظهرت النسخة المحسنة من الفلم انه لا يمكن مقارنة هذة الجسم بأي نوع معروف من القوارب، وتوالت الافلام والصور المفبركة في الظهور حتى يومنا هذا فقد قدم شخص يدعى غوردون هولمز في عام 2007 فيلما اخر لجسم غريب لكن عدم وجود اي مظهر طبيعي يمكن مقارنة حجم الكائن او الجسم به جعله يفقد كثيرا من مصداقيته، فيما يعد فيلم ديفد الدر هو الاحدث فقد قال انه استطاع تصوير موجة مفاجئة ظهرت في الماء يظن انها نتيجة حركة جسم ضخم داخل الماء وذلك في عام 2013، لكن على ما يبدو ان الموجة كانت نتيجة هبوب رياح موسمية .
تفسيرات وحش بحيرة لوخ نس
ومنذ العام 1933 وع اول ظهور لقصة وحش البحيرة الضخم ظهرت عدة خبراء مصدقين لهذة القصة ويسعون ليلا نهارا لالتقاط الصورة الاكثر وضوحا له بينما يقف على الطرف الاخر عدد لا بأس به من الخبراء المشككين والذين يسعون لدحض كل رواية تنشر عنه، ونتيجة هذة الجهود المنتاحرة ظهرت عدة تفسيرات بعضها يدعم وجود الوحش وبعضها ينسف القصة من اساسها ويعتبرها كلام تافه لا طائل منه واهم هذة التفسيرات :
1- وجود حيوانات بحرية او برية تم تحديد هويتها بشكل خاطيء ومثال ذلك الفقمات او الانقليس الذي قد يظهر بعدة حدبات على سطح الماء كما لم تستبعد بعض الرويات المشككة تصوير فيل يسبح ويظهر خرطومه فقط على انه رأس الكائن ورقبته, ويرى المشككون ان الخطـأ نجم عن عدم القدرة على تحديد حجم الكائن الحي عند رصده على سطح مياه البحيرة من بعيد كما انه من الصعب تحديد ملامح واضحة له .
2- وجود اجسام جامدة طافية على سطح الماء مثل الاشجار او البراميل التي قد تسقط في المياه
3- فسرت شهادات رؤية امواج بحرية مفاجئة على انها نتيجة رياح موسمية، كما ان شكل البحيرة الطولي يجعل امواجها مميزة مما يجعل البعض يعتقد بوجود حركة لكائن ما تحت الماء
4- وجود غازات حبيسة اسفل مياه بحيرة لوخ ,حيث تخرج على شكل دفعات مما يتسبب بظهور مساحات من الفقاقيع بشكل مفاجئة ويوهم الشخص بإن هناك كائن تحت سطح الماء
5- الخداع الذي امتهنه كثير من محبي الشهرة وجني الارباح السهلة او لأي سبب اخر من خلال نشلار صور وافلام مزيفة للوحش وهذا المثال واضح في صورة الجراح التي شغلت الناس لعدة عقود
6- حيوانات البلصور العملاقة وهذا تصور بعيد جدا اذ لا يمكن لها العيش في بحيرة بحجم بحيرة لوخ نيس الصغيرة نسبيا مقارنة بحجم هذة الكائنات
7- وجود بعض الحيوانات التي يعتقد انها انقرضت من زمن مثل بعض انواع اللافقاريات العملاقة وهذة النظرية مستبعدة ايضا كونه لم يثبت تسجيل اي نوع منها الى الان في البحيرة
8- احد انواع البرمائيات مثل السمندل الذي يمكن ان يضلل الناس عند رؤيته من مكان بعيد نسبيا .
وبين من يؤمنون بوجوده ومن يشككون هناك عشرات الاف الصور والافلام والشاهدات التي تؤكد رؤيته، حيث تم اثبات خطأ بعضها بسهولة بينما احتاج البعض الاخر لعقود لإثبات الخداع الموجود فيها, فيما لا تزال عدد من الصور والافلام عالقة وبحاجة لمزيد من التحقق، ويمكن القول ان وحش بحيرة نيس هو احد ابرز الامثلة على عدة وحوش ظهرت نتيجة وهم او خداع البعض وكذبهم او نتيجة موروث ثقافي معين، وقد عجز العلم الحديث الى الان عن تقديم اثبات او نفي بوجود مثل هذة الوحوش الغريبة .
أضف تعليق